الإنترنت مرتعها الخصب.. حرب اليمين المتطرف ضد المسلمين تزداد ضراوة

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


الإنترنت مرتعها الخصب.. حرب اليمين المتطرف ضد المسلمين تزداد ضراوة

ناقوس خطر دقه تقرير "وضعية الكراهية" لسنة 2020 الصادر عن منظمة "تفاؤل لا كراهية" (Hope not Hate) البريطانية، حول تنامي نفوذ اليمين المتطرف، سواء على أرض الواقع أو في العالم الافتراضي الذي تحول إلى مرتع خصب لأنصار اليمين الشعبوي لنشر أفكارهم العنصرية.

مقالات متعلقة :

ويظهر التقرير -الذي تم تقديم خلاصاته في ندوة بالعاصمة لندن- أن المسلمين هم في قلب إستراتيجية التحريض التي يقوم بها أنصار اليمين المتطرف في العالم وفي بريطانيا على الخصوص، ذلك لأن المشرفين على التقرير أكدوا أن المملكة المتحدة ما زالت تضم أخطر الشخصيات الممثلة لليمين المتطرف والناشطة بشكل كبير عبر الإنترنت.

ويكشف التقرير أن نصف جرائم الكراهية التي تم التبليغ عنها في المملكة المتحدة كانت ضد المسلمين، مسجلا ارتفاعا قياسيا في حالات الاعتداء التي وصل عددها سنة 2019 إلى 3530 حالة، لترتفع بنسبة 593% مقارنة بعدد الحالات سنة 2018.

وترصد الوثيقة المكونة من 170 صفحة، أن تزايد الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين في بريطانيا، شهد منحى تصاعديا مباشرة بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد كرايست تشيرش في نيوزيلندا، وذلك بسبب الحملة الممنهجة التي قام بها عناصر من اليمين المتطرف لرفع حدة التحريض على المسلمين، مستخدمين في ذلك تقنيات جديدة على منصات التواصل الاجتماعي.

الإسلاموفوبيا والإنترنت
ويتوقف التقرير كثيرا عند ما يقوم به اليمين المتطرف على الإنترنت، بعد أن أصبح فضاء هذا التيار المفضل لنشر الكراهية.

وسجلت الشرطة البريطانية 89 جريمة معادية للمسلمين عبر الإنترنت، بينما يورد التقرير إحصاءات أخرى لمنظمة "تيل ماما" التي رصدت 327 حالة جريمة إلكترونية تحرّض على مسلمي بريطانيا.

هذا الفرق بين عدد الحالات المسجلة لدى الشرطة البريطانية والموثقة لدى الجمعيات المناهضة للكراهية، يفسره التقرير بأن الأمن ما زال يقلل من خطورة بعض الظواهر على الإنترنت، مثل ترويج أفكار مغلوطة عن المسلمين أو نشر أخبار زائفة ضدهم.

ويرى التقرير أن هذه السلوكات هي المدخل الرئيسي لليمين المتطرف لكسب متعاطفين جدد، وبالتالي وجب التعامل معها بالجدية المطلوبة.

ولإظهار أهمية الانتباه أكثر لما يروّج في الإنترنت في رسائل تحريضية، يسوق التقرير نموذج الرسالة التي تركها الإرهابي منفذ مذبحة مسجد كرايست تشيرش في نيوزيلندا، وهي لغة تمتح من أفكار اليمين العنصري، وتضم عبارة دالة يخاطب فيها المجرم كل المتعاطفين مع أفكاره، مفادها أن "الحقيقة موجودة في الإنترنت وفقط".

ويفسر القائمون على التقرير تركيز اليمين المتطرف على الإنترنت بوعيهم أن العمل الإرهابي لا تتوقف نتائجه عند إطلاق الرصاصة الأخيرة، ولكنه يمتد في الزمان من خلال التغطيات الإعلامية والصور المنتشرة في مواقع التواصل، وإستراتيجيات تقسيم الآراء وعدم الدفع في اتجاه إدانة الهجوم الإرهابي بقدر ما تنتشر أفكار تجد مبررات لمنفذ الهجوم، من قبيل أن ما قام به "هو رد فعل على ما يقوم به المسلمون".

وبناء على دراسة لجامعة كارديف البريطانية حول العلاقة بين رسائل الكراهية ضد المسلمين على منصة تويتر وتأثيرها في سلوك أنصار اليمين المتطرف، يصل التقرير إلى وجود علاقة تفاعل بين ارتفاع المضمون العنصري ضد المسلمين في منصات التواصل الاجتماعي وبين تزايد حالات الاعتداءات الفعلية عليهم في العاصمة البريطانية لندن، وبذلك "يتحول نشر الكراهية عبر الإنترنت إلى مسار ينتقل من العالم الافتراضي إلى الاعتداء الجسدي الحقيقي".

تحريض ممنهج
وانتقل التحريض ضد المسلمين من تصرفات فردية إلى عمل ممنهج تقوده مجموعات متمكنة من ناصية تقنيات مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يحذر التقرير من خطورته البالغة، مقدما مثالا بصورة لسيدة محجبة كانت حاضرة في الاعتداء الذي حدث قرب البرلمان البريطاني في مارس/آذار 2017، وتظهر هذه السيدة وهي تسير إلى جانب أحد الضحايا وتستعمل هاتفها.

هذه الصورة قام خبراء منظمة "تفاؤل لا كراهية" بتتبع مسار نشرها، ليظهر أن الحساب الأول الذي نشرها وضع معها تعليقا مفاده أن السيدة تمر بجانب الضحية وهي غير مبالية بما حدث، وهذا ادعاء خاطئ تماما نفته صاحبة الصورة التي أكدت أنها كانت مصدومة مما حدث، وكانت تحاول الاتصال بالإسعاف لنجدة الضحية.

وكشفت تحقيقات المنظمة البريطانية في هذه الحالة، أن حسابا في تويتر كان أول من نشر الصورة ومعها تعليق محرض على السيدة المحجبة، وهو واحد من بين 2700 حساب في نفس المنصة، تعود ملكيتها لمجموعة روسية تنشط منذ 2017، وتهدف لنشر الكراهية ضد المسلمين.

وسلط التقرير الضوء أيضا على الدور المتزايد للمجموعات السرية على منصة فيسبوك، في حصد المزيد من المتعاطفين مع الأفكار العنصرية والحاملين للكراهية ضد المسلمين، حيث يشتغل ناشطو اليمين المتطرف بإستراتيجية جس النبض ثم الاستمالة، وذلك من خلال نشر موضوع جدلي دون إظهار معاداة المسلمين.

وبعدها تتم متابعة ردود الأفعال والتعليقات، وكل صاحب تعليق يحمل أفكارا متطرفة يتم ضمه لمجموعات مغلقة، وفيها يجد نفسه مع مجموعة تشاطره نفس الأفكار مما يشجعه على المضي قدما في نشر العنصرية ضد المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اجمالي القراءات 1634
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more