المخابرات المصرية تزيح “العربي” من عرش توشيبا.. الخطة بدأت منذ عام وتسارعت بعد صعود نجم الشركة بأزمة

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٨ - يونيو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


المخابرات المصرية تزيح “العربي” من عرش توشيبا.. الخطة بدأت منذ عام وتسارعت بعد صعود نجم الشركة بأزمة

بين عشية وضحاها، استيقظ السوق المصري على خبر سحب توكيل "توشيبا" من رجل الأعمال محمود العربي، المستحوذ على أكبر توكيلات العلامة اليابانية الشهيرة لصناعة الأجهزة الكهربائية في مصر منذ 50 عاماً تقريباً، فماذا حدث؟ ومَن وراء القرار؟

بحسب مصادر تجارية، فإنه بحلول شهر يوليو/تموز 2020، سينتهي كل شيء، ولن يصبح للعربي أي علاقة بتوشيبا، ومصادر أخرى تقول إن ذلك سيحدث في نهاية العام الحالي.

لكن مصادر أخرى تقول إن إنتاج "الشاشات" فقط هو الذي سيبقى مع العربي، وتؤول باقي منتجات توشيبا مثل الثلاجات وغيرها لشركة "ميديا"، وإن الأخيرة قد نبهت على جميع الموزعين بإنهاء تعاقداتهم مع العربي. 

ورغم الغموض الذي يحيط بطبيعة الشركة التي استحوذت على توكيل توشيبا في مصر، فإن مصادر اقتصادية وتجار أكدوا لعربي بوست أنها "إحدى الشركات التابعة للمخابرات الحربية المصرية، والتي تعمل في مجال الإعلام، وبالتحديد هي "المتحدة للخدمات الإعلامية"، "يونايتد ميديا سيرفيس"، التي تمتلك راديو 90 90 وقنوات DMC.

 وأكدت المصادر أن شركة ميديا استحوذت منذ أسبوعين أيضاً على حق إعلانات محطات المترو، التي تُقدر بملايين الجنيهات، والتي كانت حصرية على مؤسسة "الأهرام"، كما احتفظت بإعلانات اللافتات في الشوارع والميادين المصرية.

ولدى "ميديا" المصرية أنشطة تجارية أخرى، بالإضافة إلى نشاطها الإعلامي في مجال الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية.

انتقلت الحالة إلى السوشيال ميديا، حتى وصف حساب على فيسبوك بعنوان "تجار مصر" ما حدث للعربي بأنه "الخروج الكبير"، وقد دشن مجموعة من التجار صفحة على فيسبوك لدعم "مجموعة العربي"، لمواجهة هذه الشركة تحت عنوان وشعار "لولا العربي ما كنا نحن".

المخابرات خلف الستار

قد لا تعلم مجموعة العربي مَن وراء سحب توكيل توشيبا منها، وقد لا يخطر ببالهم أن تكون المخابرات المصرية وراء هذه اللعبة، وربما فوجئت بسحب التوكيل منها دون سابق إنذار، فالمجموعة تتمتع بعلاقات طيبة مع المسؤولين في مصر، ولكن يبدو أن الأمر تحركه يد استخباراتية فاتسم الفعل بالسرية.

بدأت القصة منذ عام، ولكن تسارعت أحداثها منذ شهرين، مع صعود نجومية "العربي" في أزمة "كورونا"، التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد المصري.

 والتي صعد فيها نجم مجموعة العربي، بعد تصريح  إبراهيم العربي رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، ونجل محمود العربي، أن شركته لن تتخلى عن موظفيها في أزمة كورونا، وستمنحهم إجازة مدفوعة الأجر لمواجهة الأزمة الحالية.

ودعا وقتذاك المهندس إبراهيم العربي رجال الأعمال المصريين وأصحاب المصانع لمنح إجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين لعمال المصانع، للحدّ من انتشار كورونا، مؤكداً بدء تطبيق الإجازة بمجموعته.

وفي ظل الجائحة أيضاً، خصَّص العربي مستشفى تابعاً له لعزل مرضى"كورونا"، وتحدثت صفحات السوشيال ميديا عن أعماله الخيرية وقت الجائحة، وكيف خصص حافلات لنقل العماله والموظفين، حفاظاً عليهم من الفيروس القاتل، مع الاستمرار في دفع مستحقاتهم غير منقوصة، وكانت هذه الإجراءات كفيلة بإثارة الضغائن ضده من أطراف تعمل تحت راية النظام العسكري.

بدأت تفاصيل الإقصاء الكبير الذي تعرَّضت له مجموعة العربي خلال مشاركة مصر، العام الماضي، بوفد رفيع المستوى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى في فعاليات الدورة الثانية لمبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي، المنعقدة بالعاصمة الصينية بكين.

صورة أرشيفية لرجل الأعمال محمود العربي مع سفير اليابان في القاهرة .. موقع مجلس الأعمال المصري الياباني

والتقى الوفد مع نخبة من المستثمرين الصينيين، وكبرى الشركات الصينية الحكومية والخاصة، وأبدى الوفد المصري تطلعه لضخ استثمارات صينية أكبر مما هي عليه، وكان هناك تجاوب من هذه الشركات، التي كان من ضمنها شركة "ميديا" الصينية العالمية، والتي كانت قد استحوذت منذ عام 2016 على 80% من شركة "توشيبا اليابانية".

 وشركة "ميديا" الصينية تلك ليست "يونايتيد ميديا" المصرية، فالأولى من كبريات الشركات الصينية العملاقة، والثانية هي شركة المخابرات المصرية.   

وبحسب "شبكة الصين الإخباري"، في 16 مارس/آذار 2016، أعلنت شركة ميديا، رائدة صناعة الأجهزة المنزلية في الصين، أنها قد توصلت إلى اتفاق مع شركة توشيبا اليابانية لشراء أعمالها في الأجهزة المنزلية.

واستحوذت ميديا على 80.1% من حصة شركة توشيبا لمنتجات الحياة العصرية والخدمات، قسم الأجهزة المنزلية لتوشيبا، مقابل 473 مليون دولار، فيما ستحتفظ توشيبا بنسبة 19.9% من الحصة الباقية. وستواصل الشركة تطوير وتصنيع وتسويق الثلاجات والغسالات والمكانس الكهربائية، وغيرها من الأجهزة المنزلية الصغيرة، تحت العلامة التجارية توشيبا.

وسيسمح لميديا باستخدام اسم توشيبا في جميع أنحاء العالم "بما فيها مصر" بالطبع،  لمدة 40 عاماً، وسوف تتلقى أكثرمن 5000 براءة اختراع وترخيص لاستخدام الملكيات الفكرية الأخرى ذات الصلة بالأجهزة المنزلية التي تحتفظ بها توشيبا.

وقت التنفيذ

بطبيعة الحال لم تتأثر شركة "العربي" بهذه التغيرات في شركة توشيبا اليابانية واستحواذ "ميديا الصينية" على النسبة الأكبر من حصة توشيبا منذ عام 2016، وظل العربي يحمل العلامة والتوكيل.

لكن منذ العام الماضي، وبعد لقاء الوفد المصري رفيع المستوى بالشركات الصينية، ومن ضمنها "ميديا" الصينية العملاقة، بدأت تظهر المشكلات والتعقيدات، وكان ذلك بالتزامن مع توجه شركات الجيش المصري نحو احتكار سوق الأجهزة المنزلية في مصر.

 وبدأت شركات الجيش بشراء شركة "يونيفرسال" للثلاجات، التي استحوذ عليها أيضاً تحت غطاء شركاته التجارية، وبينما يحدث ذلك قامت "شركة ميديا" التابعة للمخابرات المصرية بطرح منتجاتها منذ شهر مايو/أيار الماضي في السوق المصرية تحت علامة توشيبا.

 ومنذ أكثر من عام كانت الكتائب الإلكترونية التابعة للمخابرات المصرية تشن حملة على  صفحات الفيسبوك لتشويه صورة منتجات العربي، ووصل الأمر إلى عمل حملات تدعو إلى مقاطعة منتجاته.

جانب من حملة التشويه التي طالت مؤسسة العربي في مصر " فيسبوك"

وفي شهر مايو/أيار الماضي بدأت شركة "ميديا" المصرية حملة إعلانات على السوشيال ميديا، تروج لمنتجاتها، استعداداً للنزول في السوق المحلي، تحت عنوان "توشيبا بنفسها جاءت مصر!"، وبدأت بالفعل طرح منتجات مثل الثلاجات والغسالات التي تحمل نفس علامة توشيبا.

 هذه التصرفات دفعت مجموعة العربي لأن تصدر تحذيراً على صفحاتها بوجود شركات تزعم أنها منتجات توشيبا، وطالبت "العربي" المستهلكين بالحذر من أي منتج يحمل شعار "توشيبا"، وليس عليه شعار "العربي صناع الثقة" المعروف، وأعلنوا عدم مسؤوليتهم عن هذا المنتج.

والسوق المصري الآن أمام  توكيلين لعلامة تجارية واحدة، ومازال العربي يتفاوض لحل المشكلات العالقة، لكن يبدو أن المخابرات المصرية سوف تصنع به كما صنعت بغيره من رجال الأعمال المصريين وأصحاب رؤوس الأموال، ويبدو أنها عازمة على سحب التوكيل منه نهائياً، خاصة أن "ميديا" المصرية بدأت بالفعل طرح منتجات توشيبا، مؤكدة أنها العلامة التجارية اليابانية الشهيرة.

اجمالي القراءات 924
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق