لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ
عيد التضحية والفداء أم عيد الروث والدماء.!؟

محمد عبدالرحمن محمد في الجمعة ٢٦ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

  • كل عام وجميع كتاب وقراء أهل القرآن بخير وسلام بمناسبة عيد الأضحى المبارك .
  • أكتب  خواطري اليوم بلونٍ قريب إلى لون الدماء المسالة في شوارع مصر كلها وعلى وجه الخصوص شوارع القاهرة الكبرى،اليوم هو الأول من أيام العيد الكبير عيد الأضحى المبارك أو عيد التضحية والفداء.. فهو رمز للفداء والايمان والتقوى واليقين.
  •  عندما أمر الله تعالى نبيه ابراهيم بذبح ابنه في رؤيا هى أمر وإلهام من الله تعالى .. وأذعن ابراهيم للأمر وراح يذبح ابنه الذي كان صابراً مع ابوه ابراهيم في الابتلاء الذي  كتبه الله تعالى عليهما..
  •  سلما أمرهما لله إيماناً ورضاً وثقة واحتساباً، وراحا الاثنين ينفذان الأمر .. ولما نجح الخليل وابنه اسماعيل في الرؤيا  ، فقد فدى الله تعالى وهو خير الفادين فقد فدى اسماعيل الذبيح بذبح عظيم.
  •  ومن يومها فذبح الأضاحي ليأكل منها البائس والفقير هو من شعائر ملة أبونا ابراهيم  وسنة عن الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وخصوصاً في العيد الأضحي وهو أول أيام التشريق،
  • وإذا كان الحاج  إلى بيت الله الحرام قد فرض الله تعالى عليه أضحية  هى من مناسك الحج وهو في أداء فريضة  الحج ولن يكتمل منسكه إلا بالذبح والتقرب لله تعالى وإطعام الفقراء والمجاورين لبيت الله الحرام و إطعام كل مسكين وبائس وفقير على وجه الأرض في العالم الاسلامي وغيره.
  •  فلماذا يقوم المسلمين الذين لايؤدون فريضة الحج بالذبح في هذا الوقت بالذات في يوم واحد هو أول أيام التشريق بعد النزول من عرفات..!!؟؟
  •  أنت يا أخي المسلم غير الحاج في وطنك لماذا تكلف نفسك عناءاً وجهداً في شراء ذبيحة غالية الثمن في هذا الوقت فالذبائح من الضأن والماعز والبقر والجمال يزداد سعرها أضعافاً  ليذبح كل المؤمنين بطقوس الأضحية لغير الحاج في يوم واحد بل وفي ساعة واحدة..
  •  مما يجعل حياتنا في هذه الساعة جحيماً... بلون الدماء المسالة في الشوارع والأزقة وأمام أبواب العمارات والمحلات وأحياناً أمام المساجد،يكون الذبح وتتحول مداخل الأحياء إلى برك ومستنقعات من الدماء المسالة  ولكي لا تتجلط الدماء المسالة في مداخل العمارات يقوم المضحي المفروض أنه( التقي) ، يفتحون صنابير المياة وخراطيم المياة لإزالة الدماء المتجلطة أو قبل تجلطها بكميات مهولة من المياة تنساب بحوراً وبِرَكَاً في الشوارع وفي الأحياء وعندما يكون الشارع به انحدار من أعلى إلى أسفل تنساب  المياة المدممة بحوراً سريعة الجريان تأخذ الشارع  المنحدر من أوله لآخره.
  •  بعدها بعدة ساعات يتحلل الدم المتخثر بفعل بكتريا التحلل وتظهر الروائح الكريهة المقيتة التي تزكم الأنوف وتثير المشاعر وتجعل المواطنين الأبرياء يشعرون بالحسرة والألم .. من هول المشاهد في حارة وفي كل شارع وعمارة. 
  •  وترى قطعان الكلاب ترعى العظام وملايين الجيوش من الذباب تفد من الصحراء ومن الأجوار لترعى الدماء بالشوارع ويدخل الذباب البيوت رغم أنف ساكنها كما دخلت الروائح غرف طعامهم ونومهم ولا حول ولاقوة لكل الأبرياء الذين لم يذبحوا.
  •   وهناك مشاكل أخرى بل كوارث.. ترى الروث (فضلات الذبائح) زِبْل الماعز والخرفان في الشوارع كلها و ( الجِـــلَّة) من بطون الجاموس والبقر المذبوح .. كميات مهولة في شوارع مصر على السواء في الأحياء الفقيرة والأحياء الغنية الراقية.. كما يزعمون.
  •  ليس هذا فحسب .. بل إنك ترى عظام الحيوانات بجميع أشكالها وأنواعها من عظام الخرفان والماعز وهى قليلة .. لأن معظم لحوم الخرفان والماعز توزع بعظامها.. أما عن عظام البقر والجاموس والجمال فإنك ترى أنواعا مخيفة من العظام أو أنواعاً مقززة مثل عظام الفخذ والساق والرأس وعظام الفكين.. وترى أسنان الحيوانات بفكها العلوي والسفلي مرمية بالشوارع.
  •  وكأنه متحف طبيعي أو قل ( غير طبيعي) لأنه داخل المدن أو المدائن) ولم يكن داخل مجزر أو سلخانة.
  • إنك إن رأيت مثل هذه العظام في مجزر أو في مزرعة تسمين لن تتعجب فهذا هو المنطقي والمعقول..أما أن ترى تلك المناظر في قلب العاصمة وأمام المساجد والعمارات والحارات والمستشفيات والحدائق العامة.. فهذا هو العبث بعينه والعته بِرُمّته وبِرِمّتِه.
  • لماذا ترى كل هذا القبح وهذا المجون في ساعة واحدة؟ أنهار من الدمار والدماء  بشوارعنا المصرية  هل هذا تقرب إلى الله تعالى أم أنه من باب المظهرية، ألم نتفكر في القرآن عن شعائر الحج فالحاج هو الذي يفدي ويضحي.. فلماذا يقلده غير الحاج وهو في بيته ومنزله.؟
  •  وحتى ولو كان ذلك من سنة أبونا ابراهيم أن نذبح في العيد وأول يوم  بعد الوقوف بعرفات.. وبما أن القرآن قال لنا  أن (الحج أشهر معلومات) فيمكن أن نقتدي  بالقرآن و بأبينا ابراهيم وبرسولنا الكريم بأن نحُج في شهور معدودة وليس في يوم واحد..
  •  وبدلا من ملايين الأضاحي والذبائح في يوم واحد.. وتوزيع لحومها في يوم واحد.. ويحدث تخمة شديدة للفقير قبل الغني . وإهدار لنعم الله تعالى علينا.
  • لماذ لا يكون الذبح موزع  على أربعة شهور هى شهور الحج.. وبالتالي تكون هناك فرصاً عديدة لتوزيع اللحوم على الفقراء والمحرومين طوال شهور الحج..

 ليس هذا فحسب بل يمكن أن نعمل ونقرر صكوك الأضاحي بمعنى أن يكون هناك علماء دين مجتهدين لهم السبق ,, في أن يفتوا بأن توزع لحوم الحج طوال العام يأكل منها فقراء ومحروموا العالم المسلم وغير المسلم طوال العام.

 

 ولماذا الذبح في مداخل العمارات والبيوت وفي الشوارع والأزقة وأمام المساجد والمستشفيات ونقل العدوى الخبيثة.. والمناظر المشينة المسيئة للمسلمين وللإسلام..

أهذا عن عمد وسوء قصد وتدبير.. أم هو الهوى والغفلة.؟

أما عن أنواع العدوى والأمراض المنقولة كنتيجة مباشرة للذبح في الشوارع . فحدث ولاحرج.

 فيمكن نقل عدوى البروسيلا للجزار الذي يقوم بالذبح وللمضحي الذي يمسك اللحمة بأيديه.. وللمواطن الذي يتلقى الصدقة.. ويمكن أن ننقل له الدرن أو السل.. ويمكن أن  ننقل له أمراص مثل السنط والثآليل .. والإكزيما.. ويمكن أن ينتقل له الحمى الصفراء وحمى الوادي المتصدع والحمى القلاعية.. أو الطاعون. الى آخر الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوان للإنسان نتيجة التعامل المباشر.. وخصوصا من وإلى البائع الذي يبيع هذه الحيوانات في شوادر أو في ذرايب بكل شوارع القاهرة..

 هل تتحول شوارع القاهرة إلى( ذاريب ـ واستطبلات ، وشوادر) لبيع تلك الحيوانات التي لم تفحص بيطرياً ولا وقائياً..؟؟

 كل هذه الحيوانات المذبوحة في الأضحيات لم تفحص بيطرياً ولا وقائياً وبالتالي يمكن عند ذبحها وإهدائها للأصدقاء والفقراء وأهل بيتك .. أن تقدم لهم هدية لحمة بها الدودة الشريطية الأنكيلستوما والإسكارس والفاشيولا بنوعيها الهيباتيكا والجايجانتيكا.. أيضاً بالاضافة إلى ما سبق ذكره.

 لماذ لا تقوم الحكومة بدورها وتفرض هيبة الدولة بقوة القانون وتطبق قوانين العزل الطبي البيطري والحجر الصحي وضرورة توقيع الكشف الطبي البيطري على حيوانات الأضحيات وإجبار كل المضحين على أن يقوموا بعمليات الذبح داخل المجازر الآلية الحديثة وتقام وتشيد لهذا الغرض لتقديم كيلو لحم طوال العام للمواطن سليم خالي من الأمراض..

 يا شعب مصر أفيقوا يرحمكم الله واعرفوا العمى من السمو والسما.. لقد أصبحنا في مؤخرة قطار الحضارة بل أصبحنا في مؤخرة  كل الأضاحي..

  أين .. كل ما نفعله هذا ونشارك فيه ونوافق عليه.. أين هذا  من تقوى الله تعالى والخوف من العرض عليه يوم الحشر العظيم. ألم نقرأ ونتدبر قوله تعالى:

  {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }الحج37 وهل فيما نفعله من تـــــقوى.!؟؟

ودائما صدق الله العظيم.

اجمالي القراءات 18456