مؤتمر أدباء مصر ينتقد الأزهر وعلماءه.. ويتهم الحكومة بتغييب العقول

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٣ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


شهدت جلسات الدورة الـ ٢٢ لمؤتمر أدباء مصر، التي تعقد حالياً بالغردقة انتقادات للأزهر والإمام الغزالي والحكومة التي تحاول تغييب العقول من خلال دعمها لصوفية التكية ومحاربتها لصوفية الفكر والعقل، مؤكدة أهمية تجديد الخطاب الديني لمواجهة تحديات العصر.



وقال الدكتور محمود إسماعيل، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، في بحثه الذي قدمه تحت عنوان «التراث وجدل اللحظة»، إن الأزهر يمارس دوراً لاهوتياً من خلال مصادرة الأعمال الإبداعية المستنيرة في الوقت الذي يوافق فيه علي أمور أخري مثل بعض الفتاوي التي ظهرت مؤخراً وأشهرها فتوي «إرضاع الكبير».

وأضاف أن شيخ الأزهر يظن أن معني تجديد الخطاب الديني هو تعليم الدعاة اللغة الإنجليزية وتزويدهم بالكمبيوتر، ويظن أن الخطاب معناه خطبة الجمعة، متهماً شيوخ الأزهر بالتربح ومحاولة محاباة السلطة.

وتابع: إن المؤسسات الدينية الرسمية تري أن التجديد الحقيقي يعد من قبيل البدع والضلالات، علي الرغم من أن الإسلام يرفض «التقليد» أساساً، ويدعو إلي التجديد المنوط بالعلماء علي رأس كل قرن وتجديد الخطاب الديني يتمثل في تطوير العلوم الدينية من ناحية، والإلحاح علي إحياء منهجيات العلوم الدنيوية إبان عصور ازدهارها من ناحية أخري.

وأكد إسماعيل أن علم التفسير حافل بالخرافات والأساطير والإسرائيليات، مطالباً بالاسترشاد باتجاهات التفسير العقلاني الذي أصله «الرازي» و«الزمخشري»، في صياغة تفسير عصري يضع حداً للتفسيرات التراثية السلفية الأخري التي تسيء إلي القرآن الكريم، كالتفسير اللغوي والتفسير العلمي والتفسير الصوفي.

ودعا إلي فتح باب الاجتهاد في تجديد علم الحديث الذي مازال يزخر بمرويات خرافية لا تستقيم مع العقل، مشيراً إلي ما أثير من فتاوي مؤخراً عن «بول الرسول» و«إرضاع الكبار»، من قبل «فقهاء الحيض والنفاس»، علي حد تعبير الإمام الخوميني، استناداً إلي أحاديث نبوية منتحلة.

وقال إسماعيل إنه يمكن الاسترشاد بما استنه القدماء من نقد «المتن»، ومن فقهاء الشيعة. وقال إن «اللاهوتين المعممين» من شيوخ الأزهر هم السبب في عدم تدوين التاريخ الحقيقي، مؤكداً أن للأزهر تاريخاً جيداً لكنه يتكلم عن الأزهر في الوقت الحالي، مشيراً إلي أنه حتي الآن لم يتم تدوين تاريخ القراطمة والخوارج لأسباب سياسية، كما لم يتم تدوين تاريخ الفترة الفاطمية التي كانت من أزهي العصور في مصر.

وأشار إلي أن السبب وراء ذلك هو الخوف من المذهب الشيعي والإسماعيلي خاصة أن بعض فرقه تطفت ووصلت إلي الإلحاد.

وأكد الدكتور حامد أبوأحمد أن هناك تفسيرات للقرآن الكريم في المذاهب الصوفية لم يتم تدوينها حتي الآن، وأن التفسير الوحيد المطروح حالياً هو التفسير الوهابي، وأن هناك إقصاء كاملاً لدور الصوفيين العقلانيين من أمثال «بن عربي».

وهاجم الدكتور صابر عبدالدايم، متهماً الباحث وبحثه وقال إنه قام بتعميم الاتهامات علي الأزهر، والإمام الغزالي، ودافع عبدالدايم عن الأزهر ودوره التنويري في إحياء علوم الدين وعن الإمام الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين، منتقداً دفاع إسماعيل عن الفاطميين ووصفه لعصرهم بأنه من أزهي العصور.

وشهدت الجلستان الثانية والثالثة في اليوم الأول من المؤتمر جدلاً حاداً حول الهدف من موضوعاتها وانسجامها مع عنوان المؤتمر وهو الأدب وأسئلة الواقع المعاصر، وهاجم حاتم عبدالهادي، عضو أمانة المؤتمر، الباحثين المشاركين في الجلسة، وقال: نحن لم نختر الأبحاث ولا الباحثين المشاركين في هذه الجلسة، مما أثار استياء أمانة المؤتمر ودفعها لمهاجمة عبدالهادي واتهامه بعدم حضور الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر.

وانتقد حضور المؤتمر قدم الموضوعات التي تتم مناقشتها وغياب الباحثين عن الجلسات، مؤكدين أن الباحثين لا يتعاملون بشكل جاد مع موضوع المؤتمر، ويقدمون موضوعات قديمة سبق عرضها من قبل، وعرض أحد الباحثين وهو الدكتور سليمان العسكري، بحثاً هو في الأصل دراسة لشاعر أردني فلسطيني هو محمد القيسي، مؤكدين أن البحث والشاعر لا ينتميان لمؤتمر أدباء مصر.




 

اجمالي القراءات 2867
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق