مواطن أمريكي من اصل مصري جرى تعذيبه مع ابنه القاصر فى مراكز الإعتقال المصرية يرسل رسالة إلى الرئيس أ:
مواطن أمريكي من اصل مصري جرى تعذيبه مع ابنه القاصر فى مراكز الإعتقال المصرية يرسل رسالة إلى الرئيس أ

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إنقاذ مصر


مواطن أمريكي من اصل مصري جرى تعذيبه مع ابنه القاصر فى مراكز الإعتقال المصرية يرسل رسالة إلى الرئيس أوباما يشكو تواطؤ النظامان فى مصر وأمريكا على إخفاء الأدلة

 
 
20th January
ارسل المواطن الأمريكي من اصل مصري رائف الويشي الذي جرى تعذيبه مع ابنه القاصر فى مراكز الإعتقال المصرية برسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما يشكو فيها من تواطؤ النظامان فى مصر وأمريكا على إخفاء الأدلة على معاناته في مصر وعدم مساعدته.
وقد أطلق الويشي اليوم مدونة على الانترنت يعرض فيها رسالته إلى أوباما مذكرا إياه برسائل سابقة أرسلها له وإلى خطابات تلقاها منه ردا على رسائله.
وقال الويشي في رسالته: 

السيد الرئيس أوباما ، بعد التحية
إسمى رائف الويشى ، مواطن أمريكى من أصل مصرى ومتزوج من أمريكية ولنا ثلاثة أطفال ، هم سالم وسلمى وسليمة
اليوم هو 20 يناير 2009 ، إنه اليوم الأول لكم كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية وآمل أن يكون اليوم الأول لكم أيضا فى تأسيس العدل بين الشعوب .. إننى أزعم أن المظلومين حول العالم هم أسعد الناس بما حدث فى 4 نوفمبر 2008 .. ما حدث فى هذا اليوم يمثل لهم المستحيل ويجدد الأمل عندهم بتحقيق المستحيل الآخر الذى ينتظرونه ، إنه العدل

كنت قد أرسلت لكم عدة رسائل فى صيف 2007 طلبت فيها تدخلكم بسبب ما كنت أتعرض له من انتهاكات صارخة على أيدى أجهزة الأمن المصرية ، وقد تلقيت منكم ثلاث رسائل كان لها عظيم الأثر فى كشف أشياء لم يكن عندى الدليل المادى على اثباتها رغم شعورى بوجودها منذ فترة طويلة .. كما تلقيت أيضا رسائل من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى وجميعها كانت تعبر عن انزعاج وقلق لما يحدث لى ولأسرتى فى مصر من انتهاكات
لقد رفضت العمل مع جهاز الأمن المصرى عندما كنت أعمل فى مدينة نيويورك ، وعندما عدت إلى مصر مع أسرتى تعرضت على مراحل عدة إلى انتهاكات لحقوقى الإنسانية ، بدأت بالإستدعاء عدة مرات إلى مقرات الأجهزة الأمنية ثم المراقبة فالتحرش فالإعتقال ثم التعذيب الوحشى .. كان الأكثر ألما فى تلك المراحل هو آخرها ، ليس فقط بسبب ما تعرضت فيها من تعذيب ولكن لأن ابنى القاصر ( 15 سنة ) كان قد شاركنى ألم التعذيب الوحشى عندما اعتقلوه معى فى مركز مباحث أمن الدولة بالقاهرة فى يونية 2007 وكاد أن يفقد حياته بسبب ذلك .. كانت السفارة الأمريكية فى القاهرة تعلم بما يحدث لى ولطفلى داخل مركز أمن الدولة بالقاهرة .. لقد تواطأت الحكومة الأمريكية مع النظام الفاشى فى مصر على إخفاء ما حدث لى ولطفلى داخل هذا المركز من تعذيب وحشى

ولم يكن ما تعرضت له وأسرتى فى مصر من ظلم هو الأول ، فقد سبقه ظلمان آخران دفعا إلى ما تعرضت له فى مصر وذلك عندما كنت أعيش مع أسرتى فى الولايات المتحدة .. الأمر بهذه الصورة يحتاج إلى توضيح لتلك المظالم الثلاث

أولا : لقد قمت بإنقاذ طفلين من الموت المحقق عندما كنت أعمل فى أحد أشهر ناطحات العالم بمدينة نيويورك .. كان المكان مزدحما بالسائحين وسقطت من الحائط الملاصق للسقف قطعة رخام كبيرة .. وقفت بالمكان أبعد السائحين عنه ومر طفلان تحته فغطيتهما بجسدى وبدأت أبتعد بهما خارجه .. سقطت فى تلك اللحظات ثلاث قطع أخرى من الرخام على رأسى .. سقطت على الأرض فى إغماء ونزف رأسى بشدة لكن الطفلين خرجا سالميْن من تحتى دون إصابة .. أجبرتنى إصابتى على ترك عملى ومازلت أواجه ثلاثية من الصداع وآلام الرأس والدوار تحول دون عودتى إلى ممارسة حياتى بصورة طبيعية .. تنصلت إدارة الناطحة من المسئولية على الرغم من أن ملاكها ضمن أغنى عشر عائلات فى أمريكا وكانوا سيدفعون حتما عدة ملايين من الدولارات فى حالة إصابة أو موت أحد الطفلين أو كلاهما
كان من سخريات القدر أننى قابلت مدير قسم الأمن بمكتب الناطحة قبل أسبوع من الحادث لإخباره بوجود ثغرة أمنية خطيرة بالمبنى وكان بمقدور إرهابى واحد أن ينفذ منها ويسبب دمارا شديدا بالناطحة .. كنت عاملا بسيطا هناك ولم يكن من صميم عملى إنقاذ الطفلين وكان باستطاعتى الهروب من المكان كما فعل زملائى ، كما لم يكن أيضا من صميم عملى إخبار مدير قسم الأمن بتلك الثغرة .. لكن انقاذى للطفلين ومقابلتى لمدير قسم الأمن كانا أبسط التزاماتى الأخلاقية تجاه البلد الذى وفر لى سبل العيش فى أرضه ووجدت فيه زوجتى وولد فيه أبنائى الثلاثة .. كان مدير قسم الأمن – وكان ضابطا متقاعدا – يستمع لى وقد بدت الصدمة على وجهه حيث وضع يده على فمه وفتح عينيه .. برر وجود تلك الثغرة بحداثته فى عمله الذى مضى عليه ستة أشهر ووعد بإغلاق تلك الثغرة على الفور بعد أن حصل منى على وعد بألا أتحدث مع أى شخص فى هذا الموضوع .. فاجأنى عندما اعترف بأنه كان قد وضعنى تحت المراقبة منذ فترة ورأيت الأسف فى وجهه عندما قال ذلك .. لقد كان نفس المكتب الذى رفض أفراده مقابلة زوجتى بعد أيام من الحادث أو حتى إعطائها صورة من تقرير ما حدث .. أما كيف حصلنا على هذا التقرير ، فقد أحضره أحد مدراء مكتب إدارة الناطحة إلى منزلى وأخذ وعدا منى بعدم ذكر اسمه لأنه – كما قال – قد سرقه من مكتب زميل له

ثانيا : تلقيت إثر إصابتى معاشا أسبوعيا من شركة التأمين التى تعمل لحساب الناطحة وكان يبلغ 400 $ ، لكن تلك الشركة قامت بقطعه دون مبرر بعد فترة قصيرة ولمدة تسعة أشهر متتالية .. كانوا يعلمون مدى حاجتى إلى هذا المبلغ لدفع الإيجار وإطعام أسرتى ، لكن هدفهم كان دفعى إلى الحائط حتى أقبل بنصف المبلغ .. نجحت خطتهم وقبلت بذلك الابتزاز ، لكن الخديعة الأكبر هى استغلالهم لوجودى بمصر حيث دفعوا منذ عام 2004 وعلى فترات متقطعة ما مجموعه ربع المبلغ المخفض وادعوا أنهم يداومون بدفع المبالغ فى وقتها ، وهو ما لم يحدث .. كان كل من مبلغ التأمين المخفض ومبلغ الضمان الإجتماعى غير كافييْن لكفالة أسرتى فى أمريكا بسبب ارتفاع مستوى المعيشة ، كما كانت قضيتى التى رفعتها بسبب إصابتى تأخذ وقتا كما أخبرنى بذلك المحامى فى نيويورك .. إضطررت إزاء تلك الأوضاع إلى الرحيل إلى مصر مع أسرتى .. جاء موعد القضية وزعموا أن ما أعانيه كان نتيجة حادث آخر غير حادث الناطحة وبالتالى فهم غير ملتزمين تجاهى بأى مسئولية .. كان المثير أن المحامى الذى كان من المفروض أن يدافع عنى يقوم باقناعى بذلك وبضعف قضيتى .. لقد تعرضت إلى خديعة كبرى واستفادت عدة جهات من دمى

ثالثا : كنت أعلم قبل مغادرتى إلى مصر بحجم المخاطر التى قد أتعرض له هناك نتيجة لرفضى العمل مع المخابرات المصرية فى نيويورك .. كان أمامى خياران ، إما العيش فى أمريكا بهذا المبلغ الضئيل وتعريض أسرتى للمخاطر أو الذهاب إلى مصر مع أسرتى والتضحية بنفسى فى سبيل عدم معاناة أسرتى .. قامت أجهزة الأمن المصرية باستدعائى عدة مرات بعد ثلاثة أشهر من مجيئى إلى القاهرة فى مقر أمن الدولة بالجيزة ، فى آخر تلك المرات نصحنى أحدهم بضرورة العودة إلى أمريكا إذا أردت العيش بسلام .. بدأت عقب ذلك مراقبتى ومضايقة أسرتى بمكالمات تليفونية فى النهار والليل دون أن يرد علها الطرف الآخر .. تركنا القاهرة وانتقلنا إلى إحدى المدن الجديدة لعلهم يتركوننا وشأننا فلحقوا بنا ، ثم توالت النكبات التالية
أولا : بينما كنت أقترب مع زوجتى من مبنى السفارة الأمريكية لإستلام معاشى ، قام عدة أفراد من جهاز الأمن المصرى بتوقيفنا ووضع أحدهم يده على جسد زوجتى بحجة التفتيش ولما اعترضت تعرضت إلى اعتداء منهم
ثانيا : طلبوا من الجيران مضايقتنا بزعم أننا جواسيس .. كانت القمامة ترمى داخل حديقة المنزل وكانت بعض الأشجار تنزع من مكانها ،وكانت الحجارة ترمى على شبابيك غرف النوم فى جوف الليل مما كان يسبب هلعا لأطفالنا حيث كانوا يستيقظون وهم يبكون من جراء تلك الأصوات ، كنا فى أحيان كثيرة نضطر إلى النوم جميعا فى غرفة واحدة لحمايتهم .. لقد تأكد لنا ما فعله الجيران بنا عندما أخبرتنا واحدة منهم بذلك وكانت تفتخر وكأنها كانت تؤدى واجبا وطنيا مقدسا ، بلغ التحدى مداه عندما ذكرت اسم الضابط الذى كلفها بذلك ووعدها بالحماية .. قابلنا كل تلك الأفعال المؤسفة بالصبر لعدم وجود خيار آخر أمامنا
ثالثا : قام أفراد الأمن بقرع باب منزلى فى الواحدة صباحا ، عندما خرجت لهم لأرى سببا لهذا الحضور المتأخر فى ليل الشتاء اتضح لى أنه فقط كان بغرض إحداث صدمة عصبية لنا وهو ما حدث بالفعل حيث كانت زوجتى وأطفالى يبكون خوفا من القبض علي
رابعا : قامت سيارة شرطة بالمرور على منازل الجيران المحيطين بنا بحجة جمع معلوماتى عن زوجتى وأخبروهم بأنهم من بوليس الآداب .. إنها إحدى الطرق القذرة فى جهاز الأمن المصرى فى عهد الطاغية الفاسد عندما يريدون تحطيم شخصية ما فينشرون شائعات عن محارمه
خامسا : حضر ضيفان أمريكيان لزيارتنا ، كانا رجلا مريضا فى الستين من عمره وزوجته .. تم احتجازهما فى مطار القاهرة لثلاث ساعات فى مكانين مختلفين فى مطار القاهرة .. كان الرجل المريض يرتجف عندما أخذونى داخل المطار لمشاهدته ويطلب منى سرعة إحضار الدواء من زوجته ، فلما ذهبت إليها وجدتها تبكى واقفة ولا تعرف أسباب ذلك .. تم استدعاؤنا مرة أخرى فى مقر أمن الدولة بعد أسبوعين من ذلك حيث تعرضنا إلى معاملة مهينة بتركنا ننتظر فى غرفة قذرة وضيقة وبلا مقاعد لمدة ساعة بينما كان الضابط يجلس فى غرفته لمشاهدة التلفزيون
سادسا : قابلت كل الأفعال السابقة بالصبر فلجأت أجهزة الأمن إلى التصعيد بوسيلة تجبرنى فيها على زيارتهم بصفة دورية .. أرسلوا لى رجالا يرتدون الزى المدنى وكانوا يعترضون طريقى فى الشارع ويعتدون على ثم يذهبون إلى قسم الشرطة ويحررون محاضر ضدى ، نسميهم فى مصر بلطجية الداخلية وهم أهم علامة من علامات حكم الطاغية الفاسد .. تكونت بذلك خمس قضايا ضدى وكانت كل واحدة منها تأخذ عدة أشهر من زيارات إلى قسم الشرطة أتعرض خلالها للشتائم والسباب ، وفى نهاية كل قضية أحصل على البراءة وتبدأ أخرى

القضية الأولى : اتهمنى بلطجى بأننى قد اعتديت عليه وقد أحضر تقريرا طبيا طويلا من مستشفى حكومى
القضية الثانية : تعرضت إلى اعتداء من عدة أشخاص أثناء سيرى مع ابنتى التى كانت تبلغ ثمانية أعوام .. ذهبت إلى قسم الشرطة والدماء تغطى وجهى وملابسى لعمل محضر بالواقعة .. أنتظرت خارج مكتب الضابط لساعة ونصف وأجبرنى الإنهيار العصبي الذى تعرضت له إبنتى من جراء إصابتى وكذلك مناظر الجنود بسلاحهم إلى الذهاب بها للمنزل لإسعافها ثم العودة إلى القسم لعمل محضر بما حدث .. كتب الضابط فى المحضر بأننى لا أحمل إثبات شخصية ، سألته عن سبب ذلك على الرغم من جواز السفر الأمريكى الذى كان فى يدى ، أجاب لأن الشاذين جنسيا فقط يحملون هذا الجواز .. طلب منى التوقيع على المحضر بكتابة إسمى فى آخر صفحة فقمت بكتابة جنسيتى ثم رقم جواز السفر الأمريكى ثم إسمى .. أدركت على الفور أنه قد يمزيق تلك الصفحة ويزور توقيعى فقمت بتكرار ما فعلت فى الصفحات الأخرى .. فى اليوم التالى ذهبت لاستخراج صورة من المحضر وفوجئت بأن الضابط قد قام فعلا بتمزيق الصفحة الأخيرة .. بقى التناقض الذى يحمله المحضر - حيث يدعون أننى مجهول الشخصية فى الصفحة الأولى رغم ما كتبته فى نفس صفحات أخرى - يسخر من غباء جهاز أمن الطاغية وتآمره
القضية الثالثة : كانت إتهامى بالاعتداء على تلميذ فى الثانية عشر من عمره بسكين أثناء ذهابه إلى المدرسة ودعموا أقوالهم بتقرير طبى أيضا .. كان المثير للسخرية أن الطفل يبعد مسافة ساعة ونصف بالسيارة عن منزلى
القضية الرابعة : أرسلوا لصا إلى منزلى فى يوم جمعة وفى وضح النهار وأخذ يحدث ضوضاء فى حديقة المنزل وكأنه يقول خذونى .. خرجت لأرى ماذا يحدث وأدركت على الفور أنه من عندهم .. تعرضت للاعتداء من اللص واستدعى ابنى الشرطة له حيث أنه لم يحاول الهرب فجاءت وذهبنا إلى هناك لعمل المحضر .. حظى اللص بمعاملة كريمة من ضباط القسم حيث أحضروا له كرسيا للجلوس بينما بقيت واقفا أتلقى معاملة خشنة من أفراد الأمن .. سمعت الضابط وهو يهمس فى أذن اللص ويخبره بأن يدعى بأننى قمت بالاعتداء عليه فى الطريق العام .. خرجت متهما من القسم إلى مبنى النيابة وحظى اللص هناك أيضا بنفس المعاملة .. حكم على بالسجن غيابيا لأنهم لم يبلغوننى بموعد الجلسة وعندما قمت بالإستئناف وضعنى أمن المحكمة فى قفص الإتهام مع الأحداث ، وحصلت على البراءة التى لم يكن كسابقاتها أى طعم

كنت قد وصلت بانتهاء القضية الرابعة إلى حالة من اليأس بسبب محاولاتنا المستمرة مع المسئولين بالدولة كى تتوقف تلك الانتهاكات وقد بلغت تلك المحاولات ثمان .. كانت هناك خمس محاولات مع مسئولى الداخلية فى وزارتهم .. كانت هناك محاولتان مع وزارة العدل بسبب الاهانات التى كنت أتعرض لها على أيدى وكلاء النيابة والتى كان منها رفض أحدهم دخولى مكتبه مع جواز سفر أمريكى لأنه – كما زعم – يمثل دولة قذرة .. المثير للسخرية أن مسئول وزارة العدل الذى كنت أشتكى له – وكان قاضيا متقاعدا – قد أيد ما فعله وكيل النيابة وردد ما قاله لى ، فشلت فى إقناعه بأن على رجل القانون أن يضع مشاعره جانبا عند تطبيقه .. أما المحاولة الثامنة فكانت ذهابى إلى مكتب شكاوى الجماهير فى قصر عابدين وحررت هناك شكوى بما أواجه وكانوا يغلقون التليفون فى وجهى فى كل مرة أثناء متابعتى للشكوى

أما لماذا لم أذهب إلى السفارة الأمريكية وأشتكى لهم بما أتعرض له فى مصر ، فإجابتى أن ذلك كان لسبب واضح وهو أن الحكومات الأمريكية كلها كانت تتغاضى دائما عن تلك الأحداث فى حالة وجود مصالح إستراتيجية لها فى مكان الاعتداء .. ربما تذكرون قتل الأمريكيين فى جواتيمالا وتشيلى والأرجنتين وغيرها من البلاد على أيدى حكومات الطغاة فى تلك البلاد والذين كانوا يخدمون المصالح الأمريكية فى مرحلة الحرب الباردة ، سوف تثبت الأحداث التالى ذكرها الصدق المطلق على كلامى هذا .. لقد حصل كل طاغية بالمنطقة على شهر عسل فى إطار سياسة " الحرب على الإرهاب " التى وضعها قاتل الأطفال بوش ، وتسابق على تطبيقها طغاة الشرق الأوسط كى ينالوا الرضا والدعم الأمنى والسياسى منه حتى يبقوا فى مناصبهم فوق صدور شعوبهم ترهيبا وتزويرا .. فإذا كانت زوجتى مع إبنتىْ يرتدين الزى الإسلامى فإنكم تستطيعون فهم صمتى وعدم ذهابى إلى السفارة للشكوى خوفا من تهم الدولاب التى قد تكون فى انتظارى وباتفاق بين الطرفين
القضية الخامسة : بدأت بعد أسبوع من انتهاء القضية الرابعة وتحديدا فى 8 فبراير 2005 ، كانت تمثل فحشا وفجرا بكل ما تحمل الكلمتان من معنى .. فى العاشرة من صباح اليوم المذكور حضرت عناصر الشرطة إلى منزلى ، لما خرجت لمعرفة سبب ذلك وضعوا الحديد فى يدى وسرت معهم فى الشارع لربع ساعة حتى وصلت إلى قسم الشرطة .. كانت نظرات الناس فى الشارع تمثل ألما شديدا لى بسبب فداحة الظلم الذى أتعرض له دون ذنب فعلته .. بعد ساعتين من الوقوف مقيدا بالقسم قاموا بعمل المحضر والذى كان اتهام بالاعتداء أيضا على أحد الأشخاص .. خرجت من القسم إلى مبنى النيابة بنفس الطريقة مقيدا وسيرا حيث أمر وكيل النيابة ابن الثانية والعشرين بوضعى فى الحجز فعدت مرة أخرى مقيدا وسيرا إلى قسم الشرطة .. فى المساء ذهبت إلى مبنى النيابة مجددا مقيدا وسيرا ثم أعادونى مرة أخرى مقيدا وسيرا إلى القسم حيث تعرضت إلى اعتداء من عديد من أفراد الشرطة
كانت تلك القضية تحمل جديدا وهو القيود الحديدية والاعتداء الذى تعرضت له ، كان واضحا أنهم يدفعوننى إلى الانهيار أو الانتحار .. فكرت أثناء تواجدى مساء داخل الحجز فى الحصول على طريقة أثبت فيها وجودى الغير مبرر فى ذلك المكان ، طلبت من زملاء الحجز والذين كانوا هناك لسنوات أن يكتبوا عناوينهم وأسماءهم فى ورقة لزيارة أسرهم عقب الإفراج عنى ففعلوا وكتب العديد منهم اسمه وعنوانه والسنوات التى قضاها فى السجن ، حصلت بذلك على ورقة تثبت وجودى الغير مبرر وما زلت أحتفظ بها
انتظرت لثلاث ساعات فى قيودى أمام مكتب مأمور القسم والذى كان مشغولا بمشاهدة مباراة كرة قدم للفريق المصرى وفى منتصف الليل سمح لى بمقابلته .. أقسمت له بأننى سأذهب إلى القصر الجمهورى غدا وعقب الإفراج عنى لتقديم شكوى بما أواجه لأن الصمت إزاء ما يفعلون يمثل جرما أرتكبه فى حق نفسى وأسرتى

فى 9 فبراير 2005 ذهبت إلى القصر الجمهورى بمصر الجديدة ومعى زوجتى وأطفالى حتى لايقتلوننى هناك بحجة محاولة اغتيال رئيس الجمهورية ، كنا هناك فى الواحدة ظهرا وكانت معنا شكوى فى غاية الأدب .. قبل أن تقترب سيارتنا من القصر أحاط بنا رجال الأمن فخرجت لهم ومعى الشكوى وجواز سفرى فاصطحبونى إلى داخل المجمع السكنى للطاغية الفاسد وهو فى مواجهة القصر .. بقيت هناك حتى الحادية عشر مساء ثم حضرت عناصر أمن الدولة التى نقلتنى إلى قسم شرطة مصر الجديدة .. تعرضت هناك بعد تجريدى من ملابسى إلى تعذيب شديد أدى إلى انفصال فى شبكية عينى اليمنى ولم ينجح التدخل الجراحى فى إزالة عتامة بها ستكون أبدية .. أفرج عنى قبل الفجر وعلمت أن زوجتى كانت تنتظر مع أطفالى حتى الثانية صباحا أمام القسم تبكى مع أطفالى ثم غادرت إلى المنزل بسبب قسوة البرد
أصبحت الأمور أكثر وضوحا ، كنت أظن أن رئيس الجمهورية لا يعلم بما يفعلوه معى لكن ما حدث بالقرب منه يدل على أنه أعطى الأوامر بذلك .. أصبحت بذلك قضيتى معه شخصيا وليس مع رجال الأمن .. قامت السفارة الأمريكية فى فبراير 2005 بقطع معاشى الذى أتقاضاه بسبب إصابتى ، زادت المؤامرة بذلك فى وضوح أبعادها .. لقد اتصلت أجهزة الطاغية الفاسد بالسفارة الأمريكية لمعاقبتى فلبت لهم طلبهم وقامت بقطع معاش أطفالى وتناست أننى أتقاضى هذا الفتات بسبب دمائى التى أنقذت بها طفليْن أمريكييْن من الموت المحقق ، كانت النتيجة الإيجابية الوحيدة من رحلتنا إلى القصر هى توقف حملات البلطجة بعد أن بينت رحلتنا إلى القصر عن سيناريو قد يدفع بالأمور إلى المجهول ، الدليل على ذلك هو أنهم تخلصوا من محضر تلك القضية ولم أتمكن من الحصول على أصل له رغم محاولاتى العديدة ، لكن فداحة ما فعله أمن الدولة فى 9 فبراير كان يستوجب الرد

فى 5 سيتمبر 2005 كان يوم القصاص من الطاغية الفاسد ومهما كان الثمن الذى سندفعه لذلك .. قبل فجر هذا اليوم وضعت شعارات كبيرة الحجم وكثيرة العدد على منزلى تندد بالطاغية الفاسد بسبب الدمار الذى أحدثه بمصر فى البشر والشجر الحجر .. توجهت قبل الضوء إلى القاهرة ومعى زوجتى وأطفالى قاصدين قصر العروبة مرة أخرى .. فى التاسعة إلا الربع صباحا وفى لمح البصر خرجنا من سيارة أجرة أمام بوابة القصر ورفعنا شعارا يصف مبارك بأنه دكتاتور ومخرج هزلى وزعيم عصابة حولت مصر إلى سجن كبير وبأن مصيره سيكون إلى جهنم ومزابل التاريخ .. تحدينا عشرات العناصر من الحرس الجمهورى أن يطلقوا الرصاص علينا ، تجمعوا حولنا بأعداد كبيرة وكانوا فى صدمة مما يحدث خاصة بعد أن علموا أننا أمريكيون .. خرج الطاغية الفاسد بعد نصف ساعة فى موكبه المحصن من المجمع السكنى وتوقف ليقرأ ما رفعناه أمام بوابة القصر .. أرسل العديد من الرسائل عبر جنرالاته والذين لم يغادروا المكان يطلب منا الدخول لمقابلته ، رفضتها جميعا وأكدت لهم بأننا لن نبرح مكاننا إلا بالعنف أو بإحضار مندوب من السفارة الأمريكية .. جاء زكريا عزمى محاولا إدخالنا القصر لمقابلة الطاغية الفاسد فرفضت أيضا وقلت له بأن رصيده فى الوفاء بوعوده لا يشجعنى على الدخول لمقابلته خاصة بعد تسع مرات حاولت فيها بكل الطرق العيش فى سلام وكان آخرها ما فعلوه معى فى 9 فبراير وعلى بعد خطوات من منزله .. دامت وقفتنا أمام قصر العروبة لأربع ساعات تقريبا .. كانت أبواق السيارات خلالها تؤيدنا وركابها يلتقطون بكاميراتهم ما بدا لهم حلما وقد اعتدى الحرس الجمهورى على الكثير منهم وأخذ أجهزة المحمول التى كانت معهم ، حتى الناس فى الأتوبيسات كانوا يهتفون لنا مؤيدين .. دفع ذلك أجهزة الأمن إلى إغلاق الشارع مما سبب ارتباكا فى طريق المطار ومناطق أخرى فأعادوا فتحه ، كان كبار الضباط حولنا بالعشرات يتصببون عرقا ويتحركون فى ذعر وعصبية .. فى الثانية عشر والنصف ظهرا حضر إلى بوابة القصر القنصل الأمريكى كريستوفر ريتش واصطحبنا إلى السفارة وهناك جلسنا معه - فى حضور شخصية أمنية - ليعرف للمرة الأولى تفاصيل ما حدث لنا طوال السنين الماضية .. تسلم القنصل أيضا ما حدث لنا مكتوبا فى 14 صفحة بخط يدى ونصحنى بالعودة مع أسرتى إلى أمريكا واعتذر عما سببته السفارة من متاعب عندما قطعوا المعاش ووعد بإعادته مع ما سبق قطعه ، وقد حدث ما وعد به

أما لماذا لم يتدخل الأمن المصرى أمام القصر وتركنا هكذا وكأننا فى السويد .. لقد ظل هذا السؤال لغزا على عقلى حتى تسلمت رسالتكم الأخيرة فى أكتوبر 2007 .. علمت من رسالتكم أن الطاغية الفاسد كان فى صباح يوم وقفتنا فى اجتماع غير معلن عنه مع بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى ، وضحت إذن بذلك الأبعاد ولم يعد اللغز لغزا .. لقد ظن الطاغية الفاسد – وربما معه السفارة فى القاهرة أيضا – أن أحد أعضاء الكونجرس الديمقراطيين قد أسر لنا بموعد اللقاء وطلب منا الذهاب إلى هناك كى يتورط الأمن فى الاعتداء علينا وهنا يتم تصعيد الموقف فى الكونجرس وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر والتى يتمتع الحيوان بحقوق أفضل منها .. يؤيد ذلك التفسير ما كان يردده لنا جنرالات الحرس الجمهورى أثناء وقفتنا أمام القصر ، كانوا يأتون الواحد بعد الآخر ويرددون " نحن على علم تام بتفاصيل كل شىء ونعرف من أرسلكم إلى هنا ! " .. كنت أبادلهم بابتسامة رافضا التعليق ومفضلا إلقاء الغموض على ما يقولون للحفاظ على السيطرة الميدانية التى تحققت لى بالصدمة

عرضت منزلى فى مصر للبيع على الفور بغرض العودة إلى أمريكا كما نصحنى السيد ريتش .. عرفت أجهزة الأمن فى مصر عن طريق أفضل أصدقائى الذى جندوه بأننى أنوى العودة إلى أمريكا بغرض مقاضاة الحكومة المصرية على ما تعرضت له من انتهاكات فوقفوا فى طريق بيع منزلى كى يحولوا بينى وبين مغادرتنا .. كانوا برهبون كل من يأتى لشراء المنزل ، وكانوا أيضا يرسلون بضباطهم كمشترين مزيفين ليجلسوا معى لدراسة شخصيتى ويتجولوا بحرية فى أرجاء المنزل وربما تركوا ميكروفونات فى غرفه .. لجأت إلى حيلة جعلت أجهزة الأمن تشتعل غضبا حيث أجبرتهم فيها على كشف هوية المشترين المزيفين حتى يتحققوا من وجود تلك الحيلة ، تأكدوا لاحقا من عدم صحتها لكن الثمن الذى دفعوه كان فادحا بانكشافهم ، وأصبحت المباراة بيننا فوق الطاولة

فى مايو 2007 كنت قد فقدت الأمل فى بيع منزلى فأرسلت رسائل إلى العشرات من أعضاء مجلس الشيوخ وأخبرتهم بما أتعرض له من انتهاكات فى مصر .. كنتم ضمن هؤلاء وتسلمت منكم ومن أعضاء آخرين الردود التى عبرت عن الإنزعاج ، كما أخبرنى أحد أعضاء مجلس الشيوخ فى رسالته بأنه لن ينسى آلامى عندما تحين ساعة الحساب مع الحكومة المصرية .. فى 12 يونية 2077 قام الكونجرس الأمريكى باتخاذ قرار بتجميد 200 مليون دولار من أموال برنامج المساعدات المقرر للحكومة المصرية

فى 18 يونية 2007 كنت مع زوجتى فى أتوبيس عام بالطريق الصحراوى فى طريقنا إلى مطار القاهرة لنستقبل د. المسيرى الذى كان عائدا من رحلة علاج فى أمريكا .. لقد رفض الطاغية الفاسد علاج الأستاذ الدكتور الفقير رحمه الله والذى درس فى جامعة كولومبيا لأنه كان يعارضه ، بينما وضع ثروة البلاد فى حساب عائلته ودفع بفئران السفينة ليكونوا ربانها من بعده ليضمن إغلاق ملفى الفساد وحقوق الإنسان فى عهده .. كان يعلم جيدا أن شعب مصر لم يعطه القبول أبدا والذى هو أساس الشرعية وأطلق عليه النكات التى تليق به منذ أن كان نائبا .. كان رده حين تمكن بعد أن تمسكن هو إذلال الشعب وتجويعه لترويضه واعتقال وتعذيب أبنائه ونهب أو تبديد مقدراته ونشر الدعارة والمخدرات وثقافة التسطيح وكرة القدم لتحقيق سياسة الإشغال
اعترضت سيارة أمنية طريق الأتوبيس العام وصعد إليه رجلان بملابس مدنية وأخرجانى مع زوجتى بعد أن اعتديا على أمام الركاب وأخذا جوازىْ سفرنا الأمريكييْن .. أخبرنى ضابط القوة الأمنية عندما خرجت لمقابلته بأننى أسبب لهم صداعا منذ عدة أسابيع ومن الأفضل لى أن أغلق فمى حتى لا أدفع الثمن غاليا .. عدنا إلى الأتوبيس الذى كان منتظرا وأعطانى أحد الركاب رقم تليفونه واسمه فى ورقه بناء على طلبى كى يشهد معى بما رأى لم تكن الأمور تحتاج إلى ذكاء شديد كى أدرك أن الخارجية الأمريكية التى تلقت رسائل عديدة من أعضاء مجلس الشيوخ - ومنها ثلاث رسائل منكم – قد أخبرت السفارة فى القاهرة بأننى السبب فى قرار الكونجرس فقامت السفارة بإبلاغ ذلك إلى الحكومة المصرية التى أرسلت السيارة الأمنية عندما كنت فى الأتوبيس العام
فى 20 يونية 2007 قررت الرد على رسالة الداخلية المصرية .. ذهبت مع أسرتى إلى مبنى وزارة الداخلية فى الثانية ظهرا ورفعنا شعارا يندد بانتهاك حقوق الإنسان .. تعرضت وأطفالى للاعتداء وهجمت علينا الكلاب البوليسية بنوعيْها وشاهدت ابنتىْ على الأرض وقاموا باعتقالى وابنى القاصر والذى كان يبلغ 15 سنة .. ذهبت زوجتى مع طفلتىْ إلى السفارة الأمريكية لإبلاغهم بما حدث لنا .. تم نقلنا فى سيارة مدنية إلى قسم الشرطة القريب وهناك قاموا بوضع كل منا فى مكان منفصل .. فى حوالىْ الرابعة عصرا حضر إلى القسم أربعة من موظفى السفارة لمقابلتى ، كانوا رجلين وامرأتين وأعرف أسماءهم وأشكالهم لأننى طلبت منهم الإطلاع على هوياتهم لتجنب خديعة الأمن المصرى .. أخبرتهم بصورة مختصرة بما أواجه فى مصر كما أخبرتهم بما حدث فى الأتوبيس العام وبوجود ورقة بها اسم وتليفون شاهد بالأتوبيس مع زوجتى .. فى طريق عودتى إلى مكان احتجازى سمعت صراخ ابنى ، ناديت عليه فأخبرنى باكيا أنه يتعرض للتعذيب على يد أفراد الأمن .. دفعت الحارس وجريت باتجاه الغرفة التى كان موظفوا السفارة بها .. أخبرتهم بما يحدث مع ابنى القاصر ، لكنهم لم يهتموا بما قلت وكأن على رؤؤسهم الطير .. فى منتصف الليل قاموا بترحيلنا بأسلوب مهين إلى مبنى النيابة وظللنا هناك فى تحقيقات منفصلة حتى الرابعة صباحا ثم عدنا إلى قسم الشرطة وظللنا واقفين هناك لمنعنا من النوم .. فى الثامنة صباح يوم 21 يونية وقفنا مقيديْن بالحديد مع حوالى عشرين من المتهمين أمام قسم الشرطة .. تحركت بنا سيارة كبيرة للشرطة فى التاسعة ، كانت ذات صندوق من المعدن وبها ثقوب قليلة لدخول الهواء ، كان جميع المتهمين مقيدين داخلها بالحديد .. تركنا السائق والحرس لساعة لشرب الشاى أمام أحد القهاوى وكاد المعتقلون يختنقون من قلة الهواء وحرارة الشمس ، نزل جميع المتهمين عدا واحد إلى مديرية أمن القاهرة ثم تحركت بنا السيارة .. توقفت أمام مبنى مباحث أمن الدولة بالقاهرة ونزلنا.. إنه أحد أشهر مراكز التعذيب والقتل فى العالم ويعرفه قاتل الأطفال بوش جيدا لكثرة زبائنه داخله .. قبل أن ندخل إلى المبنى قاموا بتقييدنا من الخلف ثم وضعوا الأغطية على وجوهنا ونزلنا بمساعدة عناصر الأمن بعض السلالم وكان بدروما .. قيدوا أيادينا نحن الثلاثة من الأمام ونزعوا الغطاء عن وجوهنا ووضعونا بجانب ماسورة مجارى مكسورة .. كان الجو شديد الحرارة داخل البدروم وكأنه كان مغلقا منذ سنوات .. بدأنا نسمع صراخ وبكاء ناتجيْن عن تعذيب المعتقلين ، بعد ساعة أو قليل دخل ابنى فى حالة إغماء وساعدنى زميل الاعتقال فى إنقاذه .. كان زميل الاعتقال فى حالة صحية سيئة وحرارته مرتفعة للغاية من جراء طعنة منذ يومين بسكين فى وجهه من قبل أحد ضباط القسم .. فى حوالى الواحدة ظهرا جاء رجل أمن وقيد زميل الاعتقال من الخلف وغطى وجهه وصعد به عبر سلم البدروم إلى الدور الأول .. بعد فترة قصيرة جاء رجل الأمن وفعل الشىء نفسه معى وابنى ، لكننا لم نصعدا إلى الدور الأول بل ذهبنا معه خارج البدروم .. تعرضت فى غرفة خارج البدروم مع ابنى إلى تعذيب شديد ، كنا نسقطا من شدة ضرب الأقدام وكانوا يصرخون فينا ويطلبون سرعة الوقوف فيتسابقون فى ضربنا عندما نقفا فنسقطا فيصرخون بسرعة الوقوف .. كانوا يقولون لنا بأن لديهم أماكن كافية بالمبنى لكل الأمريكيين.. لم يكن ابنى قادرا على الوقوف من جراء حرماننا من الطعام والشراب والنوم ليومين وزادت القيود الخلفية والغطاء فى سوء الوضع الصحى لنا .. كان يصرخ ويبكى بشدة وكان ذلك يقتلنى ألف مرة .. كنت أعلم أن الطاغية الفاسد يحمل حقدا دفينا علي بسبب ما رفعت من شعارات على منزلى وأمام قصره وبسبب رفضى دخول القصر لمقابلته ، لكننى لم أكن أتصور أن هذا الجبان الذى يختفى فى حصونه خلف أجهزته القمعية بعيدا عن غضبة شعبه المقيد فى النفق المظلم سيفعل ذلك مع طفلى القاصر ، لعنه الله
عدنا إلى البدروم بعد فترة من التعذيب الشديد .. فشل ابنى فى السير إلى البدروم فقاموا بجذبه من ملابسه إلى هناك .. وصل زميل الاعتقال بعد حوالى الساعة محمولا من عدة أشخاص حيث ألقوه أمامنا ، لم يتحرك من مكانه وشعرت بأنه يحتضر .. دخل ابنى فى إغماء ثان وبدأ زميلى فى فتح عينيه وشاهدنى أقوم بإنقاذ ابنى .. أقسم زميلى لى على أن يشهد بما رأى إذا كتب الله له الحياة حتى لو أدى ذلك إلى قتله
غادرنا مبنى مباحث أمن الدولة فى السابعة مساء عائدين إلى قسم الشرطة ، أفرجوا عن زميلى فى الحادية عشر مساء بينما غادرت قسم الشرطة فى حوالى الثالثة فجرا مع ابنى عائدْين إلى منزلنا .. أخبرتنى زوجتى عندما عدت إلى المنزل أن السفارة قد أتصلت بها أمس – 21 يونية – وطلبت منها أن تتصل بشاهد الأتوبيس كى يدلى بشهادته فى قسم الشرطة .. أدركت على الفور الخديعة التى تعرضت لها زوجتى من قبل السفارة .. لقد تعاونت السفارة مع الأمن المصرى فى الوصول إلى رقم تليفون الشاهد وبعد أن طلبته زوجتى وصلوا إلى رقمه وهددوه إذا فتح فمه .. أردت أن أتأكد من هذا السيناريو فقمت بالاتصال به من تليفون خارجى فرفض الحديث معى وأغلق تليفونه

فى 25 يونية 2007 ذهبت وأسرتى إلى السفارة الأمريكية لأنهم كانوا قد وعدوننا فى اليوم السابق بأنهم سيرسلون معنا مندوب ليحضر جلسة النيابة التى ستعقدها فى التاسعة صباحا مع زوجتى وابنتىْ .. لم تف السفارة بوعدها واضطررنا إلى الذهاب إلى مبنى النيابة وحدنا حيث تعرضنا إلى معاملة خشنة هناك بإجبارنا على الوقوف لست ساعات فى منطقة للقمامة .. فى الثالثة ظهرا حضر وكيل النيابة ورفض كتابة ما تعرضت له مع أسرتى سواء الاعتداء علينا أمام وزارة الداخلية أو التعذيب الذى تعرضت له مع ابنى القاصر فى مركز أمن الدولة بالقاهرة .. كما سخر أيضا منا وقال أن هذه أول مرة له فى عمله يشاهد فيها أجانب دون مندوب معهم من سفارتهم

فى 27 يونية 2007 ذهبت مع زوجتى إلى السفارة لإخبارهم بما تعرضت له من تعذيب مع طفلى فى مركز أمن الدولة بالقاهرة .. كانت السفارة مغلقة أمام الجمهور وقد أعطانا ذلك وقتا للجلوس مع القنصل الأمريكى – السيدة ناتاشا – وحضر اللقاء ثلاثة من الموظفين الأربعة الذين قابلتهم فى قسم الشرطة .. أخبرت السيدة ناتاشا بتفاصيل ما فعلوه معى وابنى القاصر ، كما أخبرتها أيضا بوجود شاهد يعمل ضابطا فى مركز أمن الدولة ويرغب فى الإدلاء بشهادته فى السفارة .. أخذت السيدة ناتاشا لحظات صمت من وقع المفاجأة ثم أدركت رافضة فكرة حضور الشاهد إلى السفارة وطلبت الاكتفاء بثلاثة شهادات مكتوبة منا ( الشاهد ، أنا ، ابنى ) .. لم يكن الشاهد ضابطا ولكنه كان زميل الاعتقال وتعمدت إخفاء هويته حتى لا تقوم السفارة بإبلاغ الأمن المصرى فيتم اعتقاله قبل أن أستفيد منه

فى 9 يوليو 2007 ذهبت إلى السفارة مع زوجتى وكانت معنا الشهادات الثلاث .. كانت شهادة زميل الاعتقال بتوقيعه وبصمة يده مع صورة من بطاقته حتى أغلق أمامهم كل الذرائع .. كانت السيدة ناتاشا تقف فى شباك رقم 3 ومعها إحدى الموظفات الأربعة والتى أخذت الشهادات الثلاث وبحضور السيدة ناتاشا .. طلبت منا الموظفة الانتظار فى أحد المقاعد .. بعد حوالى الساعة جاء إلينا ثلاثة من الموظفين الأربعة ومنهم تلك الموظفة وجلسوا معنا لنصف ساعة تقريبا .. طلبوا منا ضرورة مغادرة مصر، قلت لهم بأننى أود ذلك اليوم وليس غدا.. طلبت منهم عدة مرات إعطائى أصل شهادة زميل الاعتقال على أن يحتفظوا بصورة منها فرفضوا ذلك بإصرار .. طلبت منهم يائسا عدة مرات أيضا إعطائى صورة منها على أن يحتفظوا بالأصل فرفضوا ذلك أيضا بإصرار .. غادرت السفارة وأنا أعلم أن الصيد قد دخل إلى قفص الصيد ولا توجد أمامه إلا خطوة واحدة وهى أن يلتهم الطعم فيغلق الباب على نفسه
بدأت على الفور حملتى مع الكونجرس بمجلسيْه دون أن أتهم السفارة بأى اتهام ، كما أرسلت أيضا رسالة إلى بوش .. تساقطت رسائل أعضاء الكونجرس على رأس الخارجية فى واشنطن تطلب تفسيرا لما يجرى فى مصر وكان أحدها رسالة منكم ، وكما تعلمون فإن الكونجرس قد اتخذ قرارا ثان بتجميد 100 مليون دولار أخرى لمصر

أنكرت وزارة الخارجية الأمريكية على لسان أحد كبار موظفيها فى رسالة لكم أن السفارة قد تسلمت منى أى شهادات تفيد تعذيبى مع ابنى القاصر فى مصر ، كما أنكرت أيضا أننى ذهبت فى اليوم المذكور – أى 9 يوليو 2007 – إلى السفارة ، هذا بالإضافة إلى بعض الأكاذيب الأخرى التى تتناسب مع الكذبتيْن الكبيرتين .. لقد أرسلتم لى مشكورين أصل رسالة الخارجية لكم
أما بخصوص إنكار الخارجية لكم بأن سفارتها فى القاهرة قد تسلمت أى شهادات تفيد تعذيبى وطفلى ، فعندى أصل آخر لشهادة زميل الاعتقال لأننى كنت أتوقع أن تفعل السفارة شيئيْن : الأول أن تنكر أنها تسلمت أصل شهادة زميل الاعتقال بناء على ابتلاعهم الطعم وقد حدث ذلك ، الثانى أن تبلغ الأمن المصرى باسم زميل الاعتقال فورا ليتم القبض عليه لقطع الطريق أمامى للحصول على أصل آخر منه وقد حدث ذلك أيضا ، ففى مساء يوم 9 يوليو قمت بالاتصال به من تليفون خارجى فكان تليفونه خارج الخدمة وظل على هذا الحال لشهور، والله وحده يعلم – بالإضافة إلى الأمن المصرى - ما إذا كان على قيد الحياة أم لا .. وأما بخصوص إنكار الخارجية الأمريكية لكم بأننى لم أذهب إلى السفارة فى اليوم المذكور فكنت أيضا أتوقعه لأنه من السهل عليهم أن يمسحوا أى اسم من دفتر الزائرين وكذلك من كاميرات التصوير .. إننى أحمل دليلا ماديا يؤكد بأننى قد دخلت إلى السفارة فى اليوم المذكور .. وأما بخصوص الأكاذيب الصغيرة الأخرى التى وضعوها كى يغطوا كاملا على عملية الـتآمر مع الطاغية الفاسد على تعذيب أسرة أمريكية بأطفالها القصر ، فهى مردودة عليهم ويستطيع أى قاض من الحجم المتوسط أن يسخر منها ويعتبرها دليل إدانة عليهم

فى 4 مايو 2008 جاء الطاغية الفاسد لزيارة المدينة التى أعيش فيها ، ورغم أن منزلى كان بعيدا عن خط سيره إلا أنه طار فوقه ضمن ثلاث طائرات فى دورة شبه كاملة .. بعد أيام جاء قاتل الأطفال بوش فى شرم الشيخ فى زيارة لساعتين وتناقلت وكالات الأنباء الفشل الذريع لتلك الزيارة .. إننى أشعر شعور الواثق بأن ما حدث لى ولطفلى من تعذيب كان أحد أسباب هذا الفشل ، فقد اتهمه بوش بالمبالغة فى تعذيبى وطفلى القاصر بينما دافع الطاغية الفاسد بأنه كان ينفذ تعليمات السفارة له .. كما أننى أشعر شعور الواثق أيضا أن رايس تقف وراء إنكار الخارجية الأمريكية سالف الذكر ، فقد اتصلت بالسفارة وعلمت من السيد ريتشاردونى بأنه لا يوجد أى دليل أحمله معى يفيد تعذيبى بعد أن ابتلع الطعم عن آخره فأعطت تعليماتها للخارجية بإنكار علم السفارة بذلك

لقد كانت رايس صادقة حقا فى دعواها التى دشنت بها عملها فى 2005 بضرورة إدخال الديمقراطية فى الشرق الأوسط .. فهم الطاغية الفاسد على الفور بأنه المقصود بذلك فأطلق العنان لاسطوانته المشروخة فى عدة لقاءات مع الصحف الأجنبية بأن الديمقراطية فى الشرق الأوسط ستهدد مصالح الغرب ، ولكم أن تراجعوا حديثه فى صحيفة الجمهورية الإيطالية فى الفترة المذكورة .. لكن رايس ومعها الإمعة بوش واصلا طريقهما بالحديث عن إدخال الديمقراطية إلى الشرق الأوسط بل وأخذا فى ذكر من هو المقصود بذلك .. هنا نقل الطاغية الفاسد اللعبة فوق الطاولة ولجأ إلى أسلوب شيطانى تعلمه من الداهية يفجينى بريماكوف فى التسعينات عندما صنع من فلاديمير جيرنوفسكى فزاعة فى الدوما ليبتز به أمريكا خاصة والغرب عامة ويجبرهم على مساعدة روسيا اقتصاديا

كانت لعبة الطاغية الفاسد الصغرى فى ديسمبر من العام المذكور عندما أدخل بدقة عددا محدودا من الإخوان المسلمين فى البرلمان ، وقد أدت الغرض منها داخليا أيضا على الوجه الأكمل بإقناع بسطاء القوم بأن التغيير قادم عن طريق الصندوق الإنتخابى .. أما لعبته الكبرى فكانت فى يناير من 2006 عندما أوعز إلى محمود عباس بعدم تزوير الانتخابات بغرض فوز حماس لتحسين شروط التفاوض مع إسرائيل ، لكنه أبقى فى جوفه على الغرض الحقيقى من ذلك وهو دفع أمريكا إلى التذوق من كأس الديمقراطية فى الشرق الأوسط .. جرت الإنتخابات وحدثت عمليات تزوير إيجابى فى مناطق عديدة محسوبة على فتح بغرض حشد الفوز لحماس
أدركت حماس أن النصر ملغم فأرادت أن تشرك فتح معها حتى تتجنب البطش بها فرفضت بناء على أوامر من الطاغية .. بدأ الطاغية الفاسد فى اللعب بدماء شعوب المنطقة من أجل الكرسى الذى يعشقه ويريده لسلالته من بعده .. كلما تكلمت أمريكا عن الديمقراطية تنشط اتصالات الطاغية الفاسد عبر الأنفاق مع حماس والتى كانت ترد على إسرائيل نارا بنار ، فإذا تعدت أمريكا الخط الأحمر يقوم بنقل الأسلحة النوعية إليها مثل جراد .. أغلقت رايس فمها بل ألحت أمريكا فى طلب العون منه لوقف نشاط حماس .. عندئذ قام الطاغية بمزاولة مهنته الوحيدة التى يجيدها وهى سمسار المنطقة السياسى ونقل الدفة إلى الطرف الآخر بحصار ظالم فى غزة على مدى سنتين يموت فيه المرضى من قلة الدواء ويجوع فيه الناس ، ثم أعقبه بمحرقة غزة التى خطط لها ونفذتها إسرائيل ومات فيها المئات من الأطفال والنساء من اسلحة محرمة بمزاعم لا يصدقها إلا غافل .. الطاغية على استعداد أن يفنى أضعاف من مات فى تلك المحرقة حتى تقتنعوا باسطوانته المشروخة .. هو يظن أن لا خطر عليه إلا دعوة الديمقراطية التى تطلقونها لأن مصر – فى نظره – قد ماتت ، فالشعب مقيد بما سبق ذكره والجيش مراقب بخطوط من الدفاعات آخرها الحسم الجوى فى حالة تحرك أحد تشكيلاته والمعارضة ضعيفة ومنقسمة بل ومخترقة .. هكذا ظن من قبله بهلوى وماركوس وتشاوشيسكو وسوهارتو وشيفرنادزه وميلوسوفتش وآكاييف

نريد أمريكا أن تكون عادلة مع الشعوب .. موجابى الذى تحاصرونه اليوم يبدو وكأنه المسيح المخلص إذا ما قورنت أفعاله بما يفعل مبارك .. جربوا الانحياز إلى جانب شعوب المنطقة وارفعوا أياديكم عن الطغاة فيها وستجدون مصالحكم الإستراتيجية فى هذا الطريق
لقد قبلت حماس بحدود 4 يونية 1967 وهو ما يمثل 22.5 % مع حل عادل للاجئين ، إنها النسبة التى لم يكن يرضى بها أكثر العرب اعتدالا .. لكن الطاغية الفاسد - والذى يعلم أنه لا حاجة له فى ظل السلام لانتهاء وظيفته كسمسار سياسيى - يساعد إسرائيل على الرفض ليبقى على صدر شعبه .. الإسرائيليون من ناحيتهم يستخدمون سياسة " التجويع من أجل التركيع " وكذلك إرهاب الدولة لتحسين شروط التفاوض ، غير مدركين أن توازن الرعب قد بدأ يقرع أبواب المنطقة وقد يرفع النسبة إلى قرار التقسيم على الأقل .. الشعوب تنتظر منكم أن تزيلوا بمكنسة قمامة طغاة المنطقة وتفتحوا الطريق إلى السلام ، المصلحة الأمريكية فى ذلك الطريق

فى 16 أغسطس 2008 غادرت مصر مع أسرتى عائدين إلى أمريكا لشعورى بأن طائر الموت يحلق فوق رأسى لأن الطرفين هنا وهناك قد تورطا بالوثائق فى التآمر على تعذيبى وأطفالى القصر وهما على ثقة بأننى لن أترك حقوقى .. كان من السهل على الطاغية الفاسد أن يتخلص منى ويثبت براءته من دمى

السيد الرئيس أوباما

ليس عدلا أن يعيش من أنقذ طفلين أمريكيين من الموت المحقق حياة قاسية كالتى عشتها من قبل وأعيشها الآن مع أسرتى بسبب أولئك الذين سرقوا دمى .. إننا نسكن فى شقة متواضعة بألفى دولار فى الشهر بينما كل دخلنا هو 1460 دولار شهريا من الضمان الإجتماعى
ليس عدلا أن تخدعنى شركة التأمين مرتين ، الأولى عندما أجبرتنى ظلما أن أقبل بنصف مبلغ التأمين والثانية عندما تدعى بأنهم يدفعون الأقساط فى وقتها وهو مالم يحدث فى 75 % من الحالات
ليس عدلا أن تتآمر الحكومة الأمريكية مع الطاغية الفاسد فى مصر على تعذيب أمريكى وابنه القاصر بهذه الصورة البربرية التى ذكرتها .. الأحداث التى وقعت لى فى مصر والوثائق التى معى ورد الخارجية الأمريكية كلها تؤكد أن هناك مؤامرة ، والتحقيقات العادلة إذا جرت ستكشف المزيد

إننى على ثقة بأن منصبكم الجديد – وهو أقوى منصب على وجه الأرض – لن يؤثر على العدل الذى يجرى فى دمائكم .. أعرف أنكم درستم فى كولومبيا وهارفارد ورغم ذلك رفضتم المناصب العليا وفضلتم العمل فى أزقة شيكاغو الفقيرة لتدافعوا عن الفقراء والمظلومين ، أعرف أيضا أنكم لم تكونو تجيدون قيادة السيارات حتى منتصف التسعينات ، والسبب فى ذلك أن مرتبكم كان فى حد الكفاف

لقد تحملت ظلما فادحا على مدى سنوات طويلة وعذبت مع ابنى القاصر فى أسوأ مراكز الإعتقال بالعالم وتوطأت حكومتى مع الطاغية المصرى على إخفاء الأدلة .. إننى أطلب تحقيقا فإذا ثبتت صحته فإننى أعلم بالمطلق بأنكم ستتخذون قرارات حاسمة لرفع هذا الظلم


وتقبلوا فائق احترامى وأمنياتى لكم بتحقيق العدل بين الشعوب

رائف الويشى
مواطن أمريكى

576 Dewey Ave., Cliffside Park , NJ 07010
اجمالي القراءات 3548
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق