فورين بوليسي»: الأمير بن سلمان سيحكم السعودية لنصف قرن

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٣ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


فورين بوليسي»: الأمير بن سلمان سيحكم السعودية لنصف قرن

 

علقت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية على القرارت الملكية الأخيرة التي صدرت في المملكة العربية السعودية، والتي قضت بإعفاء الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي، من مهام منصبه وتعيين الأمير محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي المفضل وولي ولي العهد، بدلًا عنه في خطوة تقربه من اعتلاء عرش البلاد، بقولها: إن الأمير الشاب الذي لا يتجاوز عمره 32 عامًا، سيحكم المملكة لخمسين سنة قادمة.

استهل تقرير المجلة الأمريكية بقوله: «قبل أن تشرق الشمس صباح الأربعاء في المملكة العربية السعودية، تم تغيير نظام الخلافة في المملكة بطرق من المرجح أن تشكل قيادتها لعقود قادمة». وأضاف التقرير أن القرارت التي مثلت انقلابًا، وهزة كانت متوقعة على نطاق واسع، على الرغم من أن توقيتها لم يكن كذلك.

بدأ بن سلمان بتوطيد سيطرته على الإدارات الحكومية منذ أن بزغ نجمه ليصبح نائب ولي العهد في عام 2015. واليوم، يسيطر بن سلمان على جميع منافذ السلطة السعودية، المحلية والأجنبية، سواء بشكل مباشر أو من خلال شبكة متنامية من الشباب المعينين.

التقرير نقل عن الدبلوماسي السعودي عبد الله الشمري قوله: «لم يكن هناك مفاجأة في هذا القرار. لم يكن سرًا أن محمد بن سلمان كان أقوى شخصية في السعودية في السنة الأخيرة».

وقد نظر المستشارون والمؤيدون إلى صعود بن سلمان باعتباره تحولًا، وكانت هناك حاجة إليه من حكم الجيل الأكبر سنًا إلى حكم مجموعة جديدة من التكنوقراط المتحمسين. وقال سلمان الأنصاري، مؤسس ورئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية السعودية: «بعد هذه المراسيم، أصبحت السعودية الآن أكثر استعدادًا لتمثيل شبابها وتلبية احتياجاتهم المتزايدة»، بحسب ما نقل عنه التقرير.

التقرير استعرض الظهور البارز للأمير الشاب خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أنه كانت هناك ثمة توقعات لما يمكن أن يحققه إلى حد كبير، دون أن يحقق انتصارات كبيرة حتى الآن.

اقرأ أيضًا: من هم رجال «محمد بن سلمان» في السُلطة؟

تحديات داخلية

ففي الداخل، وعد بن سلمان بتوفير فرص عمل لشباب البلد المتنامي (والعاطلين عن العمل). من خلال الخصخصة الجزئية لشركة النفط الحكومية السعودية، أرامكو، فقد تعهد بتحريك الاقتصاد بعيدًا عن النفط. ويمكن أن يتم ذلك مع الحفاظ على الامتيازات، مثل التعليم المجاني والرعاية الصحية، كما قال. وبالتزامن مع المراسيم التي أعلنت مؤخرًا، وعدت الدولة بدفع بدلات الموظفين، التي تم استقطاعها في سبتمبر (أيلول) الماضي، بأثر رجعي.

تحديات خارجية

أما في الخارج، فقد أثبت بن سلمان أنه لا يقل طموحًا. كان من بين المناصب الأولى التي شغلها منصب وزير الدفاع، وهو المنصب الذي استخدمه ليبرز كواجهة للتحالف الذي تقوده السعودية التي تشن حربًا في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران. دمرت الضربات الجوية السعودية البنية التحتية الضعيفة في اليمن وتركت البلاد على شفا المجاعة، وفق ما أورده التقرير.

كما قاد بن سلمان حملة من أجل الفوز بدعم البيت الأبيض الجديد. ويبدو أن هذا الجهد كان ناجحًا للغاية: فقد زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض في أول رحلة خارجية له كرئيس، ومنذ ذلك الحين ينحاز بشكل واضح لسياسات السعودية في المنطقة، وعلى الأخص في عداءها تجاه إيران.

ولا شك أن بن سلمان يأمل في دعم ترامب في صراع إقليمي آخر أيضًا. تتعرض السعودية حاليًا لأسوأ أزمة سياسية داخلية في تاريخ مجلس التعاون الخليجي، حيث انضمت إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر وقائمة متزايدة من الدول الأخرى لوقف او خفض العلاقات الدبلوماسية مع قطر. واتهمت الرياض وحلفاؤها الدوحة بدعم الإرهاب. وقد منعت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وصول القطريين إلى مجالها الجوي وطرقها البرية وحظر المواقع القطرية وقنوات التلفزيون وطردت المواطنين القطريين.

قاد بن سلمان حملة من أجل الفوز بدعم البيت الأبيض الجديد. ويبدو أن هذا الجهد كان ناجحًا للغاية: فقد زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض في أول رحلة خارجية له كرئيس

وفقًا للتقرير، يجلب إعلان يوم الأربعاء بعض الوضوح لهذه الأزمة. إن قرار السعودية بقطع العلاقات مع قطر يرسل بيانًا واضحًا حول ما يمكن أن تتوقعه الدوحة من الرياض في العقود المقبلة. مثل الرئيس التنفيذي الجديد الذي يمشي للمرة الأولى في قاعة اجتماعات معادية، وضع بن سلمان القاعدة: السعودية تضع قواعد اللعبة، ولن تتسامح مع كسرها.

ونقل التقرير عن ديفيد روبرتس، الأستاذ المساعد في جامعة كينغز كوليج لندن ومؤلف كتاب «قطر: ضمان الطموحات العالمية للمدينة- الدولة»، قوله: «لطالما افترض البعض أن محمد بن سلمان لعب دورًا رئيسًا في الانضمام أو المبادرة بقرار بحظر قطر، هذا ما أصبحنا نعرفه الآن».

اقرأ أيضًا: لعبة العروش في السعودية: انقلاب ملكي على الأمير محمد بن نايف

تحجيم دور بن نايف

 

وفي الداخل، أيضًا، تبدو حملة التغيير والاستبدال للموظفين الحكوميين منطقية في سياق الإعلان الذي تم يوم الأربعاء. ففي أبريل (نيسان) الماضي، قاد بن سلمان عملية إعادة تنظيم الديوان الملكي، وهي هيئة مكافئة لما نسميه مجلس الوزراء، لتشكيل مركز أمن وطني يخضع لإشرافه الشخصي. المركز، الذي كان الغرض من تأسيسه هو جمع كل الشؤون الأمنية والدفاعية، جعل الكثيرين يتساءلون عما تبقى من سلطة ولي العهد حينها، محمد بن نايف، والذي كان حينها وزيرًا للداخلية (وهو المنصب الذي أعفي منه رسميًا يوم الأربعاء).

قال التقرير: إن دور محمد بن نايف كان قد تقلص أكثر في نهاية الأسبوع الماضي بسبب المراسيم الملكية التي نقلت سلطة الملاحقة القضائية، وهي إدارةٌ شبيهةٌ بإدارةِ النيابة العامة، من مقرها التاريخي في مكتب ولي العهد إلى هيئة مستقلة اسميًا تقدم تقاريرها للملك مباشرة.

وأردف التقرير بقوله: «حين نستعيد هذه الإجراءات، يبدو من الواضح أن هذا الاقتطاع البطيء لسلطات محمد بن نايف كان واحدًا من الإشارات القوية أن ثمةَ تغيير جذري قادم. لم يأت التغيير تلقائيًا: كان محمد بن نايف زعيمًا محترمًا وكان له أنصاره داخل العائلة المالكة، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت بعض المحللين إلى استبعاد احتمال إقصائه من منصب ولي العهد، ولكن، ولكي يضمن دعمَ العائلة المالكة، قضى الملك سنتين في تقديم وترقية ابنه لشغل المنصب بدلًا عن القيام بتسميته وليًا للعهد منذ البداية».

كان الحلفاء الغربيون قد شعروا بالارتياح عندما تم تسمية محمد بن نايف لأول مرة على وليًا للعهد بعد وقت قصير من تولي الملك سلمان السلطة في عام 2015. وباعتباره الشريك الأمني ​​الرئيس في الغرب في الحملة ضد تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، فهو رجل يعرفونه جيدًا. وقد نجا محمد بن نايف من أربع محاولات اغتيال.

ونقل التقرير عن سلطان السعد القحطاني، رئيس تحرير موقع «الرياض بوست»، قوله: «ستظل جهود محمد بن نايف ماثلة في الأذهان لفترة طويلة لما قام به لتأمين البلاد. ربما يكون لدى الناس مشاعر مختلطة حول تقاعده بعد ثلاثة عقود من العمل».

أوضح التقرير أن المراسيم الأخيرة جاءت في وقت كان فيه العديد من السعوديين يتناولون وجبة السحور في أحد الأيام الأخيرة من رمضان. في بداية الأسبوع القادم، ستبدأ احتفالات عيد الفطر. وبهذه الروح، يبدأ بن سلمان فترة ولايته بإعلان أن المملكة قد مدت عطلة عيد الفطر الرسمية لأسبوع إضافي.

وبينما تعهد محمد بن نايف بالولاء لولي العهد الجديد، كان بن سلمان الذي انحنى بعمق أمام ابن عمه الأكبر سنًا، يقبل يده مرارًا وتكرارًا في علامة تدل على الاحترام.

وقد تكون كلمات محمد بن نايف القصيرة في هذا اللقاء – بحسب التقرير – أفضل ملخص لما يكمن وراءه وما ينتظره. لقد مضى زمن زعماء الخليج الذين يكترثون بالعمر أو الاعتبارات الرسمية. وقد رفض الجيل الجديد مثل هذه المفاهيم لصالح شكل أنقى من الطموح. سواء في مواجهة إيران، الضغط على قطر، أو تحقيق طفرة اقتصادية، ليس هناك لديهم مجال للتراجع.

اجمالي القراءات 1712
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق