ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ
* ما فرطنا في الكتاب من شيء I *

عبد الرحمان حواش في الإثنين ٠٣ - سبتمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

*  ما  فرطنا  في  الكتاب  من  شيء  I  *

 

ــ ما دام  الدافع ، أن لا  نكتم  ما أنزل الله  في الكتاب، وتفادياً من لعنة الله... الآية 159/160 من سورة البقرة ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب  أولئك يلعنهم  الله  ويلعنهم  اللاعنون إلا  الذين  تـــابوا  وأصلحوا  وبيـنوا ...). اللهم  إني  تبت إليك !

ــ حـتىأنجو من وعيده – نجانا  الله،وجنـّـبنا عذابه، جميعا – إرتأيت، أن أذيع لقرائي  الكرام، تحت هذا العنوان ( ... ما فرطنا في  الكتاب من شئ ...) الأنعام 38. ومصداقا  لقوله  تعالى في سورة النحل89. ( ونزلنا عليك الكتاب  تبيانا  لكل شئ وهدى ورحمة  وبشرى  للمسلمين). ما فتح اللهلي  فيه.

ــ فسأحاول-  بعون من الله-  أن أذكر بعضاً منها، في  هذه  المجموعة الأولى. ثم إن أطال  الله العمر،  فستأتي  مجموعة ثانية، وثالثة...

الإحتباس  الحراري

Réchauffement climatique

 ــ مانسميه -  كذلك -  بتأثير  الدّفئية  الزجاجية   l’effet  de  serre.  -  الذي هو  حديث  الساعة -  والذي  جراءه  يعيش العالم، اليوم،  في  اضطرابات  جوية  عظيمة، وفي  تقلبات مناخية  مستمرة، لا  قِـبل  له  بها من قبل، ويتلقى  جراءه  فجائع  وكوارث  متتابعة  سبب  كل ذلك ، ما  يسمى  بثقب  الأوزون    trou  d’ozone.  الذي  ظهر  في  القطبين  الشمالي  والجنوبي، - خاصة - فوق هذا الأخير l’antarctique.  ولا  يزال  يتسع ويتئاكل، منذ  العشريات  الأخيرة  من القرن العشرين - على الأقل -  منشأه، وما  جعله  ينثقب، هو عمل  الإنسان، وما يُصدره، ويُطلقه فــي الهواء من ( نفاياته الإستهلاكية ) بصفة عفوية، أو  إرادية ،ما  نسميه  بـ : ثــــاني أكسيد  الكربـــــون     ( CO2)Dioxyde de  Carbone.

ــ فصارت الأشعة  الفوق  البنفسجية  :     -  ultra-violet -الضارة  والهالكة تخترقه.

مصداقا  لقول العليم الخبير: ( ظهر الفساد  في  البر  والبحر بما كسبت  أيدي الناس لنذيقهم بعض  الذي  عملوا لعلهم  يرجعون . )الروم 41. وقوله  في  الشورى 30: ( وما أصابكم من مصيبة  بما  كسبت أيديكم ويعفوا  عن  كثير ).

ــ بعد  هذه  المقدمة  الموجزة نجد أن الله سبحانه وتعالى أشار  إلى  ذلك ،  وذكره  في  كتابه  الذي ( لا  يأتيه  الباطل  من بين  يديه ولا  من  خلفه  تنزيل  من  حكيم  حميد ). والذي هو

( ...تبياناً  لكل  شئ  وهدى  ورحمة  وبشرى  للمسلمين ).

ــ جاء ، ذكر  هذه  الظاهرة ، من لدن الحكيم الخبير، أنه حافظ  لكل نفس : من إنسان أو حيوان أو نبات.  بقوله  في  سورة الطارق 4 -  جواباً  للقسم -  ( إن كل  نفس  لما  عليها حافظ ) . لَـَما  بمعنى  إلاّ.                                                                   

ــ وقوله-  بخاصة -  في  سورة  الأنبياء 32  ( وجعلنا السماء  سقفا محفوظا  وهم عن ءاياتنا  معرضون ). حقـاً: نحن عن ءايات  الله  معرضون  واتخذنا  القرءان  مهجورا !!!

ــ وما جاءفي  سورة  الطور 5  والسقف  المرفوع ) . وما جاء في سورة فصلـــــت 12:

( ... وحفظا  ذلك  تقدير  العزيز  العليم ).

ــ نلاحظ:التعبير، في  كلتـي الآيتين (الأنبياء والطور). بالسقف ، الذي يدل على الإنسدادية التامة، وعدم النفيذ !سقفٌ  يقـينا من الأشعة  الضارة -  خاصة -  الــــــــــــــفوق البنفسجيةUltra- Violet.وذلكم  السقف الذي ذكره  الله، في تلكم الآيات من كتابه،موجود، على حوالي 20 كيلو متر، فوقنا !

ــ فاللهالذي خلق السماوات  والأرض والذي (...ولا يــئوده  حفظها وهو العلي العظيم) .البقرة 255. الذي ( ... يعلم ما يلج  في  الأرض ... وما  ينزل  من السماء ...  والله بما تعملون  بصير ) الحديد 4. وما جاء في سورة سبأ2.

ــ نلاحظ:ما جاء  في  ءاخر  ءاية  الحديد ( ... والله  بما تعملون بصير ) .إنذار  بيّـن !.

ــمن أجل ذلك،قدر، أنه سيصيبنا، بما كسبت  أيدينا، كما أنذرنا -  كذلك - بئاية الـــروم 41.

( ظهر  الفساد  في  البـرّ  والبحر  بما  كسبت  أيدي  الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا  لعلهم يرجعون ).مع أنه يعفو عن كثير !ما جاء  في  سورة  الشورى 30.  ولأنه الرحيم  الغفور، ما جاء  في  سورة  سبأ 2، السالفة  الذكر.

ــ نلاحظ:التعبير بالمذاق  أما  الطعم  فجهنم  وبئس  المهاد !.

ــ ذلك أن الإنسانإذا استغنى، وفرح بما  عنده من العلم، طغى وتجبّـر.(علـّم الإنسان ما  لم  يعلم  كلا  إن الإنسان  ليطغى  أن  رءاه استغنى  إن  إلى ربّـك  الـرّجعى )5-8- العلق.

ــ فرحا  وتيهاً، واستكباراً بما عنده  من العلم، الذي علمه الله:( .... فرحوا بما عندهم  من العلم  وحاق  بهم  ما  كانوا  به  يستهزئون ).غافر 83.

ــ مع أناللهالعلي  القدير أنذرنا في ءايات الأعراف : ( والذين كذبوا  بئاياتنا سنستدرجهم من حيث  لا  يعلمون وأملي  لهم إن كيدي متين ... أو لم  ينظروا  في  ملكوت السماوات والأرض وما  خلق  الله  من شئ  وأن عسى أن يكون قد اقترب  أجلهم  فبأي حديث  بعده يومنون ).  182/185 الأعراف.

ــ نلاحظ  أن اللهسبحانه وتعالى، أرشدنا، في هذه الآية البـينة من كتابه، إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض ... وعلى الأقل : إلى السقف  الحافظ  والمرفوع ، والذي يقينا شرّ  الأشعة الضارة !  وفيه  إشارة  وإنذار إلى اقتراب أجلنا !كما تحقــّق لنا  ذلك  في أيامنا هذه أنه الحقيقة  البالغة من لدن العليم  الخبير.

ــ غفرالله لي  ولكم،  قبل أن يقترب، أو أن يكون، هذا الأجل  ءامين !يا رب  العالمين.

ــ لا حديث  إلا  ما  نـزّل الله( الله نـزّل أحسن الحديث كتاباً ...) الزمر23.  ( فذرني ومن يكذب بهـذا الحديث ... ) القلم 44.

*  والله  أعلــــم  *

 

*  ذوبان  جليد  القطبـين  *

ــ ءافـةالعالم الثانية،  جرّاء  الإحتباس  الحراري، الذي  تقدّم، هو ذوبان ملايير البـلـْـيونات مـــــن الأطنان مــــــن الجليد الذي في  القطبين الجنوبي والشمالي، مـــــا يسمى  بـــــــــــــ:

Fontes  des  glaces  وكذا الكتل  العظيمة  من الثلوج  والجليد  التي  على  قمم  الرواسي  الشامخات، والتي، إذا  ذابت  زادت  في  مستوى  المحيطات والبحار.

ــ جاء  ذكره  في ءايتي الرعد 41( أولم  يروا  أنا  نأتي  الأرض  ننقصها  من  أطرافها  والله يحكم  لا  مُعقب  لحكمه وهو سريع  الحساب ).

ــ من الغريب أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: وإن ما  نرينك  بعض الذي  نعدهم ...).

ــ وجاء  مثل هذا  الإنذار  في  سورة الأنبياء44  ( بل متعنا  هؤلاء  وءاباءهم حتى طال  عليهم  العمر  أفلا  يرون  أنا  ناتي  الأرض  ننقصها  من  أطرافها  أفهم  الغالبون ).

ــ وهذه الآية  من سورة  الأنبياء  جاءت  بعد قوله  تعالى : ( ...  سأريكم  ءاياتي  فلا  تستعجلون  ويقولون متى  هذا  الوعد  إن  كنتم  صادقين ... بل  تأتيهم  بغتة  فتبهتهم  فلا  يستطيعون  ردها  ولا هم ينظرون ولقد  استهزئ  برسل  من قبلك فحاق  بالذين  سخروا  منهم  ما  كانوا به  يستهزءون  قل ما  يكلؤكم  بالليل والنهار من الرحمان ...  أم  لهم  ءالهة  تمنعهم  من  دوننا  ...  بل  متعنا  ...) 37- 44 .

ــ ( أولم  يروا ...) ( ... أفلا يرون ...) إستفهامات  إنكارية.

ــ جبال  جليدية - icebergتنفصل عن القطب ( البحر الجليدي )  فتذوب ،  فيعلو  مستوى البحربأمتار وأمتار فيغمر الأراضي الساحلية، لأوروبا، وأمريكا،  وإفريقيا و...و... ويغرقها بما  فيها  من عمارات  وبما فيها  من  ملاهي  وماخورات  ربما ذلك  بكيلوميترات  داخل اليابسة، وسيبتلع  أكثر ما  في  البحر من جزر  وشبه  جزر بما عليها من مشيدات  وصروح  مثل  جزيرة  le  groenland  الدانماركية  وكلها أراضي  يابسة وأتربة.

ــ ملاحظة:أشار اللهفي هذه  الآية، على نقصان أطراف  الأرض، فالذين ذهبوا إلى أنه نقصان  البشر بالموت والكوارث لا يصح !لأن هذا النقصان لا  يؤثر  في  نقصان  البريّـة  اليابسة !وهذا النقصان قد  لا  يؤثر في الإنسان  - كنفس - لأنه  يقرأ  له  ألف  حساب !إنما ينقص  له  ما  بنى من عمارات، وشيـد من  قصور، وما  ملك  على  الساحل، إذا  ما غمرها  ماء البحر بسبب ذوبان البحرالجليدي المتزايد !وبسبب ازدياد مستواه، وبسبب الإحتباس  الحراري !

*  والله  أعلــــم  *

 

*  المعلومات  الرقـمــيــة : numérique - digital  *

ــ جاء ذلك في قوله تعالى العليم  الخبير  في  سورة الجن 28  ( ... وأحصى كل شئ  عدداً)

ــ كلنا يعلم ما وصل إليه العلم، وما وصلت إليه التكنولوجيا، في عالمنا هذا،من السيطرة على كل المواصلات اللاسلكية، من هاتف،  وتلفاز، وفلك،  وعلم  الوراثة، والقائمة  طويلة، وطويلة...

ــ  كل شئ  les mass-média يُــتحكّـم،  ويُسيّـر، بالأرقام من صفر إلى تسعة، وذلك  مصداقا لما قال الله سبحانه :( ... وأحصى كل شئ عـددا ). ــ كل  شئ  يُخطط  ويٌبرمجبالأرقام.

ــ إننا نرىبين أيدينا، العجب العجاب من ذلك !كيف أننا نهتف  من أقصى جنوب المعمورة، إلى أقصى شمالها !ومن أقصى شرقها، إلى أقصى غربها !نرى الملايير من الناس، مـــــــن غير مبالغة ، يهتف بعضهم للبعض، ويسمع، بل ويرى بعضهم  البعض فــي

نفس الثانية الواحدة، من غيرازدحام ،ولا  تشويش !وكل  يتحدث  مع  صاحبه من غير إزعاج ولا انقطاع  إلا إذا كان ذلك أ  أو كانوا  في  بلد  متخلف !ويا للأسف !!

ــ فئالافالطائرات، ومئات الأقمار الصناعية ، التي تملأ السماء الدنيا، وغيرها من وسائل المواصلات والإعلام  إنما  توجّهها، وتسرها تلكم الأرقام المبرمجة بـ:  digital  ( بالأرقام )  من غير أن يصطدم بعضها بالبعض !وكذا وسائل  l’informatiqueوأجهزة الإعلام . ( علم الإنسان ما لم يعلم كلا  إن الإنسان ليطغى  أن  رءاه  استغنى ) .

ــ لنحاول معاً، تبيان ما جاء  في  كتاب الله  بالنسبة  لفعل  أحصى، وماهيته في القرءان الكريم، وكذا  بالنسبة  لفعل  عـدّ  وعـدّد.

ــ أحصى:جاء بمعان عـدّة.

ــ جاء  الإحصاء،  ضد  النسيان  بمعنى  الحفظ  في  قوله تعالى، في سورة المجادلــــــــــة 6. (... أحصاه  الله  ونسوه ).

ــ جاء  الإحصاء  بمعنى الجـرد في قوله تعالى، في سورة  الكهف 49: ( ... ما لهذا الكتاب لا  يغادر  صغيرة ولا  كبيرة إلا  أحصاها...).

ــ جاء الإحصاء بمعنى الجمع ( والصيانة )  terminal  النهائي. الحسوب النهائي  الذي يسجل ويحفظ كل ما  يُرسل إليه  من قِبَـلِ  الحسوبات المختلفة المحيطة به ، والدائرة به ، وذلك في قوله تعالى، في سورة يـس 12 : ( ... وكل شئ أحصيناه في  إمام مبين ). وما جاءفي قوله تعالى، في سورة النبأ 29 : ( وكل  شئ  أحصيناه  كتابا ).

ــ جاء الإحصاء، بمعنى عـدّ وسَرَدَ  في قوله تعالى، في سورة إبراهيم 34:  ( ... وإن تعدوا نعمة الله  لا  تحصوها ... ).

ــ جاء الإحصاء، بمعنى حَسب وعـدّد  في  قوله تعالى، في سورة الطلاق1 : ( ... وأحصــوا العدة ...) .

ــ جاء الإحصاء، بمعنى، سجّـل وقـيّـد ( خـَمَّـنَ ) في قوله تعالى، فـــــــــي سورة الكهف 12:( ... أي الحزبينأحصى  لما  لبثوا  أمداً ).

ــ نلاحظ:تقديم  كـل شئ على العدد - في ءاية الجن 28 -  لأن المقصود - جميع الأشياء-   لا عددهم. لو كان عددهم، هو المعني والمقصود، لقال سبحانه وتعالى، وأحصى عدد  كل شئ، أو قال وأحصى كل شئ عـدده ، أو قال وأحصى كل شئ عــدّاً ، من غير  فـك  الـدال ، وإنما أراد اللهأن يشير سبحانه وتعالى إلى أن كـل الأشياء  هي  المعنية !وأنها تتماشى وتتجاوب معالعدد   !وتُـعرّفُ بالعدد وهو الإعلام الآلي:  le  digital  numérique  لا غير. لا يمكن أن يكون المقصود من ءاية الجن 28 : أن الله  يريد  أن يُشعرنا بها، أنه يعلم -  مثلا -  عتدد  ذرات  الرمال،  فــي  الشواطئ  وعلـــى الأرض ،  أو  مـــــكيال  الماء  فـــي 

البحار !أو عدد  الحيتان  فيها !  -  هذا لا  يهمنا علمه -  وقدرته  سبحانه وتعالى الخلاق العليم  أعظم من ذلك  بكثير !  ( ما قدروا  الله  حق  قدره إن الله لقوي  عزيز ).

ــ لما في العدد  من مهمة ومن أهمية جاء ذكره  في  كتاب الله : عـدّ  وماتصرف منه  حوالي ثلاثين مرة.                                                                                               

ــ جعل الله  في العدد ( الأرقام ) القدرة والتمكن والدقة ،  الغير المحدودة واللامتناهية سبحانه وتعالى العليم  القدير . فكما يقولون : حقائق الحساب قاطعة !وشواهد  الأرقام  دامغة !( .. وما أوتيتم  من  العلم  إلا  قليلا ) . ( وما أوتيتم من شـئ  فمتاع  الحياة  الدنيا  وزينتها  وما  عند  الله  خير  وأبقى  أفلا  تعقلون ).  القصص 60.

ــ ( سنريهم  ءاياتنا  في  الآفاق  وفي  أنفسهم حتى  يتبين  لهم أنه  الحق ...). فصلت 53.

 

*  والله  أعلــــم  *

 

*  المعلوماتــية :  l’informatique   *

 

ــ كل ما  تُسجـّـله  أفئدتناوما يسجله  الملكان القعيد ، في هذه الحياة الدنيا سوف يقدمه  الله  لنا في الآخرة كتاباً  نقرؤه  كيف  ذلك !?

ــ مصداقا  لقوله تعالى في سورة الجاثية 29 : ( هذا كتابنا  ينطق  عليكم  بالحق إنا كنانستنسخ  ما كنتم  تعملون ). ( إذ  يتلقى  المتلقيان عن اليمين وعن الشمال  قعيد ما  يلفظ  من  قول  إلا  لديه  رقيب  عتيد ).ق 17 -18- ( أم يحسبون  أنا  لا  نسمع  سرّهم  ونجواهم بلى  ورسلنا  لديهم  يكتبون ) الزخرف 80.

ــ لقد أخبرنا  الله  العلي العظيم ، أنه يوم لقائه ، سوف  نجد كـلّ  ما  استنسخته الملائكة،  في  كتاب  نقرؤه !  ( إقرأ  كتابك  كفى  بنفسك  اليوم  عليك  حسيباً ).الإسراء 14.

ــ هل الكتاب،الذي  سوف  يُقدم  لنا من  قِبـَلِ  العليم  الخبير،  وملائكته، والذي  إستنسخوه، هل هو من الورق الذي نعرفه  في  الحياة الدنيا ،  وكتاب  بين دفتين !?  أم  غير ذلك !?لا  ندري!هذا غيب !ونحن ، من  إستسلامنا  لله،أننا  نؤمن بالغيب !.

ــ لـكن  الله  الذي لم يفـرّط في كتابه شيئاً ، بل، ولا شيئاً من شئ، سبحانه وتعالى العليم  الخبير، بـيّن لنا  في ءايات المطففين 9 و20 أنه كتاب مرقـوم : ( كلا إن كتاب  الفجار ... كتاب مرقوم  ). ( كلا إن كتاب الأبرار... كتاب  مرقوم ).

ــ ملاحظة:إذا جاء التعبير في  القرءان بـ : ( ... ما أدراك ...) فإن اللهفي جواب الإستفهام،  يدريه  لنا، ولرسوله -  مباشرة -  أما إذا جاء التعبير بـ : ( ... وما يدريك ... ) فلا  ولن  يدريه : - فمثلا - الساعة  وتزكىّ  الأعمى !( ... ولو كان من عند  غير  الله  لوجدوا  فيه  اختلافا كثيرًا) .

ــ في  التعبيـر  بـ :  " مرقوم "، نجد  المصدر "  رقـم " الذي هو العدد ( الرقم ) .

ــ إذن فالكتابالذي  سوف  نلقاه -  منشوراً-  بشمالنا، أو وراء  ظِهرنا، نستعيذ  بالله من ذلك!، أو الذي سنلقاه بيميننا جعلكم  الله  وإياي منهم ، ءامين  ذلك ما جاء  بالنسبة لليمين  في سورة الإسراء 71، والواقعة 27 ، والحاقة 19، والإنشقاق 7.

ــ وما جاء بالنسبة للشِّــمال : الواقعة 41  والحاقة 25. 

ــ وما جاء بالنسبة لـوراء  الظهر  في سورة  الإنشقاق 10.

ــ ذلك الكتاب الذي سوف نلقاه -  كما  تقدم -  ليس كتاباً  منسوخا  بالعربية !?أو باللاتينية ، أو بالأنجلوساكسونية !أو بالأردية ، أو بالفارسية ، إلى غير ذلك... من ءالاف الألسنة !وفيه عدد الصفحات كذا، أو كذا !يسرد أعمالنا، إن خيرا،ً أم  شرّاً !طوال السبعين سنة التي عشناها أو أقل  من ذلك،  أو  أكثر !.

ــ سوف نتلقى، ذلكم الكتاب بالدقـة والأمانة التي سُجـّلت به أعمالنا، وسوف يقول  المجرمون يومئذ ( ... ويقولون يا  ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر  صغيرة  ولا  كبيرة  إلا  أحصاها  ووجدوا ما  عملوا  حاضرا  ولا  يظلم ربك  أحداً )الكهف 49.

ــ فإذا كان الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة  إلا أحصاها فكم حجمه !?بل  هو  مجلدات !?

ــ إنما هو  كتاب  مرقوم  -  كما جاء  في  ءايات المطففين 9 و20 -  كتاب  مختزل، ومعالج بالأرقام ،ومدمـّـج :  compactكتب  بالرموز  الرقمية التي يستعملها الحسوب في  أيامنا هذه، بالبرمجة الرقمية، التي يكفي فيها حجم حشرة ( برغوتة ) :  puce، يسجل فيها الإنسان عشرات المجلدات مدمجة ومعالجة بالأرقام، مثل ما نرى في الأقراص  المضغوطة !فكيف إستنسخت الملائكة ذلك !?( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ) ، علمه  عند  ربي !.

ــ أما قراءته -  يومئذ -  يكفي أن الله سوف يركب  في  جناتنا، جينة تقرأ  ذلكم  الإختزال العددي وتفكّ  روموزه ، ذلكم  الكتاب  المرقوم  بصفة تلقائية. أو أن هذه الجينة موجودة في خلقتنا الأولى فاللهسبحانه وتعالى سوف  يبعثها، وينشطها عند تلقي أعمالنا !حتى نقرأها  بصفة إنـّـية، سبحانه وتعالى عما يصفون ، وعما يشركون !( ... سبحانه  إذا قضى  أمراً  فإنما  يقول  له  كـن  فيكون)

*  والله  أعلــــم  *

 

*  النحوتات  الصخرية   * gravures  rupestres

 

ــ على ذكرالرقم (مرقوم) في الموضوع السابق  جاء  أيضا  بنفس المصدر، " الرقيـم " في سورة  الكهف 9 : ( أم حسبت أن أصحاب  الكهف  والرقيم  كانوا من  ءاياتنا  عجباً ).

ــ هنا ذكر الله : الرقيم، مع ذكر الكهف، لا يمكن أن يكون -  داخل الكهف - إلا نقوش  تركتها أيادي وبصمات الأولين السابقين  " لأصحاب  الكهف " ما نسميه بـ: gravures  rupestresالنحوتات الصخرية،والمنقوشات الكتابية والرقمية الأثرية،على الصخر l’épigraphie .

ــ كان الأولون القدامى في كل أنحاء العالم ينسخون، وينقشون، على جدران الكهوف، داخلها وخارجها ( إن لم تكن كهوف قريبة منهم )معلومات ورموزا،ً عن مجتمعهم، وعن حياتهم، وأدواتهم، وما كانوا يدجّنون من حيوانات،إلى غيرذلك، بالرسوم وبالكتابة،وبالأرقام  نقشوا على جدران كهوفهم، تاريخهم، وتاريخ ملوكهم، وتركوا بصماتهم لمن يأتي بعدهم من غير أن يشعروا بذلك ، إنما هو تسخير لهم من لدن الحكيم الخبير.

ــ أشار الله لنا بذلك ، وأمرنا أن نسير في الأرض فننظر عاقبتهم !

ــ ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين  من قبلهم كانوا أكثرمنهم  وأشد  قوة  وءاثاراً  في  الأرض...).82 غافر – و 21 غافر.  العبرة بـ : ( ... وءاثـاراً ...) .

*  والله  أعلــــم  *

اجمالي القراءات 29239