الوطن يتسع للجميع

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: أهل القرآن


لماذا لا يتم تحريك قضايا جنائية في حالات الفساد التي وردت في ديوان الرقابة؟! مطالبات بتعزيز «جرعةالرقابة» وجدية المساءلة

 

كتب – حسين العابد: طالبت جمعيات سياسية السلطتين التنفيذية والتشريعية بتفعيل ما جاء في تقرير الرقابة المالية من خلال إحالة المتهمين بالفساد وإهدار المال العام إلى القضاء وتصحيح الوضع المالي والإداري في وزارات الدولة عبر تعزيز الدور الرقابي وتأسيس ديوان الرقابة الإدارية كما دعا لذلك جلالة الملك في خطابه الأخير. وأكدت الجمعيات أن الوقوف على نتائج التقارير المالية من دون إصلاح الأوضاع ودرء الفساد سيجعل من الجهود التي بذلت بغية الوصول إلى شفافية كبيرة فيما يحدث في مؤسسات الدولة في مهب الريح ولن ترتقِ عن كونها احتفالية سنوية لإصدار التقرير. حيث ذكر نائب الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي د.حسن العالي إن المقارنة العامة التي تحوم حول تقرير الرقابة المالية مقارنة بتقرير 2003 و2008 يقف عند نتيجة تفيد أن هناك خطا تصاعدياً في عدد حالات الإهمال وهدر المال العام وكذلك انتشار قضايا الفساد بالوزارات. ورأى أن هذه النتائج والتعثرات المتواصلة في تقارير ديوان الرقابة المالية تدعو إلى تعزيز جرعة الرقابة المالية ووضع ديوان الرقابة مباشرة تحت أيدي النواب إضافة إلى تأسيس ديوان الرقابة الإدارية كما دعا إلى ذلك جلالة الملك في خطابه الأخير الذي وجه إلى تحقيق رقابة حقيقية بما يتلاءم وتطلعات المشروع الإصلاحي والذي يسلط الضوء على جميع الجوانب الإدارية والمالية. وأشار إلى أن عدم تعامل مجلس النواب بالصورة الصحيحة مع ما يرد في التقرير المالي يحوله لمجرد طقوس سنوية لا تغني ولا تسمن من جوع حيث إن الشارع البحريني يسمع عن التقرير وعن التجاوزات الكبيرة التي يحملها إلا أنه سريعاً ما يتلاشى ويختفي وكأنه لم يصدر ولم يتناول شيئاً من قضايا تعبر عن أخطر الجوانب التي يجب تسليط كل الجهود عليها. وأضاف”ذكرت بعض الصحف المحلية أن بعض الكتل النيابية تتعامل مع هذا التقرير وفقاً لواقع مصالحها الشخصية بحيث تقوم بمساومة الوزارات التي عليها الملاحظات بمقابل الحصول على بعض الوظائف أو تحقيق بعض المطالب التي قد يستفيد منها المحيطين بالكتلة في مقابل السكوت عن التجاوزات والأخطاء التي تصدر من الوزارة مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يعد مستغرباً بل هو أمر واردٌ وفقاً للواقع”. ولفت إلى أن تجاوز القانون في هدر المال العام يأتي لعدم وجود لوائح تنظيمية صحية وخطط مالية سليمة ترشد العمل وهذا لا يقتصر على أجهزة الحكومة التي كانت موجودة قبل مشروع الإصلاحي بل حتى تلك التي تأسست في فترة المشروع كتمكين وهيئة سوق العمل إذ لا يوجد لديهم لوائح تنظيمية سليمة. وقال العالي “هناك مخالفات واضحة لمجلس المناقصات حيث إننا نجد هذه المؤسسات لا توجد لديها خطة واضحة فيما تستثمره من مال فممتلكات تقدم 313 مليون دينار لطيران الخليج وحلبة الفورملا 1 من دون أي دراسة ويأتي التقرير ويشهد بوجود مظاهر للفساد ويشمل هذه المؤسسات أيضاً”. وأضاف”ما زلنا نستغرب من ديوان الرقابة المالية بالرغم من صلاحياته التي تقضي بتحريك قضايا جنائية في حالات تهم الفساد وبالرغم من إقرار التقرير المالي بوجود مخالفات تصل لمئات الملايين نجد أنه لم يقدم على إحالة أي جهة أو شخصية تسببت في الفساد للنيابة من أجل التحقيق معها وبحث تداعيات تلك الحالات”. ورأى أن قضايا هدر المال العام يصل لدرجة أن بعض الوزارات لم تصدر حتى حسابات ختامية واستغرب أن دولة بمؤسسات يفوق عمرها 40 عاما لا تراعي هذه الأمور المفصلية إضافة إلى وجود بعض الجهات لا زالت تستند على في عملها على السجلات اليدوية التي من السهل التلاعب والتغيير فيها. وأكد على أن ظاهرة نزيف الأموال العامة لم تقتصر على وزارة أو وزارتين إنما تشمل معظم الوزارات بما لا يليق والمشروع الإصلاحي الذي يدفع بعجلة التنمية بكافة أشكالها. ونوه إلى أن الحساب الختامي لم يتطرق إلى الفائض الذي تراكم على مدار 7 سنوات والتي تقدر بنحو بـ 2 مليار دينار إضافة إلى أنه لم يتعرض لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) بالرغم من الجدل الكبير الذي يحيط بها حول العديد من القضايا الإدارية والمالية . بدوره قال نائب الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان “إن تقارير ديوان الرقابة المالية بحسب ما هو متاح تمثل أرضية جيدة لعملية المساءلة شريطة الأخذ بما جاء فيها من تجاوزات والوقوف عندها بجدية من خلال ممارسة الجهات الرقابية دورها الحقيقي والتركيز على الملفات التي فيها تجاوزات وإصلاح الملفات الأخرى”. وأضاف”نجد أن التقارير المالية التي تقدم إلى السلطة التشريعية لا يتم التعامل معها بالصورة المطلوبة حيث إن النواب ينشغلون بأمور هامشية ويتطرقون لما يعد مضيعة للوقت ويتغافلون عن مثل هذه التجاوزات التي تقدر بمئات الملايين من المال العام”. ورأى أن من مسؤولية النواب وديوان الرقابة الدفع بالأسماء التي كان لها دور في هدر المال و رفعهم إلى المحاكم ليتم التحقيق معهم والوصول إلى مواطن الفساد واقتلاعها حتى يتحقق بصورة واقعية ما يأتي في التقارير وإلا سيكون مجرد كلام على ورق. وأشار إلى أن التقرير يأتي في كل عام بما هو أسوا من سابقه إلا أن الواقع لا ينبئ بوجود أية مساءلة أو إحالة المتسببين في الفساد إلى القضاء إنما يتم ترقيتهم بدلا بدلا من تحويلهم إلى النيابة. ودعا الحكومة إلى أخذ دورها في حفظ المال العام كونها المسئول الأول والمؤمل أن تكون حريصة على الحقوق العامة وتتصدى لكل من يتسبب بتجاوزات فساد.من جانبه ذكر الناطق الإعلامي بجمعية العمل الإسلامي (أمل) رضوان الموسوي أن تقرير الرقابة المالية يعد خطوة مهمة وفكرة راقية متقدمة تدعم دولة المؤسسات والقانون إلا أنها خطوة ناقصة إذا لم تتبلور في محاسبة الأشخاص الذين تسببوا بهذه المخالفات. وأضاف” لم نسمع على مدار الـ 6 سنوات الأخيرة أن أحداً ممن قاموا بعمليات فساد أحيل للمحاسبة أو أعطي لفت نظر على هذه التجاوزات كأدنى ممارسة يمكن أن تصدر من جهة رقابية”. وقال الموسوي إن الإجراءات التي تتحرك وفقاً للدور الرقابي تعد جيدة إذا ما اقترنت باستخدام هذه الأدوات في تصحيح الوضع وإيقاف هدر المال العام والابتعاد عن الشكليات والترف السياسي الذي يجعل من التقرير المالي مجرد حبر على ورق.

 

 

 

 

تحالف الإنصاف يدشن حملة تضامن مع متقاعدي ألبا

 

صرح فيصل فولاذ المنسق العام للتحالف الوطني للعدالة والإنصاف والامين العام بجمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان ولجنة ضحايا عمال البا بأهمية اجتماع مجلس النواب يوم الثلاثاء القادم لمناقشة توصية لجنة الخدمات بمجلس النواب بالموافقة على الاقتراح برغبة بإنصاف المتقاعدين من الشركة بين عامين 2001 و2005. وعبر التحالف عن دعمه ودعم مؤسسات المجتمع المدني البحرينية لهذه التوصية وتدشينه التحالف لحملة تضامن للنواب من اليوم وحتى يوم الجلسة الثلاثاء القادم والتي من المقرر ان يحضرها العمال وعوائلهم وممثلي التحالف . وأعلن المتحدث باسم لجنة ضحايا متقاعدي (ألبا) عضو التحالف الوطني للعدالة والإنصاف فيصل محمد عن مطالبة التحالف بتدخل شركة ‘’ممتلكات’’ لإنصاف متقاعدي ألبا المرضى. وأضاف أن ‘’ادارة الشركة قدمت تعويضات مجزية للمتقاعدين في العام 2004 فما فوق، ومنحت 32 راتباً إضافة إلى مبلغ مستقطع قدره 9 آلاف دينار مع احتساب الإجازات المرضية’’، لافتا إلى أن ‘’مجموع متقاعدي ‘’البا’’ الذين لم يحصلوا على التعويضات 73 متقاعداً، ومنهم اثنان رغم انهما تقاعدا بعد العام 2004 الا ان الشركة لم تمنحهما المبلغ المستقطع (9 آلاف دينار)، فيما هناك 6 عمال استقالوا تحت الضغط و15 عاملا توفوا’’.

 

 

 

تشكيليون يشاركون بمعرض«الشملان»

 

أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان “أيام أحمد الشملان” الذي يقيمه المنبر التقدمي في الفترة بين 14- 25 نوفمبر ، أن ثمانية عشر فناناً تشكيلياً بحرينياً سيشاركون بلوحاتهم ومجسماتهم في المعرض التشكيلي الذي ستفتح به الأيام في مقر المنبر التقدمي بمدينة عيسى. والفنانون المشاركون هم: أنس الشيخ، عباس يوسف، خالد الطهمازي، خليل الهاشمي، جمال عبدالرحيم، عبدالجبار الغضبان، عبدالله يوسف، عباس الموسوي، محسن غريب، أحمد عنان، علي سيد علي، علي أحمد يوسف، ياسر محمد، علي ملا، أصغر اسماعيل، موسى حسن، وهاب تقي، إبراهيم الغانم. الأعمال المشاركة في المعرض مستوحاة من حياة أحمد الشملان الحافلة وتجربته الإنسانية والكفاحية.

 

 

 

 

 

قاسم للتوعية: بناء الإنسان أهم من المقر

 

أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم على دور جمعية التوعية الإسلامية الثقافي والتربوي، وعلى ثقلها ومكانتها وأهميتها، ودعا أن لا يكون هم إعادة بناء المقر –على أهميته- شاغلا عن التركيز في البرامج والفعاليات الأخرى فبناء الإنسان هو الأساس، وحث أعضاء مجلس الإدارة الجديد على الفاعلية وبذل قصارى جهودهم من أجل إيصال رسالة الجمعية وتطوير أدائها، منوهاً إلى أن عضو مجلس الإدارة عليه أن ينشغل بتطوير الجمعية في كل يوم. وقدر قاسم بأن الجمعية لو استمرت على ما كانت عليه من قبل لما كانت جمعية التوعية الآن، لأن الوضع قد تغير والجمعية تحتاج إلى مواكبة العصر، ولفت أنه لا بد من برامج تطوّر الأعضاء وتركزّ عليهم وتتوجه إليهم، ومسؤولية الجمعية قد تضاعفت بعد كل ما قدم من جهود. من جانبه توجه الشيخ باقر الحواج رئيس الجمعية بالشكر للشيخ قاسم لرعايته واهتمامه بالجمعية ومشروعها، وقال الحواج “ إن توجيهات العلماء لا سيما الشيخ قاسم محل تطبيق وصياغة رؤى لدى جمعية التوعية الملتزمة بالمنهج الإسلامي الممتد للعلماء وريادتهم “، موضحاً “بأن الزيارة تأتي في إطار استماع النصح والتوجيه وفي إطار التواصل مع العلماء والشخصيات ومؤسسات المجتمع مع بدء الدورة الجديدة”.

 

 

 

 

 

مشاهدات - عصمت الموسوي

 

عن تمكين غير الممكنين وفقا لمنظمة الراصد الاجتماعي في تقريرها الاممي الاخير، فان البحرين اصبحت تتكون من فئتين بينهما بون شاسع في المداخيل، فئة ذوي الدخل العالي جدا، وفئة ذوي الدخل المنخفض جدا، وارجع المرصد اسباب ذلك الى التحول في النمط الاقتصادي للبلد والتوجه نحو العولمة وفك قيود التجارة والاستثمار وتفعيل الانضمام الى منظمة التجارة العالمية من اجل رفع وتيرة المنافسة ضمن اسواق مفتوحة في كل شيء، مما جعل نسب التضخم ترتفع في مقابل رواتب هزيلة وغير مواكبة للازدهار العام وقد عولجت هذه الظاهرة كما نعلم بعلاوة الغلاء والتي لم تتمكن من رفع هذه الشريحة الاقل حظا ومواردا وتمكينا وحظوة، اما المشكلة الاسكانية فيراها التقرير عويصة جدا في ظل الانفتاح العقاري وارتفاع وتيرة الطلب على الوحدات الاسكانية لمجتمع متزايد «يناهز المليون» فالقادرون والمستثمرون من الداخل والخارج وحدهم من يستطيع شراء الارض واستثمارها اما المجاميع من اصحاب الرواتب التي تبدأ بمائتي وثلاثمائة دينار فقد اضطروا الى العودة لنمط الاسر الممتدة والعيش في كنف اهاليهم وانتظار يدوم سنوات. وازاء ضعف التكوين والمؤهلات العلمية للبحريينن الذين وجدهم التقرير اقل شعوب الخليج في مستوى القدرة الشرائية والتأهيلية، وحيث تنادي اصوات برلمانية لرفع مستوى رواتبهم مع ارتفاع اسعار النفط وزيادة مداخيل العقار والبحار والرمال، وحيث يجتهد مشروع تطوير التعليم والتدريب وصندوق العمل «تمكين» لتلافي نواقصه، وتوليد وتوفير فرص عمل عبره، يرى التقرير ان البحرينيين لا يستطيعون المنافسة في الوظائف المهنية العليا التي يجلب لها الاجانب في كثير من وزارات الدولة، ما يعني ان البحرين بعد كل هذه الخبرات الادارية لم تستطع خلق الصفوف الثانية والثالثة ادرايا لكي تحل محل الاجانب وانما عدنا من جديد لاحلال الاجانب مكان البحرينيين في بعض الوزارات والشركات الكبرى. ويتطرق التقرير الى العمالة الوافدة واثر مظاهر الاختلالات المجتمعية بين الممكنين وغير الممكنين على السلم الاهلي والاستقرار المجتمعي فينصح بوضع استراتيجية لحماية هذه الفئات من تأثيرات سياسة الخصخصة والانفتاح الاستثماري والعقاري وتحرير التجارة والاسواق وتخلي الدولة شيئا فشيئا عن سياسة التدخلات الحكومية التي لا غنى عنها في حالة انعدام التوازن بين مكونات المجتمع. وينطلق المرصد الاجتماعي من معايير اممية تنطبق على البحرين وغيرها، بيد ان البحرين لديها رؤية اقتصادية تقوم على العدالة والتنافسية والاستدامة، ولدينا كما سبق واشرت اعلاه مشاريع تعليمية ومهنية، اما في مجال الاسكان ورفع المستوى المعيشي للفئات الاضعف، فالشاهد ان ثمة شرائح خسرت كثيرا مع تنامي موجة الانفتاح والخصخصة والثورة العقارية «واعادة اكتشاف البحر في مجتمعاتنا» فقد انتجت موارد جديدة غير النفط، بحار وسواحل ورمال اعلى سعرا من النفط لا يقترب من ميزانية الدولة ولا تمسه تقارير ديوان الرقابة المالية كما يشير نواب البرلمان. هذه الموارد الوطنية الجديدة على عكس النفط الذي عم رخاؤه الجميع ابان صعوده، رفع البعض وهبط بالبعض الاخر، خسرت الثروة السمكية وخسر الصيادون وخسرت البيئة وفاقم المشكل الاسكاني، وتقلصت كل تلك المساحات الاسكانية من المياه المغمورة المرصودة من الاساس لاقامة المدن الاسكانية الشعبية، صار البحر اغلى من النفط وعز على الفئات الاقل واقام المزيد من الحواجز الاسمنتية والاجتماعية والمالية بين من يملكون ومن لا يملكون.

 

 

 

فسحة للتأمل - د.حسن مدن

 

الفخاخ الطائفية في كل قضية من القضايا الماثلة أمامنا يكمن فخ طائفي. إنها ظاهرة آخذة في التمدد الأخطبوطي بحيث باتت تطال كل شيء. والأمثلة أكثر من أن تحصى. يمكن لمشروع إسكاني أن يتحول بقدرة قادر إلى موضوع تنازع طائفي، أيذهب للسنة أم للشيعة. الإسلام السياسي عندنا بارع في تحويل الأمر بهذه الصورة، حين يتبارى المتبارون من قادته على المكاسب الانتخابية، فيحولوا الموضوع من قضية معيشية وحياتية حيوية إلى نزاع بين أصحاب المذاهب. يمكن أيضاً لإجراءات إدارية، أياً كان موقفنا منها، كما حدث في التسريحات التي تمت في شركة ألمنيوم البحرين”ألبا”، وطالت عدداً من كبار المدراء أن تتحول، هي الأخرى، إلى قضية مذهبية وطائفية بامتياز، فينحرف النقاش عن جوهره الأساس، من حيث هو إجراء إداري خاضع للمجادلة، أصحيح هو أم خطأ، إلى نقاش فحواه أن الموضوع يستهدف أبناء طائفة بعينها، وفي هذا تُغيب كل الملابسات والتعقيدات المحيطة بالموضوع. الأمر نفسه يصح على ملف اجتماعي كبير ومعقد هو موضوع التجنيس، ورغم موقفنا النقدي الواضح والمعروف من هذا الموضوع، الا أننا ما انفكينا نحذر من تحويل الموضوع إلى مسألة طائفية صرفة، بحيث لا يسلط الضوء المطلوب على الأبعاد الاجتماعية والتنموية، وحتى الأمنية، للظاهرة. متى يدرك المتصدون لهذا الملف أنهم سيظلون عاجزين عن إقناع المواطن السني بالموضوع، إذا كان المدخل المطروح في المعالجة هو إظهار الموضوع على انه انتصار للشيعة والقضية ليست في الغلبة العددية لهذه الطائفة أو تلك، وليست، في المقابل، توكيد على عروبة البحرين، كما قال الأخ النائب غانم البوعينين، كأن البحرين ناقصة العروبة، وبحاجة لاستكمالها، وكأن البحرينيين من مختلف التحدرات والانتماءات لم يقفوا وقفة واحدة منتصرين لعروبة البحرين واستقلالها وسيادتها على أراضيها. للأسف الشديد هناك جهات تغذي هذه الميول وتشجع عليها وتدفع بها، وتريد لها أن تتحول إلى نسق عام في التفكير والسلوك يسود المجتمع برمته، فيصبح كل ملف من الملفات التي نتناولها ملغوماً بقنبلة طائفية أو مذهبية ما. سقى الله تلك الأيام التي وحدت الجميع سنة وشيعة في الانتفاضات والتحركات الشعبية والعمالية، ومنها تلك التي كانت ضد تسريحات شركة النفط، حين التحم العمال في المصانع، والطلبة في المدارس، سنة وشيعة كتفاً إلى كتف في النضال الوطني والطبقي بأبعاده الاجتماعية الواضحة بين فقراء محرومين وشركات احتكارية أو أصحاب أعمال يستغلونهم، ويومها لم يقل أحد للشيعي كُف عن أن تكون شيعياً، وبالمقابل لم يقل للسني كُف عن أن تكون سنياً، لكننا والجيل الأسبق منا من الوطنيين والتقدميين دأبنا على توعية الجميع بأن هناك قضية أكبر وأوسع وأشمل توحدهم في مسار وطني – اجتماعي واحد يترفع على تخندقات الطوائف والمذاهب. هاهنا نحن اليوم شهود عيان على الفخاخ الطائفية التي نصبت في كل زاوية و«داعوس”، وما من قضية الا ومستها يد الطائفيين والمذهبيين الذين حولوا المجتمع إلى ساحة مبارزة بينهم. كم من الفخاخ علينا أن ننزع، كم من الجهد علينا أن نبذل لنعيد للبلاد بعض عافيتها التي كانت؟

 

 

 

 

 

أبعاد - سعيد الحمد

 

اللي تغلب به العب به سيكون شعار مرحلة انتخابية اعتبرها البعض بدأت مبكرة فيما اعتبرها اخرون متأخرة لكنها بين التبكير والتأخير تظل وتبقى مرحلة شديدة الحساسية كبيرة التعقيد مع شعار وان بدا «مشروعا» في الانتخابات لكنه يحمل محاذيره الخطيرة بل والشديدة الخطورة اذا لعبه البعض بنزق المصلحة الذاتية او المصلحة الطائفية او المذهبية او حتى الحزبية الضيقة فجميعها مصالح لا يجوز ان تعلو فوق مصلحة الوطن، هكذا تقول الحكمة البديهية، لكن ما العمل اذا ما غابت الحكمة وصار شعار «اللي تغلب به العب به» هو الحاكم والمتحكم؟! نقول هذا الكلام او ندق هذا الجرس في المنطقة الوسطى بين التبكير والتأخير لعل رنينه وسط الصخب يوقظ الشعور بالمسؤولية الوطنية والتاريخية التي لن ترحم من يلعب بالشعار لعبة الانتهازية والوصولية وهي لعبة تسترخص اول ما تسترخص المبادئ والقيم التي نسجت العلاقات في هذا المجتمع البحريني المفطور على تعددية اطيافه والوانه المذهبية والطائفية والدينية والعقائدية والثقافية والسياسية والمجتمعية والعرقية والاثنية التي كانت مصدر اغناء ولا نتمنى ان يحولها اصحاب هذا الشعار الى مصدر بلاء. نعلم كما تعلمون ان المسألة السياسية لا تدار بالامنيات، هذا صحيح، لكننا هنا نتحدث عن القيمة الوطنية وهي قيمة عليا لا ينبغي اهدارها على مذبح المصلحة الذاتية او باسلوب الانتهازية من السهل ان تهدم لكن من الصعب ان تعمر فما بالنا اذا كان الهدم للقيمة الوطنية كوحدة نسيج واحد.. راح البعض ومن خلال الشعار الانتخابي الخطير «اللي تغلب به العب به» يمزق هذا النسيج باخطر اداة «الطائفية» حيث بدأنا نرى ملامحها البشعة تعود لتقود اللعبة هنا او هناك سواء كانت بالاتكاء على الماضي وانتقاء تاريخه وتوظيف هذا التاريخ لخدمة شعار «اللي تغلب به العب به» او في محاولة التصدي لهذا الانتقاء وذلك التوظيف حين يستخدم ذات اللغة وذات الاسلوب بذات المفردة بما يعمق تمزيق النسيج الوطني بدعوى الوحدة والوطنية فمثل هذه التجاذبات الشديدة الوطء الطائفي لن تخدم سوى انتهازية اصحابها ومصالحهم الضيقة التي غلبوها على مصلحة الوطن. اللي تغلب به العب به.. شعار انتخابي مفهوم ومقبول في حدود اللعبة الانتخابية وفي ساحاتها وهي ساحات واسعة لمن اراد اللعب انتخابيا، وامكاناتها كثيرة لمن اجاد معادلة اللعب مع الانتخابات بشروطها وقواعد لعبتها المعقدة لكنهم للاسف يجعلون الشعار الانتخابي للعب بما هو ابعد من الانتخابات وبما هو اهم منها.. بالوطن الذي لا يستحمل مستقبله شعارا كمثل شعار «اللي تغلب به العب به» فهذا وطن لا يرتهن مصيره بالمغامرة كما الانتخابات التي تستحمل فيها ان تغامر فتخسر شخصيا او يخسر الحزب او الجمعية، هي خسارة طبيعية في اللعبة الانتخابية لكن ان يخسر الوطن لحساب اللعبة الانتخابية ولحساب افراد اخذهم النزق لجعل الوطن ورقة من اوراق اللعبة التي يراهنون عليها، فتلك مسألة عظيمة لا يمكنننا السكوت عليها فالوطن ليس مشروع رهان انتخابي او شخصي والوطن ابدا لا يوظف لخدمة طيف او طائفة او لمصلحة شخص او فئة او جماعة او جمعية والوطن مظلة ديمقراطية ومظلة انتخاب وليس طرفا في اللعبة الانتخابية ولا يمكن ان يكون ورقة من اوراق شعار «اللي تغلب به العب به» ولا ينبغي التفريط بقيمة الوطن والوحدة الوطنية في سبيل الوصول والحصول على مقعد لفرد او جمعية او جماعة ولا ينبغي في المقابل التفريط بقيمة الوطن والوحدة الوطنية والسلم الاهلي والاجتماعي في سبيل جماعة تقاطع او تمانع وتلعب لعبتها الخطيرة تحت شعار ماكر «اللي تغلب به العب به» فمكر التاريخ اكبر لمن ارادوا المكر بوحدة اوطانهم التي كانت تعدديتها الاجتماعية عنوان اغناء فارادوها مصدر بلاء.

 

 

 

 

اجمالي القراءات 1306
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق