مترجم: ترامب سيجعل «داعش» عظيمةً مرةً أخرى!

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٢ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


مترجم: ترامب سيجعل «داعش» عظيمةً مرةً أخرى!

في مقاله لصحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية، انتقد روبرت بيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو والباحث في شؤون الأمن الدولي وبالأخص عمليات الإرهاب الانتحارية، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر مسلمي سبع دول من دخول الولايات المتحدة، إذ يرى بيب أن هذا القرار ليس حلًا لمقاومة الإرهاب، وإنما يساعد عليه. وطالب بيب بأن يتم رفع هذا الحظر على الفور إذا ما كان الرئيس الأمريكي يرغب في تحقيق الأمن في بلاده بالفعل.

يقول بيب إن الولايات المتحدة اليوم أقلّ أمنًا مما كانت عليه يوم الجمعة الماضية، والسبب في ذلك هو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول اللاجئين والمواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة. وفقًا للكاتب، فإن هذا السيناريو ستكون له عواقب سيئة بلا شك، إذ إنه يوحي للجماعات المتطرفة بفكرة أن الغرب قد أعلن الحرب على المسلمين. وبالتالي فإن هذه الظروف هي المحفز الرئيس لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وغيرها من الجماعات الإرهابية لتنفيذ هجمات تستهدف الأمريكيين.

الدافع لتنفيذ الهجمات الإرهابية

تفجيرات مدريد (مارس/ آذار 2004)

وقد شهد الغرب والولايات المتحدة عدة هجمات إرهابية من إسلاميين متطرفين خلال السنوات العشرين الماضية، مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وتفجيرات مدريد في مارس (آذار) 2004، وتفجيرات لندن في يوليو (تموز) 2005، وهجومي سان برناردينو وأورلاندو خلال العامين الماضيين. العامل المشترك بين كل هذه الهجمات هو أنها نُفذّت بواسطة متطوعين.

على الرغم من أننا نندهش من تنفيذ الإرهابيين لتلك الهجمات باستخدام أدوات عادية مثل قاطع الصناديق الورقية أو من قدرتهم على إخفاء المتفجرات، إلا أن العامل الأهم في نجاح هذه الهجمات هو الإرهابيون أنفسهم، لأنه بدون رغبة الأفراد في التخطيط لمثل هذه الهجمات وتنفيذها، لم تكن لتُنفَّذ. لذلك فإن مقياس قوة أي جماعة إرهابية يعتمد على عدد الإفراد في التنظيم المستعدين لتنفيذ الهجمات، وفقًا لما ذكره الكاتب.

يرى بيب أن السبب الأول في تطوع منفذي تلك الهجمات، هو الدعاية التي تنشرها تلك الجماعات من مقاطع فيديو، ومقاطع صوتية، ومواد مطبوعة.

وقد قام بيب هو وفريقه البحثيّ بالعمل على مشروع شيكاغو الأمني «Chicago Project on Security and Threats» على مدار 15 عامًا، ودرسوا أكثر من خمسة آلاف شملت هجمات انتحارية في جميع أنحاء العالم منذ عام 1980 وهجمات إرهابية غير انتحارية. لا شك أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات مدريد ولندن، وهجمات باريس وسان برناردينو وأورلاندو، ليسوا نتاج سنوات من غسيل الدماغ في المدارس ولا نتاج الإجبار، ولا الفقر، ولا البطالة، ولا الجهل. لكن أكثر من نصف الإرهابيين من المسلمين في جميع الهجمات الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا كانوا من الطبقة الوسطى، وأكملوا التعليم الجامعي، ولديهم وظيفة، بحسب ما ذكره المقال.

وفقًا للكاتب، فإن ما يحفز هؤلاء لمهاجمة الغرب هو اقتناعهم بأن المجتمعات الإسلامية تحت تهديد من الغرب، لذلك يحاولون التصدي له.

الكلمات التالية التي وجهها محمد صديق خان، المدبر الرئيسي لتفجيرات لندن، للشعب البريطاني في فيديو قام بتسجيله، تثبت ذلك. يقول صديق خان «حكوماتكم المنتخبة ديمقراطيًا ترتكب الفظائع باستمرار ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، ودعمكم لهم يجعلكم مسئولين مسئولية مباشرة، مثلما أنا مسئول عن حماية إخواني وأخواتي المسلمين والثأر لهم. ستظلون أهدافًا لنا حتى نشعر بالأمن وحتى تكفّوا عن القصف وإطلاق الغاز والسجن والتعذيب للمسلمين، لن نوقف هذه المعركة. نحن في حرب وأنا جندي فيها».

يرى بيب أن ما يدفع منفذي الهجمات من المسلمين ليس الرغبة في دخول الجنة، إنما الدفاع عن المسلمين المحاصرين. يعلم قادة الجماعات الإرهابية أن هذا الدافع هو وسيلتهم لحشد المتطوعين لمهاجمة الغرب، ويصرحون بذلك.

دعاية للجماعات الإرهابية

صرّح قادة تنظيم الدولة الإسلامية مرّات عديدة بأن الولايات المتحدة والغرب لا يكترثون بالفظائع التي ترتكب ضد المسلمين، وأنهم يطبقون سياسات تضر بالمجتمعات الإسلامية، وذلك من أجل الدعاية للانضمام للتنظيم. على سبيل المثال، في 23 مايو (أيار) 2016، قال أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة الاسلامية «أين هو دفاع الغرب الكافر عن المدنيين؟ وأين حماية حقوق الإنسان والحرية المزعومة؟ لا تتحرك هذه العاطفة في أوروبا وأمريكا والدول الكافرة الأخرى عندما يتم تشريد الملايين. إنهم لا يلقون بالًا لمعاناة آلاف الأطفال والنساء والشيوخ من الجوع والمرض وموتهم… لا يتحرك الأوروبيون ولا غيرهم من الشعوب الكافرة لتدمير روسيا للمستشفيات والمناطق السكنية، على الرغم من أنهم يصابون بالجنون ولا يستطيعون النوم كلما قطع تنظيم الدولة الإسلامية رأس أحد هؤلاء الكافرين».

كما كتبت مجلة دابق، مجلة تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت، ما يلي لتبرير قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي «قتلت الولايات المتحدة النساء والأطفال والشيوخ خلال احتلالها المباشر للعراق قبل انسحابها. هناك العديد من الروايات عن إعدام الجنود الأمريكان الأُسَر واغتصابهم النساء. قُتِلت العائلات المسلمة تحت مُسمّى (أضرار جانبية)، والذي تمنح الولايات المتحدة الحق لنفسها وحدها في استخدامه. لذلك، إذا قتل مجاهد رجلًا بسكّين، فهو قتل وحشيّ للأبرياء. أما إذا قتل الأمريكان الآلاف من المسلمين في جميع أنحاء العالم عن طريق الضغط على زر إطلاق الصواريخ، فإنها مجرد أضرار جانبية».

وذكر بيب أن حظر ترامب المسلمين من دخول الولايات المتحدة يناسب تمامًا الصورة النمطية عن أمريكا والأمريكيين التي استخدمها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية لعقود لتحفيز منفذّي الهجمات لاستهدافهم. وأضاف أن كل عائلة مسلمة احتُجزَت ظلمًا في أحد مطارات الولايات المتحدة، وكل مسلم عمل لصالح أمريكا لسنوات ثم عاد ليواجه الاضطهاد أو القتل، وكل قرار يعطي امتيازات للمسيحيين على حساب المسلمين؛ كل ذلك يستخدم في الدعاية للجماعات المتطرفة، وبالتالي يتسبب في تنفيذ هجمات إرهابية في النهاية.

هل لأمريكا حق الدفاع عن نفسها ضد المسلمين الإرهابيين؟

بالطبع، لكن ليس أي إجراء يُتّخذ بدعوى حق الدفاع عن النفس سيجعل أمريكا أكثر أمانًا، بحسب ما ذكره الكاتب. تضم العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن بأكملهم قرابة 220 مليون مسلم. عدد من يقاومون تنظيم الدولة الإسلامية – أي يعملون لصالح أمريكا – من هؤلاء المسلمين، أكثر من المنضمين إلى التنظيم. وبالتالي فإن الحظر الشامل لمُسلمي هذه البلدان من دخول الولايات المتحدة لا يساعد تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل يمكن أن يقلب هؤلاء المسلمين ضدهم.

وذكر الكاتب في نهاية المقال أنه يجب على ترامب إلغاء هذا الحظر على الفور، حتى تكون هناك خطة تجعل أمريكا أكثر أمنًا بشكل حقيقي.

اجمالي القراءات 1767
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق