هذه رسالة ذاتية من انسان مسلم
مصري بسيط لا ينتمي لأي تيار أو فصيل سياسي أو ديني
ولا يبتغي سوى وجه الله تعالى
وصالح الأرض التي نشأ منها وصالح الانسانية جميعها
في بدايات الولوج داخل الألفية الميلادية الثالثة
والتي بفضل التقدم العلمي والتقني شب العالم عن طوق الجمود
واصبحت الانسانية في تقدم مستمر دون أن نشارك فيها
بل نحن لها مستهلكين
ووهبنا الله جل وعلا دينا سيظهره على الدين كله ، ونعيش مناخ معتدل وعلى تراب تبلور فيه التفرد من تقديس وتجلي وكلمات الله المباشرة
وبركة يشترك فيها معنا بعض إخواننا العرب .
بل وقبلة واحدة نتجه إليها جميعا .
لذلك أجد من حقي كإنسان مسلم أن يصلني دينى بصورة غير مشوهة
فما يقدم لا يليق بأي حال مع الهبات التي أكرمنا الله بها
ورسالتي موجهة إلى كل مسلمي المعمورة لأنها تخصهم فرادا
وعلى الأخص قياداتنا الدينية الذين نسير على هديهم أو ضلالهم
قبل البدء في كتابة هذه الكلمات خشيت على نفسي لمباشرة الخطاب والتصاقه بالواقع المصري من احتمال
الاغتيال بأيدي أي من الموتورين
أو أمثل أمام محكمة غير منصفة وأودع السجن وقد ألاقي بشاعة التعذيب .
أو أن أقدم لمحاكمة عادلة
وهذا ما اتمناه لصالح أمتي والعالم .
هذا هو ما انتظر مواجهته رغم أني انسان بسيط مسالم قد بلغني الكبر ، ولم أكن يوما شاكيا أو مشكوا في حقه أمام أي جهة طوال حياتي .
وانتهيت إلى أن نفسي لا يجب أن تكون عزيزة على في حين أرى من يضحون بأنفسهم وأهليهم لما يرونه صحيحا خدمة لأوطانهم
كما أن حياتي لا تساوي شيئا أمام رسالتي التي أعتقد في صحتها ونفعها للأمة الإسلامية ، والتي حاولت توصيلها إلى كافة من استطعت الوصول إليهم ، وخاصة قادة الفكر والعلم والدين والاعلام على مدى 33 سنة " جيل كامل "، والتي تعامى عنها الكثيرون .
وأعتقد أن الأوان قد آن لقبولها بسبب الحالة التي نعانى منها والتي نعيها جميعا بما نعيشه من تصاعد الانقسامات والاستقطابات وصراع تراق فيه دماء
في وجود الكثيرين من أصحاب الرغبة الصادقة والذين يحاولون انهاء هذه المشكلة دون أمل واضح
وبعيدا عن الحالة السياسية التي يهتم بها الجميع
فكيف ترونها ياسادة من جانب الحالة الدينية ؟ .
حينما أفكر في هذا الذي نشاهده على الساحة المصرية من اختلافات واسعة واستقطابات حادة نتيجة التحديات بسبب ما يسمى بالاعلان الدستوري
وبعد أن خرجت بعض دعاوي التكفير من القوى الاسلامية ، واستخدام المساجد لفرقة المسلمين إلى فريقين ، من مع قرارات الرئيس " مؤمن "
ومن سموهم بتحالف قريش اشارة للقوى المدنية بما يعني أنهم " كفار " مما قد يتسبب في حرب أهلية
فكان ولابد من إظهار حقيقة هذا الأمر كما أرى من خلال رسالتي هذه
وأبدأ بتذكيري لقول الله تعالى ، وهو بعض مما أئتم الناس به في صلاة العشاء الشيخ حسان بميدان النهضة في مليونية " الشريعة والشرعية " :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)
وأتساءل :
هل ما نعيشه من اختلافات بينة واستقطابات حادة داخل المجتمع المسلم بين مسلمين يقولون جميعا
" لا إله إلا الله محمد رسول الله "
وهل ما تنطق به تلك الآيات الكريمة بما حذرنا الله تعالى منه تحذيرا شديد اللهجة من أن لا نكون مثل الذين تفرقوا واختلافوا ، وكامل كتب التفسير المعتمدة لدينا تؤكد أن المقصود هم نحن " لا نكون مثل من فعلوا ذلك " .
هل يوجد وضوح أكثر من ذلك ؟
وهل هو نفس ما نعيشه من فرقة واختلاف ، وبذلك ينطبق علينا حكم تلك الآيات ؟
فإن كان الأمر كذلك ؟
فهل نعيش حالة كفر كما وصفتها تلك الأيات الكريمات وأكدت عليها التفسيرات
وعليه
ولم نستحق هذا العذاب العظيم هذا الذي استحقته كل من الفئاة التالية :
"الذين كفروا 7 البقرة" ، "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها 114 البقرة" ، "الذين يسارعون في الكفر 176 آل عمران ، 41 المائدة" ، الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا 23 المائدة " ، من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق 101 التوبة" ، "بما صدتم عن سبيل الله 94 النحل" ، من شرح بالكفر صدرا 106 النحل" ، والذي تولى كبره منهم – الإفك – 11 النور" ، الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات 23 النور" ، الأفاك الأثيم 7 الجاثية" .
أعتقد أن الإجابة هى :
تساوى العقاب = تساوى الجرم
فالمتفرقين المختلفين مثلهم مثل الفئات المذكورة أعلاه
والسؤال
على من يقع عبيء الحالة المصرية الآن من الفرقة والاختلاف ؟
ومن الذين ستسود وجوههم ، ومن الذين ستبيض وجوههم
هل هم من يطالبون بالحكم المدني ، ويرفضون الشريعة المختلف حولها " أصحاب التوافق "
أم رافعي لواء الشريعة والتي لا يستطيع أي فصيل أو جماعة منهم الادعاء بأنه يملكها وحده " اصحاب الاختلاف "
وما استوفني حقيقة اختيار الشيخ حسان لتلك الآيات التي ائتم الناس بها في الصلاة
وحين قراءته إياها خاشعا كأنه يستشعر بصدق أنه ممن ستبيض وجوههم وكذلك المصلون من خلفه
وهذا احساس صادق لا يستطيع انكاره أحد
ووجدت الإجابة في كتاب الله عن مثل هذه الحالة كإحتمال في قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف
أقدم هذا التساؤل بكل الحيادية إلى كامل قياداتنا الدينية
حتى نخرج من الورطة التي وضعنا أنفسنا فيها
على من يقع عبيء الحالة المصرية الآن من الفرقة والاختلاف ؟
كيف نعيش ياسادة بما نحن فيه من اختلاف وفرقة في عالم متسارع التطور بسبب تكامله
ألا تجدوا ياسادة حالة الاختلاف والفرقة ومظاهرها التي وقعت فيها كل فئات المجتمع .
فليس غريبا في حالتنا هذه أن نجد في الحوارات الدائرة على الفضائيات المعارضين لقرارات الدكتور مرسي يقولون بالتوافق
والمدافعين عن القرارات لا يأبهون بالفرقة والاختلاف وانقسام المجتمع
بل ويكرسون لها بالقول بأن الاختلاف سنة كونية .
وهذا حقيقي ومغالطة في آن " كلمة حق يراد بها باطل " لأن الله أخبرنا بأن الاختلاف بين الناس سيظل قائما إلى يوم الدين " بين الناس بصفة عامة " ، وهو مغالطة للتحذير من الاختلاف والفرقة داخل الأمة الواحدة ، وهذا ما بينته الآيات أعلاه .
وحسب فهمي وإلا تفككت الأمة وتشظت مثلما نعيش
ثم تلاشت وهذا هو المتوقع ان استمر الحال على ما هو عليه
وهذا لا يريده الله للإسلام ، فقد نستبدل بغيرنا .
وللأسف فقد تم تكريس الاختلاف داخل مجتمعاتنا بالقول " الاختلاف رحمة " حتى أصبح لا يستطيع أحد أن ينكرالاختلاف أو يستهجنه ، وأقصي ما يقولون به هو " أدب الاختلاف " والذي هو في حقيقة الأمر أدب التنوع وليس الاختلاف .
لأن المغالطة أتت نتيجة خلط معنى الاختلاف والذي هو الجمود الفكري مع ما يجب أن نعيشه من تنوع يهدف إلى التكامل الذي تنشده كل فئات المجتمع " تفاعل للإثراء " .
والكفر تلك الكلمة التي ينفر منها الجميع سواء من كان داخل حالتها أو خارجه
لها وجوه متعددة وليس لها وجه واحد
لا يظهرون لنا منها سوى وجه واحد هو " الكفر بالله "
ولكن في حالتنا هذه والتي اقترن بها الكفر بالاختلاف والفرقة فهو كفر بتوحيد المسلمين خلافا لما أمرنا به الله من أوامر عليا
وقد تم التكريس بأن ننكر التكفير ضد أي أحد إلا من جهر به .
لأن كل فرقة اسلامية تكفر الآخرى " حديث الـ 73 فرقة "
فكان حتما أن ترضى كل جماعة منهم بما لديهم فرحون
حتى يهنؤوا بما لديهم واتقاء شرور غيرهم من الفرق الاسلامية الأخرى أن يرموهم بذات التهمة فتوافقوا ضمنا على انكار التكفير .
وأصبح تكفيرهم لبعض في مرتبة دنيا بحيث لا تأجج إلا في حالة تصادم المصالح ، كما بدأ يحدث الآن في مصر .
فالتيارات الدينية وعلى رأسها الحرية والعدالة قد آمنت قبل تولي الرئيس مرسي بوحدة المصريين هكذا أعلنت .
ولكن بعد توليهم الرئاسة كفروا بوحدة المصريين .
ناهيك عما كلفوا به وغيرهم من السعي لتوحدة المسلمين الذي تغافل عنه الجميع .
ومن العجيب جدا أن القرآن الكريم لم ينزل من عند الله إلا لحل مشكلة الاختلاف بين الناس ابتداءا من وحدانية الله وانتهاء بأصغر الأمور التي نعيشها .
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)
فبدلا من أن نفهم رسالة الله " القرآن الكريم " فهما صحيحا على أساس علمي ، لنقدمه للناس لتوضيح وبيان ما اختلفوا فيه " رسالة الاسلام " لجأنا نحن إلى مناهج عشوائية وتأويلات متعددة للقرآن " بغيا "
وعليه وقعنا نحن في الاختلاف ، الذي طولبنا بإخراج الناس منه
فقد قصرنا ولم نبلغ رسالة الاسلام كما أراد الله لنا ،
وندعي بأننا حماة الاسلام " فليس بعد الكفر ذنب "
وإلا وجب عليكم ياسادة تبرير موقفكم من شق المجتمع المصري نصفين ، ناهيك عن فرقة الأمة الاسلامبة واختلافاتها وما جر علينا هذا من أهوال
عسى أكون مخطئا إن كانت لديكم مبررات ؟
وليست حالة الصراع بين المصريين هى الحالة الوحيدة للأسف بل في كثير إن لم يكن كل دول منطقتنا العربية
فلا مخرج من التزامنا بالسعي حثيثا للخروج من هذه الحالة وفورا
وخاصة بعد أن بلغنا تشخيصها
قد يكون هناك مبررات سواء معلنة أو مبطنة حميدة أو خبيثة لهذا الذي يسمى اعلان دستوري ، ولكن الأخطار من فرضه " فرقة المجتمع المسلم " جريمة أكبر كثيرا بما لا يتناسب مع أي من هذه المبررات
فالكفر رغما عن أن له دلالات متعددة إلا أن معناه واحد وهو
" الانكار "
وأنتم تنكرون ياسادة حقوق الشعب المصري وحرياته ولا ترون سوى انفسكم
وحتى من تقولون عنهم بالفلول لهم كل الحق أن يعيشوا آمنين في أوطانهم ، ومن يتخطى القانون يطاله القانون .
وهنا أتساءل هل لفظ الكفر وتصريفاته الذي تكرر في القرآن الكريم 524 مرة جاء عبثا ولا يشير لأي أحد أو حالة ، وقد قصرناه على الكفر بالله فقط رغم أن له صور عديدة .
نعلم جميعا أن العلاقة بين العبد وربه فردية ولا سلطان لأحد عليها
ولكن ماذا عن حالة الاغتصاب الواضحة للعيان
إن لم يكن التراجع من منطلق سياسي ، فيجب أن يكون على الأقل من منطلق ديني .
وإن كان من حق أي أحد أن يكفر فليس من حق أي أحد أن يدفع المجتمع إلى حافة الهاوية والتي نوشك أن نقع فيها .
وهذا ما واجهت به الدكتور أبو المجد والدكتور العريان في مؤتمر الربيع العربي والذي هو بمثابة شرارة لثورة على الفكر الديني على الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=KZ_xSN7l8cE
إخواني لا ضير من كل ماجرى ، إذا توجهنا إلى الله ساعين الخروج بصدق بمجتمعنا من حالة الكفر التي أوجدنا أنفسنا فيها ، إلى حالة الإيمان والنور والذي هو التقدم
وهذا ليس ببعيد على الله ، لكى ننعم جميعا بنعم الله علينا .
اللهم وفق ولاة أمورنا إلى الحق الذي هو الأحق أن يتبع .
احمد شعبان محمد