مياه الصرف الصحي.. هل تكشف الأعداد الخفية لإصابات كورونا الحقيقية؟

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٤ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الحرة


مياه الصرف الصحي.. هل تكشف الأعداد الخفية لإصابات كورونا الحقيقية؟

بدأت أكثر من 12 مجموعة بحثية حول العالم في تحليل مياه الصرف الصحي وما إذا كانت تحتوي فضلات مصابين بفيروس كورونا المستجد كطريقة لتقدير أعداد المرضى الذين لم يتم اختبارهم ومعرفة إذا كان الفيروس قد عاد للانتشار من جديد في منطقة ما بعد تعافيها. 

وحسب مجلة نيتشر العلمية فإن الباحثين وجدوا آثارا للفيروس في مياه الصرف الصحي في محطات بالولايات المتحدة وهولندا والسويد.  

ويقوم الباحثون في هذه الدراسة بتحليل المياه التي تمر عبر أنابيب الصرف الصحي إلى محطات المعالجة، وهي إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تتبع الأمراض المعدية من خلال إفرازات البول أو فضلات سكان المنطقة قيد الدراسة، حيث تكشف فضلات الإنسانالإصابة بفيروس "سارس-كوف-2" وهو الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد. 

كيف يعرف الباحثون؟ 

لمعرفة حجم الإصابة بالفيروس بين السكان من خلال عينات مياه الصرف الصحي، يحتاج الباحثون إلى معرفة كمية الحمض النووي الريبي الفيروسي (viral RNA) التي تفرز في البراز، ثم استنباط عدد السكان المصابين من تركيزات الحمض النووي الريبي الفيروسي الموجودة في عينات مياه الصرف الصحي. 

وRNA هو واحد من الجزيئات البيولوجية الرئيسية الثلاثة الأساسية لجميع أشكال الحياة المعروفة (إلى جانب DNA والبروتينات)، وهو ضروري في الأدوار البيولوجية المختلفة في الترميز وفك الشفرة والتنظيم والتعبير عن الجينات. 

وتكمن الصعوبة في تحديد أو تقدير أعداد المصابين بدقة، لأن عمليات الإخراج تتفاوت زمنيا من شخص لآخر، أي أن الباحثين يجرون التحليل على ممثلين عن السكان ولا تشملهم جميعا، ولذا فإن هذا الاختبار يمكنه اكتشاف الفيروس بمستويات منخفضة، بحسب علماء في مركز أبحاث "تحالف كوينزلاند للعلوم الصحية البيئية" في أستراليا. 

إنذار مبكر

غير أن الباحثة في الأمراض المعدية في المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في هولندا، آنا ماريا، ترى أنه من المهم إجراء المراقبة الروتينية لمياه الصرف الصحي وتحليلها، لأنها وسيلة يمكن استخدامها كأداة إنذار مبكر لتنبيه المجتمعات، خاصة بعد القضاء على موجة فيروس كورونا المستجد الحالية. 

وتقول آنا إنه من المحتمل أن تنجح الإجراءات الاحترازية الحالية مثل الابتعاد الاجتماعي وحظر التجوال في كبح انتشار الوباء، لكن بعد أن يتم الإعلان عن القضاء عليه وبدء الناس في الخروج من جديد، يمكن أن تعود موجة أخرى من الفيروس، ولذا فإن تحليل مياه الصرف الصحي والحمض النووي لفضلات السكان ستكون أداة مهمة للتنبيه بعودة الفيروس من جديد. 

وتشير آنا إلى أن المعهد الذي تعمل فيه، نجح سابقا في الكشف عن تفشي فيروسات نورو (فيروس خطير يسبب القيء والإسهال ومن السهل الإصابة به في جميع الأعمار) والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وفيروس شلل الأطفال والحصبة، وذلك من خلال رصد مياه الصرف الصحي. 

وأضافت أن مجموعتها البحثية اكتشفت آثارا لفيروس كورونا المستجد في مياه الصرف الصحي في مطار سخيبول في تيلبورغ بعد أربعة أيام فقط من إعلان هولندا أول حالة مصابة بمرض "كوفيد-19"، مشيرة إلى أن الباحثين يخططون لتوسيع عملية البحث لتشمل 12 منطقة لم يتم الإعلان فيها عن مصابين بفيروس كورونا المستجد. 

ويقول عالم الأحياء الدقيقة في معهد بحوث المياه في نيوفيجاين في هولندا، غيرتيان ميديما، إن محطة المعالجة الواحدة تلتقط فضلات ما يصل إلى أكثر من مليون شخص، وهو ما يعني مراقبتها وتحليلها قد يؤدي إلى تقديرات أوسع لمدى انتشار فيروس كورونا، كما أنها تعطي تقديرات لعدد المصابين الذين لم يجروا اختبارا لأنهم لا يعانون من أعراض أو أن أعراضهم بسيطة". 

اكتشاف قبل الإبلاغ

وأضاف ميديما وهو واحد من إحدى المجموعات البحثية العاملة على مشروع الدراسة، أن مجموعته عثرت على الحمض النووي الفيروسي في مدينة أميرسفورت الهولندية قبل الإبلاغ عن العدوى في المجتمع.

وأظهرت الدراسات أن فيروس "سارس-كوف-2" يمكن أن يظهر في براز الشخص المصاب خلال ثلاثة أيام فقط من العدوى وهو وقت أقل بكثير من بدء ظهور الأعراض على المصاب كالحمى وضيق التنفس. 

ويقول عالم الفيروسات في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان، تامار كون، إن الإنذار المبكر من خلال تتبع الفيروسات في مياه الصرف الصحي، قد يؤدي إلى احتواء تفشي الفيروس من خلال إدخال التدابير الاحترازية كإغلاق المنطقة لفترة". 

اجمالي القراءات 475
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق