وفد استخباراتي إيراني يزور مصر فجأة.. إليك تفاصيل الملفات الساخنة التي ناقشها

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٤ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


وفد استخباراتي إيراني يزور مصر فجأة.. إليك تفاصيل الملفات الساخنة التي ناقشها

وفد إيراني استخباراتي زار القاهرة مؤخراً، لبحث عدد من الملفات الساخنة في المنطقة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، وسط تكتُّم إعلامي مصري.

مقالات متعلقة :

ففي الأيام القليلة الماضية بثت وكالة الأنباء الإيرانية «مهر» خبراً يفيد بفتح خط اتصال جديد لأول مرة منذ سنوات كثيرة بين طهران والقاهرة.

وذكرت الوكالة أن عدداً من المسؤولين الإيرانيين زاروا القاهرة، لبحث عديد من القضايا مع عدد من مسؤولي المخابرات في القاهرة .

الرئيس الإيراني حسن روحاني/Reuters

من جانبها لم تعلق القاهرة على زيارة الوفد الإيراني، لكن مصدراً في الخارجية المصرية أكد لـ «عربي بوست»، أمر تلك الزيارة واقتصارها على بعض القضايا الأمنية فقط.

ووفقاً لوكالة «مهر»، فإن خطوة الاتصال وزيارة المسؤولين الإيرانيين للقاهرة جاءتا نتيجة تصاعد التوترات الأخيرة في المنطقة، وإن طلب الاتصال جاء من طهران.

لكن ما هي أهم الملفات التي تمت مناقشتها في تلك الزيارة الغريبة نسبياً في تاريخ العلاقات بين البلدين؟

الإيرانيون يتبرأون من هجمات الحوثيين، ولكن يقدمون وعداً مهمّاً للقاهرة

وكشف مصدر إيراني مسؤول لـ «عربي بوست»، أن الزيارة جاءت بطلب من طهران، بعد أن تم فتح خط الاتصال بين البلدين لأول مرة منذ سنوات عديدة.

وقال لقد «استبشر المسؤولون الإيرانيون خيراً في تلك الخطوة، لذلك طلبوا من المسؤولين في القاهرة اللقاء وبحث عديد من القضايا، معربين عن إيمانهم بأهمية مصر في المنطقة».

يقول المصدر لـ»عربي بوست»، أن القضية التي كانت تشغل بال المسؤولين في المخابرات المصرية هي هجمات الحوثيين الأخيرة على المملكة العربية السعودية، «المسؤولون في القاهرة طلبوا من الوفد الإيراني ضرورة إقناع الحوثيين بالتراجع عن الموقف العدائي المتزايد تجاه المملكة العربية السعودية، لضمان استقرار الأمن في المنطقة».

وأكد الوفد الإيراني للمسؤولين المصريين أن لا علاقة لطهران بالهجمات التي شنها الحوثيون مؤخراً على المملكة العربية السعودية، وأن طهران مهتمة بأمن المملكة ودول الخليج.

وقال المصدر الإيراني إن المسؤولين الإيرانيين أكدوا أنه سيتم التواصل مع القادة الحوثيين، لنقل وجهة نظر القاهرة في هذا الأمر.

ومصر تطمئن الإيرانيين بشأن صفقة القرن ووضع قطاع غزة، لكنهم ظلوا على قلقهم

من ضمن الملفات التي ناقشها الوفد الإيراني مع المسؤولين في القاهرة تأثير صفقة القرن على قطاع غزة.

إذ يقول المصدر الإيراني المسؤول والذي كان واحداً من ضمن أربعة مسؤولين ذهبوا للقاهرة: «لدينا مخاوف في إيران من إتمام صفقة القرن وتأثيرها على أهلنا في غزة، ولم نجد أفضل من مصر للتباحث معها في هذا الأمر»، حسب تعبيره.

يضيف المصدر: «أكد لنا المسؤولون في المخابرات المصرية، أن المشروعات الاستثمارية التي ستقام في شبه جزيرة سيناء والتي تدخل ضمن مشاريع صفقة القرن لن تؤثر على الفلسطينيين في قطاع غزة، وليس الغرض منها تهجيرهم من بلادهم وإعادة توطينهم في سيناء المصرية كما يشاع».

وأكد المسؤولون في القاهرة للوفد الإيراني أن أي دولة لا تستطيع أن تجبر الفلسطينيين على ترك قطاع غزة.

ولكن المصدر الإيراني قال لـ»عربي بوست»: «في حقيقة الأمر، لم نطمئن ولم نحصل على ضمانات كافية من المسؤولين المصريين في هذا الأمر، وما زالت الشكوك موجودة لدينا تجاه تلك الصفقة».

وأكد المسؤولون الإيرانيون مراراً وتكراراً، أنهم لن يسمحوا لأي شخص بأن يتحكم في مصير أهالي قطاع غزة، خاصة بعد أن انتشرت الأخبار بخصوص صفقة القرن.

مصر تبرئ إيران من هجمات الناقلات في الخليج

أساس تلك الزيارة كان التباحث في التصعيد الأخير بمنطقة الخليج، حسب قول أحد المسؤولين في الوفد الإيراني.

يقول هذا المسؤول: «القاهرة لا تؤمن تمام الإيمان بتورط إيران في الهجمات على ناقلات النفط».

ولكن المصدر يرى أن القاهرة لا تستطيع التصريح بهذا الأمر علانية بسبب علاقتها الوطيدة مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

إذ قال لـ «عربي بوست»: «نعلم تمام العلم مدى قوة العلاقات بين مصر والسعودية والولايات المتحدة، لذلك نقدّر موقف مصر من التوتر الحالي بين طهران وواشنطن، ولكننا أكدنا للمسؤولين المصريين في تلك الزيارة نية إيران الطيبة في حسن الجوار، ومد جسر التواصل بين البلدين».

لكن هل من الممكن أن تلعب مصر دور الوساطة بين طهران والرياض؟

اقتصرت تلك الزيارة القصيرة على رجال المخابرات من كلا الطرفين.

ورغم غياب التفاصيل، فإنه يبدو أن فكرة الوساطة المصرية في الأزمة بين طهران والرياض غير مقبولة من الجانب المصري بالأساس.

مصر كانت حريصة على أن يكون الوفد الإيراني أمنياً وليس دبلوماسياً/REUTERS

إذ قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية لـ «عربي بوست»: «لم يسافر أي مسؤول في وزارة الخارجية مع هذا الوفد، لأن القاهرة اصرت على أن يكون محور الزيارة القضايا المخابراتية فقط».

ويستبعد المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أن تلعب مصر دور الوسيط في أي قضية تخص الجمهورية الإسلامية.

تاريخ فاتر للعلاقات المصرية الإيرانية يشوبه التقلب والغموض

وشهدت العلاقات بين مصر وإيران تقلبات عديدة على مر السنين، وما زال الوضع إلى الآن ليس في أفضل حال.

وبدأت الأزمة في العلاقة بين البلدين عندما أطاحت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بشاه إيران، ورفضت أغلب البلاد استضافته، لكن الرئيس السادات وقتها منح حق اللجوء للشاه، فأغضب هذا الأمر الإيرانيين، وكذلك بسبب موقف إيران الرافض لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وهو ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين.

بعدها بدأت الأمور في التصاعد بين البلدين، خاصة عندما دعمت القاهرة صدام حسين في حربه ضد الجمهورية الإسلامية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

ولكن بعد ذلك بدأت مسيرة التحسن البطيء للعلاقات الإيرانية المصرية.

ففي مارس/آذار 1991، تم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبعثتي رعاية المصالح في البلدين إلى مستوي سفير، وتعيين السفير أحمد نامق رئيساً للبعثة الدبلوماسية المصرية في إيران، والسفير علي أصغر محمدي رئيساً للبعثة الإيرانية بالقاهرة.

ولكن ظل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال، مع تعاون البلدين الدبلوماسي في كثير من المنتديات والقضايا الدولية، خاصة عندما كان عمرو موسى وزيراً لخارجية مصر.

وتحسنت العلاقات الإيرانية المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، وقام الرئيس المنتخب حديثاً وقتها بزيارة طهران في أثناء انعقاد قمة عدم الانحياز لعام 2012، حيث ألقى كلمته الشهيرة التي أكد فيها ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، واتسمت العلاقة في ذلك الوقت بوضوح موقف مصر بتأييد ثورة الشعب السوري ورفض التدخل الإيراني في الخليج.

وفي عام 2013، زار الرئيس الإيراني وقتها محمود أحمدي نجاد القاهرة، وهو ما جعله أول رئيس إيراني يزور مصر بعد الثورة الإسلامية الإيرانية.

ولكنَّ بعض المواقف التي أطلقتها بعض التيارات السلفية المؤيدة لمرسي ألقت بظلالها على العلاقات بين الجانبين.

موقف إيران من 30 يونيو

ورغم هذا التوتر فقد انتقدت إيران الإطاحة بمرسي عكس حليفها بشار الأسد، الذي كان سعيداً للغاية بهذا التغيير الذي نفذه الجيش عقب التظاهرات الضخمة التي شهدتها البلاد في 30 يونيو/حزيران 2013.

غير أن الموقف الإيراني المتحفظ على 30 يونيو/حزيران ظل غير حاد، ولوحظ أنه اختلف مع موقف حزب الله، الذي فضَّل الصمت على هذه التطورات، وسعى لمحاولة التقارب الهادئ مع نظام الرئيس السيسي.

مرسي خلال مشاركته في قمة عدم الإنحياز بإيران/REUTERS

وعكس هذا الموقف الفاتر تجاه 30 يونيو/حزيران، التداخل بين تعاطف تقليدي إيراني قديم مع الإخوان باعتبارهم إسلاميين، لكنه تعاطفٌ خفَّفه غضب الإيرانيين من مواقف الإخوان المناهضة لهم في قضايا أمن الخليج والأزمة السورية، وتحالفهم مع عدد من القوى السلفية، إضافة إلى حرصهم الجماعة خلال حكمها لمصر على العلاقة مع السعودية، التي في النهاية انقلبت عليهم.

كما سرعان ما تبين للإيرانيين أنهم من أكثر المستفيدين من سقوط مرسي، عبر الضعف الذي اعترى الثورة السورية من جراء هذا التغيير.

وبعد الإطاحة بمرسي وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة البلاد، عادت الأمور إلى طبيعتها الباردة والغامضة بين البلدين، حيث عبرت إيران مراراً وتكراراً عن رغبتها في إعادة العلاقات الودية بين البلدين، في مقابل تدلل مصري.

وأكدت الخارجية الإيرانية في عديد من المناسبات، أنها تريد إعادة التواصل مع القاهرة، لكن المؤسسة السياسية المصرية ترفض هذا الأمر في الوقت الحالي.

ولكن اللافت أن القاهرة رغم تحالفها القوي مع السعودية والإمارات، وحديث الرئيس السيسي عن «مسافة السكة» إذا تطلب الأمر مساندة الأشقاء الخليجيين، فإنها نادراً ما تردد أي تصريحات عدائية تجاه إيران، كما أنها نأت بنفسها عن الصراع السعودي الإماراتي مع الحوثيين.

والأهم أن القاهرة في عهد السيسي أصبحت صديقاً لحليف الإيرانيين الأول والوحيد تقريباً بين رؤساء العالم، أي الرئيس السوري بشار الأسد.

اجمالي القراءات 865
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق