شكّ وحيرة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٤ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السلام عليكم يا شيخي انا اعاني جدا من وسوسة في العقيدة يا شيخي هل هناك اعجاز مع العلم ان علماء الدنيا لم يتفقوا على نظرية مثلا مراحل تكون الجنين بعض علماء الغرب مثل كيث مور يقول العظام قبل اللحم وهنالك علماء يقولون نفس الوقت اللحم والعظام انا مؤمن بكتاب الله فهل يجب ان اثبت ديني على شيء غير يقني مثل الاعجاز انا اؤمن بالقران لانه قال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت انا مؤمن بالقران من قلبي هل اؤثم على ذلك وهل اعتبر ضعيف الايمان لانه ليس لي دليل على ان القران من عند الله غير فالياتوا بسورة من مثله وانا اعتقد ليس هنالك اعجاز غير ذلك لان العجز مقرون بتحدي وعلماء الدنيا لا يتفقون على شيء بل كل حسب هواه
آحمد صبحي منصور

 

أولا 

إعجاز القرآن يتجلى فى حقيقة بسيطة ترددت فى القرآن نفسه ، وهو إستحالة أن يكون ( محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ) الذى عاش فى مكة فى القرن السابع الميلادى هو مؤلف هذا القرآن . واستحالة ان يؤلفه بشر . إذن هو من عند الله جل وعلا . واقرأ قوله جل وعلا ( وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ( البقرة )

ثانيا 

اختلاف ( العلماء ) وارد وطبيعى طالما يحكمون بالهوى . سواء كانوا من الغرب المسيحى أو من الشرق المسلم . 

ثالثا 

إعجاز القرآن لا يتجلى فقط فى حقائقه العلمية ، بل أيضا فيما ذكره من غيوب ومن قصص تاريخى و من تشريعات سبقت التطور البشرى الحالى ..مع انه ليس كتابا فى العلم أو الأدب أو التاريخ أو التشريع والقانون ، بل هو كتاب فى الهداية ، ثم تأتى فى إطار الدعوة للهداية إشارات علمية وقصص وتشريعات فى إطار من الفصاحة التى تجمع بين البساطة والعمق معا . 

رابعا 

يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)  ( الحج ). أى بداية الجنين علقة أى مجموعة من الخلايا التى تتكاثر وهى تتعلق بجدار الرحم ، ثم يستمر تكاثرها لتكون فى حجم قطعة اللحم التى يمضغها الانسان فى فمه ، وعندها تنقسم الى قسمين الجنين الذى يستمر فى التشكّل ليكون إنسانا ، ثم الجزء الآخر وهو المشيمة أو الحبل الصرى ( أى مخلّقة وغير مخلّقة ) . ومن الطبيعى أن العلقة والمضغة هى ( لحم ) فى البداية . ويقول جل وعلا : ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14).( المؤمنون ) ، أى يتكون من داخل المضغة ( أى اللحم )  غضاريف وعظام يكسوها اللحم ، وبذلك يتكون للجنين عموده الفقرى . ويأخذ فى النمو فيتحول الى خلق آخر بنفخ النفس فيه .  هل يمكن لرجل عربى عاش فى الجزيرة العربية فى القرن السابع الميلادى حيث الجهل وقرون الظلام ـ أن يؤلف هذا الكلام ؟ هل يمكن أن يذكر تلك الحقائق التى سبقت العلم فى اكتشاف الكون ؟

أخيرا 

ليس الشّك عيبا . هو من وساوس الشيطان فاستعذ بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم . ويكفيك أن تؤمن بالله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله ولا تفرق بين أحد من رسله ، وأن تتقى الله جل وعلا فى سلوكك . وأن يكون شعارك هو آخر آية فى سورة الكهف .

وشكرا

اجمالي القراءات 9817