مترجم: من صدام حسين إلى القذافي.. الأسباب النفسية وراء أفعال الطغاة

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٤ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


مترجم: من صدام حسين إلى القذافي.. الأسباب النفسية وراء أفعال الطغاة

قال مات ديفيس في مقال له على موقع «بيج ثينك»، إن معظمنا لا يتخيل سيطرته المطلقة على أمة، أو الشعور بالرغبة في ارتكاب جرائم قتل جماعية، فما الذي يدفع المستبد إلى ارتكابها؟

وأوضح ديفيس أن صدام حسين أمر في عيد ميلاده الستين بكتابة القرآن باستخدام 27 لترًا من دمه. واحتفظ عيدي أمين، زعيم أوغندا الوحشي خلال السبعينيات، برؤوس أعدائه السياسيين في المجمد بعد قطعها، وحاول أكل لحم بشري، لكنه وجده «مالحًا للغاية».

وكان فرانسوا دوفالييه، الذي حكم هايتي من عام 1957 إلى عام 1971، قد أمر ذات مرة بإعدام جميع الكلاب السود في الجزيرة؛ لاعتقاده بأن أحد المعارضين السياسيين قد تحول إلى أحدها.

إن هذه الأفعال والمعتقدات غريبة الأطوار تدل على أن هؤلاء الحكام كانوا يعانون من مرض عقلي مزمن ما، وتتجلى حالاتهم الذهنية المضطربة بوضوح في عمليات القتل والإبادة الجماعية التي ارتكبوها، وفي جنون العظمة.

من الصعب على معظم الناس أن يتعاطفوا مع نفسية الديكتاتوريين، لكن ما الذي دفعهم إلى أن يصبحوا طغاة وحشيين؟ يتساءل ديفيس.

أبرز 5 وسائل استخدمها الحُكام العرب للبقاء الأبدي في السلطة

اختلال وظيفة الدماغ

ربما تكون الطريقة الأكثر مباشرة للتفكير في سلوك الديكتاتوريين هي القول إنهم من المرضى النفسيين، هذا وصف معقول، لكنه غير كامل، بحسب ديفيس؛ إذ يميل المرضى النفسيون إلى أن يكونوا جريئين، ومهينين لغيرهم، ويبدو أن هذا مرتبط بخلل وظيفي في جزأين رئيسيين من الدماغ: الفص الجبهي السفلي واللوزة.

يكشف ديفيس أن الفص الجبهي ينشط عند اتخاذ القرارات الأخلاقية والتحكم في الدافع، وتنظم اللوزة المخية مشاعر الخوف، والغضب، والرغبة – الجوانب الأكثر حيوانية لسلوكنا– ويسهم كلاهما في نظام المكافأة الشامل للمخ. لذلك، عندما يتلف هذان الجزءان من الدماغ أو يضمران، فإن هذه وصفة للاعتلال النفسي.

يصف عالم الأعصاب جيمس فالون نتائج هذا الاختلال الوظيفي في منشور خاص في موقع «Psychology Today»: «إن ما يرضي شخصًا عاديًّا – مثل قراءة كتاب جيد أو مشاهدة غروب الشمس– لا يؤثر في شخص يعاني من ضمور في اللوزة. بالنسبة لبعض الأشخاص، يعني هذا ميلًا أكبر نحو إدمان المخدرات والكحول وانسحاب مؤلم شديد يزداد سوءًا تدريجيًّا مع الوقت، مما يؤدي إلى سلوكيات خبيثة. وبالنسبة للساديين، فإنهم يصبحون مدمنين على التعذيب والقتل؛ فالديكتاتوريون ينتشون بالسلطة، وهي نزعة شرهة تزداد سوءًا بمرور الوقت».

تقديس الذات

يضيف ديفيس أن الافتقار إلى ضبط النفس، والقسوة تجاه الآخرين يبدو بالتأكيد مناسبًا للديكتاتور، لكن إحدى السمات المميزة للاعتلال النفسي تتمثل في عدم مراعاة المريض النفسي للآخرين، في حين يبدو أن العديد من الديكتاتوريين يشعرون بقلق بالغ إزاء كيفية فهمهم. هي طريقة للاحتفاظ بالسلطة، ولكنها غالبًا ما تكون مظهرًا من مظاهر النرجسية.

لننظر إلى معمر القذافي مثلًا، الذي اعتقد أنه رمز للأناقة، فقال: «كل ما أرتديه يصبح بدعة. أرتدي قميصًا معينًا وفجأة يرتديه الجميع». ويتألف حراسه الشخصيون بالكامل من نساء جذابات. كما أكد أنه يمكن رؤية وجهه في الأعمال الفنية العامة في جميع أنحاء ليبيا، وظهرت الاقتباسات من الكتاب الأخضر، الذي وصف فيه فلسفته السياسية، في المطارات أو حتى في أغاني البوب. لقد أراد القذافي أن يعرفه الجميع ويحبه.

من المؤكد أن هذا يناسب الشخصيات النرجسية، التي تتسم بجنون العظمة، والحاجة إلى الإعجاب، وعدم وجود تعاطف مع الآخرين. ومع ذلك، يقابل الكثيرون منا النرجسيين في حياتنا – وقد يكونون غير مرغوب فيهم إلى حد كبير- لكنهم لم يرتكبوا إبادة جماعية. لذا، ما هو الفرق بين النرجسية لدى العاديين والنرجسية التي يبدو أنها تصيب الديكتاتوريين في العالم؟ يتساءل ديفيس.

أصل معظم السلوكيات التدميرية والمتوحشة

يشير ديفيس إلى رأي بعض علماء النفس بأن النرجسية والاعتلال النفسي لهما مقياس، ففي منتصفه، توجد النرجسية الخبيثة، وهي متلازمة افتراضية – على الرغم من عدم الاعتراف بها رسميًّا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية– قد تكون أفضل إطار لفهم سلوك الديكتاتوريين.

تُعرف هذه الحالة من خلال الأعراض العادية للنرجسية، وكذلك السلوك المعادي للمجتمع الظاهر لدى العديد من المختلين عقليًّا، والساديين، ومن يشعرون بجنون العظمة.

عندما يحاول مختل عقليًّا كسب المودة والاحترام من الآخرين لتحقيق أهدافه الخاصة، فإنه لا يحتاج إلى تلك المودة والاحترام. عندما يحتاج النرجسي إلى احترام الآخرين، فلا يظهر تجاهلًا شديدًا وعدوانية نحو الآخرين.

ويختم الكاتب بأن النرجسية الخبيثة تقع ما بين هذين النوعين؛ فهي تجمع بين الحاجة الماسة للنرجسية والميل المعادي للمجتمع، إنها حالة أشار إليها علماء النفس على أنها «أخطر الأمراض، وأصل معظم السلوكيات التدميرية والمتوحشة»، ويبدو أنها تتطابق تمامًا مع سلوكيات كافة طغاة العالم.

اجمالي القراءات 1037
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق