ـ اللغة العربية تميزت بديمومة التجديد وومواكبة الحداثة وصيروتها والسعى إلى إمتلاك المستحيل اللغوى والخيالى والخيار للأفضل
لهذه الأسباب ستبقى اللغة العربية ـ 5

أحمد سليم في الثلاثاء ٠٩ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

لهذه الأسباب ستبقى اللغة العربية

 ـ اللغة العربية تميزت بديمومة التجديد وومواكبة الحداثة وصيروتها 

والسعى إلى إمتلاك المستحيل اللغوى والخيالى والخيار للأفضل

إبداع اللغة العربية ينبع من سلامة الطبع وجودة السبك ووحدة البناء وغاية الكمال وإحداث الدهشة

ونفى إعلان شأن إعلان المال فى الإبداع ورفض التملق

 ورفض أن تصبح قيمة الإنسان تحدها اعتبارات عرقية أو وراثية

 

أحمد عزت سليم

aehs2020_20@hotmail.com

 

6 ـ 2 ـ عقلية النموذج

المقصود بهذا النموذج هوالوصول إلى طبيعة العوامل التى تشكل البنية العربية الكامنة فى الذات العربية بعد تحقق الإسلام والتى تشكل اليوم الحساسية الظاهرة والباطنة تجاه المتغيرات الفنية لنتاج للغة العربية  وتضعه فى موقف القبول أو الرفض على مستوى الطبقات الشعبية ومستوى الجماهير .

 

سياسى

اجتماعى

ثورى

علمى

كونى

مستوى

الواقع

البنية اللغوية

البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية

مستوى

الحركة

البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية

مستوى

السلوك

البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية

مستوى

الذات البشرية  

البنية اللغوية

البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية البنية اللغوية
 

 

إذا أن تكامل المستويات الأربع وهى : ـ

1 ـ مستوى الواقع 2 ـ مستوى السلوك  3 ـ مستوى الحركة  4 ـ مستوى الذات البشرية .

وانصهارها فى كل مجتمعى واحد يحيا فيه الفقير والغنى ، الأسود والأبيض ، العربى والأعجمى والحبشى ، على قدار واحد من العدل والتساوى فالكل متسابق من أجل الجهاد هذا الذى يميز الغنى عن الغنى والفقير عن الفقير " وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً  عظيما درجات منه ومغفرة " هذا الانصهار جعل النص الأدبى لابد وأن يرتبط ارتباطا وثيقا بالبنية الذهنية الشعبية وقد خلق انصهار  المستويات الأربع فى هذا البناء الذهنى النموذج الذى يحتذى فجعل النص الأدبى لابد وأن يعبر بالضرورة عن الواقع ويكون دافعا للسلوك والتعلم والتربية والثورة ولا بد وأن يطلق الروح والوجدان فى الفرد والجماعة ويستنهض الجماهير نحو التغيير والبناء والتعلم وتعليم المبادئ الجديدة بهذا المعنى صار النتاج اللغوى نصا مجتمعيا غارقا فيه منصهراً مع المتلقى فاعلا فيه ولذا لا تقبل الذات الشعبية العربية إلا نصا مرتبطا بهذه المقولة السابقة وهذا هو أحد معالم البنية الأدبية الكامنة وسر بقائها فرغم انهيار النظام الإسلامى عبر التاريخ فقد بقت فكرة النموذج كامنة لا تقبل إلا ما يتوافق معها فقد استطاعت التشبث بالذاكرة والدخول فى بنيتها .

6 ـ 3 ـ إمتلاك المستحيل .  : 1  ـ إمتلاك المستحيل اللغوى :

الخطاب القرآنى خطاب لغوى موجه إلى البشر الذين يعيشون فى الواقع من أجل تحريره ن وهو بذلك يستخدم اللغة كأداة للفعل فى العالم والحضور المجسم فيه وفى الذات وفى الجماعة وفى الجماهير فاللغة ليست شيئا مستقلا عن العالم بتاريخها العميق فهى تعبر عن القرون الأولى كما تعبر عن الواقع وتطمح فى المستقبل ولذا فهى تنزل بالمستحيل الذى يتشكل من الغيب وأساطير الأولين وجبلة القرون الأولى إلى أرض الناس سواء على مستوى القراءة أو مستوى الفعل والدخول إلى المستويات الأربعة للنموذج ( إقرأ باسم ربك الذى خلق ) وتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ن ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ن فاللغة  أداة للفعل فى العالم تؤثر فيه وتدعو إلى تغييره .. والأديب :

 

   إذا

     تحدث

  أووصف

    أو احتج

   

 فهو

     بليغــاً

الخظاب اللغوى

الخظاب اللغوى

الخظاب اللغوى

    مفهومـاً

 

الخظاب اللغوى

الخظاب اللغوى

الخظاب اللغوى

    بينـــاً

 

الخظاب اللغوى

الخظاب اللغوى

الخظاب اللغوى

 

كما كان يرى الجاحظ  فى البيان والتبين.

2 ـ امتلاك المستحيل الخيالى : الإسلام جعل الإنسان هو محور العالم فله قصص الأولين ليتعظ وله الجهاد فى الواقع لينال الجنة فى المستقبل ، واستبعد كل القوى الخفية التى تشكل سلطة عالم ما فوق الطبيعة على حياته وأمنه فلا جن ولا شياطين ولا آلهة وأصنام تملك من أمر المؤمن شيئاً ولا إله يقهره ويتسلط عليه إلا عمله فى الواقع الذى يجزى به يوم القيامة أمام الله الواحد الأحد الذى لا إله إلا هو ، فكل الآلهة الى كانت تحاربه لم يعد لها وجود لكن الموجود هو الرؤف الرحيم ، البيان القرآنى أعمل  الفكر والعقل فى الثالوث المقدس : الله ، الحاكم ، المرأة ، ولم يضع الحجب عليها كما يدعى أصحاب العقول المغرضة أو أصحاب العقول المنغلقة أو الذين استغلوا الدين فى وضع حجاب على العقل والحاكم والجنس لتحقيق مصالحهم الشخصية ، ولكن البيان القرآنى دعا على الفكر والتفكير ومقاومة الحاكم الظالم وتكريم المرأة والحفاظ على حقوقها ، وجعل العلاقة بين العبد وربه علاقة مباشرة لا تحتاج إلى وسيط وكاهن ، وكرمه وأعلا شأنه فوق العالمين وفوق سلطة الطبيعة القاهرة ، فالمؤمن أصبح يتخذ ( مع الرسول سبيلاً ) ولا يتخذ من الرسول سبيلاً ثم وضع القرآن كل العوامل الخفية أمامه ممتلئة بالحركة المجسمة حيث الصوت واللون والإحساس والرائحة والتذوق والوجدان فيأتى تشخيصه وتجسيمه وقد قضى على الغابر المشوش ، فتتملكه الذات ولا تخافه وتطلق العنان فى حرية لا نهائية للإحاطة به وهضمه وإعادة إنتاجه من جديد ليكون صنيعة الذات البشرية نفسها .

6ـ 4 ـ الغيب  :

     البداية فى الإسلام كانت للجهاد ضد النفس وضد الظلم من أجل تحرير الإنسان من مرارة الواقع وكابوسيته ورفض تقبل الظلم والاستمرار فيه والخضوع المهين لقمع السادة اللانهائى ولهذا كان الإسلام صرخة للمضطهدين وأداة لتحرير الإنسان وإعلاء الحق ورفض ألوهية البشر التى كانت تعنى فى المقام الأول تقسيم المجتمع إلى آلهة وعبيد مما يترتب عليه ديمومة الظلم والاستغلال والقهر والاستلاب وعبادة الجسد لذا وقف إبراهيم ضد ألوهية النمرود وموسى ضد ألوهية فرعون واستنكر عيسى أن يكون إلها ورفض لوط عبادة الجسد وثار محمد صلى الله عليه وسلم ضد ظلم السادة من أجل الفقراء والمضطهدين .

كان الإسلام معتقداً اختياريا محضاً لأن المؤمنين سوف يتحملون تبعات الإيمان بالديانة الجديدة ضد معتقدات السادة وكان جل شغل المؤمنين فى سنواتهم الأولى هو الكفاح مع رسول الله والتفرغ لنشر دعوته وتعميق الإيمان بها ، وكان الإيمان بالغيب شرط من الشروط الأولى للإسلام وتصدر الآيات فى القرآن الكريم ، الغيب هو ذلك السر الذاتى وكنهه الذى لا يعرفه إلا هو ( الجرجانى :ـ كتاب التعريفات ) الله الواحد الأحد ، عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم 0 "وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو " والإيمان بالغيب كأمر خفى لا يدركه حس ولا يقتضيه بديهة العقل قسمه التهانونى إلى قسم لا دليل عليه لا عقلى ولا سمعى وهذا هو المعنى بقوله تعالى " وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو " وقسم نصب عليه دليل عقلى أو سمعى كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله وهو المراد بالغيب فى قوله تعالى : " الذين يؤمنون بالغيب " فهو سبحانه غائب عن الأبصار غير مرئى فى هذه الدار  ، غيرغائب بالنظر والاستدلال على حد قول القرطبى فى الجامع لأحكام القرآن . وهذا الايمان بالغيب نظراً واستدلاً وقلباً وفكرا ًجاء ضد السائد القهرى وضد الأمر الواقع وجعل المسلمون يمتلكون خيالاً عقلياً واسعاً وايماناً قوياً وفكراً نابضاً بالحب والعشق لله الذى لا إله إلا هو العلى ، الواسع ، المبدئ ، المعيد ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الأخر ، الظاهر ، الباطن ، مالك الملك ، البديع ، الباقى ، له السماوات والأرض وما بينهما .. هذا العالم العظيم اللانهائى الذى وهبه الله للمؤمنين ليتفكروا ويتدبروا خلق الله فيه .. فتح أمام المؤمنين أفاقاً لا حدود لها ليتنعموا بهذا الملكوت فكراً وعشقاً وقرباً ومشاهدة لمن استطاع إليه سبيلا بصفاء الروح ومجاهدة النفس والمتاع الزائل والتطهر من الدنس ومقاومة الظالمين حتى الفناء فى حب الذات العليا .

    ولأن الرسول الكريم هو المنبئ بالغيب ( د.سعاد الحكيم :ـ المعجم الصوفى ) ويجتبى الله من رسله من يشاء ليطلعهم على الغيب ، فقد أوحى إليه من أنباء الغيب ما فند به أساطير الأولين وتلى عليه من الأنباء الحقة والأحاديث والقصص عن القرون الأولى والأمم السابقة وعن بدء الخليقة ، والكون ، والأرض ، والإنسان والملائكة والبرزخ ، والجن ، والشياطين ، والجنة ، والنار ، وعالم الملكوت المختص بالأرواح والنفوس وعالم الملك الذى هو عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية كالعرش والكرسى وكل جسم يتميز بتصرف الخيال المنفصل عن مجموع الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة التنزهية والعنصرية " ( كتاب التعريفات ) ليحقق بذلك مجالا حيوياً للعقل والفكر والنفس والروح فى خلق السموات والأرض وما يحتويانهما من عوالم فى غاية الدهش والإعجاز مازالت تؤثر بشدة فى حياتنا ولغتنا وآدابنا إلى اليوم كما أثرت فى أسلافنا ، وعن طريق الإسناد إلى النسب النبوى الشريف كان المدد النبوى ـ كما يعتقد المتصوفة ـ فامتلأت الأرض بأصحاب المدد والأولياء ولأن الأرض لا تخلوا منهم بالإبدال ولا تخلوا من امتداد نور النبوة . ومع كل ذلك امتلأت الأرض والحياة شفاهة وكتابة بالخيالات والتصورات التى لا تنتهى والتى لا نستمسك منها سوى الحكايات التى تلهب الوجدان وتشعل العقل بالفكر والتقمص الوجدانى . وتملأ النفس بالدهشة والعجب .. . وهكذا كان الغيب دعوة للتفكر والتفكير فى الكون ومحاولة امتلاك لنفى الغرابة والدهشة عنه وبالتالى لامتلاك العالم الإنسانى والتفرغ له والحصول على منتهى المعرفة فى سعى حثيث لا ينتهى من أجل الوصل إليها ، وتحقيق سعادة الإنسان على الأرض .

6ـ 5 ـ الأساطير :

جاء الإسلام ليدحض أساطير الأولين والقرون الأولى التى حاول أهلها تشويه الإيمان بالله العلى القدير وليضع حداً لفكرهم ويبين عاقبة الطغيان والافتراء والظلم ، ولتكون " بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ". نزلت الرسالة القرآنية فى ظل بيئة تشتعل فيها الخرافات والخزعبلات وتتصارع فيها كل الأساطير التى عرفتها البشرية من قبل التوحيد وتوارثتها شعوبها بعد التوحيد حتى " أن ميرانا ملكة الأمازون ـ الليبيات جندت جيشاً قدره ثلاثون ألفا من المشاه الآمازون ـ وإثنى عشرة ألف خيالة ونزلت على العرب وذبحتهم ذبحة عظيمة وعادت بطريق الشمال وغزت سوريا ، ثم الأساطير الهندية والسومارية والأشورية والبابلية والكنعانية والفرعونية واليونانية والرومانية والتأثيرات الإفريقية الحامية ثم مظاهر الطبيعة القاسية وجاء النص القرآنى فى إطار المنطق العقلى ، رسالته للبشرية جمعاء ، مجسداً ومجسماً للحقائق التاريخية المتسلسلة والمتوارثة فى إيجاز وحكمة بالغة وواضعاً حداً منطقياً وعقلياً بين الأسطورة وبين الحقيقة من يوم أن خلق الله الكون حتى يوم الحشر فبين ما اختلفت فيه الأمم السابقة والأمم الحاضرة آنذاك وبين حقيقة خلق الكون ( العالم والانسان ) :" يا أيها الناس اتقو ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء " ( 4 / 1 ) ، ارتبطت الحقيقة بالوحى وبالنص القرآنى ليوحى  إلى النبى بالعلم والحقيقة دون الخرافة ، ثم بين القرآن الحقيفة حول القصص لكشف الحقيقة وليتعظ البشر من قرون خلت ويعرف مصير الظلم ونهاية الإيمان وباتساع المكان وبعد الزمان ، ولأن النص القرأنى نص مقدس فإن احداً لم يقترب من بنيانه ولكن بعض التفاسير أعادت الخرافة والأساطير إلى شروحه وجاء فى  القرطبى " أن الله تبارك وتعالى جعل الأرض على حوت ، والحوت " هو النون الذى ذكره الله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم " ن والقلم " على حد تفسيره والحوت فى الماء والماء على صفاة ( العريض من الحجارة الأملس ) والصفاة على ظهر ملك ، والملك على الصخرة ، والصخرة فى الريح ، وهى الصخرة التى ذكرها لقمان ليست فى السماء ولا فى الأرض ـ فتحرك الحوت فاضطرب ، فتزلزلت الأرض ، فأرسل عليها الجبال فقرت ، .. وهكذا ( القرطبى ) ، أما البيان القرآنى فكان واضحاً وضد الخرافة ، وكما لم يدخل المؤمنين فى تفصيلات القصص ولكن قدمها فى حقائق موجزة كما رأينا فى الآية السابقة ، وحتى العصر الحديث انتهى الدكتور سيد القمنى إلى نتيجة واحدة عن أن ذى القرنين هو الإسكندر الأكبر مع أسلافه من المؤرخين والمفسرين  مع أن البيان القرآنى لم يكن عاجزاً عن تسمية ذى القرنين بالإسكندر الأكبر ، إذا كان ذلك هو الحقيقة ، كما سمى البعض فى القرآن بأسمائهم مثل بنى إسرائيل ويعقوب ، وموسى ونوح ، وعزرائيل ، وجبرائيل ، أو كما حاول السيد القمنى أن يؤكد أن ياسين فى " يس والقرآن الكريم ، هو اسم للقمر وقسم به  ، ولو كان الأمر كذلك صحيحاً ، فإن النص القرآنى كان لن يعجزه أن يطلق اسم الإسكندر على ذى القرنين ، لكن عظمة الإسلام أنه وضع هذه الحقيقة على النحو المنطقى الذى قدمه دون أسطرة لوقائعها ، ليفرغ الإنسان منها ، ويتفرغ لواقعه الأرضى ومستقبله ويدعوه للتفكير فى الكون حتى يحقق سعادته فى الواقع .

كانت الاستعانة بالأساطير فى تفسير النصوص والأحاديث محاولة بشرية لإثبات عظمتها وصدقها ، وقد مارست دورها فى التعبير عن المكبوتات التى تتصارع فى وعينا وانفعالاتنا الداخلية وتصويراتنا عن عالم الباطن وعالم الظاهر وقد كشفت طوال فترات التاريخ ومنذ ظهور الإسلام عن الآلام والطموحات والمخاوف فى أوقات الأزمات التى تمر بها الأمة وعسراتها وفى أفراحها وانتصاراتها .

6 ـ 6ـ الكرامة :

    تجتاح الكرامة حياتنا وتدخل فى خيالنا وواقعنا وتغزو بعمق العقول وتتشربها النفوس فتستمسك بأصحابها من الملايين من مختلف الطبقات حتى صارت جزء من بنية الشعب لا فكاك منها ، فهى بحر الحماية للذات وهى البطولة الدينية لدى المحرومين ومطمحهم للوصول إلى شاطئ النجاة علهم يتذوقون النعيم الذين حرموا منه فى أرض الواقع وهى تقتص من الظالمين والمجرمين والمخالفين وتنفذ فيهم أحكام الشريعة الإلهية وتعصفهم بالحكم الإلهى كما أنها نسماتهم الرحيمة حينما يتمايل مع قصصها وشعرها ونثرها وحركاتها آلاف من المحبين والعاشقين ، وهى تصير بكل هذا سلوكاً متكاملاً يحمل فى بنيته الخيال والأسطورة والخرافة والشريعة والفن والتعبير الحركى والفاعلية الاجتماعية والأخلاقية .

حدود الولاية لا نهاية لها تملأ أزمنة الأرض عبر جغرافيتها المتعددة لأصحاب الكرامات والأبدال والنقباء والنجباء ورجال الدقائق ورجال الاشتياق وملوك أهل الطريقة وغيرهم الكثير والكثير .. وكرمات هؤلاء تملأ أرجاء الأرض المعمورة وغير المعمورة شئنا أم لم نشأ وهى تهيىء للمؤمنين بها والمعتقدين فيها ، السعادة والرضا والقناعة بعد الشفاء والعذاب والفقر والجوع . والكرامة لها الحماية فقد قال رسول الله صلي  الله عليه وسلم حاكيا عن رب العزة من آذى ولياً فقد بارزنى بالمحاربة " والرب ولى العبد ، وقال تعالى " الله ولى الذين آمنوا " وقال تعالى : " وهو يتولى الصالحين " وقال تعالى " آلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ، الذين آمنوا وكان يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا والآخرة ، لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم " .

6ـ 7 : الخرافة والمعتقدات الشعبية :

    منذ وجد الإنسان نفسه على الأرض وهو يبحث عن سبب وجوده فى هذا الكون الذى لا نهاية له ، وهو مضطر أن يدفع بكل ما لديه من قوة من أجل البقاء والحفاظ على هذا الوجود ومن أجل السيطرة على القوى الطبيعية التى تقف ضده ، ومن أجل السيطرة حتى على بنى جنسه وما يمتلكون . وعندما يقف الإنسان أمام مصيره الحالك المجهول عاجزاً إزاء سلطة الطبيعة وسلطة البشر فإن الخرافات والأحلام وقصص الجن والعفاريت وأحوال الكرامة والحكايات الشعبية تكستب أهمية فائقة وقدرة تفوق قدرات الإنسان والطبيعة كحقائق مسلم بها لمواجهة السطة القهرية والفقر ، وبقدر ما أصبح ذلك التاريخ تعبيراً عن مشاعر الجنس البشرى وكشفا عن حياته الباطنية فما زالت هذه الخرافات والمعتقدات ومنذ زمن سحيق تقف ( وتقبع ) خلف أفعالنا الإنسانية كما رأى جوهان هيرو ومنذ زمن عميق عندما ( عبد الفتاح محمد أحمد.:ـ المنهج الأسطورى فى تفسير الشعر الجاهلى ) يحاول الإنسان مخلصاً أن يتفوق على الطبيعة وقهر البشر تكون الخرافة بذلك معايشة يومية لا تنقطع نظراً لطبيعة الحياة التى تشتعل بالصراع والجدل وتقذف بالانسان داخل هذا الأتون فيهرب الإنسان منه بالخرافة والزيف وتتوارثها الأجيال حتى لتصير كالمعتقد الدينى ويعتنقها الآلاف من أبناء الشعب وليس أدل على ذلك من ظهور السلعوة في أيامنا هذه متنقلة من حى على حى ومن بلد إلى بلد فيتخوف منها الناس ونحن على أعتاب القرن الحادى والعشرين .

وفى التاريخ ذكر ابن كثير عن عجائب أرض التتار قبل انهيار الخلافة العباسية وسقوط بغداد " الخرافة تبين هموم الوجود الإنسانى ووعيه الكامن إزاء الصراع الذى يمتد من الفرد مع الفرد والفرد مع الجماعة أو الجماعة مع الجماعة الأخرى داخل الكيان الاجتماعى الواحد إلى المواجهة مع الآخر والكيانات الاجتماعية التى تحيط بنا ثم إنها تغذى الواجدان الشعبى بالتصورات المكبوتة والطقوس السحرية والعوالم المجهولة والإشارات والرموز النفسية وتوثق الصلة بالمقدس الدينى بما تحيطه من هالات البطولة .

7 ـ إبداع الطبع

7ـ 1 ـ سلامة الطبع ودماثة الكلام  : يقول القاضى الجرجانى : " إن سلامة اللفظ تتبع سلامة الطبع ، ودماثة الكلام ، بقدر دماثة الخلقة ، وأنت تجد ذلك ظاهراً فى أهل عصرك ، وأبناء زمانك ، وترى الجافى الجلف منهم كظ  الألفاظ ، معقد الكلام ، وعر الخطاب ، حتى إنك ربما وجدت ألفاظه ، فى صورته ونغمته ، وفى جرسه ولهجته " ويضيف ( التفاضل ـ أطال الله بقاءك ـ داعية التنافس ، والتنافس سبب التحاسد ، وأهل النقص رجلان : رجل أتاه التقصير من قبله وقعد به عن الكمال اختياره ، فهو يساهم الفضلاء بطبعه ويحنو على الفضل بقدر سهمه . وآخر رأى النقص ممتزجاً بخلقته ، ومؤثلاً فى تركيب فطرته ، فاستشعر اليأس عن زواله ، وقصرت به الهمة عن انتقاله ، فلجأ إلى حسد الأفاضل ، واستغاث بانتقاص الأماثل . يرى أن أبلغ الأمورفى جبر نقيصته وستر ما كشفه العجز عن عورته ، اجتذابهم إلى مشاركته ووسمهم بمثل سمته ويضيف : فأما وأنت تقول : هذا غث مستبرد ، وهذا متكلف متعسف ، فإنما تخبر عن نبو النفس عنه ، وقلة ارتياح القلب إليه ، والشعر لا يحبب إلى النفوس والمحاجة ، ولا يحلى فى الصدور ، بالجدال والمقايسة . وأنما يعطفها عليه القبول والطلاوة " وهذه النصوص التى جاءت فى كتاب " الوساطة بين المتنبى وحضومة " للقاضى الجرجانى " تؤكد :

أ ـ أن النص يدعو إلى دراسة السلوكيات الخاصة بالأديب والمتلقى والداخل الباطن المرتبط بالطبع والخلق

ب ـ دراسة الواقع الأدبى وسلوكياته ( وأنت تجد ذلك ظاهراً فى أهل عصرك )

جـ ـ كشف الدخلاء على الأدب والمشبوهين لحركته فى سلامة الطبع ودماثة الخلق.

7ـ 2 ـ استنهاض النفوس ـ دفع العظائم ـ سل السخائم ـ استجلاب المنافع . وسحر الألباب :يقول ابن طباطبا : " إن الشعر تدفع به العظائم وتسل به السخائم وتخلب به العقول وتسحر به الألباب ويقول حازم القرطاجنى عن مهمة الشعر : " إنهاض من النفوس إلى فعل شىء أو طلبه ، أو اعتقاده ، أو التخلى عن فعله أو طلبه ، أو اعتقاده بما يخيل لها فيه من حسن أو قبح أو جلال أو خسة ... وأن الأقاويل الشعرية ـ القصد بها استجلاب المنافع واستدفاع المضار ، ببسطها النفوس إلى ما يراد من ذلك ، وقبضها عما يراد ، بما يخيل لها من خير أو شر " وقال بعضهم أركان الشعر أربعة الرغبة والرهبة والطرب والغضب ، والشعر كله فى الحقيقة راجع إلى معنى الرغبة والرهبة والنص لا يحتاج إلى تفسير عن مهمة الشعر الاجتماعية ، وتوجيه سلوك المتلقى ودفعة إلى عمل الخير . وفى هذا يقول : الدكتور جابر عصفور " إن الدفاع عن الشعر لا يمكن أن يصبح له قيمة فى مجتمع إسلامى إلا بتأكيد محتواه الأخلاقى ، وآثاره الإيجابية فى السلوك . ( د. جابر عصفور:ـ مفهوم الشعر).

7 ـ 3 ـ المدى التكاملى للتمييز بين الردىء والجيد .

7 ـ 3 ـ 1 ـ الحداثة والتجديد 1 ـ الخيار للأفضل :يقول المبرد فى الكامل فى اللغة والأدب " وليس لقدم العهد يفضل القائل ، ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب " ولكن يعطي كل ما يستحق .

2 ـ ديمومة والتجديد والحداثة وصيروتها وصعوبتها : " يقول الصولى " إعلم أعزك الله أن ألفاظ المحدثين منذ عصر بشار إلى وقتنا هذا لمنتقلة إلى مكان أبدع ، وألفاظ أقرب ، وكلام أرق ويقول إبن قتبية : والمحنة على شعراء زماننا فى أشعارهم ، أشد منها على من كان قبلهم ، لأنهم قد سبقوا إلى كل معنى بديع ، ولفظ فصيح ، وحيلة لطيفة وخلابة ساحرة.

3 ـ الجيد والردىء ـ سلامة الطبع وجودة السبك وغاية الكمال : يقول الجاحظ : إن المعانى مطروحة فى الطريق وإنما الشأن فى إقامة الوزن ، وتميز اللفظ وسهولته ، وسهولة المخرج ، وفى صحة الطبع ، وجودة السبك ، فإنما الشعر صناعة ، وضرب من الصبغ ،وجنس من التصوير ( هند حسين طه :ـ النظرية النقدية عند العرب) ويقول ابن قدامة : وعلى الشاعرإذا شرع فى أى معنى كان من الرفعة والضعة ، والرفث والنزاهة ، والبزخ والقناعة ، والمدح والعضيهة ، وغير ذلك من المعانى الحميدة والذميمة : أن يتوخى البلوغ من التجويد فى ذلك إلى النهاية المطلوبة التى هى غاية التجويد والكمال.

7ـ 3 ـ 2 ـ الأصالة ـ الحداثة : روى صاحب الأغانى أن بشاراً أنشد خلف الأحمر قصيدته :

                بكرا صاحبى قبل الهجير       إن ذاك النجاح فى التبكير .

حتى فرغ منها ، فقال له خلف الأحمر : لوقلت يا أبا معاذ ، مكان إن ذاك النجاح فى التكبير( بكرا فالنجاح فى التكبير ) كان أحسن ، فقال بشار : بنيتها أعرابية وحشية فقلت : إن ذاك النجاح كما يقول الأعراب  البدويون ، ولو قلت ( بكرا فالنجاح فى التكبير ) كان هذه من كلام المولدين ولا يشبه ذلك الكلام ولايدخل فى معنى القصيدة ، فقام خلف فقبل بين عينيه ( د.شوقى ضيف :ـ الفن ومذاهبه فى الشعر العربى  ) وهذا النص يفيد : 

 1 ـ حرص الشاعر على أصالة التعبير بالعربية الأصلية .

2 ـ التأكيد على أن التركيب لابد وأن يتفق مع المعنى فالمعنى هو أساس التركيب الفنى اللغوى وهذا يعنى أصالة فى البناء اللغوى ، ومتانة الأسلوب وجودة ـ الصياغة ـ بالإضافة إلى حداثة فى المعنى .

7ـ 4ـ واقع النص والواقع الموضوع : تحريك التفس ـ محيط الخيرة الإنسانية ـ الممكن : " يقول حازم القرطاجنى : ساغ فى الشعر وقوع الكذب فى الممكنات ولم يسغ فى المستحيلات لأن الأمر إذا كان ممكناً سكنت إليه النفس وجاز تمويهه عليها ، والمحال تنفر منه النفس ولا تقبله البته ، فكان متناقضاً لغرض الشعر ، إذا المقصود بالشعر الاحتيال فى تحريك النفس لمقتضى الكلام بإيقاعه منها بمحل القبول بما فيه من حسن المحاكاة والهيئة . بل ومن الصدق والشهرة فى كثير من المواضيع (منهاج البلغاء) ويرى حازم " أن موضوع المحاكاة هو كل شئ يمكن أن يقع فى محيط الخبرة الإنسانية أو بعبارة حازم " هو كل شئ من الموجودات التى يمكن أن يحط بها علم إنسانى ( مفهوم الشعر).

7ـ 5ـ المحمود من الكلام فى شكلة الفنى : خير الأمور أوسطها : يقول حازم : ليس يحمد فى الكلام أيضا أن يكون من الخفة بحيث يوجد فيه طيش ، ولا من القصر بحيث يوجد فيه انبتار ولكن المحمود من ذلك ماله حظ من الرصانة ـ لا تبلغ به إلى الاستثقال ، وقسط من الكمال لا يبلغ به الى الإسآم والإضجار ، فإن الكلام المتقطع الأجزاء  المنبتر التراكيب غير ملذوذ ولا مستحلى ، وهو شبه الرشفات المتقطعة التى لا تروى غليلاً. والكلام المتناهى فى الطول يشبه استقصاء الجرع المؤدى إلى الغصص ، فلا شفاء مع التقطيع المخل ولا راحة مع التطويل / الممل ، ولكن خير الأمور أوسطها .

7ـ 6 ـ التواصل ـ إحداث الدهشة ـ مكنونات النفس والوجدان :" يقول ابن طباطبا عن مهمة الشعر " تخلب به العقول ، وتسحر به الألباب بما يشتمل عليه من دقيق اللفظ ، ولطيف المعنى ويحدث ذلك حين يتضمن ـ والكلام لابن طباطبا ـ صفات صادقة وتشبيهات موافقة وأمثالاً مطابقة تصاب حقائقها ، ويلطف فى تقريب البعيد منها ، فيؤنس النافر الوحشى حتى يعود مألوفاً محبوباً ، ويبعد المألوف به حتى يصير وحشياً غريبا ، فإن السمع إذا ورد عليه ما قد مله من المعانى المكررة والصفات المشهورة التى كثر ورودها عليه مجه العقل وثقل عليه وعيه فإذا لطف الشاعر لشوب ذلك بما يلبسه عليه ، فقرب منه بعيداً أو بعد منه قريباً،أو جلل لطيفاً أو لطف جليلاً أصغى إليه ودعاه واستحسنه السامع واحتباه (مفهوم الشعر ) ويحدد ابن سينا : " أن المبدأ فى لغة الشعر هو الخروج عن هذا الأصل ، فيما يخص لغة الشعر مثلاً من استعارات وألفاظ أجنبية ( غربية ) ، وتراكيب تخرج عما هو مألوف وعادى فأنما يستعان بها فى لغة الخطابة على أنها أشياء ثانوية ، ولكنها مؤثرة ، ومن هنا يصفها بأنها " أباريز " والآباريز هنا بمعنى التوابل " (د. ألفت كمال الروبى :ـ نظرية الشعر عند الفلاسفة العرب) .

7ـ 7ـ ( تكنيكيا ) التغيير فى المعنى والتركيب : يقول ابن سينا " : إعلم بأن القول يرشق بالتغيير ، والتغيير هو أن لا يستعمل كما يوجبه المعنى فقط بل أن يستعير، ويبدل ، ويشبه والتغييرات كما يقول ابن رشد " تكون بالموازنة والموافقة والإبدال والتشبيه وبالجملة : بإخراج القول غير مخرج العادة ، مثل : القلب والحذف والزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير ، وتغيير القول من الإيجاب إلى السلب ، أو من السلب إلى الإيجاب وبالجملة : من المقابل إلى المقابل ، وبالجملة بجميع الأنواع التى تسمى عندنا مجازاً.

7 ـ 8ـ التأثير فى التخييل : ويرى الفارابى :" أن الخيال الشعرى الذى يتجسد فى المحاكاة لا يعنيه أن يفيد أن الشئ حقيقى أو غير حقيقى ، وإنما يعنيه أن يحقق تأثيراً ما " التخييل " عن طريق تقديم الشبية أو المثيل . فى حين تعنى المغالطة السوفسطائية أو تثبت شيئاً ما على أنه الحقيقة ولو كان مناقضاً للحقيقة (ألفت كمال الروبى ) .

7 ـ 9 ـ وحدة البناء : يقول ابن طباطبا : " يجب أن تكون القصيدة كلها ككلمة واحدة فى اشتباه أولها بآخرها نسجا وحسناً وفصاحة وجزالة ألفاظ ودقة معان ، وصواب تأليف ، ويكون خروج الشاعر من كل معنى يضعه إلى غيره من المعانى خروجا لطيفاً .. حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغاًَ .. لا تناقض فى معانيها ، ولا هى فى مبانيها ، ولا مفرغة فى نسجها ، تقتضى كل كلمة ما بعدها ، ويكون ما بعدها متعلقاً بها ، مفتقراً إليها . فإذا كان الشعر على هذا المثيل سبق السامع إلى قوافيه قبل أن ينتهى إليها رواية ويقول الحاتمى " إن القصيدة مثلها مثل خلق الإنسان فى اتصال بعض أعضائه ببعض ، فمتى انفصل واحد عن الأخر أو باينه فى صحة التركيب ، غادر بالجسم عاهة تتخون محاسنة وتعفى معالم جماله.

7 ـ 10ـ نفى إعلان شأن المال في ساحة الشعر:يرفض قدامة ابن جعفر نموذج وضعه" أيمن بن خريم " للقبة التي بناها بشر بن مروان :

       وبنيت عند مقام ربك قبه                خضراء كلل تاجها بالفسفس

       ماؤها ذهب وأسف أرضها           ورق تلأ لأ فى البهيم الحندس

7 ـ 11 ـ رفض التملق ، ورفض أن تصبح قيمة الإنسان تحدها اعتبارات عرقية أو وراثية وإنما هى مرتبطة بالإنسان نفسه من حيث سلوكه فى الحياة :

لذلك يعلق قدامة بن جعفر على هذه الأبيات لابن خريم فى بشربن مروان :

        يا ابن الذائب والذرى والأروس    والفرع من مصر العفرنا الأقعس

        وابن الأكارم من قريش كلها       وابن الخلائف وابن كل قلمس                    

        من فرع آدام كابراً عن كابر       حتى انتهيت إلى ابيك العنبس                               

فيقول " فما فى هذه الأبيات شىء يتعلق بالمدح الحق وذلك كثيراً من الناس لا يكونون كآبائهم فى الفضل ، ولم يذكر هذا الشاعر شيئاً غير الآباء ولم يصف المحمود بفضيلة فى نفسه أصلاً وذكر بعد ذلك بناءه قبة ، ثم وصف القبة بأنها من الذهب والفضة ، وهذا أيضا ليس من المدح ، لأن فى المال والثروة مع الضعة والفهة ( العى ، الغفلة والسقطة ) ما يمكن معه بناء القباب الحسنة واتخاذ كل آلة فائقة ، ولكن ليس ذلك مدحاً يعتد به ولا نعتاً جارياً على حقة .

7 ـ 12ـ نفي الانحطاط والتدني فى الهجاء :

" يقول ابن قدامة : متي سلب المهجو أموراً لا تجانس الفضائل النفسية ، كان ذلك عيباً فى الهجاء ، مثل أن ينسب إلى أنه قبيح  الوجه ، أو صغير الحجم ، أو ضئيل الجسم ، أو مقتر ، أو معسر ، أو من قوم ليسوا بأشراف ، إذا كانت أفعاله فى نفسه جميلة وخصاله كريمة ، .... فلست أرى ذلك هجاءا جارياً  على الحق ويقول الدكتور جابر عصفور : " إن محاولة قدامة بن جعفر فى كتابة " نقد الشعر " يحقق نتائج مثمرة أولها : أن يدعم المحاولات الإصلاحية التى تحاول ان تعدل من فساد المجتمع الإقطاعى ، وتقترب به من الصلاح . وثانيها : أنها تؤكد دور الشعر فى عملية تغيير القيم ، واصطناع الوسائل المناسبة لتغييرها ، وكأننا من خلال تغيير القيم السائدة يمكن أن نغير من الفساد القائم .

 

 

 

 

  

 

اجمالي القراءات 11470