تحقيق- أماني سامي ... تصنيف الخبر: أخبار المجتمع:
زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى.. صراع التقاليد!

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٤ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: جريدة الوطن القطرية


زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى.. صراع التقاليد!

تحقيق- أماني سامي .... تصنيف الخبر : اخبار المجتمع 
في مجتمعاتنا العربية تمنع بعض الأسر زواج البنت الصغرى قبل الأخت الكبرى ويندرج هذا تحت بند العيب ومخافة كلام الناس عن البنت الكبرى وهذا كله يدخل في إطار العادات والتقاليد المتوارثة، ويختلف هذا الموضوع من أسرة لأخرى فمن الممكن أن ترفض الفتاة الصغرى الزواج قبل الكبيرة حتى لو كانت الأخت الكبرى موافقة على هذا وأحيانا ترفض الكبيرة أن تتزوج الصغيرة قبلها وإذا حدث فإنه ينشأ صراعات مريرة ما بين الأخوات فالكبيرة تشعر بالنقص حيال هذا الأمر.
الوطن عرضت تلك القضية لمعرفة وجهات النظر فيها وما موقف الأخت الكبرى من زواج أختها الصغرى قبلها إذا كانتا في سن الزواج وعرض الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على هذا الأمر.
الأسلوب الحسن
البداية كانت مع فيصل العشاري استشاري اسري: إن للوالدين والأهل دورا كبيرا وفعالا في ذلك حين تتزوج الابنة الصغرى قبل الكبرى من حيث مراعاة اللباقة والأسلوب الحسن مع الابنتين ودعم الابنة الكبرى نفسيا واجتماعيا وأن نبث جرعات من الإيمان والأمل والثقة بالنفس وهنا يكون الدور الكبير للأم من حيث احتضانها لابنتها وتفهم نفسيتها والقيام بطمأنتها بأن نصيبها سيأتيها مع إشراك الأخت الكبيرة وأخذ رأيها في ما يختص زواج أختها من تجهيزات وغيرها وقد يقع الكثيرون في الخطأ حينما يعمدون إلى تشويه صورة الخاطب أمام الكبيرة من باب الأخذ بخاطرها وهذا ليس أسلوبا صحيحا لأنه يجرح مشاعر الصغيرة.
كما أنه لا يصح أن ننسب للمتقدم ما ليس فيه، كما يجب على الأخت الصغيرة أن تكون عاقلة ذات مشاعر راقية تحرص ألا تخدش مشاعر أختها، وهذا الموضوع يختلف من أسره لأخرى فمن الممكن أن ترفض الفتاة الصغيرة الزواج قبل الكبيرة مع أن الكبيرة موافقة على ذلك وأحيانا ترفض الكبيرة وبشدة أن تتزوج الصغيرة قبلها مما قد يؤدي إن تم هذا الزواج إلى حدوث البغضاء بين الأخوات، فالكبيرة قد يسيطر عليها الإحساس بالنقص وعدم الثقة وأن أختها تقف في طريق سعادتها، وهنا يكون للوالدين الدور الرئيسي في مسك زمام الأمور من حيث التوجيه والإرشاد ولا يمكننا أن نغفل عن دور تربية الوالدين وتنشئتهم الأبناء في الصغر فهذا يؤثر بطريقة مباشرة في ردود فعلهم مستقبلا. 
من جهتها، أكدت الدكتورة منيرة الرميحي- أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر- أن تقبل المجتمع فكرة زواج البنت الصغرى قبل الأخت الكبرى والذي أصبح أكثر وعيا وإدراكا لهذا الموضوع حتى ان هناك بعض الأسر توافق على زواج البنت الثالثة مثلا قبل السابقتين مادام تقدم لخطبتها شاب يتمتع بالخلق والدين الحسن ويكون مناسبا لها في شتى النواحي.
بدورها تقول الدكتورة أمينة الهيل الاستشارية النفسية: إن عملية تأثر الفتاة الكبرى سلبا بزواج الصغرى متوقف على عدة عوامل أبرزها السمات الشخصية لكل فرد ومدى قدرته على اتخاذ القرار ويعتمد أيضا على عقلية البنت الكبرى وثقافتها وانخراطها في المجتمع، فإذا تمتعت بعقلية واعية وتفكير ناضج ودرجة ثقافة عالية وكانت شخصية اجتماعية فإن هذا الموضوع لا يؤثر إطلاقا على نفسيتها لأنها تكون قد وصلت إلى حد من الثقافة والتعليم يشعرها بأن كل هذه الأمور عادية، وأن الزواج قسمة ونصيب وأنها سوف يأتيها شريك الحياة في الوقت المناسب دون أن تقف حجر عثرة في طريق سعادة أختها وأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بقدر. 
ويقول الداعية الشيخ أحمد البوعينين: هذه الظاهرة تدور رحاها حول قطبين أساسيين، أولهما العادات والتقاليد، وثانيهما ضعف الإيمان وعدم صدق التوكل على الله.. أما العاداتُ والتقاليد فلا نستطيع التخلص منها، وكأنها قانون ثابت لا يتغير.. ومنها ألا تتزوج الفتاة إلا من قبيلتها، أو من هو أكبر منها سنا.. وغيرها، أما قضية عدم تزويج الصغيرة قبل الكبيرة ففيه إجحاف وظلم، وتعصب للرأي دون النظر للعواقب، فقد تخطب الصغيرة إما لأنها الأجمل، أو يختارها الخاطب ملائمة لسنه، أو قد يكون بها من المواصفات ما يتمناه الخاطب.. فهل نحكم عليها بعدم الزواج لأن أختها التي تكبرها لم تتزوج؟!
فلو افترضنا أن الفتاة الكبيرة لم تخطب فما ذنب الأخريات ممن يصغرنها سنا.. أيحكم عليهن بالإعدام؟ ويذبن في صمت تحت وهج عواطف ساخنة وآراء متعسفة؟ وتفوت عليهن فرصة الزواج المناسب.. خاصة إذا كان الخاطب ذا خلق ودين.. فربما لا يعود الخاطب ويضيع العمر.. وقد تنفلت الفتاة من عقلها فيصيبها اليأس أو قد تنحرف، أما ظاهرة ضعف الإيمان وعدم التوكل على الله فإن المجتمع بحاجة وتثبيت القلوب على التوكل على الله، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )، كما يقول رسول الله: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
وللمواطنات رأيهن في الموضوع حيث تقول نجود مبارك: مثل هذه المشكلات لا تكون إلا في المجتمع العربي بالذات لحساسية هذا المجتمع،، لأن الكل يراعي شعور الكبيرة، فالأمر عادي وفي نهاية المطاف هذا نصيب ومكتوب من عند رب العباد ولا أعتقد أن زواج الصغيرة قبل الكبيرة قد يؤدي إلى اهتزاز ثقة الكبيرة أو نظرة المجتمع لها.
وأضافت: لو افترضنا أن البنت الكبيرة أرادت أن تكمل دراستها هل يعقل أن تنتظرها الصغرى لحين التخرج، وبعدها تتزوج؟ بالتأكيد منطق غير مقبول.
أما مريم الدوسري فكان لها رأي مغاير حيث تقول: لا يجب التسرع من قبل الأهل وتزويج الصغرى قبل الكبرى لأن هذا يؤدي إلى عواقب وخيمة، فسيقع الحقد في قلب الأخت الكبرى مرورا بالحالة النفسية السيئة التي ستصيبها، والخوف الذي سيعتريها من المستقبل وما يخبئه لها في طياته كما أنها ستظن أنها ليست بها مواصفات جيدة تؤهلها للزواج.
وأشارت مريم إلى أنها الأخت الصغرى ولم يقبل والدها بزواجها إلا عندما تتزوج الأخت الكبيرة أولا، وتقول: تزوجت أنا وأختي وسارت الحياة بهدوء بعيدا عن جرح مشاعر أختي.
وتقول أم محمد في مستهل حديثها: (اللي يجيلها نصيبها تتزوج) لكن لا يجب أن تكون الصغيرة تحت سن العشرين لأنها ستكون صغيرة للغاية على تحمل مسؤولية الزواج وأعبائه، فليس شرطا أن زواج الفتاة الصغيرة قبل أختها الكبرى لأنها أفضل منها في كل شيء، الأمر ببساطة يعود للقسمة والنصيب فقط، ولا حرج أن تسبق الصغرى الكبرى في أمر الزواج مادام أن الله قد كتب لكلتيهما ذلك والثقة بالنفس في هذه الظروف مطلوبة لأنها لو لم تكن موجودة لعكست انطباعا سيئا على الأخت الكبرى، علاوة على ذلك النظرة العادلة العاقلة في هذه الأمور أمر مطلوب أيضا لأنها لو لم تتغير هذه النظرة من الناس لظلمت أعدادا كبيرة من الفتيات ليس لديهن أدنى ذنب.
وعن تجربتها الشخصية تقول نورة عيسى: لقد خُطبت أختي الأصغر مني قبلي، وقد كان والدي مترددا في الموافقة على هذا الزواج في بادئ الأمر مراعاة لمشاعري ولكني أصررت على ذلك خاصة أن المتقدم لها رجل مناسب وباركت لها هذا الزواج وكنت معها في كل صغيرة وكبيرة أوجهها قبل الزواج بما يفيدها ويساعدها.

اجمالي القراءات 4645
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   السبت ٠٤ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[81875]

مصدر الخير


مصدر الخير  ....  تصنيف الخبر : منوعات واجتماعيات 



http://www.al-watan.com/news-details/id/6170



لموقع أهل القرآن ... أبو أيوب ... الكويت 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق