حكم قضائي بجلد وسجن طالبة مراهقة يثير جدلاً بالسعودية

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: CNN


حكم قضائي بجلد وسجن طالبة مراهقة يثير جدلاً بالسعودية

حكم قضائي بجلد وسجن طالبة مراهقة يثير جدلاً بالسعودية

متابعة خاصة بموقع CNN بالعربية

 

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أن مزيداً من التحديات ستواجه الطلاب والطالبات، والهيئات التربوية بشكل عام في المملكة العربية السعودية، بعدما أخذ العقاب شكلاً جديداً، يتمثل في سجن وجلد المخالف للقوانين، حتى وإن كانوا من صغار السن.

وطالعتنا الصحف السعودية مؤخراً بنبأ عن قرار أصدرته محكمة بمنطقة "الجبيل"، شرقي المملكة، يقضي بحبس طالبة مراهقة (13 عاماً) لمدة شهرين وجلدها 90 جلدة، لتعديها بالضرب على مديرة المدرسة، التي قررت مصادرة هاتف محمول مزود بكاميرا من الطالبة، وفقاً لما هو متبع في مختلف المدارس بالمملكة.

وبحسب النبأ، فقد باغتت الطالبة مديرة المدرسة بضربها على رأسها بكوب زجاجي، مما أسفر عن وقوع الطالبة تحت طائلة القانون، في حين اختارت المديرة تنفيذ حكم الجلد داخل المدرسة، بدعوى "التأديب"، على ما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية الأربعاء.

ولكن الحكم القضائي قوبل باستياء شديد من قبل مختصين بعلم الاجتماع، ومثقفين، وناشطين حقوقيين سعوديين، حيث وصفوه، في تصريحات لـ CNN بالعربية، بأنه حكم "جائر"، و"مؤسف"، و"مخالف للقيم النبيلة من وراء العملية التعليمية أصلاً."

الدكتور سعود الضحيان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، قال إن "هذا العمر (في إشارة لعمر الطالبة) لا يحتاج إلى إخضاعه لعقوبات بدنية وحسية، تدخل من خلالها الطالبة مرحلة نفسية ترى من نافذتها المدرسة بيئة تشبه السجن، من حيث كونها مكان لتنفيذ الأحكام وإهانة كرامة الإنسان."

ووصف الضحيان، في اتصال مع CNN بالعربية، الحكم بأنه "جائر"، خصوصاً فيما يتعلق بعمر الفتاة، التي ينفذ بحقها مثل ذلك العقاب، معتبراً أن "هذا الحكم لن يؤدي إلى الهدف الذي تسعى إليه المدرسة أصلاً"، وفق قوله.

كما اعتبر أن "عقوبة الجلد بها قدر كبير من الإهانة للإنسان"، وقال: "في حال أخطأ الطالب، هناك طرق تربوية أخرى يمكن اللجوء إليها، كأن يتكلف بأعمال لخدمة المدرسة أو ما إلى ذلك، لتنمية شعور الطالب بأن العقاب يأتي في إطار تربوي، وليس قصاص."

وأبدى الضحيان مخاوفه من أن تتحول الطالبة بعد تنفيذ العقوبة إلى "إنسان لا يمكن إصلاحه وتقويم سلوكياته السلبية."

 

غير أن عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور محمد عبد الله آل زولفي، وصف الحكم بـ"العجيب، الذي يتخذ ضد قاصر"، لافتاً في تصريح لـCNN بالعربية، إلى أن "عقوبات الجلد والحبس لا تتم إلا بموجب أحكام قضائية، وهذه قاعدة، بينما القصر يعاملون معاملة مختلفة، حيث لا تنطبق عليهم هذه الأنواع من الأحكام، ولهم جهات مختصة معنية بالعقاب، الذي يختلف تماماً عن العقوبات المطبقة بحق البالغين."

كما أشار آل زولفي إلى أن "هذا الحكم، بهذه القسوة والشدة، لم أراه من قبل في السعودية."

من جانبه، وصف المحامي والناشط الحقوقي السعودي، عبد الرحمن اللاحم، حكم المحكمة بـ "المؤسف، ويعيد الحديث من جديد على المؤسسة القضائية التقليدية في السعودية، التي لا زالت تتمسك بالعقوبات البدنية، مثل الجلد، الذي يدخل ضمن نطاق اتفاقية مناهضة التعذيب، والتي تعد المملكة طرفاً فيها."

وأضاف اللاحم في تصريحات لـCNN بالعربية، "إن ذلك يؤكد على ضرورة الإسراع في عملية تحديث المؤسسات القضائية التقليدية، التي لا زالت تسير ببطء ودون نتائج ملموسة على حقوق الإنسان في السعودية."

وأشار إلى أن "إلغاء العقوبات البدنية في المملكة، سيُعد بمثابة الخطوة الأولى التي يخطوها من يريدون إصلاح القضاء في السعودية."

وأشار إلى أن القضية الحالية "تجاوزت وزارة التربية والتعليم إلى المحاكم، لتتحول بذلك المدارس إلى ساحة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البدنية البدائية، بدلاً من أن تكون ساحات للعلم والمعرفة وتلقين الطلاب القيم الإنسانية الرفيعة."

وعد اللاحم تطبيق عقوبة الجلد على طالبة في مرحلة التعليم الأساسي، بأنها "تخالف قيم التعليم، فبشاعة إلهاب ظهر طالبة بالسياط أمام زميلاتها، تتعارض مع قيم الرحمة واحترام جسد الإنسان المقدس، خصوصاً عندما تشاهدن زميلتهن تُجلد على مرأى ومسمع من الجميع، في صورة أبسط ما توصف بأنها همجية."

وأشار اللاحم، وهو محامي يدافع عن الحريات في السعودية، أن المبادئ القضائية في العالم الحديث، استقرت على معاملة القاصر معاملة خاصة من حيث المحاكمة والعقوبة، لافتاً إلى الاتفاقيات والمبادئ الدولية بهذا الشأن، "التي أوجبت التفريق بين الراشدين، ومن هم دون ذلك."

 

وقد تباينت تعليقات قراء سعوديين للخبر على الموقع الإلكتروني للصحيفة المحلية، بين ما وصف قرار مديرة المدرسة بـ"المجحف في حق الطالبة"، وما أدان فعلة الطالبة من حيث أنه " لم يعد هناك حياء ولا احترام للمعلم."

غير أن البعض أشار إلى أن الحكم ظالم حيث لم يضبط مع الطالبة "مخدرات مثلاً"، وفق أحد المعلقين، مشيرين إلى ما أسموه "تقصيراً واضحاً" من قبل المعلمة، التي فشلت في إسداء النصح إلى طلابها، بل وصل الأمر إلى أن وصف أحد القراء المجتمع السعودي بـ"المتخلف"، على اعتبار أنه يجرم طالبة مراهقة بدلاً من توجيهها تربوياً.

اجمالي القراءات 4188
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الجمعة ٢٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45155]

وأين هى المباديء الدولية في هذا البلد .

سجن قاصر شهرين  وجلدها90 جلدة ، والمخاوف من أن تتحول الطالبة بعد تنفيذ العقوبة إلى "إنسان لا يمكن إصلاحه وتقويم سلوكياته السلبية." في محلها .
هذا بدلاً من إحاطة المراهق بالرعاية والاهتمام بأخلاقياته وتعليميه القيم السليمة والرشيدة ومحاولة تعليمه السلوكيات الإيجابيه ، فبدلاً من هذا كله يعرض لهذا العقاب الذي سوف يحوله إلى فرد كاره للمدرسة وكل من حوله .
فأين هى المباديء الدولية وحقوق الإنسان في هذا البلد .
 

2   تعليق بواسطة   Inactive User     في   الجمعة ٢٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45169]

أين العدالة يا منبع الإسلام ؟

طفلة فى الثالثة عشر من عمرها تتعرض لجلد تسعين جلدة من أين جاء هذا الحكم ؟ وما هو الدين الذى يتبعه  القاضى ؟ أين العدل والقسطاس يا من تدعون الحكم بما أنزل الله ؟ أين أصحاب العقول وأين منظمات حقوق الإنسان ؟ أين الدول التى تدافع عن الإنسان وكرامته وحقوقه ؟ طفلة صغيرة تجلد تسعين جلدة أمام زميلاتها فى المدرسة ؟ إن هذا الحكم سيحطم حياتها وحياة زميلاتها وسيحرق إنتماءهن لدولتهن ولدينهن.. يجب أن يتدخل ملك السعودية فوراًً لإيقاف هذه المهزلة .. أين القلوب الرحيمة والعقول المفكرة والنفوس الطاهرة ؟ من أى مصدر أخذ هذا القاضى الظالم حيثيات حكمه ؟ لا بد من عمل ما لإيقاف هذه الجريمة .


أما اعتداء التلميذة على مدرستها فله وسائل أخرى عقابية كأن تحرم من المدرسة أسبوعين و يدفع ولى أمرها تعويضاً مالياً أو حتى تفصل لمدة عام حتى تشعر بعظم جرمها حين تتعدى على معلمتها ، أما الجلد تسعين جلدة فهذا والله تقشعر منه الأبدان وتذهل العقول .


3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الجمعة ٢٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45172]

شيء مؤسف حقاً .

شيء فظيع ومؤسف أن يحدث ذلك لطفلة كل هذا الجلد والسجن !!!! ما هذا نحن أصبحنا في زمن أغبر .
تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر بأخبار غريبة من السعودية العربية ولكن هذا الخبر فاق كل الأخبار في غرابته وعدم إنسانيته ما هذا القاضي الذي نطق بهذا الحكم إنه بذلك تجرد من صفة الإنسانية بأن يحكم على طفلة بهذا الحكم الجائر والغير أنساني .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق