في عام 1996، وصل كازي منان إلى الولايات المتحدة قادما من قرية صغيرة في باكستان. كان في جيبه حينها أقل من خمسة دولارات، لكنه اليوم صاحب مطعم على بعد أمتار من البيت الأبيض.

منان قطع على نفسه عهدا في عام 2013 عندما افتتح مطعم "سكينة حلال غريل" في العاصمة الأميركية بأن يقدم وجبات مجانية للمشردين ومن لا يستطيعون دفع سعر المأكولات.

وفيما يبدو المطعم المتخصص في المطبخ الباكستاني والهندي، كغيره من المطاعم، إلا أنه بعيد عن ذلك بكثير. فإلى جانب الأكل اللذيذ المعروض للزبائن، لا يمكن للمرء أن يعرف أن المكان مفتوح أمام المشردين وكثير منهم يقصدونه مرة أو مرتين في اليوم حتى باتوا ضيوفا مألوفين.

وقال منان في مقابلة مع محطة ABC7 المحلية، إنه والعاملين في مطعمه يتبعون سياسة ثابتة منذ خمس سنوات وهي "إذا كنت جائعا أو فقيرا أو مشردا يمكنك أن تأكل مجانا هنا وتستمتع بذات الأجواء التي يحظى بها الزبائن الآخرون".

وأضاف أن مطعمه لا يتردد في إطعام من يقول إنه غير قادر على الدفع ولا يسأل أي أسئلة أو يصدر أحكاما على أي شخص، مشيرا "في يوم ما، كنت في وضع مماثل عندما لم يكن لدي ما يكفي لشراء ما يسد رمقي، عندما تمر بمطعم ولا تستطيع دخوله، عندما لا تكون لديك نقود، لا أحد يسمح لك بالدخول".

وقال إن الكثيرين يخشون من أن فتح الباب أمام المشردين سيؤدي إلى إفلاس مشروعه التجاري لأن "هؤلاء الأفراد ينظر إليهم على أن لديهم اضطرابات ومشاكل صحية ونفسية فضلا عن أنهم قذرون".

وأردف قائلا إن جوابه على أسئلة من ذلك القبيل هو "انظروا إلى حياتي، انظروا إلى مطعمي، هل يبدو لكم هذا قذرا؟". وتابع "أحاول طاعة الخالق من خلال الطعام".

ويقدر عدد الوجبات المجانية التي قدمها المطعم في عام 2018 بحوالي 16 ألفا، بحسب منان.

وأشاد مغردون أميركيون بما يقوم به منان وأعرب كثيرون عن احترامهم للرجل داعين غيرهم إلى التوجه إلى مطعمه من أجل مساعدته في مواصلة مبادرته النبيلة.

وغرد البعض بصور لهم في المطعم. آدم إستل كتب "عشاء رائع مع زملائي في مطعم سكينة الذي يملكه مهاجر باكستاني ويطعم المشردين مجانا".

وأعرب فرانس هوانغ عن احترامه لما يقوم به منان ومطعمه، مرفقا تعليقه بصورة أوردها تقرير ABC7 لمنان مع أحد المشردين الذي يتردد على المطعم منذ أربعة أعوام.

وكتبت آن روس "ملاك حقيقي".

وغرد كاي آر والن بصورة له مع منان.