شاهد عيان على يوم 24 أغسطس 2012م
بعد انتهاء صلاة الجمعة في يوم 24 أغسطس كنا مجتمعين أمام المنصة في شارع النصر بحضور النائب /محمد أبوحامد ـ وكان العدد يتراوح بين 500 و600 فرد ، وبعد ذلك تحركنا متجهين نحو شارع قصر الاتحادية مشيا على الأقدام ، وانضم إلى المسيرة مئات ومئات من المصريين الذين يرفضون أخونة الدولة ويصرون على إبقاء مصر مدنية لكل المصريين دون ان ينفرد بها فصيل أو حزب سياسي عن الآخرين ، ثم استقر الجميع هناك أمام قصر الاتحادية.
الغريب في هذا المشهد أن الحاضرين في هذا المشهد هم خليط من جميع فئات وطبقات المجتمع المصري بكل ألوان طيفه ، ومعظمهم لا ينتمون لأي حزب أو تيار أو تنظيم أو حركة سياسية بعينها ، ولكنهم اتفقوا على شيء واحد فقط رفضهم التام لحكم الاخوان وسيطرتهم على البلاد والعباد بهذه الصورة الفجة باسم الدين ، ولقد أجريت حوارات متعددة مع كثير من الحاضرين فلم أجد معظمهم ينتمي لأي حزب أو فصيل بعينه ولكنه نزل بوازع وطني حقيقي لإنقاذ مصر من سيطرة الاخوان ، والملفت للنظر هنا أن هذا التجمع يعود بنا لنقاء الثورة في أيامها الأولى حين اجتمع الثوار على مطلب واحد فقط وهو اسقاط النظام ، وكاذب كل من يدعى أن محمد أبو حامد أو غيره هم قادة المظاهرة أو هم من خططوا وسيطروا على التجمعات لأن الناس تجمعوا بصورة تلقائية غير مرسومة وغير مخططة ، والدليل لم نرى أي شخص من النخب السياسية إلا بعدما تجمع الناس فوجوده مثل وجود أي فرد آخر.
وبالرغم من ازدياد الأعداد بصفة مستمرة كل ساعة نتيجة انضمام المسيرات من كل مكان من الأقاليم ومن داخل القاهرة اقترب العدد من المليون مصري بين طفل وشاب وشيخ وبنات وأمهات ، واستمر الهتاف ضد حكم الاخوان ، وتجولت بين الحشود الموجودة بنفسي أكثر من مرة لأرى كذب وتضليل الإعلام المصري على المصريين الذي لم يتغير بعد ، ورغم أن الحضور كانوا خليطا من الرجال والنساء الشباب والشيوخ إلا انني لم أسمع أو أرى أي حالة تحرش جنسي واحدة على الرغم أن حالات التحرش منذ أيامن قليلة كانت تحدث في الشارع كل دقيقة تقريبا وبدون أي تجمعات تشبه هذه التجمعات الحاشدة ، ولكن حين يكون هناك هدف وطني حقيقي يتغير السلوك الإنساني عند معظم الناس وينصب تركيزهم على الهدف الأسمى وهو انقاذ مصر.
وكان الجميع على قلب رجل واحد رجالا ونساء ، يتبادلون الهتافات والابتسامات والمساعدات في حب مصر ، وهذا يؤكد ما قلته عن تشبيه هذا المشهد بأيام ثورة 25 يناير حيث اختفت من المشهد المصالح الشخصية والأجندات الخاصة وتوحد الجميع على هدف واحد هو إرجاع مصر للمصريين لشعورهم أنها اختطفت.
ولا زال الإعلام المصري يضلل ويكذب ويصف الأعداد بالعشرات ، رغم أن الأعداد أمام قصر الاتحادية زادت عن المليون بحلول العاشرة مساء ، ناهيك عن وصفهم بالبلطجية ، ويتهمونهم اتهامات باطلة وهي نفس الطريقة التي اتبعها نظام مبارك مع ثوار 25 يناير.
وهذا تذكير لكل المصريين لابد أن يعلموا أن النظام لم يسقط بعد ولا فرق بين الحزب الوطني والحرية والعدالة ، ولكن الاخوان يتعاملون بقسوة شديدة مع كل من يخالفهم الرأي.