نلقي اللوم على الأرز وجينات الوالدين ولكن.. بكتيريا الأمعاء قد تكون السبب الرئيس للسمنة

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


نلقي اللوم على الأرز وجينات الوالدين ولكن.. بكتيريا الأمعاء قد تكون السبب الرئيس للسمنة

إذا كنت تعاني من الوزن الزائد، فلا تلقِ كل اللوم على شهيتك أو جيناتك، إذ تبين أن بكتيريا الأمعاء تسبب السمنة وتلعب دوراً كبيراً في حرق السعرات.

تحتوي أمعاؤنا على ما يقرب من 100 تريليون ميكروب، تعرف إجمالاً بميكروبيوم الأمعاء. كالبصمة، لا يتماثل كلياً الميكروبيوم لدى شخصين، وهو نتاج ما توارثناه من أمهاتنا أثناء الولادة وحميتنا الغذائية والبيئة ونمط حياتنا.

من المعروف جيداً أن الأمعاء تؤدي دوراً في العديد من أنظمة جسمنا، بما في ذلك الهضم، والجوع والشبع، عن طريق عدةth: 0px; background-color: rgb(255, 255, 255); text-decoration-style: initial; text-decoration-color: initial;"> من المعروف جيداً أن الأمعاء تؤدي دوراً في العديد من أنظمة جسمنا، بما في ذلك الهضم، والجوع والشبع، عن طريق عدة آليات.

لكن مؤخراً، بدأ باحثون في اكتشاف الاختلافات المحددة بين الميكروبيوم لدى البدناء وأولئك النحفاء، وطوروا علاجات مخصصة للتحكم بالوزن بناء على ما توصلوا إليه.

هناك مئات الاختلافات في الجينوم البشري (مجموعة الجينات في الإنسان) التي تجعلنا عُرضة للسمنة.

والسمنة، بطبيعة الحال، تزيد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ومرض السكري من النوع الثاني، وتتزايد في أغلب البلدان في أنحاء العالم.

عوامل خارجية وليس فقط الجينات تتحكم في السمنة

وأظهرت دراسات نشرت على NCBI وأُجريت على توائم أن السمنة بها عامل وراثي يتراوح بين 40% إلى 75%، وأن قدر الاختلاف في العادات يسببه الاختلاف في الجينوم وليس البيئة.

هذا يعني أن هناك مجالاً لعوامل خارجية لأن تؤدي دوراً في السمنة.

لكن في الوقت الذي توجد به العديد من الاختلافات في بكتيريا الأمعاء التي قد تؤثر على الوزن، لا يعرف العلماء بعد السبب أو حتى النسبة التي ترجع فيها السمنة إلى الجينات.  

يكافح بعض الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية أكثر من غيرهم لفقدان الوزن، على الرغم من اتباعهم النصائح.

وربما يرجع ذلك إلى البكتيريا الموجودة في أمعائنا، على الأخص الإنزيمات التي تحملها.

 

يختلف تأثير الأغذية من شخص لآخر بسبب هذه البكتيريا

في الوقت ذاته، توصل باحثون من معهد وايزمان للعلوم بإسرائيل إلى طريقة لتخصيص العلاج لكل شخص بحيث يحسّن من صحة الأمعاء، ويخفض من خطورة تطور السكري المرتبط بالسمنة.

حيث جمع الباحثون 1000 مشارك، وطلبوا منهم قياس مستوى السكر في الدم كل 5 دقائق، وتسجيل نظامهم الغذائي، وكيف كان نومهم وشعورهم مدة أسبوع واحد، ووجدوا أن استجاباتهم اختلفت باختلاف ما تناولوه من أطعمة.

تقول إيران سيغال قائدة فريق العلماء القائم على المشروع: «خلقت الكثير من الأطعمة الاستجابات التي كنا نتوقعها في المشاركين. فعلى سبيل المثال، أبقى تناول الوجبات الخالية من السكر مستوى السكر في الدم مستقراً بأغلب المشاركين، في حين رفعت الأطعمة السكرية مستوياته، لكن درجة حدوث ذلك تختلف بشكل كبير بين الأشخاص».

وأضافت: «كانت الطماطم من بين الأكلات التي رفعت مستوى السكر في الدم كثيراً لدى بعض الأشخاص، لذلك يجب على هؤلاء السيطرة على كميات تناولها. في حين قد يجد آخرون أن طعاماً معيناً سيئاً بالنسبة لهم، لكن عند جمعه مع طعام آخر، قد يصبح أفضل».

وتطوير استجابة البكتيريا قد يعالج السكري

ومن البيانات التي جمعوها، طور الباحثون خوارزمية حاسوبية تستطيع أخذ تركيبة بكتيريا الأمعاء والتنبؤ بكيفية تفاعل السكر في الدم مع الأطعمة المختلفة.

طلبوا من 25 مشاركاً تناول أطعمة «جيدة» لمستوى السكر في دمهم مدة أسبوع واحد، ثم تناول أطعمة «سيئة».

وقد غيرت الأنظمة الغذائية استجابة مستوى السكر في دمهم، ووازنت بنجاحٍ مستويات السكر في الدم.

تقول سيغال: «يمكن أن تتطور استجابات بكتيريا أمعائنا، وسكر الدم لدى الأفراد للأطعمة المختلفة مع الوقت، لكن هذا قد يأخذ وقتاً طويلاً، وستبقى أمعاؤنا قبل التغييرات وبعدها متشابهة أكثر مما لو قارناها بطريقة عملها مع طريقة عمل أمعاء شخص آخر».

وتجري سيغال الآن بحثاً على المصابين بالسكري ومقدمات المرض، وترى أنَّ وضع الأنظمة الغذائية بشكل يناسب كل شخص على حدة من خلال الخوارزميات -عند الحفاظ عليه فترة طويلة- قد يعكس كلاً من مرض السكري ومقدماته.

يأمل الباحثون أن تتاح علاجات مخصصة أخرى خلال السنوات الخمس القادمة، لكن يحتاج ذلك كثيراً من العمل.

وفك شيفرة الميكروبيوم جزء من حل أمراض السمنة

يقول كاشياب إن البكتيريا في أمعائنا قادرة على إطلاق استجابات بيوكيميائية معقدة.

وأضاف: «نحتاج الآن فهم طريقة تأثير هذه البكتيريا في كلٍّ من هذه العمليات، وتسببها في السمنة ومرض السكري، وهي أمراض معقدة متعددة العوامل».

وأضاف: «يعتبر الميكروبيوم أمراً قابلاً للتغيير، ويمكننا تعديله. وإذا كان بإمكاننا فهم طريقة البكتيريا في التحكم فيه، فينبغي عندئذ أن نكون قادرين على استهدافه على عدة مستويات تؤثر كل منها في علاج السمنة. إن الميكروبيوم بلا شك، جزء من أجزاء الحل».

اجمالي القراءات 765
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق