وول ستريت جورنال»: تأسيس «اتحاد سني» بقيادة السعودية فكرة خياليّة!

اضيف الخبر في يوم السبت ١٣ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


وول ستريت جورنال»: تأسيس «اتحاد سني» بقيادة السعودية فكرة خياليّة!

عندما اندلعت الاحتجاجات التي شهدتها إيران ضد النظام الشيعي الثيوقراطي في أواخر الشهر الماضي، كان رد فعل أبرز القوتين السنيتين الرئيسيتين في المنطقة مختلفًا، وفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.فمن جهة، شمتت المملكة العربية السعودية، التي تحتضن مدينتي مكة والمدينة المقدستين والتي تطمح إلى قيادة العالم السني بأسره، بهدوء في المشاكل غير المتوقعة لدى عدوها إيران. وعجت وسائل الإعلام العربية الموالية للسعودية بتغطية متحمسة للمتظاهرين الذين طالبوا بسقوط النظام في الجمهورية الإسلامية وتحدوا التدخل الإيراني في سوريا والعراق.

من جهة أخرى، اتخذت تركيا، التي سيطرت في عهد الإمبراطورية العثمانية على مكة والمدينة المنورة فترةً أطول بكثير من آل سعود، والتي لا ترغب في إخضاع مصالحها للرياض، اتخذت موقفًا آخر مغايرًا لموقف السعودية. اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الإيراني حسن روحاني للتعبير عن دعم أنقرة لطريقة مواجهة طهران للاحتجاجات. وصورت وسائل الإعلام الموالية للحكومة في تركيا التظاهرات الإيرانية كمؤامرة أمريكية وإسرائيلية، وهي نظرية أيدها لاحقًا أردوغان نفسه.

تقرير الصحيفة الأمريكية أشار إلى أنه وبالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط، فقد أبرز هذا الاختلاف مرة أخرى حقيقة أن أي فكرة لإقامة «تحالف سني»، ناهيك عن تحالف تقوده الرياض، لمواجهة القدرات الإيرانية في المنطقة هي فكرة خيالية في أحسن الأحوال.وفي حين بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤيد المطالبات السعودية بالقيادة الإقليمية في رحلته إلى الرياض في العام الماضي، فإن الحقيقة هي أنه من بين القوى الإقليمية السنية الكبرى، فإن الإمارات العربية المتحدة هي وحدها التي تتفق بشدة مع السياسات السعودية.

مصالح متضاربة

أما البلدان الأخرى: تركيا ومصر، وبطبيعة الحال قطر، فهي تشارك بشكلٍ متزايد في صراعٍ قويٍّ معقَّد ومتعدِّد الأبعاد ليس له علاقة تُذكر بالانقسام الطائفي في الشرق الأوسط. فقد لجأت قطر، التي قادت كلٌّ من السعودية والإمارات تحالفًا فرض حصارًا عليها لدعمها جماعة الإخوان المسلمين في العام الماضي، إلى إيران للمساعدة. وتزامن ذلك مع علاقات دافئة بين طهران والحليف السني الرئيس في قطر؛ تركيا.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز – أنقرة.وقال التقرير إنه على الرغم من المساعدات السعودية السخية، إلا أن مصر ليست حريصة على تبني النهج المناهض لطهران. يشعر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بحكومة الإخوان المسلمين في انقلاب عام 2013، بالعداء تجاه أردوغان الذي يؤيد جماعة الإخوان، أكثر من القادة الإيرانيين. وقد حافظت قاهرة السيسي أيضًا على علاقات حميمة مع نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران في سوريا، الذي حاولت السعودية المساعدة في الإطاحة به.

ونقل التقرير عن باسل سلوخ، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت قوله: «في نهاية المطاف، فإن المصالح الجيوسياسية هي التي تملي تصرفات الدول في المنطقة، وليس الهويات الطائفية، على الرغم من أن هذه الدول قد تستغل الخطاب الطائفي. وبالنسبة لتركيا، فإنها لا تريد أن ترى قيادة سعودية للعالم السني لأن لديها طموحاتها الخاصة بذلك».

بل إن هناك أرضية مشتركة ضئيلة للتنافس بين تركيا والإمارات، وهي خصمٌ صارخ لجماعة الإخوان المسلمين. كما أنها بلد يتنافس مع تركيا في جميع أنحاء المنطقة، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلَّق بالطرق البحرية الاستراتيجية في القرن الأفريقي، حيث أقامت الدولتان العديد من المواقع العسكرية ودعمتا وكلاء متنافسين. كما يتهم الكثير من مساعدي أردوغان الإمارات بالمشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في عام 2016 ضد الرئيس التركي، وهو أمر نفاه المسؤولون الإماراتيون.

وقال سنان أولجين، الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز إدام للأبحاث في إسطنبول: «ترى أنقرة أن الإمارات تحاول العمل بقوة أكبر من التأثير الحقيقي الذي يمكن أن تمتلكه مقارنة بحجمها، وهيكل سلطتها ومجموعة علاقاتها. الإمارات ليست السعودية، ووجهة النظر في أنقرة هي أنهم يحاولون إلحاق الأذي بتركيا».

بحسب التقرير، فإن الادعاءات التاريخية – وخاصة إرث الإمبراطورية العثمانية – تساعد في إشعال هذا التنافس الذي تجسد في سجال دار الشهر الماضي بين أردوغان ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد.

كان الوزير الإماراتي قد أعاد نشر تغريدة تتهم القوات العثمانية بقيادة فخر الدين باشا بنهب المدينة المنورة المقدسة واختطاف سكانها العرب في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى – وهي وجهة نظر عربية قومية واسعة النطاق تتعارض مع جهود أردوغان لتمجيد العصر العثماني. وردًا على ذلك، انتقد أردوغان مَنْ وصفهم بـ «الأشخاص البائسين» الذين قدموا مثل هذه الادعاءات «الزائفة». ثم أعاد تسمية الشارع الذي يوجد فيه مقر سفارة الإمارات بأنقرة وأطلق عليه اسم فخر الدين باشا.

اجمالي القراءات 1507
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق