حسن الحسن من داخل داعش يبحث في ما تسمى 'البيئة الحاضنة' فكر داعش جزء من المدارس الفكرية التكفيرية

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٥ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


حسن الحسن من داخل داعش يبحث في ما تسمى 'البيئة الحاضنة' فكر داعش جزء من المدارس الفكرية التكفيرية

حسن الحسن من داخل داعش يبحث في ما تسمى 'البيئة الحاضنة'

 
فكر داعش جزء من المدارس الفكرية التكفيرية التي خرجت من بطانة تنظيم القاعدة ولكن الفارق هو في رؤية داعش إلى قضية العدوّ.
العرب كندة قنبر [نُشر في 26/06/2016، العدد: 10318، ص(8)]
 
استراتيجية أميركا في الفلوجة تعيد صب الزيت على النار
 
واشنطن - أصدرت لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا بتاريخ 16 يونيو الحالي تقريراً بعنوان “جاؤوا ليُدَمِّروا: جرائم داعش ضد الإيزيديين”. يعتبر التقرير أن داعش ارتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين. وقد جاء صدور التقرير بعد الهجوم المسلح على نادٍ ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو في فلوريدا، ويعدّ الاكبر في تاريخ أميركا. منفذ هذا الهجوم كان مواطناً أميركياً يدعى عمر متين من أصول أفغانية، كشفت التحقيقات عن ارتباطه بتنظيم داعش، حيث سارعت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبة على التنظيم المتطرف بنشر صور للعملية ومنفذها متبنية الهجوم.

هذا العمل الإرهابي ليس الأول على الأراضي الأميركية، بل هو الثاني بعد أحداث سان برناردينو في ديسمبر العام 2015، وكان منفذها أيضا مواطنا أميركيا هو سيد فاروق. وقد أسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل 14 شخصا وإصابة 24. ومع دخول الحرب على تنظيم دولة الخلافة، والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية مع أكثر من دولة غربية وأوروبية، سنتها الثانية ، ترى واشنطن نفسها أمام تحدٍ كبير في حربها ضد هذا التنظيم وهو خطر ازدياد التعاطف معه وانتشار أيديولوجيته في العالم.

فكر داعش

نشر مركز كارنيغي للشرق الأوسط هذا الشهر دراسة للباحث السوري حسن حسن حملت عنوان “طائفية تنظيم الدولة الاسلامية: الجذور الأيديولوجية والسياق السياسي” وضح فيها أصول أيديولوجية ما يدعى بالدولة الاسلامية. وبينت الدراسة أن أيديولوجية تنظيم داعش متعدّدة المستويات، ولا يمكن أن ترتبط بشخص أو حركة واحدة أو بحقبة معينة. وأنه إذا أردنا فهم هذا التنظيم، فيتوجب فهم أصول هذا الفكر وتعاليمه.وفي لقاء “العرب” مع حسن حسن الخبير المقيم في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن، وأحد مؤلفي كتاب “داعش: داخل الجيش الإرهاب”، أشار حسن إلى أن جذور أيديولوجية تنظيم الدولة تستند إلى الحركة الوهابية والتي تعد مع السلفية الوارث الفكري لِعالم الدين الإسلامي الذي عاش في القرن الثالث عشر تقي الدين بن تيمية. وكذلك المذهب الحنبلي، كما فسّره ابن عبدالوهاب وخلفاؤه والذي تميز بالتقليدية والحرفية الشديدة الرافضة للمفاهيم الخاصة بعلم الكلام مثل المقاصد (روح الشريعة)، والكلام (الفلسفة الإسلامية)؛ والصوفية (الروحانية الإسلامية)؛ والعلل (دراسة المقاصد الدينية في القرآن والحديث) والمجاز (الاستعارة). والتمسك بمفهوم مواجهة البدعة والذي يحرّم ابتداع ممارسات دينية لا يقرّها الدين، واعتبار الممارسات الصوفية والشيعية شركاً.

اعتمد تنظيم الدولة قانون الجزاء و الولاء والبراء والردّة الذي يرتبط بمفهوم “الولاء للإسلام” والتوحيد (وحدانية الله) والتي تعد أكبر مساهمة من الوهابية في أيديولوجية الدولة الإسلامية.

ويؤكد حسن في دراسته على أن النظر إلى التنظيم من زاوية الوهابية، هو تبسيط لفكره، لأنه لم يعتمد فقط على الوهابية، بل على السلفية الجهادية والصحوة الاسلامية والمفهوم الثوري للإسلام السياسي الذي نشأ وازدهر ما بين ستينات القرن الماضي وتسعيناته.

و اعتبر الكاتب أن فكر داعش جزء من المدارس الفكرية التكفيرية التي خرجت من بطانة تنظيم القاعدة. ولكن الفارق هو في رؤية داعش إلى قضية العدوّ. فداعش يعتبر أن ألدّ أعدائه وأعداء الإسلام هم من في الداخل (المسلمون الذين لا يتبعون النهج) وكذلك الشيعة.

المتعاطفون مع داعش ينقسمون إلى فئات عديدة، منهم الذين دخلوا هذا التنظيم بدافع ديني وإيمان بالفكر الداعشي والذي يعتقدون أنه الإسلام الحقيقي، ومنهم الشباب المغرر بهم، الذين يتم تجنيدهم عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعي. وآخرون يؤمنون بالمشروع السياسي للتنظيم، رغم عدم اتفاقهم مع ايديولوجيته

ويُجادل التنظيم بأن التركيز على العدوّ البعيد (الغرب) وتجاهل العدو القريب غير مجدٍ في نشره للدعوة وإقامة الخلافة. وأنه بإعلان الحرب على أعداء الداخل سيتم استدراج العدو الخارجي أي الغرب إلى المنطقة. وهذا بالفعل ما حصل عندما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية تشكيل التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية والمؤلف من ستين دولة في يونيو من العام 2014.

وسائل جلب التعاطف

تعد وسائل داعش في استقطاب العديد من المتعاطفين معه، وخاصة من فئة الشباب وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الخاصة به، ناجحة حتى الآن. وقد استطاع هذا التنظيم الوصول إلى عدد كبير من المتعاطفين معه في جميع أنحاء العالم.

لكن من المهمّ فهم ما هي درجات التعاطف وأنواعه، ففي تجربة على واحدة من منصات الإعلام الاجتماعي (فيسبوك) لرصد ردود الأفعال حول ما يسمّى “التعاطف”، يقول حسن “قمنا بنشر انتقاد واضح حول ممارسة التنظيم الإرهابية في ما يتعلق بالاتّجار بالنّساء والعبودية، وكانت لغة الانتقاد قاسية، هاجمنا فيها ممارسات العنف التي تتّخذ من الفكر الإسلامي الجهادي غطاء. فكانت ردة الفعل قوية، ولكن متعددة المستويات. ورغم عدم معرفتنا أيّ شيء عن هويات المتفاعلين على الفيسبوك وأعمارهم ودرجات تحصيلهم العلمي، كونهم شخصيات وجدت في العالم الافتراضي، إلا أن هذه التجربة عرضت على خبراء نفسيين وإعلاميين يدرسون لغة الخطاب. فخرج التحليل النفسي يقول إن هناك حالة من اللاوعي في ردود الأفعال التي بدت غاضبة، متخذةً منحى الدفاع الشخصي عن النفس. وتم تعليل ذلك بالشعور اللاإرادي بالفوقية، الحرمة للدين والمساس به، الاضطهاد والشعور بالمظلومية، وضعف الهوية الوطنية، وتكوّن هوية عقائدية وصعود خطاب العنف والعنف المضاد”.

الاضطهاد والمظلومية

تربى المسلم على أنه متميز عن غيره بسبب دينه منطلقا من مفهوم الآية القرآنية “كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”، وهذا الشعور بالتميز ليس غريباً عن الأديان الأخرى، فاليهود يعتبرون أنفسهم “شعب الله المختار”. وقد اعتادت التربية الإسلامية بشكل عام، على عدم الخوض بالدين لأن الفرد غير مؤهل لذلك، معتمدين في هذا الطرح على الآية القرآنية ” وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا “. كل هذا في ظل ضعف الشعور بالانتماء والهوية الوطنية أو المواطنة واختلاطها مع هوية العقيدة والشعور بالاضطهاد والمظلومية، حيث أنه ومما لا شك فيه أن فئة كبيرة من المسلمين تتعرض لهجمة قوية من الأنظمة القمعية أو الغرب، وقد تولّد لديها الشعور بالمظلومية، وأخذها إلى منحى آخر نتيجة الأسباب التي ذكرت أعلاه.

يلعب الخطاب الإعلامي العنيف لتنظيم داعش دوراً كبيراً في تجييش المتعاطفين معه، ولكن في المقابل يوجد خطاب إعلامي لا يقل عنفاً عن داعش، بمعنى أنه خطاب صبغ المسلمين بلون واحد، وقد تكون له آثار عكسية تخدم أهداف داعش.

هذا ما ينتقد به المرشح الجمهوري دونالد ترامب وخطابه الإعلامي الذي يعتبر نوعاً من “العنف المضاد” بحق الملسمين، والذي يحرّض، بحسب الخبراء، على التعاطف مع الجماعات الإرهابية، وهو ما يصنّف على أنه البيئة الحاضنة للإرهاب.

 
فكر داعش يشكل جزءا من المدارس الفكرية التكفيرية
 

يعد تنظيم داعش من أقوى التنظيمات الإرهابية في العالم. وتعلل قوته ليس فقط بسبب قدراته العسكرية، ولكن إلى وضوح فكرته وأيديولوجيته، وعدم قبوله المساومة.

يقول حسن لـ”العرب” إنه وبحسب بحثه ومقابلاته مع أعضاء من التنظيم، فإن المتعاطفين مع داعش ينقسمون إلى ست فئات، ولكنه يركز على ثلاث منها. الفئة الأولى تتكون من الذين دخلوا هذا التنظيم بدافع ديني وإيمان بالفكر الإسلامي الداعشي والذين يعتقدون أنه الاسلام الحقيقي، أي زمن الخلفاء الراشدين. وتتألف الفئة الأولى من الجماعات الجهادية التكفيرية والتي آمنت بهذا الفكر منذ زمن طويل وتستند إلى عقيدة واضحة تؤمن بالولاء و البراء. هذه العقيدة هي عبارة عن مزيج بين الوهابية والسلفية الجهادية والصحوة الإسلامية.

الفئة الثانية هي من الشباب المغرّر بهم الذين يتم تجنيدهم عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعي وغيرها. يخضع هؤلاء الشاب إلى دورة تدريبة في معسكرات خاصة لمدة أربعين يوماً أو أكثر، يقومون فيها بدراسة المنهج الفكري وتعاليم الدين والمنهج السياسي لهذا التنظيم، بالإضافة إلى التعاليم الأمنية والقتالية.

ويقول حسن حسن إن من الكتب التي يستخدمها داعش في غسل الأدمغة هو كتاب “الجامع في طلب العلم الشريف” للإمام الشريف واسمه الحقيقي عبدالقادر بن عبدالعزيز. والكتاب الثاني هو كتاب “إدارة التوحش” للكاتب أبو بكر ناجي. ويعتبر كتاب “إدارة التوحش” كتاباً غير ديني ولكنه يبرر استعمال هذا التنظيم للعنف المفرط وذلك في سبيل تحقيق الخلافة، ويفصل الدين وعبادته عن واجب الجهاد. ويوضح أن الإسلام هو دين تسامح، ولكن في ما يتعلق بواجب الجهاد فهو أمر مختلف ويجب أن يكون عنيفاً من أجل الردع.

أما الفئة الثالثة فهي الفئة التي تؤمن بالمشروع السياسي الخاص بتنظيم الدولة. هذه الفئة مهمة ولا يستهان بها، وهي التي تعطي المنطق لخطاب داعش، وتتميز هذه الفئة بأنها واسعة. ورغم أنها لا تتفق مع أيديولوجية داعش، ولكن ترى فيه القوة والقدرة على الوقوف أمام النظام السياسي العالمي في المنطقة، والقادرة على تنفيذ حلم الخلافة. وتبرّر هذا الفئة العنف الذي يعدّ فكرا واستراتيجية وأداة ضرورية للتوسع، وتضرب أمثلة من التاريخ، كالدولة العباسية وارتكابها جرائم بحق الأمويين.

دور بريمر في العراق

يستند خطاب داعش إلى منطق مظلومية السنة التي تعد الفئة المستهدفة التي يقول تنظيم داعش إنه جاء لنصرتها. ورغم أن استراتيجية داعش طويلة، إلا أنها واضحة، تبرر العنف ليكون أداة رادعة وجامعة لكل التيارات الإسلامية من أجل الدخول تحت لوائها. ويرى حسن أن تنظيم داعش لا يحتاج إلى أعداد كبيرة تنضم إليه، ويمكن النظر لهذا التنظيم على أساس أنه “علامة” بالمفهوم التجاري، لها روادها الخاصون مهما غلا ثمنها. وسلّط كتاب “داعش: من داخل جيش الرعب” لحسن حسن بالتعاون مع الباحث الأميركي مايكل ويس، الذي صدر في العام 2015 الضوء على بنية تنظيم داعش العسكرية، والتي تضم جيشاً من المتطوعين. ويعتبر هذا الكتاب مهمّا للغاية، بسبب ضمه شهادات من أعضاء التنظيم نفسه، بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين عملوا في العراق وخبراء مختصين بدراسة داعش. أوضح الكتاب مدى كره داعش لكل من هو من “غير السنة”، وكذلك إصراره على وجوب مقاتلة الشيعة وإشعال حرب طائفية.

يبين الكتاب أيضا كيف أن النظام السوري وإيران قاما بدعم أبي مصعب الزرقاوي وكيف أن النظام السوري عقد عدداً من الصفقات لشراء النفط من جبهة النصرة وتنظيم داعش الذي يحتل مساحات كبيرة في السلة الغذائية السورية (الرقة، دير الزور والحسكة). وأشار الكتاب إلى أن تنظيم القاعدة وداعش قد ظهرا بسبب السياسات الطائفية التي اتبعها نظام صدام حسين والذي لم يكن نظاماً بعثياً وحسب بل طائفياً أيضاً، وكيف عمل صدام حسين على نشر التعاليم السلفية في جيشه السني ليكون أكثر ولاءً له، ولكن النتيجة جاءت عكس ذلك وأصبح الجنود أكثر ولاء للسلفية من صدام نفسه.

سياسة واشنطن وبول بريمر لعبت دوراً في نشأة هذا التنظيم، وخاصة بعد تفكيك الجيش العراقي وطرد الكثير من الجنود من عملهم والتحاقهم بالقاعدة من أجل العيش وكسب المال

وكيف أن سياسة واشنطن وبول بريمر لعبت دوراً في نشأة هذا التنظيم، وخاصة بعد تفكيك الجيش العراقي وطرد الكثير من الجنود من عملهم والتحاقهم بالقاعدة من أجل العيش وكسب المال.

ماذا تفعل أميركا

يستغل داعش المشهد السياسي العام في منطقة الشرق الأوسط، ولكي تنجح السياسة الأميركية في محاربة هذا التنظيم، يجب عليها تغيير سياستها وخطابها الإعلامي. ومن وجهة نظر حسن، فإنه على واشنطن استبدال خطابها حول داعش، والقول صراحة إنه ليس ممثلاً للإسلام السني كله، بل العكس، فألدُ أعدائه هم السنة. وعلى واشنطن الاستفادة من تجربتها في العراق في ما بين فترة 2006 و2007، حيث توجه الأميركيون إلى العمل مع الثوار السنة، الذين قاوموا احتلالهم نفسه ومن الفئة التي تكتس ثقة السكان المحليين.

بالعودة إلى تلك الفترة، نرى أن واشنطن لم تلجأ إلى مشايخ القبائل، بل توجهت إلى الثوار المقاومين من السكان المحليين، وعقدت نوعاً من الشراكة معهم، حيث استطاعوا خلال فترة وجيزة أضعاف تنظيم القاعدة آنذاك. ويؤكد حسن أن استراتيجية واشنطن غير ناجحة، وأن عليها أن تعي أنه لا تمكن مقاتلة داعش عن طريق تجنيد الحشد الشعبي الشيعي أو القوات الكردية فحسب، ولكن عليها خلق شريك سني في حربها هذه. ويعلل فشل استراتيجية واشنطن في مواجهة التنظيم باستخدامها الحشد الشعبي، وهي ميليشيات مدعومة من طهران وترفع شعارات طائفية في معركتها الأخيرة في الفلوجة، هذه المدينة السنية الرمزية في مقاومتها للاحتلال الأميركي للعراق. حيث استغلت داعش في خطابها الإعلامي التجنيدي وأثبتت لمتعاطفيها أن هناك صيرورة تاريخية بمعنى “ما أشبه الليلة بالبارحة” في كيفية عودة إيران وأميركا إلى منطقة الفلوجة لاحتلالها، لتكون جزءًا من الحرب السنية-الشيعية على المنطقة. وبهذا تخسر أميركا حربها في مواجهة داعش وبذلك يتزايد التعاطف المباشر وغير المباشر معها.

الطريق لإضعاف هذا التنظيم هو عن طريق دعم الثوار في المناطق التي يسيطر عليها داعش وهي برأي حسن القوات الوحيدة التي تستطيع مقاتلة تنظيم داعش وضربه استراتيجياً في سوريا على سبيل المثال. إن نظام الأسد غير قادر على القضاء على هذا التنظيم، لذلك يتوجب الاستثمار في الثوار الذين قاتلوا ضد نظام الأسد والذين يتمتعون بثقة مجتمعاتهم المحلية، ولديهم الشرعية والقدرة على التواصل مع بيئتهم، لما يمتلكونه من قدرة على الإقناع تفقد داعش مصداقيتها، وهي ميزات تمكّن هؤلاء من حكم مناطقهم.

اجمالي القراءات 2035
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق