فكر التشظي

احمد شعبان في السبت ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

عجبا لأهل الشريعة الذين من المفترض أن يحكموا أنفسهم بها أولا قبل محاولاتهم أن يحكمونا بها .

فنجد مثلا الآن على أرض الواقع :

تيار إسلامي يتحول من رفضه الخروج على الحاكم إلى مباركة هذا الخروج .

ومن رفضه للحزبية إلى قبوله لها حين لاح أمامهم سلم السلطة .

ولكن سرعان ما بدأ الخلاف داخل أحد فصائل هذا التيار ، وهو حزب النور السلفي لينقسم إلى قسمين بقيادتين .

وهنا لنا تساؤل كبير :

هل اسلامكم ياسادة يقر هذه الفرقة وهذا الاختلاف ؟

أم كل بما لديهم فرحون ؟ .

أم لا تفقهون دينكم الذي حذر تحذيرا شديد اللهجة من أن نكون متفرقين مختلفين ؟ .

ومن المفترض أنكم انتم المفعلين للشريعة فيما بينكم والتي تنهى عن الاختلاف والفرقة ؟ .

فكيف لا تحركون ساكنا ولو حتى بالقول عن هذه الآفة التي تعيشونها مطمئنين .

إلى أين تريدون الذهاب بنا باختلافاتكم يا سادة ؟

أين فلاسفتكم أيها الإخوة وفلاسفة باقي تياراتكم ؟

الذين يجب أن يبصرونكم أم هم أنفسهم عمي لا يبصرون ؟ .

أليست فرقتكم واختلافكم هذا نابعا من الأهواء ؟ .

وعليه فأنتم أصحاب أهواء ، ولستم من أنصار دين الله .

هكذا خرجت كافة التيارات الإسلامية بأعمالها التي أدت إلى هذا التشظي المستمر .

فهل من سبيل أمامكم لإيقاف هذا التشظى ؟

أم ستؤول أمتنا إلى التلاشي أو الذوبان في الآخر أو الجمود المؤدي إلى الموت ؟

ولكن المطمئن :

أن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره ..... ، فلا خوف على دين الله .

ولكن أغلب الظن لدى أن يتم هذا بأناس غيرنا ، وسنحاسب نحن أمام الله لتقصيرنا وتغافلنا .

وعلى الطرف الآخر نجد النقيض :

القوى المدنية تحاول التكتل الآن باستماته ضد التيارات الإسلامية بعدما تكشف الأمر أمامها .

واللافت للنظر أيضا :

أن القوى المدنية تعمل لتحقيق مصالحها والتي غالبا ما تكون متعارضة مع بعضها .

ولكن في إطار التوازنات يعملون للإتفاق حول نقاط مشتركة متنازلين عن بعض استحقاقاتهم أمام تنازل أقرنائهم بنفس القدر لخدمة بلدهم وبالتالي الإنسانية .

ولكن الطرف الثاني " التيارات الاسلامية " تعمل من انطلاق عقيدي .

وهذا الانطلاق يستمد جذورة من تركة الاختلافات والفرقة وما أدت إليه من سفك للدماء المسلمة قبل غيرها .

أما القول بوجوب تطبيق شرع الله .

أقول : تريليون نعم .

ولكن بعد اصلاح الفكر الديني القادر على توحيد المسلمين كما أراد الله لنا .

فهل لدى أي من هذه التيارات رؤية لتحقيق هذا الهدف .

أم نعيش هراء نتمسك به ، وندلس بالقول " الإختلاف رحمة " .

ومن أين أتوا بهذه المقولة الضالة والمضللة ؟ .

أفيقوا أيها السادة حتى ننجوا من عقاب ربنا ، ونؤدي ما علينا تأديته .

المهم أن تصدق نيتكم للاصلاح .

وعلى الله قصد السبيل . 

اجمالي القراءات 9681