ضيق المُستبد الشرقى .هل يستمر شهر العسل بين ترامب والعرب؟

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٩ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


ضيق المُستبد الشرقى .هل يستمر شهر العسل بين ترامب والعرب؟

بات كثير العرب - من القاهرة إلى قطر - يدعون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أبو إيفانكا الأمريكي". وبعد أن كان يوصف بأنه متهور ومعاد للإسلام، أصبح أكثر الرؤساء الأمريكيين شعبية في العالم العربي منذ قيادة جورج بوش عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991. فما هو السر وراء ذلك؟

اسأل أي شخص في العالم العربي عن رأيه في الرئيس السابق باراك أوباما، وسيجيبك أن سنواته الثمانية في البيت الأبيض، والتي بدأها بخطاب عنوانه "بداية جديدة" ألقاه في القاهرة عام 2009، كانت مخيبة للآمال.

مصدر الصورة AFP
Image caption أوباما كان قد تخيل إمكانية نجاح الديموقراطية الغربية في العالم العربي

فقد شهد العالم العربي اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وخروجها عن السيطرة وإطلاق أسلحة كيميائية على المدنيين خارج دمشق وعدم إحراز تقدم ملموس في اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

والأسوأ من كل ذلك، كان موقف أوباما من إيران والذي اعتبرته دول الخليج متساهلا، وقد أثار هذا الموقف شكوكها من أن أوباما يستعد ليقلل من قوة علاقات واشنطن معها.

وقال مصطفى علاني مدير إدارة الأمن والدفاع في مركز الخليج للبحوث: " الناس في الشارع العربي تعبوا من أوباما، فخلال فترة حكمه شاهدنا صعود ما يطلق عليها الدولة الإسلامية، ودخول روسيا المنطقة، والتوسع العدواني الإيراني في الشرق الأوسط."

مصدر الصورة FRANK GARDNER
Image caption ترامب معروف بمشاريعه في الخليج قبل توليه الرئاسة

وعندما جاء ترامب حاول حظر دخول مواطني دول ذات أغلبية مسلمة لم تهاجم أي منها أمريكا قط.

لكن يبدو أن العالم العربي تجاهل هذا الموقف على نطاق واسع أمام الموقف الحازم الذي اتخذه ترامب في سوريا لدرجة أن أحد الهاشتاغات كان " نحن نحبك يا ترامب."

وما أثار إعجاب الناس هو رغبته في العمل عكس أوباما الذي يراه الكثيرون في المنطقة، وربما كانت نظرة غير عادلة، ضعيفا وغير حاسم ولا يبدي اهتماما حقيقيا بالشرق الأوسط.

حظي الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة سورية بترحيب في العالم العربي


وتسود حالة من الارتياح في أروقة الحكم في العديد من العواصم العربية لوجود الإدارة الجديدة.

فخلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن مؤخرا، استقبل بالحفاوة والإشادة من قبل ترامب ولم يكترث كثيرا لملف حقوق الإنسان باسم الأمن القومي.

وكانت إدارة أوباما منزعجة للغاية من الخسائر بين المدنيين في اليمن والناجمة عن القصف الصاروخي السعودي وهو الموقف الذي اتخذت إدارة ترامب عكسه تجاه نفس القضية.

مصدر الصورة Getty Images
Image caption ترامب والسعودية يتشاركان العداء لإيران

كما كانت إدارة أوباما منزعجة من سجل السعودية والبحرين في مجال حقوق الإنسان في حين تسعى إدارة ترامب لتعزيز علاقتها معهما.

وقد تلقى مايك بومبيو، المدير الجديد لوكالة الاستخبارات الأمريكية، في وقت سابق من العام الحالي استقبالا حارا في عاصمتي البلدين.

وفيما يتعلق بإيران كان حكام مصر والأردن ودول الخليج يخشون من تجاهل إدارة أوباما لما يرونه توسعا إيرانيا ناتجا عن اتفاق إيران النووي مع القوى الكبرى عام 2015، لكن إدارة ترامب طمأنتهم بخطابها العدواني إزاء طهران.

مصدر الصورة Reuters
Image caption موقف ترامب من المستوطنات الإسرائيلية والقدس أثار غضب الفلسطينيين

ورغم ذلك تسود بعض الشكوك تجاه سياسات ترامب ونواياه المستقبلية. فقد كتب جيمس زغبي، مدير المعهد العربي الأمريكي في صحيفة "ذي ناشونال" التي تصدر في أبوظبي، في فبراير/شباط الماضي يشكو مما وصفه بالتوجه المعادي للمسلمين والسياسات التي قد تدفع القاعدة وقادة إيران لتوجيه الشكر لترامب.

وأضاف قائلا إن ما يريده العالم العربي هو علاقة مع شريك أمريكي يتعاون معهم من أجل استقرار المنطقة.

وقال علاني لبي بي سي إن أسهم ترامب ارتفعت بالتأكيد بعد الهجوم الصاروخي على القاعدة الجوية السورية، ولكن مازال هناك الكثير من الشكوك في المنطقة تجاه نواياه المستقبلية وما يتوقعه من الزعماء العرب في مقابل الدعم الأمريكي.

وتساءل: "ما الذي سيطلبه منا في المقابل؟ هل يريد المال أم مشاركة في عملية عسكرية أم شيئا آخر؟"

وأضاف قائلا:" قد نتفق مع واشنطن حول أهداف مشتركة في المنطقة، لكن ربما تظل هناك خلافات حول كيفية تحقيقها."

اجمالي القراءات 706
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق