تصبح الأذن عينا".. كيف يسمع دماغ الكفيف الأصوات؟

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٥ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


تصبح الأذن عينا".. كيف يسمع دماغ الكفيف الأصوات؟

 

لطالما كان معروفا أن المصابين بالعمى منذ ولادتهم أو في سن صغيرة يمتلكون حاسة سمع أكثر حدة، خاصة في الأمر المتعلق بالموسيقى أو الأصوات العابرة في الفضاء المحيط بهم؛ السبب في ذلك لم يكن معروفا بعد.

لكن فريقا بحثيا من جامعة واشنطن أعلن قبل عدة أيام فقط أنه تمكن من اكتشاف وجود منطقتين في دماغ فاقد البصر، تتمكنان من معالجة المعلومات الصوتية بشكل أفضل.

وجاءت النتائج التي نشرت في ورقتين بحثيتين بدوريتي "بي إن أي إس" (PNAS) و"جورنال أوف نيوروساينس"، لتقول إن الدراسات السابقة في هذا النطاق كانت تبحث عن مناطق الدماغ الأخرى التي تتغير أثناء استماع فاقدي البصر للأصوات.

لكن في مقابل ذلك، عكفت التجارب الخاصة بفريق واشنطن -في الدراسة الأولى- على فحص حساسية مناطق الدماغ الصوتية المعروفة، للاختلافات الدقيقة في الترددات السمعية.

ووجدت تلك الدراسة أن منطقة "القشرة الصوتية" لفاقدي البصر قد أظهرت ضبطا عصبيا أكثر دقة من الذين يتمكنون من الرؤية في تمييز الفروق الصغيرة بين الأصوات، عبر تعريض الخاضعين للتجارب لأصوات تشبه إشارات مورس.

أما الدراسة الثانية فقد اهتمت بفحص حساسية الدماغ لحركة الأشياء التي تصدر صوتا في الفراغ، كسيارة عابرة على سبيل المثال أو أحدهم يتحدث وهو يمشي تجاه الشخص أو بعيدا عنه.

وبحسب الدراسة، فإن منطقة دماغية أخرى تدعى "إتش إم تي" (hMT+) مسؤولة بالأساس عن تتبع حركة الأشياء في الفراغ بالنسبة لأصحاب البصر السليم، تحولت وظائفها لخدمة المناطق الصوتية في أدمغة فاقدي البصر.

تستخدم تلك المنطقة البيانات الصوتية -كتردد الصوت وشدته- بدلا من البصرية، لتحديد المسافة بين فاقد البصر والصوت القادم من بعيد أو قريب.

ووجدت الدراسة كذلك أن هؤلاء الأشخاص الذين استعادوا بصرهم في مرحلة ما من العمر، احتفظوا بنفس قدراتهم الصوتية الحادة إلى جانب قدراتهم البصرية التي أعيدت لهم، فأصبح من الممكن لهم تتبع حدة الأصوات ومكانها بنفس قدرات البصر.

دماغ مرن
ويأمل فريق واشنطن أن تساعد تلك الدراسة في توسيع نطاق فهم العلماء لآلية عمل الدماغ مع التغيرات الحادة كفقدان أحد الحواس، خاصة أن اللافت في الأمر -بحسب الدراسة الجديدة- هو قدرة الدماغ البشري الواسعة على أن يكون مرنا.

حيث يتمكن الدماغ من تغيير وظائفه ومد وصلاته العصبية في الأماكن التي تساعد على التكيف مع الأوضاع الجديدة، وتسمى تلك الحالة بـ"اللدونة العصبية"، وهي تبدأ نشطة للغاية في سن صغيرة لكنها تتباطأ مع الزمن.

ويشير نطاق بحثي حديث واعد إلى أن اللدونة العصبية لا تتوقف تماما، ويمكن لذلك أن يساعد مرضى ألزهايمر على سبيل المثال أو بعض الأنواع من الإعاقات الجسدية، على تنشيط الدماغ لاستعادة وظائفه المفقودة.

اجمالي القراءات 484
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق