«القرآنيون».. ينكرون السنة ويدعون إلى حرق كتب الفقه والأحاديث

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٣ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً.


القرآنيون».. ينكرون السنة ويدعون إلى حرق كتب الفقه والأحاديث


تحقيق - حسن عبدالله:
مقالات متعلقة :


في السبعينات من القرن الماضي وقف الزعيم الليبي معمر القذافي في أحد المؤتمرات التي كانت منعقدة في العاصمة الليبية طرابلس ليقول: «لابد ان يعلم الجميع ان المسلمين لا يأخذون دينهم إلا من القرآن فقط، أما ما عداه من الكتب فلا يعتد بها» في اشارة واضحة إلى رفض الاعتراف بالسنة والأحاديث النبوية الموجودة في كتب الصحاح المشهورة وغيرها.

القذافي كان قد طالب من قبل بحذف كلمة «قل» من القرآن لأنها من كلام جبريل وليست من كلام الله وتعرض لهجوم شديد من قبل الدعاة والعلماء لهذا السبب.

المهم انبرى المفكر المصري د.مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الاسلامية الذي كان مشاركا في المؤتمر السابق ليرد على القذافي قائلاً بان الاسلام يقوم على اصلين ثابتين الاول: هو القرآن الكريم، والثاني: هو السنة النبوية المشرفة التي تشكل بحد ذاتها وحيا سماويا صاغه النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلماته، وبالتالي لا يجوز بأي صورة من الصور انكار احاديث النبي تحت اي مسمى، مشيرا إلى أن ذلك الانكار يخرج صاحبه من الملة.
ومازال التعامل مع أصحاب هذا الفكر يتم عبر الفتاوي الدينية التي تكفرهم مباشرة دون اي حوار او استماع لوجهات نظرهم، او عبر الامن الذي يقوم باعتقال «القرآنيين» بتهمة ازدراء الأديان

تنظيمات خاصة



ففي حي المطرية - أحد أحياء القاهرة الشعبية - القي القبض على جماعة تسمي نفسها "القرآنيين" ووجهت إليهم محكمة أمن الدولة تهمة: "التهكم على شعائر الإسلام وعلمائه وتشبيههم بعض أئمة الإسلام بالإرهابيين وتكفيرهم،

وهذه التنظيمات القرآنية - وحسب المصطلح الأمني - لا تشكل - حتى الآن - خطرا أمنيا أو فكريا لأن عدد أفرادها محدود جدا، فلا يزيد عدد أفراد التنظيمين اللذين تم إلقاء القبض عليهما عن 50 شخصا، ولا تتواصل مع المجتمع المسلم الذي يرفضها. كما أن هذه التنظيمات لا تمارس العنف ولا تدعو إليه.

الإشكالية الحقيقية في "هؤلاء" الذين بادروا بالشكوى إلى لجنة الحريات الدينية الأمريكية المنبثقة عن الكونغرس الأمريكي التي تزور مصر بشكل شبه سنوي، فهم الأكثر تنظيما والأقوى نفاذا وصياحا. فرغم أنهم مجموعة من المثقفين المتناثرين غير المنظمين، إلا أنهم يشكلون "تيارا" يبني منهجه على أساس أن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع في الإسلام وينكرون كل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها البخارى ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرها من كتب الحديث سواء أكانت عند السنة أو الشيعة، ويرفضون كل ما ترتب على هذه الأحاديث وانبنى عليها من تشريعات وفقه المذاهب الأربعة، وبتعبير أدق: يدعون إلى إلقاء كل تراث الأمة الإسلامية من علم وحديث وفقه وسيرة واجتهاد في سلة المهموكان من الطبيعى إذن أن تلتقى أفكار هذا التيار القرآني ومناهج بعض المثقفين العلمانيين، وخصوصا المرتبطين منهم بعلاقات مع مراكز بحثية أو أجهزة أمنية أو ثقافية في أوروبا وأمريكا، ويجهرون بالدعوة إلى فصل الدين عن الدولة تماما.

فالدكتور أحمد صبحي منصور الذي تم فصله من جامعة الأزهر بسبب إنكاره للسنة النبوية، كان على علاقة وثيقة بل وشكل تحالفا مع المفكر العلماني الراحل فرج فودة الذي اغتيل منذ عدة أعوام على يد بعض المتطرفين وبعد مقتل فودة التقطه المفكر العلمانى د. سعد الدين إبراهيم الذي اتهم رسميا بتلقي أموال من جهات أجنبية، وحوكم وحكم عليه بالسجن وكان أحمد صبحي منصور مسؤولا عن "الرواق" في مركز ابن خلدون الذي أنشأه سعد الدين إبراهيم.

وعندما أغلق المركز أرسل صبحي إلى جامعات وهيئات خارجية معلنا أنه مضطهد في مصر بسبب فكره، وبعد مساندة وتعزيز من سعد الدين إبراهيم سافر صبحي إلى أمريكا ليعمل أستاذا للشريعة الإسلامية بجامعة "هارفارد"!!.
اضطهاد وظلم
خلال عدة سنوات كنت أتحاور مع د. أحمد صبحي منصور وأراجعه ويراجعني، ووجدت أن الرجل يعاني من شعور شديد بالاضطهاد ربما كان الدافع الأول لتعصبه لهذا الفكر المتطرف. فمنذ أن أصدر كتابه عن "السيد البدوي" - أحد أئمة التصوف الشعبي في مصر - ووصفه فيه بأنه مجرد أكذوبة اخترعها الأتباع والمريدين، شن عليه بعض أساتذة الأزهر هجوما عنيفا أدى إلى فصله من عمله كأستاذ بجامعة الأزهر، وأصابه بضرر شديد في رزقه ورزق أولاده، واضطره إلى قبول التعامل والتحالف مع بعض من كان يرفض التعامل معهم.

ويمكن تلخيص أفكار د. أحمد صبحي منصور في هذا الحوار الذي هو جزء من حوارات مطولة أجريتها معه:

? أنت متهم بإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة؟

- أجاب: أرجو أن تأتى إلي بقائمة محددة لهذا المعلوم من الدين بالضرورة، وأقول لك مقدما لا توجد هذه القائمة، فتعبير المعلوم من الدين بالضرورة هذا جاء في عصر الإفلاس الفكري، عصر التقليد والجمود بداية من القرن التاسع الهجري.

? لماذا ترفض حادثة المعراج مع أن الصلاة فرضت فيها؟

- إنكاري للمعراج ليس خروجا عن الإسلام لأنه لم يحدث بالفعل، والدليل على ذلك أن كلمة المعراج من كلمات القرآن، "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون" ولو كان هناك معراج لاستخدمت هذه الكلمة. ولذلك فإني أرى أن كل أحاديث المعراج منسوبة إلى النبي كذبا.

أما بالنسبة للصلاة فكيف يقولون ذلك وهم في رواياتهم عن المعراج يدعون أن النبي قد صلى بالأنبياء قبل أن يعرج به إلى السماء أي حديث لهم نصدق الآن؟ إن الصلاة موجودة من ملة إبراهيم وفي أول سورة نزلت على النبي يقول الله تعالى " أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى"، وفي النهاية يقول "كلا لا تطعه واسجد واقترب" وهذا دليل على أن الصلاة موجودة قبل المعراج.

? متى فرضت الصلاة بالضبط؟

- من أول قوله تعالى: رب اجعلني مقيم الصلاة" وقوله عن إسماعيل عليه السلام "وكان يأمر أهله بالصلاة" وحتى قريش التي كانت تصلي وقوله "ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون".

? وممن تعلمنا نحن صلاتنا؟

- لو رجعت لوجدت أننا تعلمناها من عمرو بن العاص، الذي تعلمها بدوره من البيئة التي كان يعيش فيها لأنها كانت تصلي. ولو رجعنا إلى الوراء سنصل إلى ملة إبراهيم. وهو كما نصلي الآن بالركوع والسجود وعدد الركعات.

? هل كانوا يقرأون الفاتحة أيضا أقصد أتباع ملة إبراهيم؟

- نعم كانوا يعرفونها لأن الله قد أمره أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا، ومناسك الحج أيضا لم يتعلمها المسلمون من النبي، بل هي أيضا كانت معروفة لأنها من ملة سيدنا إبراهيم.

? ماذا نفعل في سنة النبي التي اجتهد عشرات العلماء في جمعها وتحقيقها وتمحيصها؟

- القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع في الإسلام، لكن المسلمين هم الذين عملوا مصادر أخرى. ولذا فإن سنة النبي الحقيقية هي التطبيق للقرآن واتباع أحكامه.

? من الثابت أن الرجم لم يذكر في القرآن ولكن النبي رجم؟

- عقوبة الرجم لم تذكر في القرآن فعلا، ولكنها ذكرت في التوراة وتأثر المسلمون بذلك فأضافوا عقوبة الرجم لجريمة الزنا في حالة الإحصان والقرآن حين تحدث عن جريمة الزنا قال "والزانية والزانى" ولم يقل الزانى المحصن أو الزانية المحصنة وإنما جاء بالوصف مطلقا.

? ماذا عن أحاديث النبي الموجودة في البخارى ومسلم؟

- الرسول لم يقل أي حديث من هذه الأحاديث والله تعالى يقول: "تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ".

? هل ينطبق هذا الكلام على سيرة النبي أيضا؟

- ما جاء في القرآن عن سيرة النبي أعتقد أنه يكفي.

ألا تعلم أن القرآن أيضا نقل عن طريق عنعنات وعبر أناس غير معصومين كرواة الأحاديث؟

موضوع القرآن هذا موضوع آخر لأنه كتب بخط النبي والله تعهد بحفظه.

? ألم يصف القرآن النبي بأنه أمي؟

- معنى كلمة أمي في القرآن أنها مقابل أهل الكتاب أي تعني من لم ينزل فيهم كتاب سماوى وهم قريش، وعندما يقول الله "النبي الأمي" أي النبي القرشى "ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل" فالرسول لم يكن جاهلا بالقراءة والكتابة، ولكنه فقط لم يقرأ أي كتاب سماوى قبل القرآن ودليل ذلك قوله تعالى "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون" ويقول تعالى " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا" وهذا دليل على أن الكفار كانوا يمرون عليه فيجدونه يكتب لأصحابه سورا من القرآن الكريم.

? أنت تزعم كثيراً أن المسجد الأقصى ليس هو الموجود في فلسطين فأين يوجد؟!

- المسجد الأقصى الحقيقى موجود في مصر وبالتحديد فوق جبل الطور.

? هل لديك دليل على ذلك؟!

- نعم عندي الدليل من القرآن الكريم، ويمكنك الرجوع إلى الكتاب الذي سأكتبه في هذا الأمر.

? كنت أحد عوان رشاد خليفة مدعى النبوة في أمريكا؟

- هذه إحدى الأكاذيب التي روجوها عنى، وقالوا أيضا إننى حصلت منه على مليون دولار، لكن الحقيقة أننى حين خرجت من جامعة الأزهر تلقفنى رشاد خليفة، ثم أراد أن يستغل حاجتى فأعلن أنه نبي، فتركته على الفور، وقاسيت منه الويل، وإن كنت ممن يبيعون دينهم ما كانت هذه حالي!



قرآنيون كويتيون



البعض في الكويت يعتنقون هذا الفكر ويسمون انفسهم بالقرآنيين ايضا وهم يبررون رفضهم للسنة النبوية والاعتماد على القرآن الكريم وحده بان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم تعرضت للتشويه عبر تناقلها شفاهة عبر الاجيال اذ يشيرون الى انه لم يتم تدوين الاحادث الا في القرن الثالث الميلادي اي بعد اكثر من مائتي سنة على وفاة الرسول وقد حاولت لقاء بعضهم الا انهم رفضوا معللين بان ذلك يعرضهم لاضطهاد وهجمات المتطرفين الذين سيسعون بكل وسيلة الى النيل من مخالفيهم.

احد هؤلاء الكويتيين القرآنيين تحدث معي مشترطا عدم ذكر اسمه خشية تعريض حياته للخطر وسأرمز له بالحرفين «ج،م» يقول: ما اعلمه ومن خلال كتب السنة نفسها ان النبي صلى عليه وسلم هو الذي امر بعدم كتابة ما يتلفظ به من احاديث ما عدا القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه في صورته الاولى وبلغته الاصلية دون تعديل او زيادة او نقصان، لكن هناك من خالف اوامر الرسول وراح يجمع اقوالا واحاديث من هنا وهناك ونسبها الى النبي لتحقيق اهداف خاصة سياسية كانت ام اقتصادية واجتماعية. من هنا فان القرآن الكريم هو مصدر وحدة هذه الامة وقائدها الى فهم واقعي لامور عصرنا ولو تتبعت اصل المشكلات التي نعاني منها على المستوى الفكري والديني لوجدت انها تعود الى هذه الاحاديث التي نسبت ظلما الى النبي صلى الله عليه وسلم.

- يضيف «ج.م»: لابد من الفهم بان هناك رؤية قرآنية للاسلام يتحدد على اساسها كل المفاهيم التي تجعل من الانسان مسلما حقا ونقيا، اما الرؤية الثانية فهي تلك التراثية البشرية المتمثلة في الاحاديث المنسوبة للنبي وروايات اسباب نزول الايات وما كتبه الفقهاء والمفسرون والتي تتعارض في كثير من الاحيان مع بعضها البعض وتخرج الايات عن سياقها وهو ما يتعارض مع حقيقة الاسلام كما جاء بها القرآن ويؤدي بهؤلاء التراثيين الى اصدار فتاوى يكون الاسلام بها متهما بالارهاب والتطرف والتخلف.



ردود ورؤى



د. انور شعيب رئيس قسم الفقه واصوله بكلية الشريعة جامعة الكويت يرى ان ظاهرة «القرآنيين» ليست جديدة فقد عقد الامام الشافعي مبحثا خاصا في كتابه الرسالة لمناقشة هؤلاء الذين ينكرون السنة النبوية جملة وتفصيلا، واقام عليهم الحجج والبراهين من القرآن نفسه مثل قوله تعالى ?وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا? فمن اين نأخذ الاوامر والنواهي اذا لم تكن هناك سنة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن هنا سمي الشافعي بـ «ناصر السنة».

ويضيف د. انور شعيب ان كثيرا من احكام الاسلام في الحج والزكاة والصلاة والمعاملات وغيرها لا يمكن فهمها ولا ممارستها الا من خلال الاحاديث الشريفة ولولا السنة لما عرفنا احكام الاسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو المفسر والموضح والمشرع لهذه الامة وما يقال عن انكار للسنة هو هدم لهذا الدين الذي قام به رجال من الصحابة والتابعين نقلوا سنة نبيهم ونشروا تعاليم دينهم كما اقرها القرآن الكريم وشرحها وفسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اما بخصوص الدعاوي بان السنة النبوية تعرضت للتشويه بشكل يجعل من المتعذر معرفة الصحيح من غير الصحيح فيرد د. انور شعيب بان هذا الزعم ينم عن عدم اطلاع بل وجهل بالجهود التي قام بها العلماء للذود عن سنة نبيهم من نقد للرواة وسير الرجال وتمحيص للمتون وغيرها من الجهود العقلية والفكرية التي قامت بتنقية السنة من اي دخيل او تشويه لقد تعلمنا ان شرار الامم السابقة كانوا هم العلماء لانهم كانوا يحرفون دينهم ويزورونه لمصالحهم الشخصية اما في امة الاسلام فالعلماء هم الاخيار لانهم دافعوا عن صحيح دينهم وجاهدوا من اجل ان تكون كلمة الله هي العليا واحاديث رسوله وسنته صلى الله عليه وسلم الشارحة والموضحة نقية بيضاء خالية من اي وضع او تزوير او اهواء.

وبالنسبة الى القول بان معظم السنة النبوية هي أمييث آحاد اختلف العلماء حول حجيتها والاخذ بها يقول د. انور شعيب رئيس قسم الفقه واصوله بكلية الشريعة: ان العلماء بحثوا في هذه القضية ضمن مباحث اصول الفقه وحدث اتفاق بين العلماء العقلاء ان خبر الواحد يؤخذ به كحجة معقولة فعلى سبيل المثال كان الصحابة يصلون باتجاه المسجد الاقصى فدخل صحابي واحد ونادى بصوت عال لقد تغيرت القبلة الى المسجد الحرام فتحول كل الصحابة باتجاه المسجد الحرام وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الشخص الواحد في سفارته وبالرسائل الى الملوك والقياصرة دون ان يعترض احد من هؤلاء المرسل اليهم او يشكك في كون حامل الرسالة رسول الله لانه شخص واحد ولذلك فان ما يقوله هؤلاء القرآنيون هو هراء وهرطقة ومحاولة لنقض عرى الاسلام الذي جاء رحمة للعالمين وقد اخبرني علمائي ان اصحاب هذه الدعوة موجودون في باكستان والهند ومصر، لكنني لم التق احدا منهم في الكويت والا لكنا تناظرنا وتحدثنا في كثير من القضايا التي جاءت في القرآن مجملة ولم نفهمها الا من خلال السنة النبوية المشرفة التي شرحت واوضحت كل ما اجمله القرآن.

رجل الدين الشيعي آية الله الديباجي يتفق مع الرأي السابق ويقول: في مذهب آل البيت لا يوجد عندنا طائفة اسمها القرآنيون فكلنا قرآنيون نحل حلال كتاب الله ونحرم حرامه اما مسألة انكار السنة النبوية والاحاديث فهذا ما نرفضه جميعا والا فكيف نفسر القرآن ونفهم التفاسير وما قاله آل بيت رسول الله في معاني ايات القرآن اذن لا يمكن الاكتفاء بالقرآن لانه يحتاج الى فهم وتوضيح وشروح لا نجدها الا في الاحاديث وما قاله ائمة آل بيت رسول الله.

ويعلق المفكر الإسلامي د. محمد عمارة على هذه الأفكار التي يطرحها القرآنيون قائلا: إن القضية المحورية لكل هذه الدعاوي هي اعتبار القرآن وحده هو الإسلام، وإنكار كل السنة النبوية، وإهدار جميع العلوم الإسلامية، واعتبار الأمة الإسلامية بكل مذاهبها وشعوبها قد ارتدت عن الإسلام وكفرت به. فقد قرأت إحدى الدراسات التي نشرت لأحمد صبحي منصور ويقول فيها: إن للمسلمين ثلاثة أديان على مستوى الواقع: دين السنة ودين الشيعة ودين التصوف، وهذه الأديان الثلاثة التي يتعصب لها المسلمون - كل داخل دينه- تتناقض مع القرآن الذي هو الإسلام الحقيقي. وهكذا يقطع الرجل بأن المسلمين جميعا وعلى امتداد تاريخهم قد ارتدوا عن الإسلام.

وأريد أن أسأله: إذا كنت أنت يا أحمد صبحي منصور تقدم في كتاباتك بيانك وتفسيرك ومفهومك لآيات القرآن فكيف تنكر أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيانه وتفسيره وشرحه لآيات القرآن؟ وهل السنة التي تنكرها سوى هذا البيان النبوي للبلاغ القرآني؟ وهذا تكليف إلهى للنبي وليس فضولا ولا تزيدا ولا إضافة يمكن الاستغناء عنها ?وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم?.

أما عن بقية الدعاوى التي يثيرها أحمد صبحي منصور مثل أن المسجد الأقصى في مصر وليس في فلسطين وغيرها من الدعاوي فهذا كلام فارغ هدفه "الفرقعة" وليس هناك أي دليل علمي أو تاريخي عليه.

الكثير من المؤسسات الدينية افتت بخروج من ينكر السنة من الملة فقد افتت لجنة السنة بمجمع البحوث الاسلامية بالازهر وكذلك هيئة كبار العلماء في السعودية بان من ينكر السنة ليس مسلما باعتبارها المصدر الثاني للتشريع في الاسلام بعد القرآن.

ويؤكد د. احمد الطيب رئيس جامعة الازهر ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم حجة على المسلمين مثل القرآن موضحا بان هذا مثبت في آيات كثيرة وذلك في قوله تعالى: ?وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا? ويشير الى ان هناك اوامر ونواه تصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتنص الاية على وجوب الالتزام بها ومنها قوله تعالى ?وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم? فالآية صريحة في انه ليس للمؤمن خيار بعد قضاء الله وقضاء رسوله صلى الله عليه وسلم فللرسول هنا وبنص الاية قضاء.

ويتابع رئيس جامعة الازهر فيقول: ان القرآن سمي البيان النبوي حكمة يعلمها النبي للمؤمنين فقال في ايات عدة ?ويعلمهم الكتاب والحكمة? فالكتاب هو القرآن والحكمة هي البيان النبوي المتعلق بامور المسلمين عقيدة وشريعة واخلاقا.

 

اجمالي القراءات 10673
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٠٤ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46181]

هوة كبيرة بين الإسلام كقاعدة والمسلمين

هناك فرق جوهري لابد لنا من ذكره ويخلط معظم الناس في معظم الوقت بينه وبين غيره : الإسلام القاعدة التي أنزلها الله تعالى في قرآننا المجيد والمسلمين ،بين الدين الذي أنزله الله تعالى وتدين المسلمين "عملهم "، مرجعية حقيقة يقينية الثبوت " القرآن " ومرجعية بشرية ظنية الثبوت ما خلاف القرآن من ثقافة وتراث ...الخ ، وهناك هوة عميقة تصل إلى حد التناقض في معظم الأحيان : وأريد ان اعلق على نقطة واحدة في الحوار السابق وهي هل يفسر الدكتور صبحي ويشرح آيان القرآن في أبحاثه ومقالاته تفسيرا تراثيا ؟ ام يجمع كل الآيات المتعلقة بموضوع واحد أي أن آيات القرآن تشرح بعضها وتفسر بعضها .. ثم في النهاية هي رؤية غير إجبارية لمن أراد مع ترحيب بكل رأي مخالف طالما انه يلتزم هذا المهج القرآني في العرض والتحليل

2   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الخميس ٠٤ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46191]

الفكر القرآني بديلا عن التشدد الديني والعلماني ..!!

 مع انا أحمد صبحي منصور في مقدمة القرآنيين وله الإنجاز الأكبر في ذلك إلا أن التيار القرآني أصبح ظاهرة عالمية .. وأصبح الفكر القرآني هو  البديل للتشدد الديني والتطرف العلماني معا ونظرة سريعة على الإنترنت والصحف السيارة وحتى برامج التلفزيون .. تجد أن الفكر القرآني أصبح يحتل مساحة لا بأس بها .. والجدير بالذكر أنه على قناة دريم المصرية الآن يوجد برنامج أسمه المعجزة الكبرى يستضيف باحث قرآني أسمه المهندس عدنان الرفاعي ويتكلم في أمور كثير وبحوث قرآنية عظيمة ..

3   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الخميس ٠٤ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46193]

ما زال النيل يجري

مازال  أهل السنة يستخدمون رددودهم المحفوظة  لبيان  حجية الأحاديث ،  وأجزم أنه هو نفسه الكلام المحفوظ الذي رد به الشافعي كما سبق في المقال ،  لأنهم ليس لديهم غيره فهم أخرجوا  " وما آتاكم الرسول " عن سياقها  في   " {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7عن سياقها حيث كان الكلام عن الغنائم  !! وحتى لو كان المقصود الرسول فهو من  أتى لنا بالقرآن  فقط ونحن نتبعه فيما بلغ عن ربه سبحانه 
 
 

4   تعليق بواسطة   طارق سلايمة     في   الجمعة ٠٥ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[46206]

ولكن ... لماذا ينكرون " السنة " ؟؟

يتخذ القرآنيون وأنا واحد منهم إن شاء الله ،منطقاً واضحاً لكل ذي بصيرة في موقفهم مما سمي " زوراً " سنة الرسول ، هذا المنطق يقول " لكي تكون أي سنة يسير عليها أي رسول من الله على مدى العصور سنة فطرية فعلى هذه " السنة " أن تكون متطابقة مع سنة من أرسل الله من رسله سابقاً أي " سنة من أرسلنا قبلك من رسلنا ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا " فهل هذا ما ينطبق على ما نسب لرسولنا الكريم من سنة وأحكام ، لااعتقد ذلك ، فبما أن كتاب الله سبحانه وتعالى وسنته ثابتة إلى يوم القيامة ، فهل ننسب الخلود أيضاً لغير الله وسنته المبينة بكتبه وقد أمرنا ربنا بأن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ولا نتبع من دونه أولياء أبداًلا رسل مكرمين ولا ملائكة مقربين وشكراً

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق