بيومي : من ينكر على الصحابة التأويل فإنه يعيب عليهم

في الإثنين ١٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

بيومي : من ينكر على الصحابة التأويل فإنه يعيب عليهم

محيط - محمد كمال

 

 

 

 
  الدكتور عبد المعطى بيومى    

أوضح الدكتور عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن السلفية الحقيقية هي التي كان عليها صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في فهم الكتاب والسنة خاصة وإنهم كانوا ينهلون العلم من النبي مباشرة ويملكون من اللغة والمعرفة بالألفاظ ما يستطيعون به فهم مراد الله من آياته وكلامه عز وجل، مشيرا إلى أن الصحابة كانوا يؤولون ويفسرون، والذي ينظر للسلفية على أنها لا تؤول فإنه يعيب في الصحابة.

 

وأكد خلال فعاليات الملتقى الخامس للرابطة العالمية لخريجي الأزهر فى يومه الثالث، على إن إتباع السلف ليس مرادًا ولا مطلوبًا لمجرد أنهم كانوا سلف هذه الأمة في الترتيب الزمني، بل لكونهم أحرى الناس بفهم كلام الله ومعرفة سنة رسول الله ، لأن سليقتهم العربية كانت لا تزال نَقِيَّة عن شوائب اللكنة في النُّطق والعجمة فى الفهم فكانوا لذلك أولى الناس بفهم معانى ومرامى كلام الله العربى المبين، وكانوا أقرب الناس إلى حياة رسول الله والاختلاط به فكانوا أولى الناس بالتبليغ عنه والفهم منه، ثم إنهم كانوا أصدق الناس دِينًا وأنقاهم فِطْرَة وأبعدهم عن مظاهر التصَنُّع والجنوح إلى الابتداع، فكانوا من أجل ذلك أولى الناس بالاطمئنان إليهم والوثوق بهم.


وأشار إلى إن السَّلف رضوان الله عليهم لم يتَّخِذُوا من معنى كلمة "السَّلَف" بحد ذاتها مظهرًا لأي شخصية متميزة أو أي وجود فكرى أو اجتماعي خاص بهم يميزهم عمن سواهم من المسلمين، ولم يضعوا شيئًا من يقينهم الاعتقادى أو التزاماتهم السلوكية والأخلاقية فى إطار جماعة إسلامية ذات فلسفة وشخصية فكرية مستقلة، بل كان بينهم وبين مَنْ نسميهم اليوم بالخَلَف مُنْتَهى التفاعل وتبادل الفهم والأخذ والعطاء تحت سلطان ذلك المنهج الذى تم الاتفاق عليه والاحتكام إليه. ولم يكن يخطر فى بال السابقين منهم ولا اللاحقين بهم أن حاجزًا سيختلف ليرتفع ما بينهما بصُنْعِ طائفة من المسلمين فيما بَعْد، وليقسم سلسلة الأجيال الإسلامية إلى فريقين يصبغ كلاًّ منهما بلون مستقل من الأفكار والتصورات والاتجاهات.


بينما لفت إلى إن السلفية الحالية هي أضيق فهما لمراد الله خاصة وإنهم يأخذون اللفظ على ظاهره دون تدبر مقصود الله منه، وهو ما يضيق بالمقصود من الشرع الشريف.

 

من جانبه أكد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى المفكر الإسلامي السوري أن الإسلام وعلمائه يتعرضون لهجمات شرسة تارة من المستشرقين الذين يصورون الإسلام بأنه شظايا فكرية متناثرة لا يستفيد منها البشر كما أنها تعبر عن فكر متجمد وتارة أخرى بالهجوم على علمائه فقد اتهم الإمام أبو الحسن الأشعري بالغنوصية والتأويل واتباع الخرافة والإلهام الذي انتهى بموت الرسول وذلك من متطرفي الحنابلة الذين ظلوا عند مذهب إمامهم ليهاجموا الأشعري إمام أهل السنة الأول الذي لولاه لتفرقت الأمة إلى شراذم مع كثرة الفرق المتخلفة المتكاثرة التي ضحضها الأشعري بوسطيته.

اجمالي القراءات 4467