انقلاب في موقف جماعة الإخوان المسلمين من النظام السياسي الإيراني

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


انقلاب في موقف جماعة الإخوان المسلمين من النظام السياسي الإيراني

 

انقلاب في موقف جماعة الإخوان المسلمين من النظام السياسي الإيراني
مقالات متعلقة :


 فيما يعد تحولاً في موقف جماعة "الإخوان المسلمين" من نظام ولاية الفقيه المعمول في إيران منذ عام 1979، وبعد صمت طويل تجاه الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت في إيران في 12 يونيو الماضي، أبدى اثنان من قيادات الجماعة من المحسوبين على التيار الإصلاحي، تأييدهما بقوة لمحاولات الإصلاحيين في إيران، إلغاء هذا النظام وتحويله إلى ولاية عامة.
هذا الموقف عبر عنه الدكتور عصام العريان مسئول المكتب السياسي لجماعة "الإخوان" في مصر، قائلاً في تصريحات نشرها موقع "سويس إنفو"، إن المحاولات الإصلاحية الإيرانية لتحويل ولاية الفقيه إلى ولاية عامة للأمة، تقترب في مآلاتها من السُنّة، ما يمثل تغييرا جوهريا في النظرية السياسية الشيعية تتطلب اجتهادًا خلاقًَا، كما فعل الإمام الخميني سابقًا عندما ابتكر ولاية الفقيه للتغلب على معضلة "غياب الإمام" في الفقه الشيعي، فحرّك بذلك المياه الراكدة.
ويرى العريان أن خطاب التيار الإصلاحي الإيراني يدفع بالإسلاميين العرب إلى استحضار النموذج التركي - المتمثل في حزب "العدالة والتنمية" - إذ أن اختلافه عن النموذج الإيراني، ليس حول الديمقراطية وحقوق الإنسان "ففي تركيا هنالك انتهاكات أيضًا"، إنما حول الموقف من إسرائيل والولايات المتحدة.
إذ أن ذلك يعني من وجهة نظره، أن قبول الغرب للنموذج التركي وترويجه، بدلاً من الإيراني، لا يعود في جوهره إلى مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل إلى الموقف من إسرائيل والغرب، والحال نفسه ينطبق على الانتخابات الأفغانية الأخيرة، التي شهدت انتهاكات أيضاً، وقد جرَت تحت المظلة الغربية.
وعلق الكاتب الأردني محمد رمان المتخصص في شئون الحركة الإسلامية، قائلاً إن ما تشي به ملاحظة العريان، هو الهاجس المخيم على الإسلاميين الإصلاحيين العرب، بأن التيار الإصلاحي الإيراني المتقارب فكريًا معهم، قد يكون على الطرف الآخر من المعادلة الإستراتيجية الإقليمية في المنطقة، كما هو النموذج التركي، فتفقِـد الحركات الإسلامية الدّعم الإستراتيجي الذي توفـره إيران-المحافظة اليوم في مواجهة الإسرائيليين والأمريكيين.
أما الموقف الثاني فقد عبر عنه الدكتور نبيل الكوفحي، أحد أبرز القيادات الإسلامية الإصلاحية من جماعة "الإخوان المسلمين"، مقتربًا من تأييد الخطاب الفكري الإصلاحي الإيراني في موضوعية ضرورة تجديد النظر في النظرية السياسية الشيعية، التي قامت عليها الثورة الإيرانية، إذ يرى أن "ما صلحت به بدايات الثورة (ولاية الفقيه)، قد لا تصلح به اليوم استحقاقات استمرار الدولة".
وأيد مطالب الإصلاحيين في توسيع مساحة الحريات العامة وحقوق الإنسان والتعددية، باعتبارها إحدى أهم الضمانات لاستمرار الدولة الإيرانية وبقائها، بعد أن فقدت ولاية الفقيه الوظيفة التاريخية لها، فحركت المياه الشيعية الرّاكدة وأدت إلى الثورة، واليوم، مطلوب تطوير المقاربة السياسية الشيعية نحو الديمقراطية والتعدّدية بصورة أفضل.
وقال الكوفحي إنه بعيدًا عن موقف المحافظين والإصلاحيين الإيرانيين والصراع الداخلي، فإن الحركات الإسلامية تنظر إلى إيران اليوم باعتبارها "حليفًا إستراتيجياً تجاه ملفات حيوية في المنطقة، وتحديدًا في مواجهة المشروع الصهيوني والهيْـمنة الخارجية".

 

اجمالي القراءات 3704
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق