جامعة أهل القرآن البحثية ضرورية.. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٣ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أولا : بإيجاز نقول

 1 ـ لا يمكن إقامة ديمقراطية بدون تجذير ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان فى العقل الجمعى للمجتمع . فرض الديمقراطية بقرار علوى بدون تجذير ثقافتها يوقع المجتمع فى الفوضى ، ويوطّد الأمر لوصول حاكم مستبد . حدث هذا فى بعد الثورة الفرنسية ـ ثورة الحرية والمساواة  ـ التى مالبث أن خطفها نابليون فأصبح امبرطورا ، ثم عادت أسرة البوربون للحكم . ويحدث هذا الان فى فوضى العراق وإختطاف للثورة المصرية بيد الاخوان .

  2 ـ لا يمكن تجذير ثقافة الديمقراطية فى العقل الجمعى للمجتمع بدون إعداد نخبة مثقفة ومدربة ومستعدة للتضحية فى سبيل هذا الهدف الأسمى .فالشعوب فى مرحلة التحول الديمقراطى تحتاج الى هذه النخبة لتغيّر المناخ وتفعّل الأغلبية الصامتة الساكنة الساكتة لتنهض بوعى ، وليس لتنهض لتخرّب وتشيع الفوضى ..  

3  ـ لا يمكن تجذير ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان بمعزل عن الاسلام العامل الحاسم والحاضر الغائب والمؤثر فى العقلية الجمعية لشعوب الشرق الأوسط وشعوب المسلمين . الدليل على ذلك أن هناك من إستغل إسم الاسلام وأقام نظم حكم إستبدادية لا تزال مستمرة ، وعلى منوالهم يسعى الارهابيون لإقامة نظم حكم طاغوتية . ومع إن تناقضهم مع الاسلام واضح إلّا إن إستغلالهم المستميت لاسم الاسلام العظيم مطية للوصول الحكم جعلهم ينجحون ليس فقط فى الوصول للحكم بل أيضا فى أن يوصفوا بإسم ( الاسلاميين ) . المستفاد من هذا خطورة الدور الذى يلعبه دين الاسلام فى العقل الجمعى للمسلمين ، وهم الأغلبية العددية ـ بغض النظر عن نوعية المستغلين : من شيعة إيران الى وهابية الاخوان والسلفيين والسعوديين . المستفاد أيضا أنه لا سبيل لمواجهة أولئك الذين استخدموا إسم الاسلام فى إقامة نظم حكم طاغوتية واستبدادية إلا من خلال الاسلام نفسه وتوضيح حقائقه القائمة على العدل والحرية والسلام وكرامة وحقوق الانسان .

4 ـ وهذا ما يقوم به أهل القرآن فى توضيح حقائق الاسلام وفضح أصحاب الأديان الأرضية المسلمين الذين يستخدموت اسم الاسلام فى الوصول للسلطة والثروة . ومع نجاح أهل القرآن بسواعدهم العارية إلّا إنّ  الإمكانات الهائلة لأصحاب الديانات الأرضية وتحالفهم مع المستبدين مكّنهم من إختطاف الربيع العربى ، ووصول بعضهم للحكم . وكان من وسائلهم السيطرة على الاعلام والتعليم وبالتالى السيطرة على العقلية الجمعية . ومن هنا فالواقع يفرض علينا تطوير عملنا لانقاذ الربيع العربى وإنقاذ العرب والمسلمين من التردى فى مذابح وحروب أهلية بدأت بالفعل .

5 ـ لذا نبدأ مشروع ( جامعة أهل القرآن البحثية ) . وكتبنا مقالا سابقا فى الدعوة لهذه الجامعة ، وبرزت أهميتها من خلال الاستجابات السريعة لها ، وخصوصا بعد نشر مناهجها فى التخصص فى علوم القرآن و تاريخ المسلمين وأديان المسلمين الأرضية من سنّة وتشيع وتصوف خلال مراحل للدراسة تبدأ بالاعداد والتمهيد ، ثم مرحلة التخصص ثم مرحلة الاعداد لبحث الدكتوراة ،وأخيرا مرحلة الحصول على الدكتوراة .

5 ـ وخلال مشاورات تم الاتفاق على الخطوط العريضة لتأسيس هذا المشروع واقعيا حسب المتاح الآن .

ثانيا : الخطوط العريضة للمشروع :

1 ـ نحن الان فى البداية ، وهى الخطوة الأولى التى تستهدف إعداد القادة للمستقبل وتكوين نخبة من الشباب القادر على قيادة التنوير الاسلامى . أى سنبدأ هذا العام بالمرحلة التمهيدية فقط ، ونؤجل مرحلة التخصص ( الماجيستير ) للعام القادم ليدخلها من يجتاز النجاح فى هذه المرحلة . وقلنا إن مجال هذه المرحلة التمهيدية يشمل :الاعداد والتثقيف والتوجيه للطالب المبتدىء فى ميدان علوم القرآن : منهج تدبر القرآن ، بيان القرآن ، تفصيلات القرآن . القاموس القرآنى ، التأصيل القرآنى.و مجال تاريخ المسلمين فى العصور الوسطى :دراسة عامة من السيرة النبوية الى العصر العثمانى.وميدان أديان المسلمين الأرضية : الفارق بين الدين الالهى والدين الأرضى . الصراع بينهما قبل وأثناء نزول القرآن . نشأة الأديان الأرضية فى تاريخ المسلمين : من الفرق السياسية الى تكوين الأديان الأرضية من السنة و التشيع والتصوف  .

2 ـ فى هذه المرحلة فالجامعة تتبع المركز العالمى للقرآن الكريم بإعتباره منظمة أمريكية يمنحها القانون الأمريكى حق العمل فى المجال التعليمى والبحثى . ويقوم موقع ( أهل القرآن ) باستضافة الجامعة مؤقتا الى حين إنشاء موقعها الخاص . ولا نعطى  فى هذه المرحلة  شهادات رسمية معتمدة حسب المقاييس المتعارف عليها جامعيا فى أمريكا ، ولكن نقوم بتأهيل الباحثين علميا مع إعطائهم شهادة تخرج فى  المركز  العالمى للقرآن وجامعته تؤكد إعتراف المركز والجامعة بتأهيل الطالب فى البحوث التى إجتازها فى القرآن وتاريخ المسلمين وتراثهم حسب المقررات السابقة .

3 ـ أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة هم : أحمد صبحى منصور ، محمد صادق ومحمد دندن وابراهيم دادى وعثمان محمد على . وأعضاء لجنة الادارة هم : هبة يوسف ، ومحمد حسين والأمير منصور و محمد البارودى و مصطفى مؤمن .

3 ـ يبدأ التسجيل من الآن عن طريق الاتصال بالاستاذة هبة يوسف عبر موقع أهل القرآن  : 

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=10033

ورسوم التسجيل هى 25 دولارا للفرد ، على أن يتم الاتفاق فيما بعد على الرسوم الدراسية ، وستكون فى المتناول ـ ولن تكون عقبة لأن هدف الجامعة ليس ربحيا على الاطلاق . والجامعة تحتاج الى رسوم لتغطية تكاليفها ، وإقامة موقعها ، ولهذا فهى تقبل التبرعات . ويتم سداد رسوم التسجيل ورسوم الدراسة عن طريق الباى بال فى موقع أهل القرآن مع إشارة الى أنها تخص الجامعة رسوم تسجيل أو رسوم دراسة أو تبرعا .

4 ـ التسجيل مفتوح للجميع ، وبلا شرط الحصول على شهادات دراسية ثانوية أو جامعية سابقة . يكفى رغبته فى العلم والتعلم . والتسجيل يشمل نوعين :التسجيل البحثى للطالب الذى سيتم تكليفه بالبحوث ، وهو متاح لمن يجد فى نفسه الكفاءة البحثية فى المجالات الخاصة بهذه المرحلة التمهيدية . ثم هناك فرصة التسجيل بالانتساب للمبتدىء ، وهو يتيح فرصة متابعة الباحثين دون القيام بالبحث ، بل يقوم بالتعليق وطرح التساؤلات ، ويتم تأهيله ليدخل العام القادم مرحلة التكليف البحثى .

5 ـ  تبدأ الدراسة البحثية من أول اكتوبر وتنتهى فى منتصف مايو خلال خمسة فصول : الأول من أول اكتوبر الى منتصف نوفمبر : ( الدراسات القرآنية )، والثانى من منتصف نوفمبر الى آخر ديسمبر : ( دراسات السّنة )، والثالث من أول يناير الى منتصف فبراير : ( دراسات التشيع ) ، والرابع من منتصف فبراير الى نهاية مارس : ( دراسات التصوف )، والرابع من أول ابريل الى منتصف مايو (تاريخ المسلمين من عصر النبوة حتى العصر العثمانى ) . وبقية شهر مايو هو لاعلان النتائج .

6 ـ من يسجّل ويتأخر عن اللحاق بزملائه له الاختيار بين : إما أن يكون منتسبا يتابع الدراسة دون تكليفات بحثية ، أو يلحق فى الفصل الراهن ويكون مسئولا عن القيام بأبحاث الفصول التى فاتته تحت إشراف الأساتذة بحيث ينهى مرحلته الدراسية مع الباقين .

7 ـ الأساتذة الخمسة القائمون بالاشراف البحثى سيعينون لكل طالب مشروعا بحثيا خاصّا به ، وبترتيب ميادين البحث ، يعنى قيام كل طالب بنشر البحث الخاص به فى الدراسات القرآنية ثم السنة ثم التشيع ثم التصوف ثم تاريخ المسلمين بترتيب الدراسة خلال الفصول. ويتاح للجميع التعليق على البحث دون تعقيب من الباحث . وفى نهاية العام الدراسى يتم التقييم لكل باحث فى المستويات الخمسة : الدراسات القرآنية ، السّنة ، التشيع ، التصوف و التاريخ .وفى فترة البحث يكون الاتصال مباشرة بالايميل بين الأساتذة والباحث ، وبهذا يتم الاشراف والمتابعة مع كل طالب على حدة ، ومتابعته فى الأبحاث الخمسة المكلف بها .

8 ـ الحاصل على تقدير جيد جدا فأكثر يتم تعيينه مساعد مدرس فى العام القادم ليساعد المدرسين فى هذه المرحلة التمهيدية   . وكل من يجتاز هذه المرحلة بنجاح يكون مؤهلا لمرحلة التخصص .وتقييم الطالب يكون بنسبة 20 % ، والباقى حسب مستواه العلمى والبحثى . .

9 ـ يتم نشر النتائج النهائية للناجحين فى الجزء الخاص بالجامعة فى موقع ( أهل القرآن ).

أخيرا

1 ـ الوهابيون بكل أطيافهم يسيطرون على أكبر نسبة من مواقع الانترنت والدراسات الاسلامية والعربية  فى الجامعات فى الشرق وفى الغرب وفى أمريكا بالذات ، مع سيطرتهم شبه المطلقة على المساجد ومؤسسات التعليم الدينى مثل الأزهر وغيره . وهم بهذا يهبطون بالوعى الجمعى الى أسفل سافلين . ولا سبيل لنا إلا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بكل السبل السلمية الثقافية العلمية المتاحة ، ومنها مشروع ( جامعة أهل القرآن البحثية ).

2 ـ كل أحرار العالم ، وكل الحريصون على سلامه وأمنه ، وكل ضحايا التطرف والتعصب مطالبون بتعضيدنا بأى وسيلة ، وأسهلها هو التعريف بهذه الجامعة وتشجيع الانضمام اليها والتبرع لها ، فكل صوت يضاف الى هذا المشروع هو بمثابة إنقاذ لضحية مفترض قد يكون إبنك أو أخاك فى مصر أو سوريا أو العراق أو شبه الجزيرة العربية والخليج .وشمال أفريقيا ...الخ ..وصول الوهابية للحكم واستمرار سيطرتهم على العقل الجمعى سيحيل المنطقة الى أفغانستان أخرى ، وسيولّد مستبدين جددا أسوأ من مبارك والقذافى وبن على ..

3 ـ نحن كالعهد بنا نعمل تطوعا فى هذا المشروع وغيره ، ونرجو أن يلحق بنا متطوعون فى كل المجالات فى التدريس وفى الاشراف وفى التبرع المالى لتتوسع هذه الجامعة التنويرية وتقوم بدورها المأمول .

والله جلّ وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور .

اجمالي القراءات 10943