منذ أن ذهب الرئيس مبارك إلي ألمانيا لإجراء عملية جراحية والسؤال لا ينقطع عن الرئيس مبارك وصحته وأحواله ومستقبل البلاد.. وهل سيستمر الرئيس في منصبه الرئاسي الرفيع حتي آخر نفس كما وعد من قبل؟!
.. وهل تجربة المرض في هذه المرحلة العمرية للرئيس تجعله يفكر في طريقة أخري لمستقبل هذا الوطن.. ويستمع إلي نداء المواطنين المطالب بالتغيير ويتنازل عن حكمته ـ ولو شوية؟!
.. وهل سيعين الرئيس مبارك نائباً له يمكن أن يقوم ببعض المهام علي المستوي الداخلي أو حتي علي المستوي الخارجي.. بعد أن اتضح أن بعض القضايا بدأت في الإفلات ورأينا مجموعة دول حوض النيل «دول المنابع» تضرب عرض الحائط بمبادرة مصر في الاتفاقية الإطارية الجديدة بعد مفاوضات استمرت سنوات وقررت توقيعها للاتفاقية في منتصف الشهر المقبل دون مصر والسودان.. مع إهمال حق مصر التاريخي في مياه النيل، مما سيكون له انعكاسات كارثية علي مستقبل مصر ومواطنيها؟!
.. وحاول الرئيس ومن معه طمأنة الناس علي حالته الصحية.. وبدأ النظام في الإعلان عن مرض الرئيس رسمياً مع زيارته لألمانيا وبعد أن كشف الإعلام الألماني عن أن الرئيس مبارك سيدخل مستشفي هايدلبيرج لإجراء جراحة.. وكان ذلك مع بداية شهر مارس الماضي وبدأ إعلام النظام في الحديث عن الشفافية في الكشف عن عمليته الجراحية لاستئصال المرارة.. وتطور الأمر فيما بعد ولم تعد استئصال المرارة فقط.. وإنما بدأ الحديث عن زوائد «التعبير المصري» في الاثني عشر.. وهنا تمت مصادرة الشفافية وعاد التكتم ـ كالعادة ـ وهو ما دعا الناس للتساؤل من جديد.. وعن عدم بث صور للرئيس من المستشفي، وهو ما تمت الاستجابة له فيما بعد.. وظهر الرئيس مع أطبائه .. وبعد فترة عاود الرئيس ممارسة سلطاته وأصدر قرارات جمهورية من بينها تعيين شيخ الأزهر الجديد.. وعدد آخر من القرارات ربما بعضها لم يكن ذات أهمية لكي تصدر في هذا الظرف المرضي.. وعاد الرئيس إلي شرم الشيخ وغاب عن الناس في فترة نقاهة.. مما عاود الناس للسؤال عليه ليظهر في لقاءات سريعة أولاً مع عدد من الوزراء وثانياً مع عدد من القيادات والرؤساء العرب الذين زاروه في شرم الشيخ ويخرج يوم السبت الماضي من نقاهته ليزور الإسماعيلية ويحتفل مع القوات المسلحة بعيد تحرير سيناء.. ويلقي كلمة متلفزة إلي الشعب.
ولم يمنع ذلك من السؤال: لماذا ظهر الرئيس علي تلك الصورة شاحب الوجه.. ومنهك الصوت.. ولماذا تم تعجيل ظهوره علي هذا الشكل؟!
كل تلك الأسئلة وغيرها لم تنقطع عن الرئيس في الوقت الذي لم يسأل فيه أحد عن الابن جمال مبارك.. فقد رافق الرئيس كابن في رحلته العلاجية في ألمانيا.. وقد سافر بعض الوقت إلي لندن، حيث وضعت السيدة زوجته مولوده الأول.. وعندما عاد لم يهتم به أحد بالسؤال.. حتي عندما رتبوا له زيارة إلي قرية دماص بالدقهلية.. كان هو أول من أجاب عن صحة الرئيس وطمأن الناس عليه.. وبشرهم بأنه سيظهر قريباً.
فقد انتهي مشروع جمال مبارك ولم يعد أحد يسأل عنه، وإنما السؤال أصبح الآن عن الرئيس مبارك وصحته ومستقبل البلاد.. وعن توقعات التغيير.. والطوارئ.. ومحمد البرادعي.