العمليات العسكرية التى تقوم بها القوات المسلحة المصرية فى سيناء ، ضد معاقل المنظمات الإرهابية التكفيرية فى بعض المناطق الحدودية فى أرض الفيروز ، لن تتوقف إلا بعد سقوط مايسمى بإمارة سيناء الإسلامية ، والتى أعلن عن وجودها تنظيم القاعدة فى شمال أفريقيا ، والتى إدعى التنظيم أنها تأسست من أجل تحرير الأراضى العربية من براثن الإحتلال الصهيونى والهيمنة الأمريكية ، بل وعودة الحقوق المشروعة لأهالى سيناء " المهمشين " وتوفير معيشة كرمة لهم ، بدلا من إقصائهم والإستيلاء على أراضيهم وثرواتهم .
قواتنا المسلحة تشن حاليا هجوما ضاريا ضد شيوخ إمارة سيناء فى رفح والشيخ زويد وجبل الحلال ، من اجل تحرير سيناء من عناصر التكفير المسلحة ، والتى قامت يوم الاحد الماضى بالهجوم على كمين " الماسورة " التابع لقوات حرس الحدود برفح ، وقتلت 17 ضابطا وجنديا وأصابت سبعة أخرين وقت الإفطار ، وتقوم طائرات الأباتشى حاليا بمطاردة جنود إمارة سيناء " الكفرة الفجرة " داخل كهوف جبل الحلال ، التى يختبأون فيها مثل الفئران ، خوفا من قصف طائرات " الأباتشى " لإن هولاء " الفجرة " لايقدرون على المواجهة ، أو إطلاق الرصاص سوى فى الظهور ، وعن طريق الغدر ، فقد إستغلوا إنشغال بعض الجنود المصريين بتناول طعام الإفطار وقيام البعض الأخر بأداء صلاة المغرب ، وأطلقوا رصاصاتهم الغادرة فى ظهورهم ، والغريب أن هؤلاء القتلة الفجرة ، كانوا يهللون ويكبرون أثناء إطلاق الرصاص على الجنود الصائمين ، ويقولون : موتوا أيها الخونة !! بل ضربوا جندى أثناء قيامه بالصلاة ، وأجبروه على تركها ، وطلبوا منه تحت تهديد السلام ، قيادة المركبة فهد ، كى يهربوا ، ويواصلون أعمالهم الإجرامية ، ضد أمننا القومى .
ويبقى السؤال : لماذا صمتنا على بؤر التطرف فى سيناء حتى إستفحلت وتوحشت وتحولت من فلول هاربة إلى جيش منظم يرتدى أفرداه الفجرة الملابس السوداء المخططة ، ويرفع الرايات السوداء على مقراته وسياراته ، ويستعرضون قوتهم فى شوارع رفح والشيخ زويد ؟!
كان يجب إستئصال فلول الإرهاب فى سيناء بعد تفجيرات طابا 2004 ، وكان من المفروض أن ننتبه جيدا إلى أن جماعات التكفير قد توحشت بعد ثورة يناير ، وإستغلت الإنفلات الأمنى وتراخى الدولة ، وكونت عصابات مسلحة ، بالتعاون مع قليل من قبائل البدو ، وبعض المنظمات الفلسطينية المتطرفة من جانب ، والموساد الإسرائيلى من جانب أخر ، وكانت الأنفاق هى كلمة السر فى تكوين تلك العصابات على الجانبين ، وهؤلاء يبررون وجودهم فى المناطق الحدودية فى سيناء بأنهم يقاومون العدو الإسرائيلى ، ويجاهدون فى سبيل الله ، وهى كلمة حق يراد بها باطل ، فهم لا يهاجمون سوى الجنود المصريين ، و يناضلون ضد المصالح المصرية ، فقد تم الهجوم على كمين " الريسة " الواقع على الطريق الدولى ( العريش – رفح ) ثلاثين مرة منذ ثورة يناير، كما تم الهحوم على خطوط نقل الغاز الطبيعى فى سيناء 25 مرة ، بالإضافة إلى الهجوم على قسم شرطة العريش مرات عديدة ، كما تم الهجوم على العديد من اكمنة الشرطة فى طرق سيناء عشرات المرات .
وهؤلاء " الكفرة الفجرة " مدعى الجهاد فى " إمارة " سيناء يتاجرون بالبشر بالتعاون مع بعض البدو المارقيين ، ويربحون ملايين الجنيهات من تهريب الأفارقة عبر الصحراء إلى إسرائيل ، وكذلك تهريب الأسلحة والسيارات والبضائع ، بالإضافة أيضا إلى تهريب السولار إلى قطاع غزة كما يشاركون فى زراعة وتهريب البانجو ، وأخذ عمولات من تهريب المخدرات ، لتوفير الدعم المالى لأنشطتهم الإجرامية .
لابد من تأييد العملية العسكرية الحاسمة " نسر" التى يقوم بها الجيش الثانى الميدانى ، ويستخدم فيها لأول مرة كافة الأسلحة منذ أربعين سنة فى سيناء ضد عناصر الإرهاب الكفرة فى أرض الفيروز ، وتقويض أركان إمارة سيناء الإسلامية ، وكذلك هدم الأنفاق التى أصبحت خطرا على أمن مصر القومى ، ووسيلة لتربح تجار الحرب وامراء التطرف على حساب الدماء الطاهرة للجنود المصريين ، وسوف تنجح تلك العملية ، وليس معنى ذلك أننا نعاقب الأشقاء الفلسطينين فى غزة عقابا جماعيا ، بدليا أنه تم فتح معبر رفح امس الجمعة ولمدة يوميين ، لحل مشاكل العالقيين على المعبر ، كما تم فتح معبر كرم أبو سالم لدخول الأغذية والادوية إلى القطاع .
لابد من فتح صفحة جديدة مع بدو سيناء وتعديل معاهدة كامب ديفيد ، للحفاظ على سيناء من خطر الإرهاب والتقسيم والتدويل ، ولضمان أمننا القومى وعدم إقامة إمارة إسلامية كافرة بها فى المستقبل .
حمدى البصير