الأنظمة الملكية لا زالت تقدم تنازلات لشعوبها.. تبعات الربيع العربي في بلدان أراد شبابها رأياً في إدا

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٣١ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


الأنظمة الملكية لا زالت تقدم تنازلات لشعوبها.. تبعات الربيع العربي في بلدان أراد شبابها رأياً في إدا

الأنظمة الملكية لا زالت تقدم تنازلات لشعوبها.. تبعات الربيع العربي في بلدان أراد شبابها رأياً في إدارة بلدانهم ونهاية الفساد والمحسوبية والغشّ

قبل ما يزيد قليلاً على 8 سنوات، أشعل بائع الفاكهة التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه في احتجاج فردي مرير على الحكومة خارج مكتبٍ حكومي. وفي غضون ساعات، خرج المتظاهرون إلى شوارع مدينته الصغيرة سيدي بوزيد. وإثر وفاته في المستشفى بعد مضيّ أسبوعين بقليل، انتشرت الاحتجاجات في أنحاء البلاد، وسرعان ما تسبَّبت بعد ذلك في إسقاط الرئيس وانتشرت إلى خارج تونس، في حالة اضطرابٍ إقليمي أُطلِق عليها «الربيع العربي».

يضيف تقرير صحيفة The Guardian البريطانية:كانت الاحتجاجات في البداية مدفوعة بمطالب ملايين الأشخاص الذين حرمهم المستبدون والديكتاتوريون من حقوقهم. أرادوا أن يكون لهم رأي في إدارة بلدانهم، ونهايةً للفساد، وإيجاد فرص أكبر في الاقتصادات المتعثرة جرَّاء المحسوبية والغشّ والبيروقاطية. وبمجرد أن أُطلِق العنان لغضبهم، كان هذا الغضب كافياً لإطاحة بعض المستبدين وهدَّد بجدية آخرين عديدين.

لكن في معظم المناطق لم تعقُب هذا الإصلاحات المأمولة. بل نشرت الانتفاضات الحرب والفوضى في أرجاء المنطقة.

تصل الآن معركة الديكتاتور السوري بشار الأسد من أجل الحفاظ على سلطته إلى نهايتها، لكنَّ البلد لا يمكن أن يلتئم مع بعضه البعض كما كان قبل الحرب. فمئات الآلاف قتلوا، ولا يزال الملايين مُهجَّرين، و»تبلقنت» سوريا بسبب نزوات القوى الخارجية، وقد لا تبدأ إعادة الإعمار قبل سنواتٍ كثيرة في بعض المناطق.

بالنسبة للعديد من دول الربيع العربي الأخرى تبدو آفاق المستقبل قاتمةً على نحوٍ مماثل. وإليكم ملخص لما حدث في البلدان الرئيسية الأخرى:

تونس

إلى جانب كون تونس مهد الربيع العربي، فإنَّها أيضاً قصة نجاحه الوحيدة. ففي غضون شهر من وفاة البوعزيزي، فرَّ الرئيس المستبد الذي حكم لأكثر من عقدين، زين العابدين بن علي، إلى المملكة العربية السعودية.

حلّ محل بن علي نظامٌ ديمقراطي عانى من الهجمات الإرهابية والمشكلات الاقتصادية، وكان بمثابة منارة أمل للنشطاء والمثقفين التقدميين في أنحاء المنطقة. لكنَّ هجمات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على صناعة السياحة الحيوية مثَّل ضربةً قوية، ولا تزال البلاد تعاني من أجل السيطرة على التطرف وتعزيز اقتصادها الضعيف لمحاربة بطالة الشباب.

مصر

أدَّت المظاهرات في ميدان التحرير إلى إسقاط الديكتاتور العسكري حسني مبارك في فبراير/شباط 2011، وظهرت نافذة أمل وجيزة حين جرت انتخاباتٌ ديمقراطية، لكنَّ مصر اليوم يحكمها من جديد جنرالٌ قمعي عديم الرحمة.

ففي عام 2013، استولى عبدالفتاح السيسي على السلطة من محمد مرسي، أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين التي باتت محظورةً الآن. كان مرسي قد فاز في الانتخابات قبل ذلك بعام، لكنَّ مؤيدي السيسي قالوا إنَّ مرسي كان يُركِّز على تعزيز سيطرته السياسية بدلاً من معالجة مشكلات مصر الاجتماعية والاقتصادية الكثيرة. وكان الداعمون الأجانب وكثير من الليبراليين المصريين أيضاً غير مرتاحين له.

رغم العنف وانتزاع الجيش للسلطة، رفضت الولايات المتحدة وصف إزاحة مرسي بالانقلاب. ولا يزال السيسي في السلطة، ويواجه المصريون من جديد القمع الشديد من الدولة البوليسية العائدة مجدداً، وذلك في ظل سجن المعارضين السياسيين والمنتقدين، بمن فيهم الفنانون والمثقفون. ويعاني الاقتصاد المضطرب، الذي مثَّل أحد الدوافع الكبرى للاحتجاجات الأصلية قبل إسقاط مبارك، كما كان يعاني قبل 2011، في ظل بقاء المصريين العاديين خارج دائرة ما يبدو أنَّه تعافٍ اقتصادي.

اليمن

أجبرت الاحتجاجات في اليمن الرئيس علي عبدالله صالح على ترك السلطة بعد 30 عاماً قضاها فيها، لكنَّ رحيله لم يأذن بالديمقراطية. بعد أن كانت الأحزاب السياسية تستعد للعمل بمخرجات حوار وطني استمر لأشهر، قام الحوثيون المدعومون من إيران باقتحام المدن بالسلاح لحكمها بالقوة، وتدخلٌ عسكري أجنبي في بدء دوامةٍ باتجاه حربٍ أهلية وحشية غالباً ما تكون طيّ النسيان.

وعانى شعب البلاد من أسوأ تفشٍّ للكوليرا في العالم، وتلوح مجاعةٌ في الأفق، وتعرَّض عشرات آلاف المدنيين للقتل أو التشويه جرَّاء القذائف والألغام. وضمن الضحايا حافلة كانت تُقِلُّ أطفال مدارس أُصيبت بصاروخ.

اتُّفِق على وقفٍ لإطلاق النار بوساطة من الأمم المتحدة في ميناء الحديدة الحيوي وميناءين آخرين. لكنَّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو مهندس التحرك الدولي في حرب اليمن، ليس مستعداً لتقديم تنازلات للحوثيين المدعومين من إيران، ويبدو أنَّ نهاية الأعمال العدائية بعيدة المنال جداً.

ليبيا

خلال الانتفاضة على الديكتاتور معمر القذافي، طُورِد العقيد الليبي حتى الإمساك به عند أنبوب صرف على جانب الطريق، ثُمَّ قُتِل وجُرَّ في الشوارع احتفالاً بالانتصار، وجرى عرض جثته.

لكنَّ الثوار انقلبوا على بعضهم بعد ذلك، وبات البلد منقسماً الآن، ومع أنَّه جرت الإطاحة بداعش من معقله في مدينة سرت، لا يزال التنظيم يعمل كقوة حرب عصابات.

وينتشر الإجرام والاتجار بالبشر بصورة كبيرة لدرجة أنَّ العصابات تقيم مزادات علنية لبيع الرقيق، ويُضطَّرُّ آلاف المهاجرين اليائسين من دول إفريقيا جنوب الصحراء كل عام إلى ركوب قوارب متهالكة من أجل رحلةٍ محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، ويلقى الكثيرون منهم حتفهم في البحر المتوسط. ويُتَّهم الاتحاد الأوروبي بتأجيج الصراع بدفعه أموالاً للميليشيات الليبية لوقف طرق التهريب. وتراجعت أعداد الناس الذين يخوضون رحلة عبور البحر، لكنَّ الآلاف عالقون ويعانون في سجون مؤقتة داخل البلاد.

بلدان أخرى

أبلت الملكيات بلاءً أفضل من المستبدين، لكن بدءاً من البحرين وصولاً إلى الأردن وحتى المغرب، اضطُّرَّ كل هؤلاء لتقديم تنازلات ولا يزالون يواجهون تداعيات الربيع العربي. قَمَعَ الحكام المُطلَقون لدول الخليج المعارضة الصغيرة التي كانوا يواجهونها. لكنَّ الانتفاضات في مناطق أخرى أقلقت هؤلاء القادة، ما دفعهم للدخول في صراعاتٍ خارجية، خصوصاً في اليمن، من أجل حماية سلطتهم. وهناك توتُّرٌ أكبر بين تلك الدول، لاسيما بين قطر والسعودية، وتسبَّبت الحروب في تعقيد علاقات بلدانهم مع الحلفاء الغربيين.

اجمالي القراءات 879
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق