أنا من المهمومين بأحوال أمتنا الأسلامية ، ومن منشرحي الصدر بالإسلام لاتساقه وموضوعيته .
ومن خلال حواراتي مع العديد من رموز التيارات الإسلامية ، وما به من مدعين سواء بالحق أو الباطل .
وجدت منهم من يدعي النبوة ومنهم من يدعي أن لديه علم الكتاب ، ومنهم من يدعي بأنه المهدي المنتظر ومنهم من يدعي أنه إمام المسلمين ، ومنهم من يدعي أنه المسيح الموعود ، ومنهم من يدعي بأنه حجة الله ، ومنهم من يرى نفسه قطب أو غيث ، ومنهم من يدعي العلم ولا أود أن اتطرق بشواذ من يقولون بالحلول .
فإن لم نرى التكذيب فيما بينهم جميعا ، فهم على الأقل راضون ويقرون بالفرقة والاختلاف فيما بينهم بل ويكرسون لها ، وكل منهم له اتباعه ومريديه .
ودون أن يحرك أحد منهم ساكنا سعيا لتوحيد الأمة إلا بالقول :
باتباعي تتوحد الأمة ، وما سواى واتباعهم فهم في النار " حديث الــ 73 فرقة " .
وعليه فالمنطق يقول قد يكون منهم الصادق لكنه غالى في تقديره لوصف حالته ، وقد لا يكون أي منهم صادقا وهذا اغلب ظني في ظل الاختلاف والفرقة دون أن ينبه لذلك أي منهم .
مما جعل وسيجعل الكثيرين يفقدون الثقة في الدين وينسلخون منه بفقدعم الثقة في هؤلاء الذين يمثلون الدين .
ومن جانب آخر تجد أن لدي كل منهم ما تيسر له من علم غزير ورؤى قيمة .
وعليه فإما أن يكون كذب متعمد لتحقيق مصالح ذاتية وفتنة الناس به ، وإما يكون سوء تقدير لرؤية منامية أو ترجمة خاطئة لحدث عارض .
ومن خلال معارفنا من مشاهد ثابت صدقها :
مثل " من يقال عنه الخضر " وهو ليس بنبي الذي صاحبه سيدنا موسى ، وأيضا أم موسى ، والنحل ، والرؤى جميعها المذكورة بالقرآن الكريم ، والقديسة جان دارك ، واستراداموس وراسبوتين بخلاف العديد من الالهامات والاكتشافات التي يهبها الله لبعض عبادة ومخلوقاته ، مثل جاليلليو ونيوتن وأنشطين ، وغيرهم كثير على مدار التاريخ ، وغالبا لا يفعل من تلك الاكتشافات إلا أقل من 10 % حتى في الدول المتقدمة ، وهذه الاكتشافات هى ما تقوم عليه حضارتنا الانسانية ، مما يعني أن عطاء الله دائم ومستمر ، ووحي الله والهامه لم ينقطع بتعدد صوره .
ولكن ليس شرطا كما رأينا أن يكون الموحى إليه نبيا أو رسولا أو مهديا .
فقد يكون بعض من هؤلاء المدعين ممن أكرمهم الله بعلم منه أو اكتشاف أو الهام .
أما أن يري من اكرمه الله بنعمة أنه الوحيد المكرم ويغالي ويدعي أنه فوق الجميع أو أنه نبي أو رسول ، فهذا يتنافى مع واقع تلك الإلهامات العديدة التي نراها صباحا ومساء ، وقول الله " وفوق كل ذي علم عليم " .
فمثلا اتباع ميرزا غلام احمد القدياني يقولون نقلا عنه :
أعلن ميرزا أن الله تعالى أبلغه أنه الإمام المهدي الذي وعد بقدومه في آخر الزمان .
دون ان يبينوا لنا كيفية هذا الإبلاغ ولا مكان حدوثه .
كما أعلن أن الله تعالى قد أخبره بأن عيسى ابن مريم عليه السلام قد مات وأنه هو مثيل ابن مريم .
دون تقديم أي تفصيلات أو مبررات .
وقال أيضا :
"إني امرؤ ربَّانيَ الله برحمة من عنده، وأنعم عليَّ بإنعام تام، وما
أَلَـتَـني من شيء، وجعلني من المكلَّمين الملهَمين. وعلّمني من لدنه علمًا، وهداني مَسالكَ مرضاته وسِكَكَ تُقاته، وكشف عليَّ أسراره العليا . فطَورًا أيّدني بالمكالمات التي لا غبارَ عليها ولا شبهةَ فيها ولا خفاء ، وتارةً نوّرني بنور الكشوف التي تُشبه الضحى. ومِن أعظم المِنن أنه جعلني لهذا العصر ولهذا الزمان إمامًا وخليفةً، وبعثني على رأس هذه المائة مجدِّدًا، لأُخرج الناسَ إلى النور من الدّجَى...
ومن آياته المباركة أنه إذا وجد فساد المتنصرين، ورآهم أنهم يصدّون عن الدين صدودًا، ورأى أنهم يؤذون رسول الله ويحتقرونه، ويُطرون ابنَ مريم إطراءً كبيرًا.. فاشتد غضبُه غيرةً من عنده، ونادانى وقال: إني جاعلك عيسى ابنَ مريم وكان الله على كل شيءٍ مقتدِرًا. فأنا غيرة الله التي فارت في وقتها .
ولا أعرف لهذا الادعاء مثيلا ، إذ كيف يتماهي شخص في شخص آخر ، وخاصة أن أحدهما حي والآخر ميت أو مرفوع عند الله .
والخلاصة :
رباه الله برحمته ، وانعم عليه بالعلم التــــــــــــــــــــام ، ولم يلته شيء ، وجعله من المتكلمين الملهمين ، وعلمه من لدنه علما ، وهداه السبل ، وكشف عليه أسراره العليا ، ومؤيدا بكلمات الله ونوره بنور الكشوف ، وجعله الله لعصره وزمانه إماما وخليفة وهو المبعوث المجدد ، ليجرج الناس من النــــــــــــــور إلى الدجى .
وأتساءل هنا هل لهذا العطاء والكرم من الله لانسان مثيل من الأولين أو الآخرين ؟ ،
بذلك أجده قد فاق جميع الأنبياء والرسل بهذا العطاء .
وهذه نرجسية لم أرى مثيلا لها !!!!!! .
ويقول اتباعه :
"إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ، وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ."
ثم لما ظهرت هذه الآية في هذه الديار وهذا المقام، ولم يظهر أثر منها في بلاد العرب والشام، فهذه شهادة من الله العلاّم لصدق دعوانا يا أهل الإسلام.
وهنا يجب أن تكون لنا وقفة :
فقد قال رسول الله سيدنا محمد حين موت ابنه ابراهيم وانكسفت الشمس حينذاك قال : الشمس والقمر آيتين من آيات الله لا ينكسفان ولا ينخسفان لموت أحد .
ومن المعلوم أن الكسوف والخسوف نراهما في مناطق من الأرض دون غيرها وهذا طبيعي علميا لكنه اعتبرها آية خارقة .
وحتى خليفته الرابع عن تابعيه قال :
في خطبة الجمعة يوم 12/8/1988 أعلن حضرتُه وقال: "إن الله تعالى قد أخبرني البارحةَ ............. ، .
وعليه يمكنني القول ، لم لا يعتبر هؤلاء المدعين أن ما صادفهم من الهامات أو اكتشافات هم فيه سواء مع باقي خلق الله .
ويتم تجميع كامل أعمالهم وغيرهم حتى تمحص ، وتتكامل مع باقي الرؤى ، لنخرج برؤية موحدة للإسلام وننهي حالة الفرقة والاختلاف التي ابتلينا بها والتي تمثل حالة كفر صريح بنص القرآن الكريم ، أم نريد الاستمرار في هذه الحالة من الكفر .
لذا أقدم نداء إلى إخواني الأحمديين وغيرهم :
لن ينفعكم شيء سوى تقواكم وأعمالكم الصالحة وانضوائكم مع إخوانكم المسلمين تحت مظلة واحدة " الإسلام الموحد " .
وأود تذكيرحضراتكم بقول الله تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " .
مما يعني وجوب اتجاهنا جميعا لعبادة الله متغاضين عن أي شخوص مهما كانت عظمتها .
فهل سيمتثل جميع المسلمين بتوجيهات الله حتى تتوحد أمتنا ؟
ارجوا ذلك ، وعلى الله قصد السبيل .