ردود على بعض أوهام زكى نجيب محمود

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٨ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
ردود على أوهام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد
هذا كتاب ردود على أوهام وردت فى كتاب نافذة على فلسفة العصر وهى مجموعة مقالات جمعتها مجلة العربى الصادرة من الكويت لزكى نجيب محمود ونشرتها فى كتاب
التقدم :صفحة 25 :
الخطأ الأول "قال أحسب ألا خلاف على أن فكرة التقدم هى من أبرز ما يميز العصر الحديث كله لثلاثة قرون مضين وإلى يومنا "فهو يظن أن التقدم فكرة حديثة مع أن كل الأفكار موجودة منذ الإنسان الأول وستظل موجودة عند الإنسان الأخير ومنها الحرية والتقدم والمساواة والإخاء والعصرية لأن الإنسان الأول كان يعلم كل الأسماء وهى أسماء الموجودات كلها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم آدم الأسماء كلها "
الخطأ الثانى "قال فالنقلة لا تكون تقدما إلا إذا كان وراء ذلك فرض هو أنها نقلة مما هو أسوأ إلى ما هو أفضل "فالتقدم عنده يكون من أسوأ لأفضل والنقلة لا تحسب تقدما فى الإسلام إلا إذا كانت نقلة من الكفر للإسلام أى من الشر للخير وعليه فالنقلات إسلاميا تنقسم لنوعين 1- نقل تأخرى وهو من الإسلام للكفر كما حدث بضياع الدولة الإسلامية حتى الآن 2- نقل تقدمى وهو من الكفر للإسلام كما حدث مع من أسلموا فى عهد النبى (ص)
الخطأ الثالث قال "فالنقلة لا تكون تقدما إلا إذا كان وراء ذلك فرض هو أنها نقلة مما هو أسوأ إلى ما هو أفضل لا مما هو حسن إلى ما هو حسن أخر " فالتقدم لا يكون مما هو حسن لحسن أخر عند الرجل وهو خطأ لأن التقدم يكون مما هو حسن لما أحسن –أى حسن آخر- فى مجال واحد هو علوم الإنتاج فمثلا المحراث الذى كانت تجره البهائم هو شىء حسن حل محله الجرار ذو المحاريث وهو أحسن منه ومثلا مصابيح النفط شىء حسن حل محله المصباح الكهربى وهو أحسن منه
الخطأ الرابع :قال "فضلا على أن تكون نقلة من الأفضل إلى الأسوأ "والخطأ أن النقلة لا تكون من الأفضل للأسوأ والنقلة كما تكون من الأسوأ للأفضل تكون من الأفضل للأسوأ ومن الأمثلة الدالة 1-كفر الأقوام وهو إضاعة الصلاة واتباع الشهوات بعد إسلامها وفى هذا قال بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "2-أن التقدم العلمى فى عصر آدم(ص)وأولاده كان تقدما عظيما لمعرفة أدم (ص)الشاملة لقوله بسورة البقرة "وعلم آدم الأسماء كلها "وقد تحول التقدم لتأخر فيما بعد حيث ضاع العلم على يد الأحفاد 3- أن الأقوام الكافرة فى مجال علوم الإنتاج والمراد الأقوام قبل محمد(ص)كانت متقدمة على قريش وأضرابها فى عهد محمد(ص)بدليل قوله بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "
الخطأ الخامس قال "إن الماضى دائما وفى كل الظروف أقل صلاحية من الحاضر دائما وفى كل الظروف " فالخطأ هو أن الماضى أقل صلاحية من الحاضر وهو قول فاسد للتالى:
-أن عصر آدم(ص)كان هو العصر الأعظم صلاحية لوجود العلم بكل الأسماء موجود كما بسورة البقرة "وعلم آدم الأسماء كلها "
-أن عصر سليمان (ص)لن يأتى عصر مثله فيما كان فيه من تقدم معجزى لقوله بسورة ص"رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب "
-أن عصر محمد(ص)كان أفضل من عصرنا لوجود العدل فيه بينما نحن الآن فى عصر الظلم
-أن الكفرة فى العصور السابقة على عصر محمد(ص)كانوا أكثر تقدما فى العدد والقوة والآثار من الكفرة فى عهد محمد(ص)مصداق لقوله بسورة غافر "كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "
والتقدم فى الإسلام هو إتباع حكم الله والتأخر هو عصيان حكم الله لقوله بسورة الحجر "ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين"فمن شاء التقدم أطاع حكم الله ومن شاء التأخر عصى حكم الله لقوله بسورة المدثر "إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر "
إزالة الماضى أم بعضه؟ص 25
فى مقال لمسات من روح العصر وجدت الأخطاء التالية :
1-قال "إذا أردنا أن نتشرب روح عصرنا وهى أن نزيل عن الماضى كل ما نتوهمه له من عصمة وكمال " والكاتب هنا ينادى بإزالة عصمة الإسلام مع الأمور الأخرى فى الماضى وهذا لا يمكن لوجود الإسلام محفوظا فى الكعبة الحقيقية محميا من كل تحريف لقوله تعالى بسورة الأنعام "لا مبدل لكلمات الله "وقال بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
2- قال "فمهما تكن وسائل الماضى الثقافية والحضارية ملائمة لظروف عصرها فهى بالضرورة تفقد هذه الصلاحية فى ظروف عصرنا "والكاتب تناسى هنا التالى :
-أن الوحى كوسيلة للحياة تلائم كل العصور لأنها أحكامها أبدية
-أن وسائل الحياة وهى الأديان منها الفاسد وواحد صالح أبدا هو الإسلام
-أن الشىء الوحيد الذى نص الإسلام على أنه يفقد صلاحيته هو ما يوجد فى علوم الإنتاج من اختراعات واقتراحات وهو من حكم الشورى لنفع الكل
ومن ثم فكل الأحكام فى الإسلام ثابتة لا تتغير
الحلال والحرام يكونان من الشريعة :
فى مقال لمسات من روح العصر ص26 أخطاء هى :
1-قال "انتظر حتى أحسب النتائج المترتبة على هذه الأشياء فإذا وجدت النتائج مزيدا من علم ومن صحة ومن حرية 000إلخ قبلت السلوك ورضيت بالتشريع وأقبلت على الأوضاع الحضارية الجديدة "فهو هنا جعل أصل التشريع المقبول أن تكون النتائج المترتبة عليه مزيد من العلم والصحة والحرية وقطعا السلوك مناط تحليله أو تحريمه هو اتفاقه أو اختلافه مع الوحى الإلهى وذلك لأن الوحى يبيح أشياء تؤدى لنتائج كريهة مثل الجهاد لدفع العدوان فنتائجه خسارة فى الأنفس والأموال والأجساد دنيويا وهى الأشياء التى يعول عليها الكاتب الذى لا ينظر للمكسب الأخروى فى الجهاد والوحى لا يؤدى لحرية بمفهومها الغربى أو الشرقى لأن المزيد من الحرية فى الإسلام معناه الكفر فالإنسان عبد لله ينبغى أن يتبع أحكام السيد الذى هو الله وقد حدد الله الحرية فى مجال الشورى حيث يختار المسلم ما يريد فى الاختراعات والآلات والاقتراحات الإنتاجية ما لم يعارض حكما موجودا فى الإسلام .
السلوك الأمثل :
فى مقال لمسات من روح العصر ص28و29 الأخطاء التالية :
1-تساؤل الكاتب "فمن أين جاءت يا ترى ؟"قاصدا مبادىء السلوك الأمثل والسلوك الأمثل أتى من عند الله فهو الهدى الذى أنزله على آدم (ص) بقوله بسورة البقرة "فتلقى أدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
2-قال "والذى يفرض قيام هذه المبادىء قبل خوض التجربة الحية إنما يكون قد خطا بالناس أجرأ خطوة نحو صورة من صور الاستبداد السياسى "والخطأ هو أن قيام المبادىء قبل التجربة فرض وهو ما يخالف التالى :
- أن الخالق للشىء سواء الله أو الإنسان عندما يخلق أى يصنع شىء لابد له أن يجعل له مبادىء يسير عليها وإلا فسد والله لو ترك البشر دون أن يضع لهم مبادىء السلوك لحدث دمار وفوضى شاملة تنتهى بموت العنصر البشرى وهذا الفرض الذى لم يحدث نقدر أن نشبهه بغابة لا يوجد فيها سوى أسود –وهو فرض غير متحقق أيضا – فنتيجة ذلك هو تصارع الأسود وقتلها لبعضها البعض
-أن مبادىء السلوك الأمثل ليست استبداد سياسى لأن واضعها ليس الإنسان وإنما واضعها هو الله العدل الذى لا يحابى أحد على أحد وإنما الاستبداد هو تسلط فرد على أفراد مثله فى كل شىء وهنا الله ليس فرد من الناس حتى نقول أنه مستبد "
3- قال "فإذا أنت جعلتنى أقدم على حياتى ونصب عينى هذه القواعد الأولية فقد حددت الإطار العام لسلوكى "فالخطأ هو أن القواعد أى المبادىء تحدد الإطار العام لسلوك الفرد والمبادىء لا تحدد سلوك الفرد على الإطلاق وإنما الذى يحدد سلوكه هو إرادته الحرة التى إن شاءت اتبعت المبادىء وإن شاءت اتبعت خطوات الشيطان وفى هذا قال تعالى "الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "ولذا فإن الله تعالى يحاسب الإنسان بالخير إن اتبع المبادىء وبالشر إن حاد عنها ومات وهو حائد عنها
4- قال "ثم ما هو إلا أن يخرج على الناس مارد من هؤلاء المردة الجبابرة فيأخذ لنفسه حق تفسير هذه القواعد ليضع أعناق العباد فى أى شكيمة أراد مسدلا على وجهه قناع المثل العليا التى يسعى إلى تحقيقها "الكاتب هنا يبين أن الإنسان هو من يفسر الشريعة وتناسى الكاتب هنا أن الله هو مفسر الشريعة أى القرآن المنزل أى مبينها على لسان نبيه(ص) لقوله تعالى بسورة النحل "وأنزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " وهذا التفسير محفوظ فى الكعبة حتى لا يقدر أحد من البشر على إدعاء التفسير لها كما تناسى الكاتب حقيقة أن سبب ظهور المارد الجبار هو الناس الذين يرضخون له ولو فعل الناس كما فى الشريعة بسورة آل عمران "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "فلو غيروا منكر المارد أول مرة ما قدر أحد على ذلك التفسير ولذا لخص الناس المسألة فى قولهم "قيل لفرعون لماذا تفرعنت أى ظلمت قال لم أجد أحد يلمنى أى يصدنى عن الظلم "
5- أن التساؤل محرم بلماذا عن قواعد السلوك والحق أن الله لم يحرم التساؤل عن قواعد السلوك ولم يحرم التساؤل عن أى شىء سوى الغيب وذلك حتى تظل الحياة سائرة دون أن يسبق الإنسان الأمر الإلهى فقال تعالى بسورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "الإسلام يبيح التساؤل ويفرض على أهل الذكر الإجابة عند العلم .
الزمن والعالم :
فى مقال لمسات من روح العصر ص34 الأخطاء التالية :
1-أن الزمن مخروطى أى أن العالم متطور نامى وهو قوله "هذا التصور المخروطى للزمن إنما يكون إذا ما تصورنا العالم متطورا ناميا فهو الآن أغزر حياة منه فى أى عهد مضى وسوف يكون فى مقبل الزمن أغزر حياة مما هو الآن "والعالم ليس متطورا بدليل أن عصور ما قبل بعثة محمد(ص)كانت أكثر فى عدد السكان والقوة والآثار مما فى عهده وفى هذا قال تعالى بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض"
2- أن العالم مدفوع متحرك من ذاته وهو قوله "فكرة أخرى هى أن الأشياء لا تتحرك بدفعة داخلية فيها ولذلك تحتاج دائما لمحرك خارجى يحركها كيف يشاء000 وهى أن العالم مدفوع متحرك من ذاته كالكائن الحى حين ينمو بحركة ذاتية منبثقة من الطبيعة "والكائن الحى لا يملك من أمور تنمية نفسه شىء بدليل أن الله هو المنمى بدليل قوله تعالى بسورة نوح"ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا "فتطور الكائن الحى – وهو فى الآية الإنسان –خلق إلهى لأن الإنسان وبالتالى أى مخلوق لا يستطيع أن يخلق أى شىء ولو كان الذباب بدليل قوله تعالى بسورة الحج "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب "والعالم يسير بقدرة الله التى جعلت كل شىء خاضع لها طوعا أو كرها مصداق لقوله تعالى "وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها "وهذا الإسلام أى الطاعة سواء بالرضا أو بالإكراه يدلنا على أن الله هو الذى يدفع العالم للحركة وقد استثنى الله من ذلك الإنس والجن فى مجال واحد هو حرية اختيار الإسلام أو الكفر وأما فى باقى الأمور فهم يسيرون حسبما يريد لهم .
تحليل الفعل وتحريمه :
فى مقال لمسات من روح العصر ص35 قال "ثم انتقلنا إلى مثل أخر يتصل بأسس الأخلاق فهل تقاس أفضلية الفعل إلى مبدأ توارثناه جيلا بعد جيل على أنه النموذج الأسمى أم تقاس تلك الأفضلية إلى هدف يتحقق أو لا يتحقق دون أن نكبل أنفسنا بأفكار مسبقة "والخطأ هنا أن الكاتب يبين لنا أننا لكى نعرف أن فعل ما خلقى أى مقبول مباح فيجب قياسه إما للمبادىء المتوارثة وإما قياسه لهدف معين والفعل لكى يكون مقبولا يجب أن تكون الشريعة الإلهية قد أباحته لأن المبادىء المتوارثة على أنها النموذج الأسمى ليست واحدة فهناك نموذج أسمى عند كل صاحب دين هو دينه – وقطعا لا دين سليم سوى الإسلام ولذا فهو النموذج الأسمى وليس غيره- وما دامت النماذج متعددة فالفعل قد يكون مباح فى دين محرم فى دين أخر فمثلا فى الإسلام تعدد الزوجات مباح وهو محرم فى النصرانية وأما إباحة الفعل أو تحريمه بناء على الهدف الذى قد يتحقق أو لا يتحقق فشىء هزلى لأن معناه هو أن نلغى من الوحى الإلهى العلاقة الخاصة بين العبد وربه فمثلا الحج يصبح محرم لأن ليس هناك هدف دنيوى من زيارة الكعبة ومثلا الصلاة تعتبر مضيعة للوقت والجهد لأنها لا تحقق هدف دنيوى .
اختلاف الناس سنة الله فى خلقه :
يقول الكاتب فى مقال لمسات من روح العصر فى ص 38و39"والأمل أن يجىء اليوم الذى يشعر الناس فيه بإيمان صادق – لا بمجرد اللفظ على طرف اللسان – أن هذا الانتماء الضرورى الحتمى لن تكتمل دائرته إلا إذا أصبحت الأرض وطنا واحدا يسكنه مواطنوه الذين هم بنو الإنسان وهيئة الأمم بداية متعثرة نحو هذه الغاية القصوى لكن الطريق قد يستقيم لها بعد حين " والخطأ هو أمل الكاتب فى توحد العالم مع أن الله جعل سنة الحياة هى اختلاف الناس حتى يوم القيامة وليس كونهم أمة واحدة وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "
المسايرة مرفوضة :
يقول الكاتب فى مقاله الإنسان كيف يواجه الطبيعة ؟ص43 :
قال "وأما المسايرة فأدنى درجاتها أن نشارك أبناء عصرنا هموهم ومشكلاتهم بحيث تكون المسائل الرئيسية المطروحة للبحث هى نقطة الإلتقاء التى يجتمع عندها المفكرون جميعا كل بوجهه نظره فالذى يجعل العصر الفكرى المعين عصرا واحدا ليس هو أن تتفق إجابات المفكرين عن الأسئلة المطروحة بل هو أن تكون الأسئلة المعينة الواحدة مطروحة للجميع هو كذا وفى ذلك الركن هو كيت فعندئذ لا يكون الركنان كائنين فى عالم واحد بالمعنى التاريخى برغم أنهما واقعان فى عالم واحد بالمعنى الجغرافى لهذه العبارة " فى هذه العبارة عدة أغاليط تتمثل فيما يأتى :
1-مسايرة أبناء العصر فى الهموم والمشاكل والمسلم لا يمكن أن يساير الكفرة فى الهموم والمشكلات لأسباب عديدة أهمها أن هذه الهموم والمشاكل ليست موجودة فى المجتمع المسلم لأنه يطبق شرع الله وهى موجودة فى المجتمعات الكافرة لمخالفتها لحكام الشرع فمثلا مشكلة الشذوذ الجنسى ليست موجودة فى المجتمع المسلم لأنه محرم وله عقوبة تستأصل شآفة صانعيه ومحبيه ومثلا مشكلة الخمر ليس لها وجود فى المجتمع المسلم لأنها محرمة ولها عقوبة تردع الناس عن شربها .
2- أن المسائل الرئيسية المطروحة للبحث تكون واحدة وقطعا هذا غلط فاحش فتعدد أنظمة الحكم لابد أن يؤدى لتعدد المسائل واختلافها من نظام لأخر فالمسائل المطروحة فى النظام الإسلامى لا تتناول سوى علوم الإنتاج والأمور التى تحتاج للشورى وأما فى الأنظمة الكافرة فيتم تناول أى مسألة فى الحياة لأن الكفرة يدورون فى حلقة مفرغة لأن الإجابات التى يجيبون بها على المسائل تكون خطأ وكلما ظهر الخطأ فيها فكروا فى إجابة أخرى تكون هى الأخرى
3-أن العصر الفكرى الواحد هو الذى تكون فيه مسائل البحث واحدة والإجابات عليها مختلفة وقطعا لا يسمى الاختلاف اتحادا لأن الاتحاد هو أن الكل رأيهم واحد ولا يوجد ما يسمى بالعصر الفكرى الواحد لأن الأقوالالتى يقولون عليها الفكر لابد أن يكون متعددا فى العصر الواحد لاختلاف أنظمة الحكم أى الأديان التى تحكم بها الشعوب وإنما توجد أمة فكرية واحدة وهى تستمر عصور عديدة لأن نظام حكمها واحد وليس أكثر من نظام
4- أن اختلاف موضوعات البحث يؤدى لوجود كائنات ليست فى عالم واحد بالمعنى التاريخى وقطعا المعنى التاريخى الذى يقصده الكاتب ليس موجودا فى الواقع ماضيا ومستقبلا وحاضرا وذلك لأن الاختلاف فى موضوعات البحث لابد أن يختلف فى المسائل الرئيسية فمثلا ليس معقولا أن يكون مسائل الهندوسى عابد البقر والتماثيل وغيرها هى نفس المسائل عند النصرانى عابد المسيح(ص)عابد الأقانيم الثلاثة وليس معقولا أن تكون مسائل الشيوعى هى نفس مسائل اليهودى
اللغات وجهات نظر :
فى مقال الإنسان كيف يواجه الطبيعة ؟ص 44و45 توجد الأخطاء التالية :
1-قال "ولألفاظ اللغة وطرائق تركيبها جذور عميقة فى طريقة الإنسان عندما يتناول الطبيعة من حوله بكل ما فيها ومن فيها "اللغة بألفاظها وطرق تركيبها ليس لها أى تأثير على طريقة كلام الإنسان عن الطبيعة فمثلا لو كان الإنسان يتكلم عن الكلب فسنجد أن معانى كلماته فى اللغة الفرنسية هى نفس معانى كلماته فى العربية لأن المعلومات واحدة ومثلا لو كان الإنسان يتكلم عن صفات الله فسنجد أن معنى كلامه بالصينية هو نفس معناه بالإنجليزية وذلك لكون المعلومات واحدة ،اللغة مخلوق محايد والإنسان هو الذى يستعملها كما يريد إن خيرا وإن شرا والذى يؤثر فى استعمال الإنسان للغة أمرين 1- الدين الذى يدين به 2- المعلومات التى عرفها من البحث والدراسة ،وكل لغة من اللغات فيها أسماء كل الأشياء وفيها كل المعانى التى يمكن أن يعبر عنها الإنسان
2-قال "فانظر - مثلا – فى اختلاف لغة عن لغة فى التعبير عن الزمن تجد فروقا شاسعة فى اللفتة العقلية عند أصحاب اللغتين فقد يكون موضع الإهتمام عند فريق هو أن تجىء الأفعال دالة على الضبط الزمنى بين حادث سبق وحادث لحق على حين يكون موضع الإهتمام عند فريق أخر هو مضمون الأحداث لا ترتيبها الزمنى "وقطعا ليس هناك اختلاف فى التعبير عن الزمن من لغة إلى لغة لأسباب أهمها أن كل لغة لها قواعد زمنية وهذه القواعد واحدة المعنى وإن اختلفت الأصوات وطرق الكتابة بدليل أننا نشرح التعبير عن الزمن فى اللغة الإنجليزية باللغة العربية ولو كان هناك اختلاف فى التعبير عن الزمن ما كانت الفروق بين التعبيرات الزمنية فى الإنجليزية تشرح بالعربية لأن هناك بالتالى تعبيرات لا توجد فى العربية ،إن ألفاظ اللغات تترجم والترجمة عبارة عن نقل المعنى من لغة إلى لغة ولو كانت هناك اختلافات فى التعبير عن الزمن فى اللغات ما جاز ترجمة التعبيرات التى لا توجد إلا فى لغتها .
3- قال""فاللغة التى لا تتغير أواخر كلماتها فى الإعراب تعتمد كل الاعتماد فى تنظيم الفكرة على ترتيب اللفظ وأما اللغة التى تتغير أواخر كلماتها فى الإعراب " بصراحة النحاة قيدوا الذى لا يجب أن يقيد فترتيب الألفاظ فى اللغات غير الإعرابية ليس قانونا لأننى أوقن أن فى واقع الحياة لا يستعمل الترتيب اللفظى وإنما الناس تستعمل المعنى فى التعبير عما تريد بأى ترتيب وهذا الكلام مبنى على القياس على أن فى اللغة العربية قال النحاة يرفع بينما فى القرآن ينصب أيضا كقوله تعالى بسورة الحج "لن ينال الله َ لحومُها"وبينما الناس فى واقع الحياة ينصبون الفاعل مثلما يرفعونه
4-قال "ففى الأولى – يقصد اللغات غير الإعرابية –دقة العلم وفى الثانية- يقصد اللغات الإعرابية-ليونة الشاعر "وهذا خطأ لأن أى لغة تتوافر فى ألفاظها ما سماه الدقة العلمية والليونة التعبيرية وإنما يقولون أن هذه لغة علمية وهذه لغة سهلة التعبير أو شاعرية التعبير عندما يكون أهل الأولى أصحاب التقدم الإنتاجى وعندما يكون أصحاب الأخيرة أصحاب الفراغ الوقتى الكبير
علاقة الإنسان بمخلوقات الكون :
فى مقال الكاتب الإنسان كيف يواجه الطبيعة ص57و58 الأخطاء التالية :
1-قال" فإذا كان محور المواجهة بين الإنسان وما يحيط به عند مفكرى الغرب هو العلم "وهو ما يخالف أن محور المواجهة هو الإنتفاعية فأهل الغرب ككل الكفار يتعاملون من أجل الحصول على متاعها وهو فائدتها فهم يدرسونها ليس للعلم فقط وإنما لأخذ النفع منها وسمى الله هذا العلم بظاهر الدنيا بقوله بسورة الروم "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الأخرة غافلون "
2-قال "فمحور المواجهة عند المفكر العربى هو الأخلاق "وقطعا المفكر العربى مقصود به هنا غير المفكر المسلم لأن العربى ينتمى للقومية العربية ومحور المواجهة هو نفسه العلم بظاهر الدنيا وأما المسلم فعلاقته مع الكون هى علاقة طاعة لحكم الله فى التعامل مع المخلوقات ومن ضمنها الإنتفاع بالمخلوقات حسب حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه "
3- قال "ولنلاحظ هنا أن أخلاقية الفعل لا تنفى أخلاقية الضمير "والخطأ هنا هو أن الفعل الأخلاقى ينفى فى بعض الأحيان أخلاقية النية أى الضمير فهناك إنسان يحسن إلى إنسان من أجل إذلاله وإهانته كما هو الحال مع المنان فهو يفعل خيرا ظاهرا ونيته سيئة والخطأ أيضا أن عدم أخلاقية الفعل تنفى أخلاقية النية ففى بعض الأحيان يكون الفعل غير أخلاقى والنية حسنة كالكذب من أجل الإصلاح بين صديقين متخاصمين والإسلام جعل مناط الأفعال هو النية أى الشىء الذى تعمده القلب وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "ولكنه لم يجعل الأفعال غير الأخلاقية كلها مباحة بسبب النية الحسنة وإنما حدد الأفعال غير الأخلاقية – والتى تصبح أخلاقية بسبب التحديد –التى يباح عملها ما دامت النية حسنة
4-قال "بل لابد أن توضع النية الحسنة على محك الفعل ومحك الفعل عادة هو الأخرون هو المجتمع "والإسلام لا يجعل محك الفعل أو القول الناس وإنما المحك هو أحكام الشريعة فما اتفق مع الأحكام من الأفعال والأقوال فهو مباح وما تعارض فهو محرم ،والناس لا يقدرون دون الشريعة على معرفة الحلال من الحرام لذا لا يقام للناس وزن فى الأعمال وقياسها لأنهم يحرمون الحلال كتعدد الزوجات ويحللون الحرام كالشذوذ الشهوانى .

اجمالي القراءات 12813