مسجد كندي يتهم صحيفة بارزة بتحريف مواقفه لوصمه بالإرهاب

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٤ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


نشرت تقريرًا حللت فيه مضمون موقعه الإلكتروني
مسجد كندي يتهم صحيفة بارزة بتحريف مواقفه لوصمه بالإرهاب



تحريم الكعب العالي.. ورؤية المشجعات
التنانير وحق العمل
المسجد: الصحيفة حرفت كلامنا





الصحيفة اتهمت إدارة المسجد بإصدار فتوى ضد "المشجعات المثيرات"

دبي - حيان نيوف

قررت إدارة أحد أكبر المساجد الكندية، تقديم شكوى ضد صحيفة شهيرة هناك، بعد نشرها تقريرًا يحتوي تحليلا للمحتوى المنشور على الموقع الإلكتروني للمسجد بصورة اعتبرها المسؤولون عن المسجد مليئة بالتحريف ومحاولة استعداء المجتمع ضد المسجد لوصمه ووصم الجالية المسلمة في كندا بالإرهاب.

وقال مسؤول في إدارة مسجد خالد بن الوليد الذي تأسس في مدينة تورنتو الكندية عام 1990 ويخدم نحو 10 آلاف مسلم لـ"العربية.نت" إن الإدارة سوف تقوم باستشارة قانونية في حال لم تتلقَّ ردًّا على شكواها، مؤكدا أن الموضوع الذي نشرته صحيفة "تورنتو ستار" الكندية كان مليئًا بالتحريف، واعتُبر ما جاء فيه شكل من "التمييز والاتهام بالتطرف والإرهاب".

وأكد في الوقت ذاته أن الأراء الفقهية المختلفة التي ترد في قسم الفتاوى على موقع المسجد -والتي تم استخدامها في الموضوع- تعبر عن اجتهادات أصحابها من العلماء، و"لا تعبر بالضرورة عن رأي المسجد"، مشددًا على موقف إدارة المسجد الذي لا يرى في الغرب عدوًّا ولا في أتباع أية ديانة أخرى، كما أنه لا يتبنى موقفًا متناقضًا من عمل المرأة.


تحريم الكعب العالي.. ورؤية المشجعات

وكانت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية البارزة قامت في عددها ليوم الأربعاء 12-11-2008 بانتقاء أجوبة واردة في قسم الفتاوى على الموقع الإلكتروني للمسجد، واتهمت الأخير أنه "يطالب باحترام لباس النساء المحتشم في المجتمع الغربي، وبنفس الوقت يشن هجومًا على اليهود وأبناء هذا المجتمع، وبينما يحرّم عمل النساء، فإنه يندد بفصل نساء مسلمات رفضن لبس التنورة القصيرة".

ونقلت الصحيفة ما قالت إنه فتوى نشرت على موقع المسجد اعتبرت أن فيها إساءة لليهود؛ حيث "تحذر النساء من لبس الكعب العالي، وتحرم ذلك لأن لبسه هو محاولة للتشبه بالنساء الشريرات أو الكافرات، وهو اختراع من قبل اليهوديات".

وقالت إن المسجد لا يشجع مشاهدة القنوات الرياضية "لأن مشاهدتها تؤدي لمشاهدة المشجعات بين وقت وآخر بسبب حركة الكاميرا، وهذا يثير رغبات شيطانية، كما أن بعض اللاعبين قد لا يؤمنون بالله".

وبشكل منتقد وساخر، أشارت الصحيفة إلى أن الموقع يقول إن "الأراء الواردة فيه لا تعبر بالضرورة عن رأي المسجد"، وتتابع "لكن هناك صفحة أخرى هي (مَن نحن) تقول إن كل الأسئلة والأجوبة على الموقع يتم تحضيرها والإشراف عليها والموافقة عليها من قبل إمام المسجد (بشير يوسف شيل)".


التنانير وحق العمل

واعتبر تقرير الصحيفة أن مطالبة المسجد للمجتمع الغربي باحترام حقوق النساء المسلمات بالخروج للعمل محتشمات يتناقض مع موقف المسجد نفسه حيال الغرب، كما يتناقض مع موقفه حيال عمل المرأة الذي يعتبره حرامًا، وأشار في هذا السياق إلى أن محكمة حقوق الإنسان الكندية استمعت في أيلول/سبتمبر الماضي إلى شهادة 8 أشخاص من المسجد زعموا التمييز ضد موظفات مسلمات في إحدى الشركات الكندية؛ وذلك بعد أن فقدت الموظفات الثماني في شركة "يو بي إس" عملهن بسبب التمسك باللباس الطويل المحتشم، بينما أصرت الشركة على ارتداء لباس حتى الركبتين؛ لأن اللباس الطويل يعرض العاملين للخطر وذلك لأنهن يتسلقن سلالم تصل إلى 6 أمتار.

وتساءلت الصحيفة؛ هل قامت الشركة الكندية بذلك من أجل قواعد السلامة أم من أجل انتهاك الحريات الدينية؟ وقالت إن السيدات المسلمات حضرن إلى المحكمة لاحقا وقدمن رسالة تدعمهن من إدارة المسجد؛ حيث يصلين، معتبرة أن هذا يتناقض مع ما نشره موقع المسجد وهو رفضه خروج النساء للعمل؛ لأن ذلك يؤدي للاختلاط مع الرجال.

وتحدث أحد محامي مركز مدافع عن حقوق المرأة العاملة في كندا للصحيفة قائلا "إن النساء الثماني لا فكرة لديهن حول التعاليم التي ينشرها المسجد على موقعه، وأضاف "أنا ومركزنا والموظفات نرفض أي تعابير معادية للسامية أو تثير العنصرية".


المسجد: الصحيفة حرفت كلامنا

وردًّا على الاتهامات، أكد أبو بكر محمد، أحد مسؤولي إدارة المسجد، للعربية.نت أنه "تم تحريف كل شيء منشور على موقع المسجد من قبل الصحيفة الكندية" لتشويه صورة القائمين عليه، مؤكدًا أن "إدارته ليست ضد الغرب واليهود" واعتبر ما جاء في الموضوع المنشور "تمييزًا واتهامًا بالتطرف والإرهاب".

وشرح أبو بكر ما اعتبرته الصحيفة تناقضًا على موقع المسجد، مشيرًا إلى أنه "في البداية كانت كل الأسئلة والأجوبة تخرج بموافقة إمام المسجد، وعندما كثرت الأسئلة، وتزايدت أيضا مشاغل الإمام، كتبنا أنه ليس كل ما ينشر يعبر عن رأينا"، والموقع حاليا به فتاوى لعلماء آخرين كثيرين، مثل الشيخ ناصر الدين الألباني الذي نشرت له الفتوى التي أشارت لها الجريدة عن موضوع الكعب العالي، وقال فيها إنه "لا يجوز للمرأة المسلمة أن تلبسه وبأنه أمر جاء من اليهود"، وهي فتوى تعبر عن موقف الشيخ ويتحمل بنفسه مسؤوليتها.

وأضاف "كمسجد نحن نريد للجالية أن ترى الأفكار المختلفة للعلماء في العالم الإسلامي، وهذا هو هدفنا، وليس بالضرورة أن نتفق معهم، ولكن إذا كان هناك نص قاطع من القرآن أو حديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- فمن المؤكد أننا معه، وإذا لم يكن هناك نص قاطع فلنا الخيار أن نتفق مع رأي المفتي أو لا نتفق".

وعلق أبو بكر على ما قالت الصحيفة إنه تناقض آخر من المسجد حيال عمل المرأة؛ حيث نشر فتوى تحرمها، ولكنه وقف لمساندة سيدات مسلمات فُصِلوا من العمل بسبب الحجاب، وقال إن الصحيفة حرَّفت ما جاء على موقع المسجد بهذا الشأن، موضحًا " نؤمن بأن الرجال قوامون على النساء، ولكن إذا كانت المرأة ليس لها من يكفلها يحق لها أن تعمل".

ومضى مؤكدًا إن "إدارة المسجد ليست ضد الغرب واليهود.. وموقعنا فيه أسئلة يجيب عليها علماء مختلفون، ولكن تم تحريف كل شيء في الموقع من قبل الصحيفة الكندية، وأشار إلى أن إدارة المسجد أرسلت شكوى لإدارة الصحيفة وأنهم سيقومون باستشارة قانونية في حال لم يتلقوا ردًّا على شكواهم.

اجمالي القراءات 2749
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق