لغتهم تُنطق ولا تُكتب وكانت سبباً في نصر أكتوبر، والموسيقى لا تنقطع من بيوتهم.. 8 أشياء تميز أهل الن

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عربى بوست


لغتهم تُنطق ولا تُكتب وكانت سبباً في نصر أكتوبر، والموسيقى لا تنقطع من بيوتهم.. 8 أشياء تميز أهل الن

لغتهم تُنطق ولا تُكتب وكانت سبباً في نصر أكتوبر، والموسيقى لا تنقطع من بيوتهم.. 8 أشياء تميز أهل النوبة

«أوشريا»، «ساع آوي»، «أوشريا»، هذه الكلمات كانت شيفرة الجيش المصري في حرب أكتوبر/تشرين الثاني 1973، وهكذا أُبلغوا ساعة الصفر: «اضرب في الثانية ظهراً»، لينطلق كل منهم إلى موقعه ويحققوا الانتصار الأكبر.

فكَّت إسرائيل كل الشيفرات التي استخدمها المصريون إبان الحرب، فكانت اللغة النوبية هي البديل الذي استعصى عليهم، وعليها اكتسبت اللغة التي تُنطق ولا تُكتب اسمها «لغة النصر».  يحتفل النوبيون في 7 يوليو/تموز من كل عام، في مختلف أنحاء العالم، باليوم العالمي للاحتفاء بهذه المنطقة وتاريخها وتراثها.

ولغتها التي تكونت من طبقات متراكمة من كل لغات ولهجات حوض نهر النيل، تكونت لتنسج اللهجة المستعصية على الفهم إلا من أهلها. كتابات مصرية وهيروغليفية وديموطيقية، مروراً باليونانية والعربية، فكانت لغة أهل النوبة.

يقسم النوبيون لغتهم إلى لهجتين: «لهجة نوبة الكنوز، ولهجة نوبة الفديكا»، والاختلافات بينهما ناشئة عن أصل كل من اللهجتين، فيعود أصل «الكنزية» إلى اللهجة «الدنقلاوية» نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل «الفديكا» إلى اللهجة «المحسية»، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان. اللغة النوبية تخلو من أداة التعريف؛ ولذا فإن كل الأسماء في النوبية معرَّفة ما لم يلحق بآخرها أداة التنكير.

ويقول أهلها إنها باتت -رغم تراجع التحدث بها من قِبل الأجيال الحديثة- أقدم لغة متكلَّم بها ومكتوبة، في تاريخ البشرية بعد اندثار الفرعونية والقبطية القديمة. يصرون في النوبة، سواء أكانوا من الكنوز أم الفديكا، على التحدث بها حفاظاً على بقائها، بعد انتشار الحديث باللهجة المصرية.

النوبة «الذهب والخير»

اسم النوبة مشتق من كلمة «نوب» وتعني الذهب، وسميت المنطقة بذلك؛ لوجود أكبر مناجم الذهب في أرضها بمنطقة العلاقي. وقد امتدت بلاد النوبة تاريخياً من جنوب مصر إلى جنوب نهر النيل، وانقسمت إلى 3 ممالك: كوش ومروي ونباتا. وضمت دول حوض النيل: إثيوبيا وتنزانيا والسودان والكونغو.

فن النوبة

يعكس الفن النوبي خصوصية الثقافة النوبية، ويتضمن رموزاً تعكس دلالاتها معتقدات شعبية، ويتجلى ذلك في الوشم الذي يتجمل به الرجال والنساء النوبيات على حد سواء، وفي الرسوم وبالفن الغنائي، حتى في طقوس الأعياد.

 

 

 

 

الفنان المصري محمد منير واحد من أشهر مطربي النوبة، وأغانيه يحفظها الكبار والصغار في مصر والعالم العربي، لا تقتصر على تلك المغنّاة بالعربية؛ بل تمتد الى الأغاني النوبية التي يرددها محبوه حتى دون فهم معاني كلماتها.

يجمع منير -وهو من مواليد مدينة أسوان جنوب البلاد عام 1954- بين موسيقى الجاز والسُّلَّم الخماسي النوبي، ومن بين أشهر أغاني منير النوبية، «سو يا سو»، و»شمندوره»، و»في عشق البنات»، التي لا يخلو منها أي عرس أو مناسبة في مصر.

أحمد منيب

وهو مطرب وملحن مصري نوبي، وُلد عام 1926، ذاعت شهرته في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن تمكن بالتعاون مع محمد منير والشاعر عبد الرحيم منصور، من دخول البيوت المصرية من خلال مجموعة من أروع الأغنيات.

أشهر أغانيهما «حدوتة مصرية»، و»الليلة يا سمرا»، و»يا إسكندرية» «في عنيكي غربة».

لا عرس بلا حنة

كانت الحنة، وخاصة حنة العروس، وما زالت، طقساً مصرياً في الأفراح، ومناسبة تجتمع فيها قريبات العروس وصديقاتها لنقش الحنة على أيديهن، لكن مؤخراً تطوَّر هذا التقليد ليصبح الاحتفال شبيهاً بالطريقة النوبية، وفيه تأتي «الحنّانة» والتي تكون من أهل النوبة إلى بيت العروس وسط أهلها، لتقوم برسم الحنة لها ولصديقاتها والمدعوين كافة.

كما لا تكتفي العروس بالحنة؛ بل إنها ترقص على الأغاني النوبية، فأصبح هناك فِرق نسائية خاصة بالفن النوبي، تنتشر في القاهرة ومدن الشمال المصري، مثل فرقة «هدهود» التي تغني وترقص بها فتيات نوبيات.

وأصبحت الفرق النوبية مطلوبة في يوم العرس ذاته، فيكون الرقص النوبي الذي يؤديه مجموعة من الراقصين جزءاً من فقرات يوم الزفاف، ومن بين أشهر الفرق «الشمندورة»، التي تقدم عروضها بالأفراح في المدن المصرية كافة شمالاً وجنوباً.

سنوات «يا أبو كَف رقيق وصُغَيَّر»

وفي محاولة منه لتقريب الثقافات بين المصريين العرب وأهالي النوبة، اختار التلفزيون الرسمي للدولة عرض أول شخصية كرتونية مصرية لتكون لصبي من أهل النوبة اسمه «بكار»، ليتم بث أولى حلقاته خلال شهر رمضان عام 1990، ويستمر عاماً بعد عام حتى 2006، ليتوقف عدة سنوات، ثم يتم عرض نسخة جديدة منه في 2015 بجودة 3D.

يبدأ مسلسل الأطفال بغناء بصوت محمد منير، يغني فيه «مِن قَلبه ورُوحه مصري، بكار، والنيل جوّاه بيسري».

«بكار» يحكي قصة صبي نوبي يعيش بين أهله، ومعه حيوانه المفضل «رشيدة»، وصديقه «حسونة»، وبمرور السنوات أصبحت أغنية المسلسل الكرتوني، التي غناها محمد منير، ضمن ثقافة أجيال عدة في مصر.

تقول كلمات النهاية: «يا أبو كَفّ رقيق وصُغَيَّر، وعيون فنان محتار.. ترسم أول ما هنرسم قمرة وحصان».

الرقص النوبي

أهم ما ميز الرقص الشعبي النوبي أنه رقص جماعي، يشترك فيه الرجال والنساء من كل الأعمار، وغالباً ما ترتبط الرقصات بمواسم مثل الزراعة والحصاد.

الزواج في النوبة

غالباً ما يتزوج الشاب النوبي في سن تتراوح بين 18 و22 سنة، أما الفتاة فمتوسط سن الزواج ما بين الـ15 والـ20 عاماً، وينبغي أن يتم الزواج بتراضٍ تام من جانب العروسين، عكْس ما هو متداول عن أهل النوبة أنهم يُجبرون على زواج الأقارب.

البيت النوبي

يتجسد عشق النوبي للألوان والزخارف في تصميم بيته، حيث تُزيَّن جدران المنزل من الخارج بنقوش شبه غائرة، تجمع بين الأشكال الهندسية، وصور الكواكب والنجوم.

كما يلجأ النوبي في تزيين بيته إلى استخدام أطباق خزفية تُرشَق في الجدران، وتحمل غالباً اللونين الأبيض أو الأزرق، وهما لونان يحملان دلالات تراثية لدى النوبي، لمنع السحر والحسد.

نضال ضد التهجير

يناضل النوبيون منذ زمن بعيد من أجل العودة إلى ضفاف بحيرة ناصر القريبة من قراهم الأصلية. في صباح العاشر من ديسمبر/كانون الأول 1902، كانت معالم 10 قرى نوبية قد اختفت من ضفاف وجزر نهر النيل.

البداية كانت مع بناء خزان أسوان، الذي ارتفع معه منسوب المياه خلف الخزان، ليُغرق 10 قرى نوبية تم تهجير سكانها، والهجرة الثانية حدثت في أثناء التعلية الأولى لخزان أسوان عام 1912، حين ارتفع منسوب المياه وأغرق 8 قرى أخرى، بعدها جاءت التعلية الثانية للخزان عام 1933 وأغرقت معها 10 قرى أخرى، حتى تم تهجير 18000 أسرة بطول 350 كيلومتراً مع بناء السد العالي فى الهجرة الرابعة، وإلى الآن لا يزال حلم العودة يراودهم.

اجمالي القراءات 2622
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق