بدأت العلاقات السعودية الصهيونية، خاصة بين أجهزة الاستخبارات، منذ عدة أعوام، تحت إشراف «بندر بن سلطان»، السفير السعودي السابق لدى واشنطن والمدير السابق لمجلس الأمن القومي السعودي، وبينما تدعم الرياض الرؤية الصهيونية في المنطقة، يسير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عكس ذلك الاتجاه، سواء فيما يخص ثورات الربيع العربي، أو القضية الفلسطينية حيث أكد إن بلاده تريد فتح سفارة لها في القدس الشرقية بعد تطهيرها من الاحتلال الصهيوني.

وجددت صحيفة "عكاظ" السعودية المقربة من بن سلمان، هجومها على الرئيس أردوغان، موجهة انتقادات لما سمّتها "أطماع الأوغاد الثلاثة"، في إشارة إلى أردوغان ونظيريه القطري والإيراني، ووصفت الصحيفة اليوم الأحد، الرئيس التركي بـ"الطربوش" يحاول إعادة مشروع الإمبراطورية العثمانية التركية، إلى جانب بسط النفوذ التركي على السعودية.

تطبيل للإمارات

ونسبت الصحيفة قولها لقناة العين الإماراتية، مدعية أن الأطماع التركية لا تختلف كثيرا عن الإيرانية، وكانت صحيفة عكاظ هاجمت الرئيس التركي عقب زيارته إلى السودان، موجهة انتقادات لأنقرة بعد الهجوم الذي شنه أردوغان ومسئولون أتراك على دولة الإمارات بسبب إعادة نشر وزير خارجيتها عبد الله بن زايد تغريدة اعتبرت مسيئة للعثمانيين.

ونشرت الصحيفة السعودية تقريرا، أطلقت على أردوغان فيه وصف حفيد "إسماعيل باشا"، في إشارة إلى "ابن محمد علي والي مصر الذي هاجم الدولة العثمانية وانقلب عليها واستقل بحكم مصر بعد أن خاض حروبا ضدها بتحريض ودعم غربي".

وقالت "عكاظ" إن زيارة الرئيس التركي للسودان تأتي "بعد أيام من حجر أعمى، رماه حفيد العثمانيين على جسد العرب ردا على بعثرة أوراقه بخطوط إماراتية"، في إشارة إلى الأزمة التي تسببت بها تغريدة وزير الخارجية الإماراتي.

صفعة ترامب

وصفع الرئيس التركي نظيره الأمريكي ترامب، عقب قرار منظمة التعاون الإسلامي بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فإنه يرغب في أن تكون سفارتهم في دولة فلسطين مقرها القدس الشرقية.

وأضاف أردوغان، في اجتماع عقده حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في مقاطعة كارامان بوسط الأناضول، "لقد أعلنا القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، لكننا لم نتمكن من فتح سفارتنا هناك لأن القدس تحت الاحتلال حاليا. إن شاء الله سوف نفتح سفارتنا هناك".

وتابع الرئيس، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "حرييت دايلي نيوز" التركية، "إن شاء الله يقترب اليوم الذي يسمح فيه لنا رسميا بفتح سفارتنا هناك"، مشددا على رفضه لقرار الرئيس الأمريكي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في 6 ديسمبر الماضي، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وأصدر أوامره لوزارة الخارجية بالبدء في إجراءات نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس