ماذا يتعلم الارهابيون في معسكرات التدريب .. بعض الرماية وصنع القنابل وكثير من التلقين
ترجمة: أحمد الليثي - يقول المحققون الامريكيون ان "فيصل شاهزاد" المشتبه به في المؤامرة الفاشلة لتفجير ميدان تايمز سكوير في مدينة نيويورك، تلقى تدريبا على صنع القنابل في معسكر تدريب بمنطقة وزيرستان الباكستانية.
وبالرغم من طريقة عمل الهواة التي اتبعها "شاهزاد" في محاولة تفحير تايمز سكوير - على سبيل المثال، نسي ان يأخذ مفاتيح سيارته قبل هروبه - فإن الكثير من المراقبين يتساءلون الآن: ما الذي يتعلمه المرء بالضبط في معسكر لتدريب الارهابيين؟
في البداية يلاحظ ان معسكرات تدريب الإرهابيين اليوم لم تعد كما كانت من قبل.
المعسكرات التابعة لتنظيم القاعدة الان مترامية الاطراف، تقع داخل مزارع قرب قندهار في أفغانستان – حيث يعتقد أن أسامة بن لادن الذي خططوا لهجمات سنتمبر يختبئ هناك - وبها كل وسائل الراحة وميادين الرماية.
واليوم يعتمد تنظيم القاعدة على اجراء معظم التدريبات بالاستعانة بجماعات باكستانية متشددة مثل جماعة طالبان باكستان وجماعة عسكر طيبة - المتهمة بالوقوف وراء هجمات مومباي عام 2008.
وتضم هذه المعسكرات مجموعات صغيرة من المتدربين، بالاضافة الى واحد أو اثنين من المباني المؤقتة لتجنب اكتشافها عن طريق الأقمار الصناعية أو عملاء المخابرات.
وتقوم الجماعات المتشددة بتقاسم الموارد عندما يتعلق الأمر بالتدريبات لتقليل النفقات.
ووفقا لبعض التقديرات، فإن هناك نحو 40 معسكرا لتدريب المقاتلين في جميع أنحاء باكستان.
والتسجيل للالتحاق ببرامج تدريب المتشددين ليست بالعملية السهلة، خاصة بالنسبة للأجانب.
فجماعات مثل طالبان الباكستانية - التي دمرت ضربات امريكية باستخدام طائرات بدون طيار عددا كبيرا من معسكراتها في الاشهر الاخيرة - تشعر بالقلق الشديد من الغرباء، حتى انها تعتبر أي شخص يبحث عن التدريب هو في الاصل جاسوس حتى يثبت العكس.
وأدرك خمسة من الشباب الأمريكيين هذه الحقيقة فى ديسمبر الماضى عندما تم احتجازهم من قبل السلطات الباكستانية بعد أن رفضت عدة جماعات متشددة قبولهم للتدريب معهم.
لكن المتشددين من أصل باكستاني - مثل "شاهزاد" - تكون احتمالات التحاقهم بمعسكرات التدريب اكبر بسبب وجود قريب أو صديق يشهدوا لهم.
كذلك فإن مجموعات متشددة غربية - مثل ما تسمى بـ "طالبان الألمانية" – تجري اتصالات لفحص المجندين المحتملين القادمين من الخارج.
ويقول مسؤولون امنيون باكستانيون انه بعد ان تتوافر متطلبات القبول فيك، تلتحق باحد معسكرات تدريب المجندين التي تضم فقط نحو 20 مقاتل، كما أن المناهج الدراسية قد تختلف من معسكر لآخر.
ويبدأ اليوم العادي مع صلاة الفجر، تليها عظة حول أهمية الجهاد.
بعدها تبدأ التدريبات البدنية والتدريب التنفيذية التي تستغرق النهار بأكمله.
وعادة ما يكون المدربين اشخاص مخضرمين من الجهاديين، او اعضاء في جماعات مثل جماعة عسكر طيبة الكشميرية أو أعضاء منظمة جيش محمد، او حتى اعضاء سابقون في اجهزة الاستخبارات الباكستانية الذي ينضمون لـ "هيئة التدريس".
اما المساء فهو وقت التلقين، حيث يحتاج الطلاب المنضمين لمعسكرات التدريب - خاصة الاجانب - إلى مزيد من الاقناع، بخلاف المتطوعين المحليين الذين يجبرون على الحضور من قبل أسرهم أو المدارس الدينية التي ينتمون اليها.
ويعرض للمتدربين مشاهد فيديو تصور الفظائع التي يرتكبها الغرب ضد المسلمين لتبديد أي شكوك بشأن قضية الجهاد.
وعادة ما يتم إعطاء الدروس للمجندين حول كيفية التعامل مع الأسلحة الصغيرة مثل المدافع الرشاشة من طراز ايه كيه كيه 47s والقذائف الصاروخية، وتكتيكات مهاجمة القوافل العسكرية، وتعليمات زرع الألغام.
وفي عام 2001 كانت معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة تدرب المجندين على بنادق القنص وقذائف الهاون، ولكن هذا الامر اصبح نادرا اليوم.
والمجند الذي يظهر براعة وسرعة في التدريب يحصل على تدريب أكثر تخصصا في مهارات صنع القنابل أو تنفيذ العمليات.
ونادرا ما يقوم احد من الأجانب الذين تلقوا تدريبات في هذه المعسكرات، او اعضاء جماعات مثل طالبان الباكستانية بتنفيذ هجمات أهداف خارج باكستان أو أفغانستان.
لذلك فمن الصعب معرفة أي نوع من التدريب المتخصص ربما حصل عليه "شاهزاد" أو لماذا بدا انه لم يكن مستعدا لتنفيذ مهمته.
وتقول احدى النظريات إن "شاهزاد" كان يحاول ان يثبت ولاءه للترقي في الجماعة وتلقي تدريبات أكثر تقدما.
لكن يبدو واضحا انه بالرغم من وجود أدلة وافرة على مشاركة طالبان باكستان في محاولة تفجير ميدان تايمز سكوير، الا ان الرحكة لا تبدو قلقة من الاعلان عن ان المفجر هو احد اتباعها.