بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين(محمد) الرسول النبي الامي
السلام عليكم
م/وعلم آدم الاسماء كلها
1-يخبرنا الباري عز وجل وهو الحق سبحانه وتعالى(وعلم آدم الاسماء كلها)الاية31- سورة البقرة.تتحدث اغلب التفاسير ان الله العزيز الحكيم علم آدم عليه السلام كل كلمة وما تعنيه كما يبدو ظاهر الجملة القرانية الكريمة وارى ان هذا القصد لايليق بمقام الباري عز وجل لان اياته اشارات الى طريق الهدايه ولا يمكن ان تكون تلقينا اقل بكثير من الامكانات التي وضعها في الانسان(الرحمن.علم ا لقران.خلق الانسان.علمه البيان)الايه1-4 سورة الرحمن.
ولذلك اقول ان الله سبحانه وتعالى علم آدم عليه السلام(كيفية التسميه)اي قواعد التسميه اذا جاز القول ثم انطلق آدم عليه السلام يسمي الاشياء على تلك
القواعد,والان سنحاول التعرف على تلك القواعد بعد الاتكال على الحي القيوم عالم الغيب والشهادة.
2-ارى ان الاسم يجب ان يحمل سمات لمسمى لا يشترك بها مع اي مسمى اخر(يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا)الايه7-
سورة مريم.,وهذا يعني ان الاسم (يلبس) المسمى بكل دقه,لايكون فضفاضا ولا ضيق,وهذه الخاصية تجعل اللسان وسيلة للاتصال في تمام الكفاءه
اذا جاز القول,ومن جانب اخر يكون الترادف للكلمات هو اضائة الكلمة لجانب من نورها في فضاء مقارب للكلمة الاخرى ولا يمكن ان يكون تطابق.
(هذا الكلام عن القران المجيد فقط).
3-واقع الحال للالسن التي ابتكرها البشر يخلتف بشكل كبيروكما يلي:-
ا-اظن ان الاقوام الصفراء والصينيين مثلا لسانهم على شكل مقاطع ذات معاني تتراوح بين الحرف والعبارة وربما الجملة وبذلك يكون اللسان
فضفاضا يجعله قولا لا يفقه كنه(مكنوناته)(حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا)الاية93-سورة الكهف,انهم لايفقهون
القول لانهم لايعرفون الكلام الدقيق .
ب-اغلب الالسن الحيه كما تسمى تتشابه ظاهريا مع العربيه من ناحية القواعد الاعرابيه ولكنها لا ترقى الى اللسان العربي الذي فضله الباري عز وجل
على الالسن الاخرى والحمد لله على فضله العظيم(وهذا لسان عربي مبين)الاية103-سورة النحل,ومثال على ذلك كلمة(جلب)جاءت في القران الكريم
لمرة واحدة(واجلب عليهم بخيلك ورجلك)الاية64-سورةالاسراء,هنا المعنى في السان العربي يفيد الجمع بالاضافه الى معنى الايتاء القريب من المعنى
لكلمة bringفي الانكليزيه وهذه الاضافه تغني المعنى بشكل كبير.
4-احسن الاسماء لله سبحانه وتعالى(قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى)الاية 110-سورة الاسراء,ونلاحظ ان الصيغه الاعرابيه
في جميع اسماء الله الحسنى هي(المصدر),والمصدرهو فعل في مطلق الزمان والمكان مما يدل على الثبات ولله القول الثابت في الدنيا والاخره والحمد
لله بهاء حسنه وجماله,وكذلك ارى ان الدعاء لله يكون عندما يتعلق الامر بالالوهيه(شهد الله انه لا اله الا هو)الاية18- سورة ال عمران والدعاء للرحمن
يتعلق بالربوبيه(رب السموات والارض ومابينهما الرحمن)الاية37- سورة النبأ.
5-الرسول الكريم(محمد) اسمه مصدر ميمي اعرابيا وبذلك يكون من احسن الاسماء(واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد فلما جائهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)الاية6-سورة الصف,وارى ان الاسم(محمد)
افضل من الاسم المصدر(حمد) لذلك اشار له الباري عز وجل باسم(احمد) والله اعلم.
6-ان الله سبحانه وتعالى سمانا المسلمين وهو مصدر ميمي اعرابيا ايضا ولذلك هو من احسن الاسما ءوالحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تعد ولا
تحصى(وجاهدوا قي الله حق جهاده هو اجتبكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هوسماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو موليكم فنعم المولى ونعم النصير)الاية 78-سورة الحج.
7- ان عيسى عليه السلام اسمه (المسيح) وهو مصدر اعرابيا(اذ قالت الملائكه يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في
الدنيا والاخرة ومن المقربين)الاية45-سورة ال عمران,كذلك مريم عليها السلام اسمها مصدر من المرام او القصد(فلما وضعتها قالت ربي اني وضعتها
انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)الاية36-سورة ال عمران.لاحظ اخي القارئ ان ام مريم عليها السلام كانت تريد ذكر محررا لعبادة الله عز وجل فوهبها الحكيم العليم انثى ورغم منطقها المتماسك بان الذكر ليس كالانثى
لكن ايمانها القوي بالخلاق العظيم جعلها ترى فيها مجمع المرام فسمتها (مريم)وظهر امر الباري عز وجل عندما اصطفاها على نساء العالمين وهذا نور وهاج يدلنا على ان الامور مهما بدت لنا صحتها فان اتباع امر الله هو الخير كله.
8-اصبح واضحا ان احسن الاسماء تكون بصيغة المصدر الاعرابيه عدا اسم (يحي)عليه السلام فهو فعل مضارع(يا يحي خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم
صبيا)الاية12-سورة مريم,وارى في ذلك ان (يحي) عليه السلام كان آية من الباري عز وجل وبلغ قمة الاداء الانساني عندما اوتي الحكم صبيا ولذلك
على من يختار الاسم بصيغة الفعل المضارع فانه يفرض على المسمى (حضور)اعلى الامكانات في الحكم وهو امر شديد على اغلب الناس.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.