عجبا لأهل الشريعة الذين من المفترض أن يحكموا أنفسهم بها أولا قبل محاولاتهم أن يحكمونا بها .
فنجد مثلا الآن على أرض الواقع :
تيار إسلامي يتحول من رفضه الخروج على الحاكم إلى مباركة هذا الخروج .
ومن رفضه للحزبية إلى قبوله لها حين لاح أمامهم سلم السلطة .
ولكن سرعان ما بدأ الخلاف داخل أحد فصائل هذا التيار ، وهو حزب النور السلفي لينقسم إلى قسمين بقيادتين .
وهنا لنا تساؤل كبير :
هل اسلامكم ياسادة يقر هذه الفرقة وهذا الاختلاف ؟
أم كل بما لديهم فرحون ؟ .
أم لا تفقهون دينكم الذي حذر تحذيرا شديد اللهجة من أن نكون متفرقين مختلفين ؟ .
ومن المفترض أنكم انتم المفعلين للشريعة فيما بينكم والتي تنهى عن الاختلاف والفرقة ؟ .
فكيف لا تحركون ساكنا ولو حتى بالقول عن هذه الآفة التي تعيشونها مطمئنين .
إلى أين تريدون الذهاب بنا باختلافاتكم يا سادة ؟
أين فلاسفتكم أيها الإخوة وفلاسفة باقي تياراتكم ؟
الذين يجب أن يبصرونكم أم هم أنفسهم عمي لا يبصرون ؟ .
أليست فرقتكم واختلافكم هذا نابعا من الأهواء ؟ .
وعليه فأنتم أصحاب أهواء ، ولستم من أنصار دين الله .
هكذا خرجت كافة التيارات الإسلامية بأعمالها التي أدت إلى هذا التشظي المستمر .
فهل من سبيل أمامكم لإيقاف هذا التشظى ؟
أم ستؤول أمتنا إلى التلاشي أو الذوبان في الآخر أو الجمود المؤدي إلى الموت ؟
ولكن المطمئن :
أن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره ..... ، فلا خوف على دين الله .
ولكن أغلب الظن لدى أن يتم هذا بأناس غيرنا ، وسنحاسب نحن أمام الله لتقصيرنا وتغافلنا .
وعلى الطرف الآخر نجد النقيض :
القوى المدنية تحاول التكتل الآن باستماته ضد التيارات الإسلامية بعدما تكشف الأمر أمامها .
واللافت للنظر أيضا :
أن القوى المدنية تعمل لتحقيق مصالحها والتي غالبا ما تكون متعارضة مع بعضها .
ولكن في إطار التوازنات يعملون للإتفاق حول نقاط مشتركة متنازلين عن بعض استحقاقاتهم أمام تنازل أقرنائهم بنفس القدر لخدمة بلدهم وبالتالي الإنسانية .
ولكن الطرف الثاني " التيارات الاسلامية " تعمل من انطلاق عقيدي .
وهذا الانطلاق يستمد جذورة من تركة الاختلافات والفرقة وما أدت إليه من سفك للدماء المسلمة قبل غيرها .
أما القول بوجوب تطبيق شرع الله .
أقول : تريليون نعم .
ولكن بعد اصلاح الفكر الديني القادر على توحيد المسلمين كما أراد الله لنا .
فهل لدى أي من هذه التيارات رؤية لتحقيق هذا الهدف .
أم نعيش هراء نتمسك به ، وندلس بالقول " الإختلاف رحمة " .
ومن أين أتوا بهذه المقولة الضالة والمضللة ؟ .
أفيقوا أيها السادة حتى ننجوا من عقاب ربنا ، ونؤدي ما علينا تأديته .
المهم أن تصدق نيتكم للاصلاح .
وعلى الله قصد السبيل .