الحجامة فولكلور وليست طباً (٢) بقلم خالد منتصر ٥/ ٥/ ٢٠١٠ |
لا توجد مجلة علمية محترمة معترف بها فى العالم تبنت الحجامة كعلاج أو ذكرت فائدة واحدة من الفوائد العديدة التى يذكرها بعض المتاجرين بالدين، ولكن كل ما يقال عن الحجامة مذكور فى كتب صفراء ومواقع إنترنت، وكلنا يعلم أن الإنترنت مباح لكل من هب ودب ولا يعتد به كحجة علمية أكاديمية، ونعرف أيضاً أنه حتى الدجل والخرافات لها مواقع تعد بعشرات الآلاف. الحجامة لا تصمد لأى مناقشة علمية جادة وسأذكر لكم سريعاً الأمراض التى يدعى هؤلاء أن الحجامة تعالجها، وأطالبكم باسم العقل والدين والإنسانية أن تحلّوا هذا اللغز العويص وهو كيف يعالج دواء أو إجراء واحد ثابت لا يتغير كل هذه الأمراض مجتمعة؟، يقول المعالجون بالحجامة إنها تعالج ثمانين مرضاً منها الروماتيزم والروماتويد والنقرس والشلل النصفى والكلى وضعف المناعة والبواسير وتضخم البروستاتا والغدة الدرقية والضعف الجنسى وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة والقولون العصبى والتبول اللاإرادى وضيق الأوعية الدموية وتصلب الشرايين والسكر ودوالى الساقين ودوالى الخصية والسمنة والنحافة والعقم والصداع الكلى والنصفى وأمراض العين والكبد وضعف السمع والتشنجات وضمور خلايا المخ ونزيف الرحم وانقطاع الطمث!!!، واسمحوا لى أن أغلق القوس لأن قائمة الأمراض لم تنته بعد، وأيضاً التساؤلات لم تتوقف، واسمحوا لى أيضاً أن أعرض بعضها: ـ كيف يعالج دواء أو إجراء جراحى المرض ونقيضه فى الوقت نفسه؟!، وكيف تعالج الحجامة السمنة والنحافة، والنزيف وانقطاع الدم....إلخ؟ ـ هناك بعض الأمراض ذات السبب الواضح مثل الغدة الدرقية التى تحتاج هورمون الثيروكسين الذى تفرزه هذه الغدة، والسكر الذى يحتاج هورمون الإنسولين، والقرحة التى تحتاج لمعادلة الحموضة الزائدة... إلخ، فكيف تحل الحجامة وتعوض هذه الأشياء؟، هل بمجرد التشريط وكاسات الهواء وفصد الدم؟!. ـ استخدام الحجامة بهذا الشكل الكوميدى سلوك فى منتهى الخطورة، فعندما نعالج به الصداع نحن نغفل الأسباب المهمة والخطيرة أحياناً وراء هذا الصداع الذى من الممكن أن يكون ورماً على سبيل المثال ونحن ننام فى العسل وندعه يكبر ويتضخم فى أحضان الحجامة. قمة تناقضات أهل الحجامة وأطباء الدروشة هى ما يقولونه عن أوقات الحجامة المستحبة فهم يقولون إن أفضل وقت لها هو فى الأيام السابع عشر والتاسع عشر والحادى والعشرين أو فى الربع الثالث من الشهر العربى وذلك اعتماداً على ما قاله ابن القيم فى زاد المعاد لأن الدم فى أول الشهر لم يكن بعد قد هاج، وفى آخره يكون قد سكن!!، وأعتقد أن هذا الكلام سيأخذه الأطفال على سبيل الهزار، ويقولون إنها مستحبة فى أيام الاثنين والثلاثاء والخميس، ومنهى عنها أيام الأربعاء ومكروهة فى الجمعة، وهى فى الصيف أفضل من الشتاء وفى النهار أفضل من الليل، وأنا بالطبع لا أفهم لماذا وما هى علاقة أيام الأسبوع والفصول بالحجامة؟، وهل المطلوب من المرض أن يأخذ إجازة عارضة فى هذه الأوقات؟! ولكن ما أعرفه ومتأكد منه أن أطباء الحجامة المعاصرين قد اخترعوا أحاديث تبيح الحجامة طيلة أيام الأسبوع وطوال اليوم حتى تستمر مسيرة السبوبة وطريق الاسترزاق!. |