في تعليقها على مقتل الصحافي السعودي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، أكدت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن هناك دولا عربية لا تملك سوى دعم النظام السعودي وولي العهد ولا تجرأ على النقد كون “ابن سلمان” يتحكم فيها عبر أموال معتمدا على فقر هذه الدول وظروفها الاقتصادية المتعثرة.

مقالات متعلقة :

وذكرت الصحيفة أن السعودية تستخدم ثرواتها النفطية “عصا وجزرة” لجعل حلفائها طوع بنانها.

ونقلت عن الخبير في شؤون بمعهد “رويال يونايتد سيرفيسيز” مايكل ستيفنس أن دولا عدة -مثل لبنان والأردن ومصر والبحرين- ستنضم إلى معسكر السعودية حتى لو فقدت نفوذها.

وقال بنبرة لا تخلو من سخرية “ليس بمقدور (تلك الدول) أن تفعل شيئا، فهي تحت كنف السعودية”.

وبحسب الصحيفة فإن دول الشرق الأوسط منذ الساعات الأولى لاختفاء خاشقجي اضطرت إلى موازنة مواقفها بحيث تحافظ على حظوتها لدى السعودية، في وقت تشير فيه تسريبات المسؤولين الأتراك إلى تعرض خاشقجي لجريمة قتل وتقطيع أوصال “بشعة”.

غير أن مواقف تلك الدول الحليفة ما لبثت أن تعقدت بعد اعتراف السعودية بحادثة الاغتيال.

ويرى السفير الأميركي السابق لدى آدم إريلي أن السعودية “تعيش لحظة شبيهة بما حدث في 11 سبتمبر”، وقال إن المسألة لدى السعوديين الآن هي “إما أن تكون معنا أو ضدنا”.

 

وساقت الصحيفة أمثلة على شراء السعوديين مواقف بعض الدول للانحياز إلى جانبها، فهذا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان آثر الأربعاء الماضي المشاركة في مؤتمر للاستثمار انعقد في رغم المقاطعة الدولية للحدث، فكافأه بستة مليارات دولار.

أما الملك الأردني عبد الله الثاني -الذي شارك هو الآخر في المؤتمر- فقد قادت السعودية حملة دعم خليجية له بمليارات الدولارات في شكل استثمارات ومنح بعد موجة الاحتجاجات الشعبية التي واجهها برنامجه للتقشف في وقت سابق من العام الجاري.

كما حضر مؤتمر الرياض ولي عهد البحرين ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وغمزت لوس أنجلوس تايمز مشيرة إلى الحادثة التي تعرض لها الحريري في الرياض قبل أقل من عام.

وهناك السعوديون أنفسهم الذين تقول الصحيفة الأميركية إن مئات الألوف منهم هرعوا إلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر للدفاع عن محمد بن سلمان وهاجموا كل من ينتقده.

ووفقا للصحيفة، فإن من العسير قياس مدى إخلاص أولئك السعوديين الذين قد يواجهون حظرا للسفر خارج المملكة وعقوبة السجن وحتى الإعدام إذا ما تجرؤوا بالتحدث في وقت غير مناسب أو على نحو غير حكيم.