قطر ليست الأولى.. شعوبٌ مُنعت من الحج ضريبة للسياسة

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٦ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً.


قطر ليست الأولى.. شعوبٌ مُنعت من الحج ضريبة للسياسة

منذ أن فجّر محمد البوعزيزي في شتاء 2010 ما بات يعرف بالربيع العربي؛ ومواسم الحج تبعًا تشهد أزماتٍ تحرم الآلاف من أداء الركن الخامس من الإسلام، أزمات عدة وقفت في  طريق بعض شعوب البلدان العربية إلى بيت الله الحرام، تحت دعوى الخوف من الإرهاب، والخوف من تكرار أحداث أليمة بات الحج يشهدها، وعقابًا لأنظمة على مواقفها السياسية.

لا يخلو موسم 2017 للحج من شعوب محرومة من الحج، فالأزمة الخليجية الأخيرة ستحرم القطريين هذه السنة من أداء مناسك الحج، في هذا التقرير نستعرض أبرز الدول التي مُنعت شعوبها من الحج وذهبت ضحية خلافات سياسية.

الحجاج القطريون غير مرحب بهم في السعودية

فجر الخامس من يونيو  (حزيران) الماضي أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، واتخذت جملة من الإجراءات ضد الدوحة، وكان للمعتمرين القطريين نصيبُ من تلك الإجراءات، حيث تم طرد المعتمرين القطريين وإخراجهم من الحرم ومن الفنادق السعودية ، تطبيقًا لقرار المملكة بوجوب خروج القطريين من السعودية في  مهلة 14 يومًا، وبالرغم من نفي السلطات السعودية مرارًا منعها القطريين وطردهم من الحرم، إلاّ أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في  قطر ذكرت في  تقريرها الأول أن ممارسة الشعائر الدينية في شهر رمضان لم تسلم هي الأخرى من إجراءات الحصار، حيث تم منع معتمرين قطريين من أداء مناسك العمرة، وأجبروا على مغادرة السعودية بطريقة مهينة، بحسبها. كما تم إجبارهم على العودة إلى الدوحة، لكن عبر مطار تركيا، وليس مباشرة من جدة إلى العاصمة القطرية، بحسب التقرير.

وأفادت صحيفة «الشرق» القطرية، أنّ اجتماع الشركات المخوّلة بتقديم الخدمات للحجاج مع وزارة الأوقاف القطرية، لمناقشة آخر تطورات موسم الحج في ظل الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية ودول أخرى، أفضى إلى اعتذار الكثير من المتعاملين، نظرًا لأن تلك الشركات تأكدت أنها لم تستطع  ضمان سلامة الحجاج المواطنين والمقيمين في البلاد من المضايقات والاستفزازات مثلما حدث خلال أيام العمرة، إلى جانب أنّ السفارة السعودية في الدوحة مغلقة تمامًا.

وصرّح صاحب أحد الشركات للصحيفة ذاتها، أنّ عددًا من المواطنين القطريين الذين أدوا مناسك العمرة خلال شهر رمضان الماضي، تعرضوا لمضايقات عديدة في المطارات، كما أن بعض مكاتب الخطوط الجوية الناقلة للمعتمرين في مطار «حمد الدولي» رفضوا نقل المعتمرين تنفيذًا لتعليمات الجوازات في جدة التي صدرت إلى مكاتب الطيران.

وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قد أكدوا مؤخرًا أن السلطات السعودية منعت المعتمرين القطريين من دخول أراضيها لأداء مناسك العمرة، بسبب الأزمة القطرية الخليجية الأخيرة.

واتهمت قطر السعودية بمحاولة تسييس الحج وذلك بمحاولة منع القطريين من أدائه على خلفية الأزمة بين البلدين وخاطبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، مبدية «قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية»، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، وتابعت اللجنة بالقول إنها ترتب لإلحاق شكواها للمقرر الخاص المعني بحرية الدين والعقيدة، بشكوى أخرى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى جانب خطوات واسعة في إطار تدويل الموضوع في كافة المحافل الدولية المختصة.

وأكدت السعودية عن طريق  وزارة الحج والعمرة أن حكومة المملكة ترحب بالحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها دولة قطر، بالرغم من الأزمة الحالية مع الدوحة. ومن جهتها أكدت هيئة الطيران المدني السعودي، والسماح للحجاج القطريين  بالسفر مباشرة من الدوحة إلى إلى السعودية، على أي خطوط طيران، عدا الخطوط الجوية القطرية في استثناءٍ لهم عن الحظر المفروض  للرحلات بين البلدين.


وكانت وزارة الأوقاف القطرية  أعلنت في بيان لها أن «وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن هذا الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين»، وطالبت الوزارة السلطات السعودية بإزالة العراقيل والصعوبات أمام الحجاج من دولة قطر.

وبحسب البرنامج الموضوع من إدارة الحج والعمرة قبل الأزمة ، كان من المفترض أن تتوجه حملات الحج عبر الجو إلى السعودية في 26 أوت المقبل، بينما تنطلق رحلات البر في 22 أغسطس (آب) القادم.

للعام السادس على التوالي.. سوريا ممنوعة من الحج

للسنة السادس على التوالي سيكون السوريون المتواجدون في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد ممنوعين من أداء مناسك الحج، واتهم مسؤول سوري نظام «بشار الأسد» بمنع المواطنين في مناطق سيطرته من أداء فريضة الحج لهذا العام، وقال «سامر بيرقدار»، مدير الحج في لجنة الحج العليا السورية، إن «نظام الأسد يمنع سفر كل من أخذ تأشيرة الحج على جواز سفره»،

ولم يصدر قرار رسمي عن النظام بخصوص منع الحجاج في مناطق سيطرته من السفر، إلا أن تسريبًا بتاريخ 20 يوليو (تموز) الماضي، طالب الحجاج  بمراجعتهم «فرع فلسطين» التسريب جاء كورقة تعميم لكافة فروع إدارة الهجرة والجوازات، موقع عليه من طرف اللواء ناجي النمير، وجاء في التسريب «وردت معلومات تفيد بقيام عدد من مكاتب الحج والعمرة في لبنان، بتأمين تأشيرات دخول لعددٍ من السوريين إلى السعودية عن طريق سفاراتها لتأدية الحج تحت إشراف الائتلاف السوري المعارض».

كما دعا إلى «عدم السماح للمواطنين السوريين الممهورة جوازاتهم بتأشيرات الدخول إلى السعودية بمغادرة القُطْر، إلا بعد تكليفهم بمراجعة شعبة الفرع 23 (فرع فلسطين)».

ومنذ عام 2012، بات «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» هو  الجهة المخولة، أمام وزارة الحج والعمرة السعودية، بتسجيل حجاج سوريا، سواءً في المناطق التي تخضع تحت سيطرة المعارضة، أو تلك المناطق التي تخضع لسيطرة النظام، بالإضافة إلى الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، بتركيا والأردن ولبنان والدول الخليجية.


وحسب لجنة الحج السورية العليا،
فإن نحو 15 ألف حاج سوري يشارك في موسم الحج لهذا العام؛ ستة آلاف و500 من اللاجئين في  كلٍ من  لبنان والأردن وتركيا ومصر ودول الخليج العربي، وأربعة آلاف وخمسمائة حاج من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وأربعة آلاف من المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري.

الحجاج اليمنيون.. ضحية الكوليرا

بعد تدخل السعودية في اليمن عبر قيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية، فرضت الرياض مجموعة من القيود على حجاج اليمن في  محاولة للضغط على الحوثي وأنصار صالح، ومع انتصاف  الحرب عامها الثالث، تتقلص يومًا بعد يوم آمال اليمنيين في أداء فريضة الحج في هذا العام، في ظل رواج أخبارٍ عن دراسة السعودية مشروع قرار يقضي بمنع الحجاج اليمنيين من دخول أراضيها لأداء مناسك الحج، وهذا بداعي منع الدول التي ينتشر فيها وباء الكوليرا من أداء الفريضة، إذ تجتاح الكوليرا 21 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية.


تفشي الكوليرا باليمن

وبالرغم من عدم رسمية القرار إلى الآن، إلا أن الشكوك تساور أكثر من 24 ألف حاجٍ يمني مسجلين لموسم الحج هذا العام،

وأكد وكيل قطاع الحج والعمرة في وزارة الأوقاف اليمنية عبد الله عامر، خلال مؤتمر صحفي عقد في صنعاء، «أن السعودية ماطلت في إعطاء التصاريح لخمسة عشر ألف حاج يمني في مسعى لتفويت فُرصة الحج عليهم»، واتهمت جماعة «أنصار الله» الحوثية المملكة السعودية، بـ«منع الحجاج اليمنيين من أداء فريضة الحج».

وكانت منظمة الصحة العالمية وجهت تحذيرات بشأن انتشار وباء الكوليرا بدرجة رئيسة في اليمن، وأشارت المنظمة إلى أن احتمال انتشار الوباء خلال موسم الحج يمثل التهديد الأخطر.

يذكر أن السعودية اتخذت إجراءات احترازية نصت على عدم استقبال اليمنيين على أراضيها، ما لم يحملوا شهادة طبية تفيد بخلوهم من الكوليرا، وتفرض السعودية منذ أكثر من عام حظرًا على دخول اليمنيين إلى أراضيها؛ إذ تمنع إصدار أي تأشيرات لهم.

خوفًا من الإرهاب.. لا حج لفلسطينيي الخارج

في مطلع العام الماضي، أصدرت السلطات السعودية قرارًا يحظر على الفلسطينيين المقيمين بالدول العربية تأدية مناسك الحج والعمرة، إلا بجواز فلسطيني خاص تمنحه السلطة الفلسطينية، مبررة القرار بأنه صدر لمنع دخول عناصر إرهابية إلى المملكة، القرار صدر بحق اللاجئين الفلسطينين المتواجدين في سوريا، لكنه عمم لاحقًا على فلسطينيي الشتات، وليس حاملي الوثائق السورية فقط كما تقول السعودية؛ مما أثار مشاعر الغضب لدى الكثير من الفلسطينيين المتواجدين خارج الأراضي، وفي تبرير للخطوة السعودية قال جهاد الحرازين أستاذ القانون الدولي بجامعة غزة والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، «إن القرار صدر من قِبَل وزارة الحج والعمرة السعودية بمنع حملة الوثائق الفلسطينية من أداء شعائر الحج أو العمرة؛ بدعوى أن المملكة لا تستطيع ترحيل هؤلاء الأشخاص حال تواجدهم بأراضيها»، وأضاف أن حجاج فلسطيني  الشتات يمتلكون إقامات بالدول المضيفة، وسيعودون إليها مرة أخرى بعد إنهاء الشعائر الدينية بالسعودية.


صورة لفلسطينيي الشتات

وكمحاولة لامتصاص الغضب الفلسطيني أعلن الملك سلمان استقباله ألف حاج فلسطيني من ذوي  الشهداء، من جهتها أعلنت السلطات المصرية، فتح معبر رفح منتصف الأسبوع المقبل ولمدة أربعة أيام؛ لسفر الحجاج الفلسطينيين من غزة للديار الحجازية، لأداء مناسك الحج لهذا العام.

الليبيون.. من الصلاة في الحرم إلى سجون حفتر

اعتقلت السلطات السعودية ثلاثة معتمرين ليبيين وسلمتهم إلى قوات حفتر، حيث يقبعون الآن في سجن قرنادة، وطالبت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج  من الخارجية السعودية الكشف عن مصير ثلاثة  ليبيين موقوفيْن في السجون السعودية منذ 25 يونيو (حزيران) الماضي بعد اعتقالهم عقب أدائهم العمرة.

وقالت القنصلية الليبية العامة بجدة في رسالة موجهة للسلطات السعودية إنها وبعد اتصالات مستمرة مع الأجهزة السعودية تلقت من الداخلية السعودية ردّا يفيد بتسليم المعتقلين بعد التنسيق بين الديوان الملكي السعودي وحكومة الشرق الليبية التابعة لحفتر، وأفادت مراسلات للقنصلية العامة الليبية في جدة مع السلطات السعودية أن المعتقلين خضعوا لتحقيقات من طرف الأمن السعودي، ومن ثم أودعوا في زنزانات فردية.

الحجاج الإيرانيون يعودون هذه السنة

وصلت نهاية الشهر الماضي طلائع أولى قوافل الحج الإيرانية إلى السعودية، بعد مقاطعة دامت سنتين، على خلفية حادث التدافع الشهير بمنى قبل سنتين، حادث نتج عنه مقتل 769 حاج، أغلبهم إيرانيون، وحملت الحكومة الإيرانية المسؤولية عن الحادث  للسلطات السعودية.

وكان في  استقبال الحجاج الإيرانيين نائب وزير الحج السعودي، محمد بن صالح البيجاوي، ونقلت وكالة أنباء« إيسنا» الإيرانية عن البيجاوي، قوله خلال استقباله الحجاج الإيرانيين، إن «المملكة العربية السعودية تعمل على ضمان سلامة ورفاهية الحجاج، ووفرت كافة الإمكانيات لهذا الموسم لتوفير الراحة للحجاج»، وأضاف البيجاوي أن «الحجاج الإيرانيين مرحب بهم في المملكة، ونتمنى أن نقدم خدمات جديرة لبعثة الحج الإيرانية من أجل أن تكون رحلتهم مليئة بالروحية والسلامة».

ويبلغ عدد الحجاج الايرانيون هذا الموسم زهاء 86.5 ألف حاج، يتنقلون عبر 335 رحلة طيران، تشرف الخطوط الجوية الإيرانية مناصفة مع نظيرتها السعودية على تلك الرحلات.

 

 

حادثة الرافعة

وفي  حفل توديع الحجاج  قال المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي»، إن أمن الحجاج هو «مسؤولية الدولة التي تحتضن الحرمين الشريفين،» مضيفًا: «لا ننسى ما حدث في حج عام 2015، وقد كانت هناك بعض الهواجس بشأن حج العام الجاري، ومسؤولو المجلس الأعلى للأمن القومي – ولحسن الحظ – قرروا إيفاد الحجاج هذا العام»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»

اجمالي القراءات 1923
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق