العمارة الكويتية من البيوت الطينية إلى التصاميم الحديثة

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢١ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


العمارة الكويتية من البيوت الطينية إلى التصاميم الحديثة

العمارة الكويتية من البيوت الطينية إلى التصاميم الحديثة

 

  • تعكس الهندسة المعمارية وعي الشعوب وثقافتها وتطورها الاقتصادي، فقد انتقلت عمليات الإعمار والبناء في الكويت من البيوت الطينية إلى الفيلات والقصور ثم الأبراج والمولات بعد طفرة البترول ودخول الخرسانة المسلحة إلى البلاد، وصارت البنايات تعتمد على الهندسة والتصاميم بعد أن كانت تشيّد وفق معرفة وخبرة البنائين

 

البنايات المعاصرة روعة التصميمات وجمال المنظر

الكويت - انعكس ظهور النفط في الكويت والنهضة التنموية الشاملة على فن العمارة الكويتية فتحولت البيوت الطينية التي عمّت البلاد في خمسينات القرن الماضي إلى فيلات ضخمة وقصور من الطابوق والخرسانة المسلحة وبآخر التصاميم الحديثة.

غالبا ما تزخر مجالس الكويتيين ودواوينهم بأحاديث الأجداد العامرة بالمشاعر عن البيوت الطينية ودفئها ورحابتها وحتى برودتها صيفا وأنماط المعيشة حينها والتي بقيت منها أطلال دالة على تلك الحقبة من كويت الأمس.

وللإضاءة أكثر على هذا الموضوع التقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس الأحد باحثين ومتخصصين في تاريخ الكويت الحديث، إذ قال الباحث ومؤلف كتاب “لمحات عن تاريخ الكويت المعاصر” فهد العبدالجليل إن أقدم وصف للمعمار موثق في الكويت عائد للرحالة الحاج مرتضى ابن علوان عام 1709.

وأضاف أن ابن علوان نزل حينها إلى الكويت بعد عودته من الحجاز، فقال “دخلنا بلدا يقال له الكويت بالتصغير بلد لا بأس بها تشابه الإحساء في عماراتها وأبراجها ولكن دونها”.

وأوضح الباحث العبدالجليل أن فن العمارة في الكويت بدأ في القرن السابع عشر في حي الوسط (منطقة بهيته) على ساحل البحر حيث المنطقة مرتفعة ويقابلها “قصر السيف” وميناء الكويت القديم.

وذكر أن البيوت كانت تختلف حسب الإمكانيات المادية، فعلى سبيل المثال كانت الأسر الميسورة الحال تبني بيوتها من صخور البحر، أما أصحاب الدخل المحدود فكانوا يبنون بيوتهم من الطين، غير أن الأمطار الغزيرة كانت تهدم هذه البيوت الطينية، ويدل على ذلك ما حدث في سنة 1872 التي سميت “الرجبية” وفي “الهدامتين” (الأولى 1934 والثانية 1954).

وعن البيوت الصخرية بيّن أن أصحاب هذه البيوت كانوا يجلبون الصخور من منطقة “عشيرج” لبناء البيوت وتسوير “النقع” ، أي الميناء الصغير للسفن. ومن فوائد الصخر أنه يعمل على تبريد الهواء الحار صيفا ويصمد عند هطول الأمطار.

ولفت إلى أن أشهر البنائين الكويتيين آنذاك كانوا من عائلات الرباح والبحوه والبناي والفرحان، وكانوا يمتازون بالمهارة، وأشاد بهم الكثير من الرحالة، مثال ذلك ديوان “عائلة البدر” ومسجد السوق.

من جانبه قال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن إن الاستاد (البناي) يتولى تقييم حاجة صاحب البيت وعمل المخطط، ومن ثم يبدأ الحفر لتشييد الجدار بعمق متر وعرض 60 سم وهذا السمك يؤدي إلى الاحتفاظ بالبرودة صيفا والحرارة شتاء على أن يكون ارتفاع جدار الغرف 3 أمتار ونصف المتر.

بساطة المعمار لها سحرها ومزاياها

 

وأضاف المذن أنه بعد تحديد مكان النوافذ والأبواب و”الرواشن” لعمل دراوند (عتب من الخشب يوضع فوق الفتحات) يوضع الجندل، وتبعد الوحدة عن الأخرى مقدار 20-25 سم، وبعدها يصف الباسكيل الذي يكون عرضه 3-4 سم ويثبت بالمسامير ويكون مطليا بالسيالي الأسود للمحافظة عليه من التآكل. الرواشن مفردها روشنة، وهي فتحة في الحائط غير نافذة لوضع الأغراض والزينة والمباخر والمراشة والرمامين والمشكاة التي فيها المصباح وغيره، أما “الباسكيل” فعبارة عن سلايت من خشب البامبو كان يجلب من الهند ويستخدم للأسقف بعد وضع الجندل والبواري والطين.

وأوضح المذن أنه بعد ذلك توضع البواري ثم الطين الصلبي الذي يكون سمكه 15 سم وبعد ذلك الرماد، يليه الطين الصلبي المخلوط بالتبن. ثم توضع المرازيم (جمع مرزام ويستخدم لتحويل الماء من السطح إلى الخارج وله عدة أنواع من الخشب والتنك) واللحية ثم يمسح الطين بالتساوي مع الميل على المرازيم.

وللإشارة، فإن النقلة النوعية لفن العمارة كانت في زمن الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث تم تثمين البيوت في مدينة الكويت القديمة وانتقل بعدها أهل الكويت إلى المناطق النموذجية وسميت حسب الأحرف الأبجدية وكان أساس العمارة من الحجر.

وبشأن النقلة النوعية وبداية العمارة الحديثة، قال عميد كلية العمارة في جامعة الكويت الدكتور عمر خطاب إن بداية دخول العمارة الحديثة في الكويت كانت في خمسينات القرن الماضي مع دخول الخرسانة المسلحة في بناء المساك">وأشار إلى أن معظم البنائين جاؤوا من الدول المجاورة والقريبة مثل مصر وسوريا وإيران وباكستان، وذلك في جميع مراحل عملية البناء مثل وضع الخرسانة المسلحة والبناء باستخدام الطابوق والمساح والصبغ وباقي أعمال التشطيبات. 

اجمالي القراءات 3015
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الإثنين ٢٢ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[87856]

الخطأ الفادح في إلغاء مواد البناء القديمة و تصاميم المساكن !!


كانت مواد البناء المستخدمة قديما من البيئة المحلية غالبا و حدث تطور بسيط في كيفية بناء السقف فغالبا ما كانت تستخدم جذوع النخل كأعمدة و ( خوص النخل : الخوص هي ما ينتج عن النخلة في الجزء العلوي منها ليظلل عذوق الثمر ) و مع تطور الحركة التجارية البحرية كانت تستورد أخشاب المنغروف أو ما يسمى محليا في الخليج بخشب الجندل أو الكندل و من هنا بدأ يتوسع عرض الغرفة على حسب طول الخشب و الذي لا يزيد غالبا عن 4 متر .



الاشكالية حدثت بعد تغيير هذه المواد فتم إستبدال الطين و هو مادة خام من البيئة و هو بالمناسبة بارد صيفا و دافئ شتاء أي أنه ملائم تماما للبناء و لكن مع إستخدام مادة الاسمنت و الحديد المسلح و الصبيات الخرسانية تغير كل شئ في البناء و أصبحت الكلفة عالية جدا و إنتهت تماما مواد البناء القديمة و أصبحت العمالة الوافدة لا سيما من الهند و الباكستان و بنغلاديش هي العمالة المسيطرة على قطاع البناء و التعمير و مازالت .



كان من الأجدى تطوير مواد البناء الموجودة في البيئة و الاعتماد عليها و تدريب الأيدي العاملة المحلية و العمل على إيجاد تصاميم منزلية راقية إعتمادا على المواد الخام المتوفرة و هذا ما لم يحصل مما أوجد ثقافة جديدة في البناء و هي ثقافة لا تمت لثقافة أهل الخليج بصلة !!



نتج عن هذا أن يقضي الموظف طول حياته العملية و هو يسدد قيمة هذا البناء الشبيه بالسجن من كثر كمية الحديد المسلح و الطابوق الأسمنتي الصم و الجمود البنائي المقرف !!



كم كنت أحلم بتطوير مواد البناء الموجودة في البيئة المحلية الخليجية من ( طين و جص و بحص و حصحيص ( الحصحيص : أحجار البحر التي تلفظها الأمواج ) و جبس و غيرها ... 



شكرا لناقل الخبر فقد أرجعني لذكريات البيت الطيني و رائحة خشب الجندل و جذوع النخل و أوراقه .



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٢٢ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[87860]

عمارة الفقراء .


نعم استاذ سعيد ، ما اروع وأجمل بيوتنا القديمة المبنية من الطوب اللبن والأخشاب وجذوع النخل . فكانت تُعطى نوعا من الراحة النفسية والهدوء والطُمأنينة والكرم والتسامح فى المُعاملة ايضا ...وكان هُناك مُهندس عبقرى مصرى (يرحمه الله ) المهندس العالمى -ابو عمارة الفقراء -المهندس (حسن فتحى ) كان يبنى بها بيوتا وقرى جميلة  فى صعيد مصر  بشكل هندسى رائع على هيئة قباب عالية لتعمل وكأنها تكييف هوائى صيفا وشتاء ليُناسب طبيعة جنوب مصر وحرارته المرتفعة التى تُشبه ((الخليج ،والسودان ) تقريبا . وهى هندسيا افضل مواد خام ونظام عمارة يُناسب هذا المناخ الحار معظم ايام السنة ....



تحياتى ..



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق