|
|
|
الشيخ أحمد الكبيسي خلال لقائه مع "العربية" |
|
دبي - لميس حطيط
أكد الداعية الإسلامي الشيخ أحمد الكبيسي أن الاختلاط في التعليم والعبادة حكم من أحكام الدين الإسلامي، سواء في الصلاة والحج والمحاكم والأعراس والاجتماعات السياسية، واصفاً التصريحات التي أطلقها علماء دين، وأثارت الجدل في هذا الخصوص بأنها "نفثات وخلجات من أناس يعانون اضطراباً نفسياً".
جاء وصف الكبيسي رداً على سؤال حول تصريحات كل من الشيخ يوسف الأحمد بشأن مطالبته بهدم المسجد الحرام وإعادة بنائه لمنع الاختلاط ، وما قاله الشيخ محمد العريفي بشأن عزمه زيارة إسرائيل، بالإضافة الى إطلاق الدكتور عائض القرني جائزة قدرها مليون ريال لمن يجاري قصيدة من قصائده.
إلا أنه أوضح أنه لم يقصد أياً منهم بهذا الكلام الذي نسبته له مواقع إلكترونية في وقت سابق، ولكنه كان يتكلم بصفة عامة دون أن يسأل عن الأشخاص الذين أثاروا تلك القضايا.
وعن الاختلاط، شرح الكبيسي، في نشرة الرابعة بقناة "العربية"، الأربعاء 28-4-2010، أنه "أحد الأحكام الفقهية التي تخضع لاختلاف الزمان والمكان والعوائد، وهذا أصل من أصول الفقه، وباب لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان"، مؤكداً أن هذا الموضوع يخضع للمزاج "فقد يكون مزاجك أن تختلط ومزاج غيرك ألا يختلط".
وتابع "منع الاختلاط وليد العصر العباسي، ولم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الخلفاء الراشدين، ولا في العصر الأموي فصل بين الرجال والنساء، وإنما كان المسلمون مختلطين في كل شيء خاصة في التعليم والقضاء والحج والطواف والسعي وفي كل مكان، وكذلك في الأعياد والأعراس".
كما اعتبر الاختلاف حول الاختلاط مبرراً لكونه قضية فقهية، "فعندما اختلف أبوحنيفة والشافعي والمالكي لم يكن اختلافاً، بل واحد اجتهد في بيئة غير بيئة الثاني، وفي زمان غير زمان الآخر، وهذه طبيعة الفقه الذي جاء لحل مشاكل الناس".
وتابع "الحجاب المعروف الآن هو ليس حجاباً، بل زيّ من أزياء الشرع. فالمطلوب أن تغطي المرأة عورتها، والمرأة كلها عورة ما عدا الوجه والكفين، وهذه قضية لا يختلف فيها اثنان. أما إذا رغبت في أن تغطي كامل وجهها فلا أحد يمكنه منعها، لكن لا يمكن فرض هذا على الناس باسم الشرع لأنه ليس شرعاً. أما اعتماد مظهر معين كاللحية أو العمامة المختلفة الألوان، فهذه دلالات على اختلاف الجماعات والأحزاب".
وشنّ الكبيسي هجوماً عنيفاً على "الإسلاميين الذين صاغوا إسلاماً خاصاً على مقاسهم، بينما المسلمون شيء آخر، أما أن تفرض عليّ ما كان قبل 15 قرناً فهذا مزاجك ولك حدود في هذا العقل المتحجر".
واعتبر أن "المسلم ليس نفسه في جميع البلدان، بل يختلف اختلافاً كاملاً، ما عدا التزام الصلوات الخمس وصيام رمضان وحج البيت. فحتى الصلاة، وهي ركن هذا الدين، فيها 50 رأي، من تكبيرة الإحرام إلى التسليم، وهذا كله من صحة هذا الدين وسعته".
ورأى الداعية الإسلامي أن "التشدد في التطبيق يرتبط بأمزجة القائمين على تطبيق الدين، لذا يجب على ولي الأمر أن يتدخل، لكن للأسف هناك من يسمح بهذا لغاية في نفسه"، وهي غايات امتنع الكبيسي عن تسميتها، مؤكداً أن "الجميع يعرفها".
كما امتنع عما سمّاه "الدخول في مماحكات" مع من يحاولون "عزل المملكة العربية السعودية عن بقية العالم الإسلامي"، معتبراً أن "هناك أناساً فرضوا على المملكة عزلة لا تستحقها، فكل الأمم لها مرجعية إلا المسلمين لا مرجعية لهم الآن، فهناك نفر استولى على مقاليد الفقه والفكر في هذا البلد، وكفّر الآخرين وطردهم، فبقيت المملكة معزولة لا يشعر المسلم في كل مكان بأنها مرجعيته"، بحسب تعبيره.
|