مصدر غربي لا يستبعد تورط "حزب الله" في إستهداف سفارات مصر بالخارج

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٨ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ايلاف


مصدر غربي لا يستبعد تورط "حزب الله" في إستهداف سفارات مصر بالخارج

GMT 11:00:00 2009 الخميس 8 يناير

نبيل شرف الدين



--------------------------------------------------------------------------------


القاهرة تعتبر أن حسن نصرالله يتخذ مواقف صدامية ضدها لمصلحة إيران


مصدر غربي لا يستبعد تورط "حزب الله" في استهداف سفارات مصر بالخارج

صحيفة الأهرام المصرية تشن حملة عنيفة على نصر الله

جائزه مالية إيرانية لقتل مبارك

كتب ـ نبيل شرف الدين: في ما جدد الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله مهاجمة مصر للمرة الثالثة منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، فلم يستبعد مصدر دبلوماسي غربي يقيم في القاهرة إمكانية تورط نشطاء الحزب في إرتكاب هجمات ضد سفارات مصر وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، وقال المصدر ذاته "تشير معلومات أمنية إلى أن حزب الله قرر أن يتخذ موقفًا تصادميًا مع مصر على ما يبدو، وأن ذلك ينذر بتصعيد المواجهات بين الدول الرئيسة في المنطقة، والتنظيمات الدينية الراديكالية التي تتجاوز دولها". ويرى خبراء استراتيجيون أن "حزب الله" سيكون قد ارتكب حماقة كبيرة في حال أقدم على التورط في مثل هذا الفخ، ويشكك اللواء المتقاعد حسن إبراهيم في صحة تلك المعلومات، قائلاً: إنه لو صحّ ذلك فسيكون "حزب الله" وضع نفسه في خندق الإرهاب، فالسفارات المصرية هي رمز لمصر، وليس للنظام الحاكم".

وفي سياق تعقيبه على تلك الأنباء، إكتفى مصدر دبلوماسي مصري بالقول: "إنه إذا كانت هذه المعلومات صحيحة فعلى "حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله تحمل المسؤولية كاملة عن مثل هذا التصعيد الخطر، وإذا ثبت لدى القاهرة تورطه بالفعل في استهداف السفارات المصرية في الخارج، أو المساس بمصالحها أو دبلوماسييها، فإن مصر بالتأكيد لن تقف مكتوفة اليدين، بل ستتعامل مع الأمر بالشكل المناسب"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل عما يمكن أن تقدم عليه مصر من إجراءات حينها.

وعلمت "إيلاف" من مصادر حسنة الاطلاع في القاهرة أن وزارة الخارجية المصرية خاطبت نظيراتها في عدد من الدول العربية والإقليمية، وطلبت تشديد الحماية الأمنية على مقار البعثات الدبلوماسية وأعضائها، وحمّلت ما وصفته بـ "جهات عربية" المسؤولية كاملة في حالة وقوع أي اعتداء على المقار أو الأشخاص بسبب التطورات الراهنة في قطاع غزة، التي تزامنت معها حملة تحريض واسعة ضد السياسات المصرية.

تأتي هذه المعلومات بعد تصاعد السجال بين حسن نصرالله أمين عام حزب الله ومصر، التي فسرت الأمر على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط بأنه بمثابة "إعلان حرب على مصر"، ووصف حسن نصر الله بأنه "يهرف بما لا يعرف"، بينما خرجت صحيفة "الجمهورية" المصرية بعددها الصادر يوم الخميس بمانشيت رئيسي يقول : "الحانوتي ينتقدنا"، كتب فيه محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الصحيفة : "يبدو أن المخبأ الذي يتحصن داخله نصر الله ليس به سوى محطات التليفزيون الإيرانية والسورية، ولا يرى سواهما لأن العملاء في العالم كله يجري لهم غسيل مخ، حتى لا يشاهدوا دعاية مضادة، وإذا شاهدوها لا يصدقونها"، وأضاف إبراهيم مخاطبًا نصر الله : "تستطيع أن تأمر المهندسين العاملين عندك في تركيب شبكات التجسس داخل بيروت، والتنصت على مقار الوزراء والنواب لحساب إيران، أن يسرقوا لك كابلاً تشاهد فيه التليفزيون المصري خلسة، حتى لا يغضب سادتك في إيران"، على حد تعبيره.

كلاكيت ثالث مرة

وللمرة الثالثة شن حسن نصر الله، هجومًا عنيفًا على النظام المصرى مطالبًا إياه بفتح معبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة، ووجه نصر الله حديثه إلى الرئيس المصري متسائلاً: "هل يحتاج حاكم مصر إلى أكثر من 650 قتيلاً و2500 جريح ليفتح معبر رفح بشكل حقيقي ونهائي لمساعدة أهل غزة على الصمود والإنتصار؟"، وأضاف "كل ما يطلب منك هو فتح معبر، وليس إعلان جبهة وفتح حرب"، حسب زعمه. ومضى نصر الله قائلاً "لن نخاصم ولن نعادي من تواطأ علينا من العرب في حرب تموز (2006) ومن اتهمنا واساء لنا لكن سنخاصم ونعادي من يتواطأ على غزة واهلها وعلى مقاومتها وعلى من يشرك في دمائها ويسد عليها أبواب الحياة والخلاص"، على حد قوله.

كما تحدّث حسن نصر الله عن قيام عدد من المحامين في مصر ـ ممن وصفهم بأزلام النظام ـ برفع دعوى ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب طلبه من المصريين وجيش مصر فتح معبر رفح بالقوة. وسبق أن اعتبر نصر الله الموقف المصرى هو حجر الزاوية في ما يجرى من هجمات إسرائيلية في غزة، وتوجه إلى المصريين قائلاً، "يجب أن تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم"، كما توجه إلى ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية، قائلاً: "إنهم ما زالوا على أصالتهم العروبية، وعلى موقفهم المعادي لإسرائيل، وطالب إياهم بما أسماه: "الضغط على القيادة السياسية لفتح المعبر"، وهو ما اعتبرته القاهرة بمثابة إعلان حرب عليها ودعوة إلى الانقلاب، لكن لا قيمة لها "لأن القوات المسلحة المصرية مؤسسة وطنية راسخة لا تلتزم بالشرعية فحسب، بل هي الحارس الأمين عليها".

واعتبر اللواء عادل سليمان - الخبير الاستراتيجي والعسكري ـ أن لغة نصر الله كشفت منذ البداية عن حقيقة دامغة، مؤداها "أنه ينفذ توجيهات صريحة من قبل إيران، حيث قال: نشكر الجماهير التي لبت نداء الإمام خامنئي، وبالتالي فإن ما جاء في بقية الخطاب لا يدل على أي مصداقية"، وأشار إلى أن "نصر الله أجبر على أن يبدأ خطابه بهذا، وبالتالي لا يمكن أن نعتبرها مجرد سقطة أو زلة لسان فهو يعلن من خلال خطابه أنه فرع لإيران في لبنان"، واعتبر أن "حديث نصر الله عن الجيش المصري تحريض فجّ مرفوض وخروج عن اللياقة" حسب تعبيره.

وأوضح اللواء سليمان أن مصلحة إيران من الهجوم على مصر هي تقليص الدور السياسي لمصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتشويه صورتها وإظهارها امام الإدارة الأميركية الجديدة بأنها غير قادرة على حل مشاكل الفلسطينيين، وبالتالي تصبح إيران هي العنصر الفاعل في منطقة الشرق الأوسط، لكي تتجه الإدارة الأميركية الجديدة إليها في أي مفاوضات لحل مشاكلها الخاصة ببرنامجها النووي، ورأى أن الموقف السوري يتماهى مع الموقف الإيراني إلى حد التطابق وربما التبعية الكاملة، فدمشق ـ للأسف ـ تنضم للجبهة الإيرانية لكي تحظى بثقة الإدارة الأميركية الجديدة لحل مشاكلها مع إسرائيل خاصة في ما يتعلق بمشكلة الجولان المحتل"، كما يذهب الخبير الاستراتيجي المصري.

من جانبه، وصف الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية كلمة نصر الله بالتحريضية الفجّة التي تفتقد لأبسط قواعد اللياقة والحصافة السياسية، وأضاف أن إذا كان حسن نصر الله قد نجح بطريقة أو أخرى في أن يفرض إرادة جماعته ـ التي تمثل أقلية ـ على الأغلبية في لبنان، فإن ذلك يبدو مستحيلاً بالنسبة إلى الوضع المصري، فجيش مصر هو جيش احترافي مهمته الدفاع عن شعبها وأراضيها، وليس مقبولاً أبدًا الزج به لصالح أجندات إقليمية كما يحدث بالنسبة إلى مقاتلي حزب الله، وأضاف سعيد أن نصر الله ما زال يعيش أسيرًا لحرب أفضت إلى احتلال دولي لجنوب لبنان، فلم يعد هناك احتلال إسرائيلي فقط للجنوب اللبناني، بل احتلال دولي يعلم الله وحده متى وكيف يمكن أن ينتهي.

اجمالي القراءات 3020
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق