مفتي سوريا: أنا سني باقتدائي وشيعي بولائي وسلفي بجذوري

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية


أكد المفتي العام لسوريا، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، أنه " سني باقتدائه وشيعي بولائه وسلفي بجذوره وصوفي بحبه"، وذلك في أول حديث صحفي له خص به "العربية.نت"، عقب عودته من زيارة لألمانيا أطلق خلالها تصريحات وصفتها وسائل الاعلام هناك بأنها "مثيرة للجدل".



وكان المفتي حسون قد ألقى سلسلة من المحاضرات خلال زيارته إلى ألمانيا الأسبوع الماضي، ابرزها تلك التي كانت في البرلمان الألماني، والتي قال فيها إن بعض الفتوحات الاسلامية "كانت للملوك والأمراء وليس من أجل الدين".

وأكد مفتي سوريا في حديث لـ"العربية.نت" لقاءه بالمراقب العام السابق للإخوان المسلمين، عصام العطار، لدقائق في مدينة آخن الألمانية، ووصف اللقاء بأنه "لقاء مجاملة ولم يتم التخطيط له"، إلا أنه "امتدح مواقف العطار في وجه الفتنة". ويُعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه بين مفتي سوريا وزعيم إخواني سوري سابق، يقيم خارج سوريا منذ عام 1963.



"انا سني وشيعي وسلفي وصوفي"

وفي ألمانيا أطلق الشيخ أحمد بدر الدين حسون جملة من التصريحات حول "قضايا شائكة ومثيرة للجدل قلما يجرؤ رجل دين مسلم على تناولها " -كما وصفتها الاذاعة الألمانية "دويتشه فيله"- ، ابرزها تلك التي قال فيها أنه سني باقتدائه وشيعي بولائه في حديثه للإذاعة الألمانية.

وفي حديث خاص أدلى به مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون لـ"العربية.نت"، عقب عودته من جولته في ألمانيا، أكد ما نشرته وسائل الاعلام هناك":"أنا مسلم في عقيدتي، عربي في لغتي، إنساني في عالميتي، سني في اقتدائي، شيعي في ولائي، سلفي في جذوري، صوفي في حبي ونقائي".

وأوضح لـ"العربية.نت": " أنا مسلم في عقيدتي وعالمي في إنسانيتي. أنا أبحث عن هذا المسلم وأحاول أن أصيغ هذا المسلم العالمي".

وردا على سؤال "ألا تعتقد أن هناك من سيحتج ويرى تناقضا في قولك أنك سني وشيعي "، أجاب للعربية.نت: لا . كل سني هو شيعي في ولائه، وكل شيعي هو سني في اقتدائه، وبدون التكامل بين الاثنين لن يكمل اسلام أحدهما" .

واضاف "السني إذا لم يكن له ولاء لآل البيت فلن يتبع سنة النبي طبقا لحديث الرسول صلى الله عليه ولسم (من كنت مولاه فعلي مولاه). هكذا السنة تأمرنا . وإذا كنت شيعيا فتشيعي لأن النبي جدّهم.. فتشيعي لعلي رضي الله عنه، ليس لأصل علي، ولكن لأن علي هو صهر النبي وزوج الزهراء. لذلك اقتدائي وتشيعي مرتبط بالرسول".

وتابع " وأنا سلفي في جذوري.. وأنا متمسك بهذه الكلمة لأن ما تركه السلف لا زال يغذينا إلى يوم القيامة فأتغذى منهم. لكن يولّد هذا الالتزام السلفي نقاءً صوفيا وطهرا وحبا لبني الإنسان جميعا، وليس كرها وتكفيرا، فأنا لست من المكفّرين".



فتح الأندلس "غزو"

في سياق متصل، أكد الشيخ أكد الشيخ حسون أنه تحدث عن الفتوحات الاسلامية. ونقلت عنه وسائل إعلام ألمانية "ونفى حسون وجود ما يسمى بالحرب المقدسة في الكتب السماوية"، مشيرا في هذا السياق إلى "أن الحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية لم تكن من أجل الدين، بل من أجل مصالح الملوك والأمراء".

إلا أن الشيخ حسون أكّد لـ"العربية.نت" أنه لم يقل "كل الفتوحات". وأوضح " لم تكن كل الفتوحات اسلامية وإنما كان يدخل عليها بعض الأهواء، وعلينا إعادة قراءة الفتوحات الاسلامية فما كان فتحا فهو فتح وما كان للملوك والأمراء لنضعه لهم ".

وأضاف " مثلا فتح الأندلس نسميه فتحا، وهو ليس كذلك، ولذلك أُخرجوا من هذا الفتح . والذي كان فتحا لم يُخرجوا منه والذي كان غزوا أُخروجوا منه . وكل فتح حقيقي لم يكن من أجل الدنيا ، ولم يكن من أجل قتل الناس ولا قُتل فيه أُناس، فقد فتح بلادا وصارت اسلامية".



"أصلي في الكنيسة والمسجد"

كما تحدث الشيخ حسون عن قضية الصلاة في المسجد والكنيسة قائلا إنه " من يصلي في الكنيسة والمعبد اليهودي مثلما يصلي في المسجد "فالمساجد والكنائس والكنس هي بيوت الله".

وأوضح لـ"العربية.نت":" قال الرسول (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) . بالنسبة لي أينما أدركتني الصلاة أصلي إن كان في كنيسة أو في مسجد أو في معبد ، أو أرض مفتوحة، ما عدا الأرض المغتصبة لا أصلي فيها. وأنا كمسلم ليس لدي أي مانع أن أصلي في أي مكان وُجدت فيه دون خوف، ولذلك أحمد الله أن المسجد ليست للرسول والكنيسة ليست لسيدنا المسيح إنما هي بيوت بُنيت باسم الله ، والارتباط في بيوت العبادة هو بالله وليس بالأشخاص".



لقاء زعيم إخواني سابق

على صعيد آخر، أكد المفتي العام لسوريا لـ"العربية.نت" لقاءه المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورين، عصام العطار الموجود خارج سوريا منذ عام 1963 .

وقال:" في مدينة آخن ألقيت محاضرات وكانت هناك أعداد كثيرة من العرب في قاعة كبيرة، وأثناء خروجي ألقيت التحية على بعض الناس، وفي غرفة لمدة دقائق التقيت بعصام العطار ، فكان لقاءً عابرا غير مخطط له".

وقال إن "اللقاء بالعطار جاء بعد محاضرة في مدينة آخن بعنوان (ليس هناك حروب مقدسة إنما هناك حروب عادلة)، وجعل عمدة المدينة المحاضرة مفتوحة للجمهور ، ولم أكن على علم بالأسماء التي كانت حاضرة".

وأضاف "الأستاذ عصام العطار نعتبره من علماء بلاد الشام الكبار، وكان له دور طيب دائما في إبعاد السوء والفتنة عن بلاد الشام ، وأنا حقيقة أشكره لمواقفه في الدفاع عن بلاد الشام، وخصوصا في قضية فلسطين فنحن معه في خندق واحد."

ووصف اللقاء بأنه "نوع من المجاملة وسألته عن صحته ورأيته كبر في سنه وذكّرته أنه من أكثر من 40 سنة كان يلقي محاضرة في الجامع الأموي وكنت طفلا أحضره".

وكان العطار، 79 عاما، مراقبا لجماعة الإخوان المسلمين خلفاً لمصطفى السباعي بين عامي 1961 و 1980 وبعدها تم اختيار حسن هويدي مراقبا لها، ويذكر العطار أنه في عام 1963 خرج للحج وعندما عاد لم يسمح له بالدخول إلى البلاد. وتعود نشأة جماعة الإخوان في سوريا إلى عام 1945، وكان مراقبها العام الأول الدكتور مصطفى السباعي. والعطار شقيق نائبة الرئيس السوري د. نجاح العطار.

 

اجمالي القراءات 4094
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق