اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٩ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفيس بوك
رسالة د-حسن نافعة للرئيس السيسى حول التضييق الأمنى فى مصر .
النص الكامل لرسالة د. حسن نافعة إلى الرئيس السيسي
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. رئيس جمهورية مصر العربية
تحية طيبة.. وبعد
يجتاحني شعور عميق بالقلق على مصر الدولة، وعلى مستقبل ومصير شعبها. ولأنه لم يسبق لي طوال حياتي، التي امتدت لأكثر من اثنين وسبعين عاما حتى الآن، أن شعرت بهذا النوع من القلق، وبهذه الدرجة من الحدة، فقد خطر لي أن أتوجه إليكم بالخطاب مباشرة، للتعبير عما يجول بخاطري، وهو سلوك لم أمارسه من قبل مع أي ممن تعاقبوا على المنصب الرفيع الذي تشغلونه، رغم معاصرتي لهم جميعا، بدءا بمحمد نجيب وانتهاء بعدلي منصور، مرورا بجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وحسين طنطاوي.
هل تعتقد الأجهزة الأمنية التي تدير مصر الآن أن مصادرة كتب يحملها مسافرون ستجعل منها بلدا أكثر أمنا وأمانا؟
سيادة الرئيس: كان يمكن للأمور أن تمضي على هذا النحو، وأن استسلم لتلك الإجراءات التي تحولت إلى عملية روتينية سخيفة، لولا وقوع حدثين عمقا من مشاعر القلق في نفسي إلى حد الإحساس بالخطر. الأول: وقع منذ عام، حين انتهت إجراءات التفتيش باحتجاز كافة الكتب التي في حوزتي، وبلغ عددها حوالي عشرين كتابا، جميعها من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية ومتوافرة في مكتبات الجامعة. ولأن أغلبها كان من تأليف الفيلسوف المغربي المعروف محمد عابد الجابري، فما إن تسرب الخبر وقتها حتى تلقيت عشرات الاتصالات تستفسر عما إذا كان قرارا رسميا قد صدر بمنع دخول مؤلفات الجابري إلى مصر، فتحولت المسألة إلى فضيحة. ما يلفت الانتباه هنا أن أسابيع عدة مرت بدون أن يتصل بي أحد ليطلعني على مصير الكتب المحجوزة. وتصادف بعدها أن دعيت للمشاركة في مؤتمر يعقد في عمان، وعند السفر سألت في المطار عن مصير كتبي فوجدت أنها ما تزال في المخازن، فأبديت رغبتي في استردادها وحملها معي إلى عمان، فاشترطوا قيامي بسداد حوالي 400 جنيه «رسوم أرضية»، ووافقت على الفور. وفي المؤتمر طلبت من أحد الأصدقاء أن يقبل مني هذه الكتب هدية بعد أن سردت عليه قصتها، فقبلها شاكرا، لكنني فوجئت به يعيدها إليّ بنفسه بعد أقل من أسبوع قائلا: هذه كتبك وأنت أولى بها، وهكذا تمكنت من استعادة الكتب المصادرة، ولكن بطريقة ملتوية وكاشفة لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر. أما الحادث الثاني فوقع عقب عودتي من بيروت يوم الجمعة الماضي (2 أغسطس/آب). فقد طال توقيفي في المطار لأكثر من ثلاث ساعات، وشملت إجراءات التفتيش فحص اللابتوب بمعرفة ضابط الأمن الوطني وفي غيابي، وبعد استعادتي له تمت مصادرة كافة الكتب التي بحوزتي، وعددها 11 كتابا معظمها روايات ودواوين شعر وكتاب عن أنيس صايغ ونسختين من كتاب من تأليفي صدرت طبعته الأولى عام 1984!
سيادة الرئيس
لا أعرف بالضبط ما هي مشكلة الدولة المصرية مع الكتب في المرحلة الراهنة، خاصة حين تكون بحوزة أستاذ جامعي؟ هل تعتقد الأجهزة الأمنية التي تدير مصر الآن أن مصادرة كتب يحملها مسافرون ستجعل منها بلدا أكثر أمنا وأمانا؟ ألا تعلم هذه الأجهزة أن بوسع أي شخص أن يقتني عبر الإنترنت نسخة غير ورقية من أي كتاب يصدر في أي مكان العالم، وهل تعتقد هذه الأجهزة أن مضايقة أو استفزاز من تصنفهم معارضين سياسيين سيخيف هؤلاء، أو سيجبرهم على تغيير موقفهم من السياسات المتبعة؟ وألا ترى هذه الأجهزة أن مصر تعاني من مشكلات أخرى أولى بالمتابعة، خاصة أن الإرهاب ما زال قادرا على توجيه ضربات موجعة إلى قلب القاهرة. ما يقلقني أكثر، سيادة الرئيس، أن هذه العقلية التي تمارس ألاعيبها الصغيرة مع المعارضة، هي العقلية نفسها التي تفرض الحصار على الجامعات ومراكز البحث العلمي وتكاد تزهق روحها. وهذه ليست وجهة نظر شخصية، وإنما تعبر عن وجهة النظر السائدة لدى معظم الأساتذة المستقلين. ولنأخذ، على سبيل المثال وليس الحصر، شهادة الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعتي القاهرة والجامعة الأمريكية، الذي كتب يقول في تدوينة له نشرت على موقعه على فيسبوك بتاريخ 17/7/2019:
«لا أستطيع في الوقت الحاضر لقاء أستاذ أجنبي في جامعة القاهرة، إلا إذا تقدمت بطلب تصريح قبلها بشهرين، ولا أستطيع لقاء طلبة أجانب، ولا أستطيع لقاء صحافيين أو دبلوماسيين أجانب، وتجد (كلية الاقتصاد والعلوم السياسية) أشق الصعوبات عندما تحاول تنظيم نشاط علمي مع جامعة أو مركز علمي أجنبي». فهل تعتقد، سيادة الرئيس، أن بمقدور مصر أن تنهض أو أن تحقق الأمن والاستقرار لشعبها في ظل هذه الأجواء الخانقة؟
سيادة الرئيس..
لست واثقا من أنكم ستتمكنون من الاطلاع مباشرة على هذا الخطاب، ولا أعتقد أن الأجهزة المعنية ستتولى تلخيصه وعرضة بالدقة أو بالأمانة الواجبة. لذا قررت أن يكون خطابي إليكم مفتوحا ليكون الرأي العام شاهدا عليه.
حفظ الله مصر وشعبها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاهرة: في 7/8/2019
كاتب وأكاديمي مصري
دعوة للتبرع
تبّرنا تتبيرا : مامعن ى قول الله جل وعلا ( وَكُل ًّا ...
الأنبياء والنبيين: هل يوجد اختلا ف في المعن ي بين ==ذكر كلمة...
الصدع بالحق: أرى نفسي تواقا للرجو ع للصدع بآيات الله...
مسألة ميراث: ماتت امرأة وتركت بنت واخت واولا د الاخ من...
الايحاء: السلا م عليكم و رحمة اللة عندى استفس ار ...
more
هل وصلنا إلى هذا الحد ؟؟؟
الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية
17/7/2019:
«لا أستطيع في الوقت الحاضر لقاء أستاذ أجنبي في جامعة القاهرة، إلا إذا تقدمت بطلب تصريح قبلها بشهرين، ولا أستطيع لقاء طلبة أجانب، ولا أستطيع لقاء صحافيين أو دبلوماسيين أجانب، وتجد (كلية الاقتصاد والعلوم السياسية) أشق الصعوبات عندما تحاول تنظيم نشاط علمي مع جامعة أو مركز علمي أجنبي».