سلوك الأخت الكبرى يسهم في استقرار حياة الصغرى

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


 سلوك الأخت الكبرى يسهم في استقرار حياة الصغرى

 



 
 
 
 
 
 
سلوك الأخت الكبرى يسهم في استقرار حياة الصغرى
  • تتميز علاقة الأخت الكبرى بشقيقتها الصغرى بخصوصيتها حتى أنها تشبه أحيانا علاقة الأم بابنتها، حيث تغمرها حنانا واحتواء وتعمل على راحتها وتوفر لها حياة خالية من الهموم والمسؤوليات، فقد تراها البسمة التي تحمل للأسرة السعادة والمرح. وفي المقابل تختلف تلك النظرة بالنسبة إلى الشقيقة الصغرى التي تتعامل بشيء من اللامبالاة أو التعنّت، انطلاقا من مبدأ أنها المدللة التي يحق لها فعل أي شيء وقتما شاءت وبالطريقة التي تراها مناسبة، وهو ما يمهد لحدوث مشاجرات وافتعال خلافات في ما بينهما بصورة تتوالى بتوالي المواقف.
العرب  [نُشر في 21/07/2016، العدد: 10341، ص(21)]
 
الغيرة تدفع الأخت الصغرى إلى مضايقة أختها الكبرى
 
القاهرة- كشفت دراسة حديثة أنّ الأخت الكبرى داخل الأسرة دائما ما تشعر بأنها تتحمل الكثير من الأعباء والمسؤوليات للإخوة اللاحقين بها في الترتيب، بحجة أنّها الأكبر سنا، وهي أيضا تمتلك ميزة أنّها الأنجح بينهم.

كما أظهرت الدراسة أنّ طموح الفتاة البكر يتعدى بنسبة 16 بالمئة طموحات الصبي البكر ويرجع السبب في هذا التفوق والنجاح إلى اهتمام الأهل والتضحيات التي يقدمونها لطفلهم الأول والتي تقل تدريجيّا مع الطفل الثاني والثالث.

وتعد المقارنة المستمرة بين الشقيقتين من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأخت الصغرى إلى حمل نوع من البغض لشقيقتها، حيث أن الأخت الكبرى بحكم عمرها وخبرتها في الحياة تتسم بقوة شخصية ومهارات إدارتها للأمور المتعلقة بالمنزل وبأفراد أسرتها، مما يجعلها محل اهتمام الجميع، وهو ما يحرك داخل أختها الصغرى مشاعر الغيرة، ومن ثمة الرغبة في إظهارها بصورة سيئة للحد من مديحها، وتتبع نحوها بشكل خفي أساليب فظة تهدف منها إلى أن تُبدي أختها الكبرى ردود أفعال سلبية وغير مقبولة تجاهها، فتظهر أمام الجميع أنها معادية لشقيقتها الصغرى، مما يؤثر سلبا على مكانة الأخت الكبرى في الأسرة.

وتحتاج العلاقة بين الشقيقتين إلى أساليب وسلوكيات ونصائح معينة، تسهم في استقرار الحياة بينهما وكسب الحب والصداقة في ما بينهما، وتأتي في مقدمة تلك النصائح، أن تكتفي الأخت الكبرى بدور المرشد أو المساعد، وتترك مهامها كأم ثانية لوالدتهما لأنها الأقدر على ذلك، وأن تتجنب كذلك فرض رأيها عليها، فهي لكونها المدللة لن تتقبل منها هذا، بالإضافة إلى عدم السماح لها بأن تقلد الآخرين وإن كانت شقيقتها التي تكبرها، حيث يتكفل ذلك بمحو شخصيتها، ومن ثمة شعورها بفقدان الثقة في ذاتها.

ويرجع خبراء علم النفس تعنّت الأخت الصغرى على شقيقتها الكبرى لعدة أسباب، أبرزها الغيرة الناتجة عن اعتقادها بأن والديها يبديان اهتمامهما بها لكونها الكبرى التي تتحمل الكثير من المسؤوليات، وهو ما يدفعها إلى مضايقة أختها الكبرى عبر السخرية منها، عندما تقوم بنصحها أو إرشادها إلى فعل شيء ما، الأمر الذي يترتب عليه تجنب التعامل والتحدث معها ورفض معاونتها في شيء.

كما أنها تعتمد كثيرا على كونها الأخت المدللة التي لا يحق لأحد فرض وصايته عليها حتى وإن كانت شقيقتها الكبرى، ويكون ذلك لمكنون نفسي يدفعها إلى رفض كل ما يدور حولها، لدرجة تصل إلى عدم الالتزام بأوامر أو نصائح الوالدين، وفي هذه الحالة يكون المتسبب الرئيسي في المشكلة الوالدين، حيث أنهما تركا لها المجال لانتهاج سياسة الرفض والاعتماد على كونها الابنة الصغرى، الأمر الذي يتسبب في غضب الأخت الكبرى.

تقدير ما تفعله الأخت الكبرى من قبل الوالدين أو الأشقاء له أثر إيجابي على تعاملاتها الأسرية ويدفعها إلى العطاء أكثر

ويأتي إعجاب الأخت الصغرى بشخصية شقيقتها التي تكبرها في مقدمة الأسباب التي تدفعها أيضا إلى التعنّت عليها، حيث يؤدي ذلك إلى نتيجة عكسية، فعندما تحاول أن تتقمص شخصيتها والتعامل مع من حولها باعتبار أنها الأخرى ناضجة وتستطيع تحمل المسؤوليات، حتى تحوز على رضا الوالدين وبقية الأشقاء، حيث تشعر حينها بأن الاحترام والتقدير من حق شقيقتها فقط، وبالتالي تظهر عليها علامات بغض شقيقتها الكبرى من خلال تغيير نظرتها لها وتعاملها معها.

ويقول الدكتور أحمد عسكر، أستاذ الطب النفسي بجامعة أسيوط، “التقدير النفسي لما تفعله الأخت الكبرى من قبل الوالدين أو الأشقاء له أثر إيجابي على تعاملاتها الأسرية، حيث يدفعها إلى العطاء أكثر وعدم الاهتمام بالفوارق البسيطة بينها وبين أشقائها، وهو ما يخلق خلافات بينها وبين شقيقتها الصغرى تكون ناتجة عن مكنون نفسي سلبي يتحكم في تعاملات الابنة الصغرى، وهنا يأتي الدور الموكول للابنة الكبرى من خلال نصائح يجب عليها اتباعها لكسب حبها وودها، أولها التخلي عن دور الأمومة الذي تلعبه مع شقيقتها، لأنه الدافع الذي يمنحها القوة لفعل ما تريد مع أختها الكبرى، فهي تدرك جيدا أنها مهما فعلت لن تجد منها سوى رد فعل إيجابي”.

لافتا إلى أن تجنب إبداء النصائح من قبل الأخت الكبرى بصورة متكررة لشقيقتها، يعتبر من السلوكيات التي يجب اتباعها لكسب حبها وصداقتها، حيث يتسبب ذلك في ابتعاد شقيقتها عنها لإحساسها بفرض وصايتها عليها، كما أن ذلك يشعرها بالنقص والعجز، وعدم وجود خبرة لديها تؤهلها لتفادي الأخطاء التي تدفع أختها الكبرى إلى إبداء نصائحها لها، كما يجب عليها مراعاة حدود علاقتهما التي يجب ألا تتخطى دور المرشد والمساعد فقط في مواقف بعينها وليس بصورة دائمة.

وتوضح الدكتورة راندا خليفة، استشارية الأمراض النفسية، أن رغبة الأخت الصغرى في إقامة علاقات مع صديقات أختها الكبرى، ومحاولة معرفة شؤونهن ومشاركتهن اللحظات الجميلة، اعتقادا منها بأنها بلغت من العمر ما يؤهلها لمعايشة الأكبر سنا، من الأمور التي يجب تلبيتها من جانب أختها الكبرى، لأنها محاولة إيجابية لكسب حبها وودها، مؤكدة أن إحاطة الأخت الصغرى بحب وحنان شقيقتها الكبرى طيلة الوقت، تعزز داخلها الشعور بالأنانية، لذلك لا بد من التوقف عن ذلك لبعض الوقت، حتى تتعلم كيفية الاعتماد على النفس، فمن شأن ذلك أن يقوي قدراتها العقلية ويؤهلها لتحمل المسؤولية، وبالتالي يخلق منها شخصية أكثر قوة وصلابة تدرك قدر المحيطين بها.

وتشير خليفة إلى أن الكف عن اتباع القسوة مع الشقيقة الصغرى من الوسائل التي تخلق الحب بين الأختين، لذلك يجب على الأخت الكبرى أن تعالج أخطاء شقيقتها من خلال احتوائها والتحدث إليها، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي دفعتها إلى ارتكاب الخطأ، وبالتالي تظهر أمامها بصورة إيجابية تعزز من حبها لها وتدفعها إلى اللجوء إليها وقتما رغبت في ذلك.


اجمالي القراءات 1604
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق