مع اختلافنا معهم في فكرهم ولكن الاختلاف لايفسد للود قضية، فهذا الخبر يتكرر كثيرا ولا يؤدي طريقة الاعتقال هذه  إلا إلى كثيرا من الإصرار عند تلك الجماعة.  فقليلا من الحوار كثيرا من الأمان  ومن يتحاور معهم في نظركم هذا سؤال موجه للمختصين

فهل يفهم النظام الدرس ؟!

ها هو النظام يرتكب يوميا حماقات في حق مواطنيه يا دكتور عمرو وبصفتك المدافع الأول عن النظام .. حاول أن تفهمهم الدرس وتقول لهم أن هؤلاء الشباب الذي يختطف من الشارع  بعد عودته من الكلية مهما كانت الأسباب ، حاول أن تفهمهم أن هذا خطأ ولن يحل المشكلة أن يتم خطف شاب ، حاول أن تقول لهم أن الجماعة التي يسمونها محظورة ، لها 88 عضوا في البرلمان ، أي حوالي 20 في المائة .. فلماذ يحاسبون شاب عن إنتمائه إلى الأخوان بينما يسمحون لمجلش الشعب بإن يكون فيه 20 في المائة من الأخوان المسلمين .. حاول أن تفهمهم فمن المؤكد أن كلامك خفيف عليهم .. والله معك ..

أقول لك يا دكتور عمر حاول أن تفهم النظام أن الأعتقال في صفوف الأخوان المسلمين وأنت تعرف كم شعبيتها في مصر بين الشباب والشيوخ ، إنما يظهرهم بكونهم ضحايا للنظام وبطشه وبالتالي هذا يزيد من شعبيتهم ، مما يتسبب في احتمالية و وصولهم للحكم  ، عند حدوث أي مكروه .. لأن نسبة العشرين في المائة في مجلس الشعب ، مع نواب الفساد الموجودين في المجلس من الممكن أن يتم بينهم صفقة في أي وقت وتجد الأخوان المسلمين في سدة الحكم ..  لذلك أريد منك أن تحاول أن توصل لهم أن لا يعتقل أحد بناءا على فكره  حتى ولولو كان إخوانيا .. لأنهم في النهاية مصريون كما تعلم ولهم حقوق وعليهم واجبات ، مثلك ومثلي تماما .. وهذا ليس دفاعا عن الأخوان وإنما دفاعا عن جميع المصريين ..

وهل الخطف هو الحل ؟ هل بخطف هؤلاء الشباب يتم حل كل مشاكل البلد ، أم انتهت كل المشاكل التى يعانى منها الشعب المصرى ولم يبقى سوى خطف الشباب صاحب الفكر أو الرأى سواء كان أخوانيا أو غيره .  

وصفة الدكتور عمرو فيها الكثير من التمييز ضد أبناء الشعب المصري ، حيث أنه لا يكتفي بحظر النشاط السياسي على أساس ديني فقط بل يعاقب من يفعل هذا بالإعتقال .. حيث ذكر الدكتور عمرو ( الاعتقال يجب أن يكون فقط لمن يصر بعد ذلك علي ممارسة نشاط سياسي علي أساس ديني) أي أن الحكومة لو طبقت وصفة الدكتور عمرو  السحرية على الوضع المصري للزم لها أن تنشئ 4 مليون زنزانة جديدة لكي تتسع للأخوان المسلمين ومؤيدوهم ومناصروهم والمنخدعين فيهم ..  ولكي لا يسرح الدكتور عمر بعيدا في ضخامة عدد الزنازين ومدى مقدرة الحكومة على بنائها .. فإنني أقول له إن نتائج الإنتخابات السابقة لو أخذنها عينة لوضح لنا أن الأخوان حصلوا على 20 في المائة من عدد الناخبين ، ولو طبقنا هذا العدد على الشعب المصري بأكمله من أدلى بصوته ومن لم يدلي .. فإن نسبة الـ 20 في المائة من عدد الشعب المصري يقتربون من 20 مليون مصري فلو أفترضنا وقلنا أن الزنزانة تتسع إلى ما بين 4  ، 5   معتقلين  يعني أن وصفة الدكتور عمرو لو أخذت بها الحكومة فإنها يلزم لها إنشاء 4 مليون زنزانة جديدة ..

فهل هذا ما يريده الدكتور عمر إسماعيل ؟؟ ماذا لو أنه تم بناء 4 مليون وحدة سكنية ، في هذه الحالة لن يوجد أخوان ولا غيرهم وسيتحول كل المصريين لتأييد مبارك ، وسأكون أن معك أول من يؤيدهم وأدافع عن أخطائهم كما تفعل دائما ..