المفكر الكبير جلال امين — لماذا يصدق مبارك الصحف الحكوميه ولا يصدق ان نظامه مكروه والناس تتشوق لتغييره
05-05-2010
القاهره-أنقاذ مصر
- استضافت مكتبة دار الشروق بالزمالك مساء أمس- الثلاثاء- المفكر الإقتصادي والإجتماعي الكبير الدكتور جلال أمين، وذلك في لقاء مفتوح مع القراء، استعرض فيه ملامح سيرته الذاتية التي تعرض لها مجددًا في أحدث أعماله، كتاب “رحيق العمر”، والذي يعد جزء ثان لكتابه السابق “ماذا علمتني الحياة”، والصادران عن دار الشروق.
وأشار أمين في بداية حديثه إلى أهمية كتاب “رحيق العمر” بالنسبة له، لأنه يكشف فيه عن العديد من جوانبه الشخصية، والتي يريد أن يقَيم مدى صوابها ورشدها، عبر ردود فعل القراء.
واعتبر أمين كتابه الجديد بمثابة الوجه الآخر للعملة التي يحكى من خلالها مشاهد من مسيرته الغنية، والتي تتناول تطور حياته وأسرته والمجتمع ككل، إضافةً إلى فهم العديد من الأمور الثرية التي حدثت في فترة مهمة من تاريخ مصر.
وأوضح المفكر الكبير أن المجتمع المصري يشهد في الفترة الحالية العديد من التغيرات الطيبة، مثل كثرة الوعي الثقافي واتجاه الشباب للمعرفة وممارسة الفن بمختلف أنواعه من سينما، ومسرح، وكتابة، وهو ما لم يكن متاح من قبل.
وتحدث أمين عن فترة ثورة يوليو ومدى سعادته بها هو وأبناء جيله، مشيرًا إلى أن أي تغيير سياسي مفاجئ سيؤدي إلى ظهور ما وصفه بـ “المواهب المدفونة”.
وأبدى جلال أمين تفاؤله بظهور قوى سياسية واقتصادية كبيرة في السنوات القادمة مثل الصين واليابان، والتي ستحد بدورها من قوة وسطوة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتبعية أيضًا ستحد من قوة إسرائيل.
وفي سؤال للكاتب الكبير عن ملف “التوريث” ورؤيته للدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغير، أكد أمين أن ظهور البرادعي كان بمثابة مفاجآة كبيرة للنظام، ولكنها سارة للشعب المصري.
وأضاف أمين أن البرادعي شخصية دولية معروفة ولها احترامها، وأنه قد أخذ المصريين والنظام “على حين غرة”- على حد وصفه -، واصفًا الحماس الذي قوبل به البرادعي بالكبير، وقال ” الناس عطشانة للتغيير والنظام مش عارف إنه مكروه إزاي، وصدَق اللي بيقوله الأهرام والأخبار”.
وأوضح في إشارة منه لـ “جمال مبارك” أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، أن النظام يبدو أنه قد نصح جمال بعدم الظهور في الفترة الحالية.
وفي إجابته عن سؤال حول عصر جمال عبدالناصر وهل كان يمثل قهرًا للمثقفين، أوضح المفكر الكبير أن المثقفون قد عانوا كثيرًا أيام عبدالناصر، مضيفًا أنه وبالرغم من ذلك فقد لمع مثقفون آخرون في عهده.
وذكر أمين واقعة حرمان الكاتب “يوسف إدريس” من الكتابة في صحيفة الأهرام سبب مطالبته بجزء من الحرية، في عهد عبدالناصر.
وأكد جلال أمين أن كثير من المثقفين والأكاديميين في فترة حكم عبدالناصر كان هدفهم هو الخروج من مصر والسفر لأي دولة أوروبية، مشيرًا إلى انتشار النكت والتعليقات التي تتناول مدى الرغبة الكبيرة في الحصول على تأشيرة سفر للخارج.
وفي سياق آخر، دعا أمين إلى ضرورة إنقاذ الهوية المصرية والعربية والإسلامية، مضيفًا أنه وبالرغم من ضعفها الآن إلا أنها قوية جدًا ويصعب هزيمتها – على حد تعبيره -.
كما نفى أمين وجود أي تأثير لأية عوامل خارجية على ثقافته في إشارة إلى ” الولايات المتحدة”، مضيفًا أن الحرية في أمريكا ضعيفة بسبب تأثر الأمريكيين بما حولهم من وسائل إعلام وتكنولوجيا حديثة خضعوا لها وهو ما وضحه في كتاب سابق له يحمل عنوان “عصر الجماهير الغفيرة”.
وقال أمين ساخرًا ” من حسن حظنا أن التلفزيون المصري لا يزال متخلفًا”، وأشار إلى أن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات التي ترتب مستوى الحرية في الدول النامية لا تخضع لأي معايير حقيقية تحدد مدى وجود حرية من عدمها.
كما أكد جلال أمين أن المرأة في الغرب مقهورة بسبب كثرة إلتزاماتها، وأنها مقهورة من الشركات ومن التكنولوجيا، وأن المرأة في مجتمعاتنا تتمتع بحرية أكبر منها